السّرد وقوّة التَّسمية .. قراءة في سردية «الريش» لـ«سليم بركات»
… إنَّ كتابة بركات في البحث عن كينونتها تتخذ من أنين المهمَّش هدفاً؛ لتكون صراخَهُ، ألمهُ في مسارها نحو تخوم الإشراق والقلق. كتابة تستوي بنار القلق، وتتكشَّف تحت سطوة الإشراق؛ ليجد القارىء نفسه إزاء «بركانية النصِّ وأتون المعنى»، فما أنَّ يَهِمَّ القارىء بالنصِّ حتى يهمَّ النصُّ به، فيقذف حممه في جميع الاتجاهات، ليتوه القارىء في متاهات النصِّ ودهاليزه، وهو يخوض ليلَ النصِّ وعتمته إذ تنعدم الجهات، وتختفي نقاط العلام، فما أنَّ يضع إشارةً/ علامةً لتحديد خريطةٍ للفهم حتى يتفاجأ باختفائها، فالنصُّ ــ البركان لايفتأ عن الثوران، ولاتفتأ أتونه عن قذف سيول المعنى؛ لينتقل القارىء بفعل دينامية النصِّ من تأويلٍ إلى آخر، ومن تأويلٍ إلى تأويل مضاعفٍ، فمع كل انعطافٍ للقراءة ثمَّة مضاعفة للتأويل….