في الذكرى الخمسين لاستشهاد الخالد سعيد ألجي (1)

شارك هذا المقال:

زنار سوران[1]

الترجمة من الكردية الكرمانجية، نضال حاج درويش

قبل 50 عاماً ، في 1 يونيو 1971 قتل القائد الأول للحزب الديمقراطي الكردستاني التركي (PDKT)  ، سعيد ألجي Seîd Elçî، وصديقه محمد بكي Mihemedê Begê، في جنوب كردستان ، على الأراضي المحررة تحت سلطة الثورة الكردستانية العراقية، على النحو التالي: استشهد نتيجة مؤامرة متعددة الأوجه. أتذكر هذا القائد الوطني العظيم المتواضع ، عاشق القضية الكردية وكردستان ، المناضل والمتحمس من أجل وحدة الحركة الوطنية، رمز النزاهة والشجاعة والإخلاص، اتذكره مع صديقه الوطني المخلص محمد بكي بكل احترام وحب كبيرين .

بهذه المناسبة أود أن أتناول بإيجاز وحسب التسلسل الزمني حياة سعيد ألجي ونضاله السياسي والتنظيمي والعديد من الأحداث المتعلقة بهذه العملية. كما أود التطرق إلى “مشروع كردستان الجنوبية” الهادف لبناء منظمة مشتركة.

“. ولد سعيد ألجي عام 1925 في قرية زينبي Zeynebê  التابعة لمدينة جوليك  (بينكول). هو ابن زوفور بك Zufur Be g من عائلة ألجي المشهورة. درس سعيد ألجي في المدرسة الابتدائية في جوليك Çewlîgê لكن والده لم يسمح له بمواصلة دراسته. حاول سعيد ألجي وبدون أذن من والده الذهاب إلى أرضروم لمواصلة دراسته، لكن جهوده باءت بالفشل. كان عدد المتعلمين في كردستان خلال تلك الفترة تعد على أصابع اليد. لهذا كانت الدراسة في المدرسة الابتدائية فرصة لسعيد ألجي. في الخمسينيات من القرن الماضي ، انتقل سعيد ألجي إلى استنبول وبدأ العمل في مكتبة “أساري العلمية”. “Asarî Îlmîye”. أتاح ذلك العمل فرصة عظيمة لسعيد ألجي لقراءة العديد من الكتب والمؤلفات. في غضون ذلك تعلم سعيد ألجي المحاسبة بمهاراته وقدراته الشخصية. ومن خلال ذلك العمل استطاع كسب لقمة عيشه. وطّد سعيد ألجي في استنبول علاقاته مع المثقف والقومي الكردي ضياء شَرَفخان أوغلو Ziya Şerefhanoglu، وتأثر خلال ذلك بأفكاره الوطنية والقومية.

منذ تأسيس الجمهورية التركية  وحتى عام 1950  كانت الحكومة في يد حزب الشعب الجمهوري. وتعرض الكرد خلال تلك الفترة إلى ممارسات عدوانية وقمعية شديدة على يد هذه الدولة والحكومة العنصرية والاستعمارية.

في عام 1946 أسس عدنان مندريس وجلال بايار “الحزب الديمقراطي” وتمكنّا  تولي السلطة في انتخابات عام 1950. بسبب أعمال القمع والاضطهاد الشديد الذي تعرض له الكرد خلال حكم حزب الشعب الجمهوري ، فإن قسمأً من الكرد كان يأمل من الحكومة الجديدة “بإرخاء الحبل عن عنق الكرد قليلاً” ، ولهذا السبب انضم بعض الكرد بالفعل إلى “حزب الديمقراطيين”.

في عام 1954 قام الرئيس جلال بايار بزيارة مدينة جوليك. في ذلك الوقت كان سعيد ألجي يترأس “الحزب الديمقراطي” في جوليك. حيث قام ألجي بإلقاء خطبة ممتعة خلال تلك الزيارة. اعجب  جلال بايار بخطاب ألجي وهنأه على الخطاب ومن ثم بادره بالسؤال”من أي جامعة تخرجت ؟”. يجيب سعيد ألجي على هذا السؤال: “كم جامعة قمت ببنائها في بلدي حتى ادرس فيها! بفضل شرب الحساء الذي كان تعده أمي ، كان بإمكاني فقط الدراسة في المدرسة الابتدائية. يتفاجأ جلال بايار من جواب سعيد ألجي ويصف سعيد ألجي بـ   “الكردي المذل”. 

في واقعة ” التاسعة والأربعين” (Bûyera 49an) لعام 1959 ، كان سعيد ألجي من ضمن قائمة ضمت 50 شخصاً من المثقفين والوطنيين والطلاب الكرد الذين اعتقلتهم   الدولة.[2]

  1. واقعة  49 وسعيد ألجي  Bûyera 49an

في عام 1958 ، أطيح بحكومة الملك فيصل في انقلاب عسكري بقيادة الجنرال عبد الكريم قاسم. نص الدستور الأساسي للعراق على أن الدولة العراقية مكونة من عنصرين أساسيين وهم العرب والكرد.

عندما حدثت هذه التغييرات في العراق  كان الملا مصطفى البارزاني و 500 من أصدقائه يعيشيون كلاجئين  في الاتحاد السوفيتي. بعد 12 عاما من المنفى عاد الملا مصطفى البارزاني وأصدقاؤه إلى العراق. مع عودة الملا مصطفى البارزاني  بدأ مرحلة جديدة بالنسبة للكرد في جنوب كردستان.

لم يكن مسؤولو الدولة الأتراك مرتاحين لهذه التغييرات والتطورات التي حدثت في العراق. حيث كانوا يخشون من تأثير وضع كردستان العراق على الكرد في شمال كردستان. لهذا السبب بدأ المسؤولون الحكوميون الأتراك يفكرون ويخططون لمواجهة هذا الأمر. حيث أرادو القيام ببعض الإجراءات والتدابير ضد المثقفين والوطنيين والطلاب الكرد لمنع هذا التأثير الذي يمكن أن يحدث في شمال كردستان.

من أجل هذا الغرض بدأ المسؤولون الحكوميون بإعداد بعض الأفكار والمفاهيم والخطط. لقد طالب عضو البرلمان عن حزب الشعب الجمهوري عاصم إرين Asim Eren البرلمان التركي باتخاذ بعض الإجراءات الانتقامية ضد الكرد في شمال كردستان ، بحجة وقوع بعض الأحداث والاستفزازات في كركوك عام 1959. بناءاً على هذا الموقف ، أرسل 102 طالباً كردياً برقيات إلى عاصم إرين وحزب الشعب الجمهوري احتجاجاً على هذا الموقف الفاشي والعنصري. أحد الأشخاص الذين شاركوا في هذا العمل الاحتجاجي هو سعيد ألجي. مع أنه لم يكن طالباً إلا أنه أرسل باسمه برقية إلى عاصم إرين، حيث جاء فيها: “في هذا الوقت الذي يسود فيه حقوق الإنسان ويتعزز، لا يمكن لأحد قتل الكرد والقضاء عليهم. ضع هذا في رأسك العفن! Vê yekê di wî serê xwe yê kufikî de bi cih bike[3]

أرادت الدولة التركية في البداية اعتقال وشنق آلاف المثقفين والوطنيين والطلاب والمشاهير الكرد من أجل “اخماد القضية الكردية لما لا يقل عن 30 عاماً”. وقد نفّذت  هذه الخطة في عهد حكومة “الحزب الديمقراطي” و اعدّ تقرير بهذا الخصوص. بعد انقلاب 27 مايو 1961 ، نُشر هذا التقرير في مجلة “يون”. Yön

بحسب موسى عنتر ؛ اجتمع رئيس الجمهورية جلال بايار مع القائد العسكري جودت سوناي  Cevdet Sunay ، ووزير الدولة توفيق إليري Tevfik Îleri ، ورئيس الوزراء عدنان مندريس ، ووزير الخارجية فاتن روستو زورلو Fatin Rustu Zorlu . في ذلك الوقت ، أصبح ارجون جوكدينيز Ergun Gokdeniz ، الذي كان مسؤولاً عن ملف القضية الكردية لـ “الأمن القومي” ، حاكماً  على ماردين في 1975-1976. في هذا الاجتماع ، قرئ التقرير الذي أعده Ergun Gokdeniz. تضمن الخطوط العريضة للتقرير ما يلي:

1- إذا تم القضاء على 1000 مثقف كردي في تركيا ، فإن القضية الكردية ستتأخر لمدة 30 سنة على الأقل.

2-يجب القول  أن الأشخاص الذين سيتم القبض عليهم في العملية هم شيوعيون. لأن الكرد لا يحبون الشيوعيين ولا يؤيدونهم.

3- ألا يكون أقاربهم ومعارفهم المشهورين  أعضاء في الأحزاب … إلخ “.

أّيد كل من جلال بايار وجودت سوناي هذا التقرير وقبلا  ما ورد فيه. لكن توفيق إليري كان لديه تحفظات بخصوص التقرير، حيث يقول:

“أصدقائي ، أنتم تعلمون أنني لست صديقاً للكرد. ألا  تظنون أننا بهذه الطريقة القديمة من التفكير، سوف نجلب الجزائر إلى كردستان؟

في ذلك الوقت ، كانت هناك حرب شرسة  بين الجزائريين والفرنسيين ، واستمر نضال التحرر الوطني للجزائريين. عارض وزير الخارجية فاتن روستو زورلو القيام بمثل هذه العملية الواسعة:

“لا يجوز شيء من هذا القبيل. أنا أستقيل الآن. بالطبع ، لا يمكننا أن ننظر في وجه أي شخص في الخارج. إن “الإبادة الجماعية للأرمن ” و”الإبادة الجماعية للرومانيين ” (يقصد بالرومانيين، اليونانيين، المترجم) و”الإبادة الجماعية للكرد ” مغلفة بعض الشيء ، ولا يمكننا الدفاع عن إبادة جماعية أخرى.

بعد هذه المناقشات ، قال رئيس الوزراء عدنان مندريس كآخر كلمة:

“حسناً ، أيها الأصدقاء ، الاتهامات التي يقولها السيد المفتش هي اتهامات بالإعدام. دعونا نعتقل 50 من هؤلاء ونعدمهم حسب قرار المحكمة. وبهذه الطريقة ، إذا اعتقلنا 50 شخصاً في وقت واحد وقمنا بإعدامهم وفقًا لقرار المحكمة ، فإننا نكمل ألف شخص “.[4]

في النهاية ، هذه هي الطريقة التي يقررون بها:  يتم اصدار قرار اعتقال 50 شخصاً من جانب “محكمة القوة البرية في أنقرة”، بدون ذكر أسمائهم ، وإرساله إلى “الأمن القومي”. سيحدد جهاز الأمن القومي اسم الشخص الذي سيتم اعتقاله. وبناءاً  على هذا القرار بدأت الحكومة هذه العملية في 17 كانون الأول (ديسمبر)  ، حيث اعتقلت 50 طالباً ومثقفاً ووطنياً كردياً ووضعتهم في سجن الحربية. من بينهم  28 شخصاً من الطلاب ، وثلاثة جنود نظاميين ، وثلاثة أشخاص من نواب الضباط ، وثلاثة محامون ، وطبيبين ، وشخصان عاملان ، وشخصان محاسبان ، وشخص واحد صاحب مصنع، ومهندس زراعي، وتاجران واثنين من الكتاب، وصحفي، وسائق تكسي. في ذلك الوقت ، كان سعيد ألجي محاسباً في استنبول و اعتقل بدوره   في هذه العملية.[5]

في الوقت الذي تم فيه القبض على سعيد ألجي في واقعة ” التاسعة والأربعين”  كان أوضاعه الصحية غير جيدة بعض الشيء.  ظروف السجن السيئة ؛ القسوة والإكراه والتعذيب الوحشي أديا إلى تدهور صحة سعيد ألجي وبات مرضه أكثر خطورة ؛ في كثير من الأحيان كان يتقيأ دما ويعاني من ارتفاع في درجة الحرارة. لكنه، مثل العديد من أصدقائه الكرد ، لم يرضخ للمسؤولين الحكوميين. ذات يوم جاء جنرال تركي يدعى كمال بيناتلي إلى السجن للمراقبة.  طلب سعيد ألجي بطانية  من اللواء  ، لكن  الجنرال  رفض طلبه قائلاً: “لا تقلق ، ستموتون جميعاً هنا”. رداً على هذا الموقف يقول سعيد ألجي للجنرال التركي: “باشا ، لا تقلق بشأن ذلك ؛ جاء عزرئيل إلى هنا الليلة الماضية  وأخبرته عن قسوتكم ، ووعدني عزرائيل أنه طالما استمرت تلك القسوة ، فلن يأخذ روحي. “[6]

نسى مسؤولو الدولة أنهم بقيامهم بهذه الاعتقالات والتعذيب والقمع للمثقفين والوطنيين والطلاب الكرد يمهدون الطريق لقادة المستقبل والقادة السياسيين للحركة الوطنية. لم تنجح خطط وحسابات المسؤولين الأتراك كما رغبوا  . هذه الواقعة   أحدثت ضجة شعبية أكثر مما توقعه الساسة الأتراك سواء في داخل أو خارج البلاد. على الرغم من الحظر والرقابة ، تم تغطية الحدث على نطاق واسع في وسائل الإعلام والصحف التركية. هذا الأمر، ربما ، جعل القضية الكردية أكثر تداولاً على جدول الأعمال  والمناقشة . حدث  ” التاسعة والأربعين ” هو بداية مسيرة جديدة من حيث الآراء السياسية والعمل والسلوك التنظيمي لكثير من المثقفين والطلاب والوطنيين الكرد.

بعد فترة من التدخل العسكري الذي حدث في 27 مايو 1960 ، في 1 يونيو 1960 تم حجز 485 شخصاً من الآغاوات والشيوخ وزعماء العشائر والمشاهير من بعض مناطق كردستان في معسكر في مدينة سيواس. بقي هؤلاء الأشخاص في ذلك المعسكر لمدة ستة أشهر تقريباً. بعد ذلك ظل 55 منهم قيد الاعتقال في حين أطلق سراح الباقين. كان من بين هؤلاء الأشخاص الذي بقوا معتقلين فائق بوجاك Faîq Bucak، الذي لعب بعد ذلك دوراً مميزاً في تأسيس الحزب الديمقراطي الكردستاني في تركيا PDKT ، حيث انضم بعد فترة وجيزة إلى هذا الحزب وأصبح زعيماً له.

وكانت تلك الحادثة أيضاً حدثاً موجهاً ضد الأمة الكردية ، واستمراراً للسياسة الرسمية للدولة التركية التي كانت موجهة ضد الأمة الكردية منذ سنوات. وبهذا الحدث كان من الواضح أنه لن يكون هناك تغيير في السياسة الرسمية تجاه الكرد. على العكس من ذلك ، سيتم اتخاذ بعض الإجراءات الخاصة والصارمة ضد الصحوة الوطنية ؛ وستكون ممارسة القسوة وأعمال القمع ضد الشعب الكردي أكثر توحشاً. بعد كل شيء ، لم يمض وقت طويل ، تم الكشف عن هذه النية والموقف الرسمي في “العفو العام”. بعد العفو العام ، تم الإفراج عن جميع السجناء السياسيين الأتراك ، لكن 49 سجيناً سياسياً كردياً فقط  لم يشملهم العفو  .

  • البحث عن خط سياسي وتنظيمي كردي و”حدث 23″

Lêgerîna xetek siyasî û rêxistinî ya kurdî û bûyera 23an

 بعد عدة أشهر من العفو العام ، تم الإفراج عن سعيد ألجي وسجناء كرد آخرين. في عام 1963 ، بدأ المحامي زيا شرفخان أوغلو  Ziya Şerefhanoglu وسعيد ألجي وبعض أصدقائهم محاولة الاستعداد لإصدار مجلة “ريا راست” “Rêya Rast. بحسب معلومات وزير الداخلية حفظي أوغوز بكاتا Hifzi Oguz Bekata ، أراد هؤلاء أولاً نشر هذه المجلة تحت اسم “كردستان” ، لكنهم أطلقوا عليها فيما بعد اسم “ريا راست”. أولئك الذين أرادوا نشر هذه المجلة قاموا بتوزيع كتيب وبعثوه إلى أعضاء مجلس النواب التركي.

عندما يتحدث فقي حسين Feqe Husên عن الحياة القصيرة لسعيد ألجي وزيا شَرَفخان أوغلو ، تحدث عن منظمة كردية سرية. وفقا لـ فقة؛ يشكل زيا شرَفخان أوغلو وسعيد ألجي معاً حزباً راديكالياً غير شرعي، له خط وطني يسمى “أخوة النار” `Birayê Agir`.[7]

لكن ليس لدينا أي معلومات موثوقة حول هذا الأمر، ولكن يبدو أنه حتى لو كانت هناك محاولة من هذا القبيل فإنها لم تتحقق.

ركّزت صحيفة “Roja Newe”  على الموقف العدائي لمسؤولي الدولة تجاه المنشورات الكردية، وأوضحت أن أحد أعضاء قونية  في البرلمان التركي  قال : إن “المطبوعات الكردية مخالفة للقانون الأساسي وعلى الحكومة اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد ذلك”. كما صرح وزير الداخلية التركي حفظي أوغوز بكاتا أن الملا مصطفى البارزاني له يد في هذا الأمر. وبهذه الطريقة ، فإن الحكومة التركية ،  وعلى غرار  موقفها من المجلات الأخرى التي ينشرها الصحفيون والمثقفون الكرد ، فأنها عن طريق القوة والتهديد سوف لا تمنح جريدة “ريا راست” الفرصة لمواصلة النشر والاستمرارية  .[8]

كانت هذه القسوة والقمع للمجلات والصحف الكردية عاصفة جديدة. بسبب هذا التعصب والموقف العنصري للدولة التركية ، حاول بعض الطلاب الكرد من كردستان العراق وإيران وبشكل سري تشكيل تجمع باسم  “رابطة الطلاب الكرد في أوروبا” في استنبول. في 4 حزيران (يونيو) 1963 وبأمر من وزير الداخلية حفظي أوغوز بكاتا  انطلقت عملية واسعة النطاق ضد الصحفيين والطلاب والمثقفين والوطنيين الكرد. في الوقت نفسه اعتقلت الشرطة السياسية في إسطنبول كل من المحامي زيا شرفخان اوغلو ، موسى عنتر ، دوغان كيليج سيحاسنانلي ، سعيد ألجي ، مَدَت سرهات ، اديب كراهان ، أنور آيتكين ، علي أناكور.

Ziya Şerefhanoglu, Musa Anter, Dogan Kiliç Şihhasenanlî, Seîd Elçî, Medet Serhat, Edîb Karahan, Enwer Aytekîn, Elî Anagur

 تم في بداية هذه العملية اعتقال 13 شخصاً. ولكن بعد ذلك اعتقل بعض الطلاب الكرد من جنوب كردستان وهم إبراهيم مام خدر ​​، وغازي دزيي ، ونجات رمزي ، وفؤاد درويش ، وطلعت شريف مختار ، وجمال علمدار ، وعبد الستار هماوندي ، ومن شرق كردستان فيروز فلاحاتاتين،

 Îbrahîm Mamxidir, Gazî Dizeyî, Necat Remzî, Fuad Derwêş, Talat Şerîf Muhtar, Cemal Alemdar, Adulsettar Hamavendî û ji Rojhilatê Kurdistanê Fîrûz Felahathatin 

 وقد بلغ عدد السجناء 23  شخصاً. لهذا السبب عُرف هذا الحدث باسم “واقعة  23” في تاريخ كردستان الحديث.

وفي 19 حزيران / يونيو 1963 أصدر وزير الدفاع بياناً في مجلس النواب حول هذه الاعتقالات. في 28 حزيران 1963 قدم وزير الداخلية حفظي أوغوز بكاتا هذا التصريح للصحفيين في مؤتمر صحفي. وبعد التصريح ، كتبت  الصحف التركية عن هذا الحدث بعناوين كبيرة.  أعطى وزير الداخلية  بعض المعلومات عن السجناء  الكرد من الصحفيين والطلاب والوطنيين . وقد صرح وبإيجاز الآتي بخصوص كل من المحامي زيا شرفخان اوغلو وسعيد ألجي:

المحامي زيا شرفخان اوغلو: قومي كردي وصاحب مجلة “ريا راست” (الطريق الصحيح). لديه علاقات خارجية. تم العثور في منزله ومكان عمله على 52 وثيقة عن القومية الكردية. الوثائق التي أرادت صحيفة ريا راست نشرها في البداية تحت اسم “كردستان” تحتوي على العديد من الرسائل من أماكن مختلفة من العالم ومحتوياتها جنائية، ويوجد كتاب بعنوان “Lîsan-i Kurdî” وهو قواعد اللغة الكردية ويتكون من 70 صفحة، إضافة إلى أبجدية كردية ورسائل وعناوين منشورات حول كردستان والتي تلقاها   من الخارج.

سعيد ألجي: قومي كردي. محاسب مستقل في استنبول. كشف عن علاقاته مع الخارج. أثناء البحث تم العثور على 10 وثائق عن الكرد وقاموس كردي “.[9]

عندما رأى المثقفون والطلبة والوطنيون من الكرد أن مسؤولي الدولة التركية لا يمنحون الكرد أي حقوق أو فرص لمواصلة عملهم بشكل علني وديمقراطي في مجال النشر والثقافة ؛ بدأ بعض المفكرين والوطنيين الكرد يناقشون ضرورة تأسيس منظمة سياسية سرية، وازداد ذلك النقاش لذلك الغرض يوما بعد يوم. بشكل عام ، انقسمت آراء المثقفين والطلاب والوطنيين الكرد. في ذلك الوقت ، كان بعض الوطنيين والاشتراكيين الكرد اليساريين يعملون في حزب TIP (Türkiye Işçi Partisi) وبعض الجمعيات اليسارية التركية مثل “Fikir Klupleri Federasyonu” و “Devrimci Gençlik Federasyonu”.[10]لكن سعيد ألجي وثلة  من أصدقائه بدأوا جهداً خاصاً وعملوا على تأسيس حزب سياسي مستقل وغير قانوني.

3-تأسيس الحزب الديمقراطي الكردستاني في تركيا  (PDKT)

استقر سعيد ألجي بعد إطلاق سراحه من السجن عام 1964 في ديار بكر.  كان سعيد ألجي يكسب رزقه من خلال عمله كمحاسب  هذا من ناحية ،  ومن ناحية أخرى ، بدأ ألجي السعيّ على تقوية عمله وعلاقاته مع الوطنيين والمثقفين الكرد لتأسيس حزب بهوية كردية. في بداية الامر بحث  عن زعيم متعلم ومثقف وطني واجتماعي لتأسيس حزب كردي. ولكن في ذلك الوقت كان وجود أشخاص بتلك المواصفات يعدون على أصابع اليد.

طرق باب العديد من الأشخاص الذين كان يأمل منهم خيراً، لكنه عاد خالي الوفاض. حيث تجنب هؤلاء القيام بمثل هذه المخاطرة الكبيرة.

كتب  شرف الدين ألجي عن تلك الأيام  وجهود سعيد ألجي في إحدى يومياته:

“خلال فترة تأسيس الحزب ، اقترح سعيد ألجي على محام وطني مشهور إنشاء الحزب في ديار بكر (المحامي إديب التوناكار (Av. Edîb Altûnakar, ZS) لكن المحامي يتفاجأ بعرضه  ويعارض بشدة ويقف في وجهه   قائلاً له : هل جننت! هل فقدت عقلك!؟

يجيب سعيد ألجي براحة شديدة وثقة بالنفس:

أنا لست مجنوناً ، أنا بكل قواي العقلية، أقسم أن أمثالك حتى لو لم ينخرطوا في  هذه المسألة ، فسوف أجد عتالين في شوارع ديار بكر واشكل الحزب “.[11]

لعب فهمي بلال (فرات) دوراً مميزاً في اتخاذ قرار إنشاء الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDKT). كان فهمي بلال كاتباً للشيخ  سعيد. ويعد  المهندس الفكري لتأسيس حزب كردي مستقل. لكن المقاتل والرائد في تأسيس مثل هذا الحزب هو سعيد ألجي. أثناء التحضير لتأسيس الحزب الديمقراطي الكردستاني PDKT ، اتصل بالعديد من السياسيين في “Binya Khatê” أو ” روج آفا كردستان ” ، مثل نور الدين ظاظا وجكرخوين وحميد حج درويش ومجيد حاجو ، واستأنس بآرائهم ومقترحاتهم.

بعد أن قرر سعيد ألجي وأصدقاؤه الأربعة تشكيل حزب سياسي كردي غير قانوني ، اضطلعوا من خلال سيرهم إلى كردستان سوريا، على برامج الحزب الديمقراطي لكردستان العراق والحزب الديمقراطي الكردي في سوريا PDK. كان درويش سعدو يجيد اللغة العربية جيداً و ترجم تلك البرامج والأهداف من العربية إلى الكردية.

 استفاد المؤسسون من برامج وأهداف الحزبين وقاموا بإعداد برامج الحزب الديمقراطي الكردستاني في تركيا باللغة الكردية  بشكل يلائم وضع الكرد في تركيا. اتفق كل من سعيد ألجي (بيشمركي ولات) (Pêşmergê Welat) وشرف الدين ألجي (دورناس) (Dûrnas) ودرويش سعدو (زيرك) (Jîrek) وشاكر إبوزدمر (عاشق الوطن) Şakir Epozdemir (Evîndarê Welat) وعمر تورهان Emer Turhan  Emer Turhan (Bendeyê Welat) (أسير  الوطن) على برنامج ومبادئ الحزب، وفي 11 يوليو من عام 1965 أدوا اليمين في حديقة كوشكا غازي Koşka Gazî في ديار بكر وشكلوا الحزب الديمقراطي لكردستان تركيا (PDKT). أصبح سعيد ألجي رئيساً وشرف الدين ألجي سكرتيراً ، وشاكر إبوزدمر محاسباً ، وأصبح درويش سعدو وعمر تورهان عضوين مؤسسين.

كان فائق بوجاك وكمال بادللي على علم بتأسيس الحزب. لقد قدموا مساعدة قيمة في إعداد الدستور والبرنامج. أظهر  كمال بادللي حبه للعمل في مجال اللغة ونفوره من السياسة ولم يقبل  بالعضوية التأسيسية. أما  فائق بوجاك بشخصيته وآرائه ومكانته في المجتمع الكردي  ، كان الشخص المثالي لقيادة الحزب. لكنه صرح في البداية أنه غير مستعد للعمل في هذه اللحظة ولهذا السبب لم يقبل هو الآخر  قيادة الحزب.

وبعد تأسيس الحزب أرسل قادة الحزب فهمي بلال مرتين إلى مدينة رها ليلتقي بـ فائق بوجاك وذلك بغرض إقناعه بالانضمام إلى قيادة الحزب. قبل  Faiq Bucak  هذا الطلب. وبعد قبوله  عضوية الحزب ذهب سكرتير الحزب شرف الدين ألجي إلى رها وبدأ الأثنان يعملان على البرنامج والدستور في منزل فائق بوجاك.  و وفقاً لطلبات واقتراحات  فائق بوجاك أجريت التغييرات النهائية. “المقدمة” موجودة قبل البرنامج وبهذه الطريقة تم الموافقة على برنامج الحزب.

وصل فائق بوجاك إلى ديار بكر في 21 أغسطس 1965. اجمتع خمسة مؤسسين للحزب الديمقراطي الكردستاني (PDKT) مع فائق بوجاك في فندق توريست.  و أدّى بوجاك اليمين هناك وانضم إلى الحزب. في ذلك الاجتماع ، استقال سعيد ألجي من قيادة الحزب ليتولى فائق بوجاك (زنار) رئاسة الحزب. كما استقال شرف الدين ألجي من سكرتارية الحزب ليتولى سعيد ألجي تلك المهمة. استمر شاكر إبوزدمر في مهمته كمحاسب للحزب. وبهذه الطريقة أخذ تأسيس “الحزب الديمقراطي التركي” شكله النهائي.[12]

عندما أدّى فائق بوجاك اليمين الدستورية في فندق توريست ، وانضم إلى حزب PDKT وانتخب كزعيم للحزب ،كانت  بهيجه بوران Behice Boran رئيسة  حزب العمال التركي TIP  ود. Tarik Ziya Ekinci و Canip Yildirim ينتظرون فائق بوجاك في نفس الفندق. في هذا الاجتماع دعت  بهيجه بوران فائق بوجاك للانظمام إلى حزب العمال التركي ن قائلة له : “مكانك يجب أن يكون معنا”. يرد فائق بوجاك عليها “طبعا لكن بشرط واحد وهو أن تقوموا بتضمين مقترحات لحل المسألة الكردية في برنامجكم ؛ أن تقبلوا وجود الكرد وطرح ذلك في برنامجكم، حين ذلك سيكون حزب العمال التركي المكان المناسب بالنسبة لنا جميعاً ، بعد هذه الإجابة يتغير وجه بهيجه بوران وتقول: “فائق بك ، يمكننا تضمين المسألة الكردية في برنامجنا ، ولكن في اليوم التالي سيقومون بحظر الحزب”.[13]

تأسس الحزب الديمقراطي الكردستاني PDKT في مركز سياسي مهم في ديار بكر. تم إعداد برنامجه باللغة الكردية. وهذه هي المرة الأولى التي يشكل فيها كرد شمال كردستان حزباً كردياً في “عاصمة كردستان”. انحدر الأشخاص الذين أسسوا الحزب من أماكن مختلفة من كردستان. كان أحدهم من جوليكي Çewlîgê ، وواحد من سيورك Sêwregê ، وواحد من كورتالان Kurtalanê ، وواحد من أروه Eruhê ، وواحد من بايكان Baykan. اثنان منهم محاميان واثنان محاسبان واثنان موظفان حكوميان.

4– اغتيال زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني فائق بوجاك

بعد تأسيس الحزب الديمقراطي الكردستاني بدأت مجموعة من الأشخاص العمل بحب كبير. بدأ الفكر والإيمان بضرورة العمل السياسي والتنظيمي  ينتشر يوماً بعد يوم بين أبناء الشعب الكردي . وبدأ الحزب الديمقراطي الكردستاني ينتشر بين الناس، وتشكلت لجان حزبية في العديد من قرى ومدن كردستان. حظي الحزب بتأييد وتعاطف كبيرين خاصة بين الفلاحين والتجار وموظفي الخدمة المدنية. لعب المثقفون الذين درسوا في المدارس الدينية ، من بينهم الكثير ممن خدموا في مساجد القرى والمدن ، دوراً خاصاً وكبيراً في تطوير الحزب وانتشاره وتأسيسه.

كان مسؤولو الدولة التركية غير مرتاحين لانتشارالحزب وتوسعه . للمضي قدما في منع هذا التطور ، بدأت الاستعدادات والخطط الخاصة. الهدف الأول كان زعيم الحزب المحامي فائق بوجاك. كما استفادت مخابرات الدولة من النزاعات والصراعات والخصومات الإقليمية والقبلية وبدأت تحضر لمؤامرة ضد زعيم الحزب  فائق بوجاك. في 4 يوليو 1966 ، في محطة وقود بالقرب من “برا رش” Pira Reş تم نصب كمين أمام زعيم الحزب فائق بوجاك. في هذا الهجوم أصيب فائق بوجاك في ساقه ونقل إلى مستشفى رها.  لم يكن الوضع الصحي لفائق بوجاك حرجاً، لكن المسؤولين الحكوميين لم يتركوه حياً في المستشفى حيث اغتالوه في 5 يوليو/ تموز.

بقتلها للمحامي فائق بوجاك وجهت الدولة ضربة كبيرة للحزب. كان فقدان زعيم بمكانة  بوجاك خسارة كبيرة لمثل هذا الحزب الشاب. حيث لم يكن قد مر عام على تأسيس الحزب. وكان في مرحلة تطوير الذات والتوسع و  بحاجة إلى مشاركة المثقفين والكوادر الآخرين الذين كانوا خارج الحزب. وكان المحامي فائق بوجاك هو الشخص المؤهل الذي يمكنه لعب دور كبير في جذب تلك الفئات إلى صفوف الحزب الفتي. في ذلك الوقت وفي تلك الظروف لم يكن من السهل شغل مكان قائد مثل فائق بوجاك. بعد مقتل زعيم الحزب اجتمع أعضاء اللجنة المركزية وقرروا ترك منصب زعيم الحزب شاغراً وعين سعيد ألجي كسكرتير للحزب لإدارة قيادة الحزب.

في هذا الصدد ، يقول أحد مؤسسي الحزب الديمقراطي الكردستاني شاكير إبوزدمر : Şakir Epözdemir : “بعد استشهاد الأخ فائق ، اجتمعت قيادة الحزب ، كان شرف الدين ألجي في الجيش. التقينا نحن 4 أشخاص (الأخ سعيد وعمر ودرويش وأنا) وقررنا تكليف سعيد ألجي للبحث عن شخص لملء الفراغ الذي خلفه الأخ فائق. تم ذكر اسم المحامي محمد علي أصلان وشخص أو اثنين آخرين. لقد قبلنا الملا مصطفى البارزاني كزعيم روحي ووطني ، لكننا كنا اولاً بحاجة إلى قائد يقودنا ويتحمل أعباء النضال الثقيل. بعد ذلك  وباقتراح من الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا PDK-S من حميد حاج درويش رضينا بالاعتماد على منصب سكرتير الحزب. لكن يجب أن أقول إن سعيد ألجي كان يبحث عن رئيس حتى اللحظة الأخيرة ، في سجن أنطاليا ابدى احترامه للدكتور سعيد قرمزيتوبراك  Kırmızıtoprak (دكتور شفان، المترجم). بعد أن تواصل مع الدكتور سعيد KIrmizitoprak  في سجن أنطاليا ، التفت إليّ  وعمر ودرويش ورفع إصبعه قائلاً “إذا خرجت من هذا السجن ، سأعمل مع 4 رعاة ، لكنني لن أعمل معكم”. كنا 3 أشخاص ، والرابع قد يكون شرف الدين ألجي.[14]

بحسب معلومات سرهات بوجاك، فأن العلاقة بين سعيد ألجي وسعيد كيرميزيتوبراك Kirmizitoprak استمرت حتى بعد إطلاق سراحهما من السجن في القضية رقم 49. بعد استشهاد زعيم الحزب  المحامي فائق بوجاك ب شهر ونصف ، يأتي سعيد ألجي برفقة سعيد كيرميزيتوبراك إلى منزل زوجة فائق بوجاك لتقديم واجب العزاء. في ذلك الوقت ،كانت زوجة فائق بوجاك وأطفالها يقيمون في منزل قريبها حسن أورال  لأسباب أمنية .

يكتب سرهات بوجاك عن هذه الزيارة:

“لن أنسى أبداً اليوم الذي اجتمعوا فيه لزيارة والدتي بعد استشهاد والدي. يمسكون بأيدي بعضهم البعض ، وبهذه الطريقة صعدوا ببطء بدرجات السلم، وأتوا للجلوس بجانب أمي. بعد الغذاء ، طلبوا الإذن ، وأمسكوا أيدي بعضهم البعض مرة أخرى ونزلوا من على الدرج. رافقتهم حتى إلى الباب وودعتهم”.[15]

5– مسيرات ومظاهرات عام 1967

بدأت مرحلة جديدة في جنوب كردستان. فمن ناحية ، كان الحزب الديمقراطي الكردستاني  يتقدم في عمله السياسي والتنظيمي ؛ من ناحية أخرى ، كان النقاش بين الطلاب والمثقفين الكرد في العاصمة محتدماً. وضع الطلاب والمثقفون الكرد المنخرطون في  صفوف حزب العمال التركي TIP والجمعيات اليسارية التركية قضية الأمة الكردية على جدول الأعمال. في المناقشات حول المسألة الكردية ، أظهروا أهمية كبيرة وتقدموا كمجموعة. على الرغم من كل القمع والاضطهاد الذي مارسته  الدولة ، لم يلتزم المثقفون الكرد بالصمت حتى في مجال النشر. وبقدر الإمكان تحدثوا عن المسألة الكردية والتخلف والبؤس والفقر في مناطق كردستان التي أطلقوا عليها اسم منطقتي “الشرق” و “الجنوب الشرقي”. وسلطوا الضوء على القسوة والقمع في تلك الأماكن تحدثوا عن آلام ومعاناة الشعب الكردي. كان لهذا العمل والجهد أثر إيجابي بشكل عام على الصحوة الوطنية وتطور الحركة الكردية. كما كان لثورة كردستان العراق أثر إيجابي في هذا المجال إذ رفع من معنويات وآمال الأمة الكردية.

كانت الدولة التركية والعنصريون الأتراك غير مرتاحين للغاية لإيقاظ الحركة الكردية وتطورها. لهذا هاجموا الأمة الكردية وسياسيها وكتابها ووطنيوها. كان حظر مجلة “Yeni Akiş” واعتقال كتابها والدعاية والعداء من قبل العنصريين والفاشيين الأتراك والمقالات في مجلتي “Ötüken” و “Milli Yol” مجرد أمثلة قليلة على تلك الفاشية والاضطهاد وقمع الدولة التركية.

هذه العداوة والاعتداءات على الأمة الكردية دفعت الطلاب والمثقفين والوطنيين الكرد إلى الدفاع عن أنفسهم بنشاط وعدم التزام الصمت في وجه هذه المظالم والاعتداءات والمواقف والأفعال. أصبح البيان الذي نشره 19 جمعية طلابية من محافظات كردستان ضد مقالة الكاتبة العنصرية التركية نهال أتسيز وكذلك البرقيات من جميع أنحاء شمال كردستان للاحتجاج على تلك العقلية بمثابة إنجيل للأنشطة الجماعية للأمة الكردية. ولعبت تلك الأنشطة والجهود دوراً خاصاً في التحضير لمسيرات وتظاهرات عام 1967.

بدأت “مسيرات الشرق والجنوب الشرقي” في 13.08.1967 من فارقين وانتهت ب مسيرة أنقرة في 18.11.1967. خلال ذلك الوقت ، تم تنظيم سبع مسيرات. وقد أقيمت هذه المسيرات قبل تأسيس   ما يسمى “الجمعيات الثقافية الثورية للشرق”  “Devrimci Dogu Kultur Ocaclari-DDKO”.

في بيان الاتهام الذي صدر عن “القاضي العسكري بمحكمة قائد إدارة طوارئ ديار بكر وسرت” والذي تم إعداده في 23 كانون الثاني / يناير 1971 ؛ ورد ما يلي عن المسيرات ومواعيدها واللجان المنظمة لها والمشاركين فيها والأشخاص الذين القوا فيها الخطابات:

مظاهرة  ميافارقين

اشترك في هذه المظاهرة  التي خرجت في 13/8/1967 بين 1500-2000 شخص. اللجنة التي نظمت المظاهرة تألفت من

  Mehdi Bilicî، Niyazî Tatlicî، Îsmet Ozcan[16]

 وفيها هذه المسيرة ألقيت  خطابات عدة  من قبل

Tarik Ziya Ekincî, Seîd Elçî, Edîp Karahan, Turgay Budak, Îdrîs Arikan, Mahmûd Koçkaya, Nevzad Nas, Mehdî Bilicî, Seîd Bektaş, Mustefa Karacadag, Talat Înanç, Mehmed Can, Şemsedîn Polat, M. Şerif Îssi, Nîhat Sargin, Fevzî Dagli, Osman Aydin, M. Elî Aslan, Mehmed Yagmur

تظاهرة  دياربكر

في هذه المظاهرة التي أقيمت بتاريخ 3/9/1967 ، تكونت اللجنة التحضيرية من

Necîb Başak, M. Şerif Îssi, Talat Înanç, Mustefa Karacadag

وفيها هذه  ألقيت  عدد من الخطابات لصالح الكرد واليسارية من قبل الأشخاص التالية أسمائهم

Tarik Ziya Ekincî, Seîd Elçî, Edîp Karahan, Turgay Budak, Îdrîs Arikan, Bahrî Koçkaya, Nevzat Nas, Kemal Burkay, Îslam Azizoglu, Adîl Rastgeldî, Mustefa Duşuneklî, Necîp Başak, Nurettin Yilmaz, Tahir Okten, Huseyin Kîraz, Hasan Akkuzu, Yahya Bozkurt, Cahîd Bilgen, Yunus Kavak, A. Kadir Yazicioglu

أراد حزب العمال التركي TIP تبني هذه المظاهرة ، وأراد القيام بتظاهرات  مماثلة في المقاطعات الشرقية والجنوبية الشرقية بأكملها ؛ ونظراً لأن المنظمات الأخرى التزمت الصمت تخلى الحزب عن هذه الفكرة، ولكنه حاول جذب الشباب للمشاركة في المظاهرة  يمكن ملاحظة أن ما يقرب من 3000 إلى 3500 شخص شاركوا في هذا التجمع ، بما في ذلك الأشخاص الذين قدموا من الخارج.

مظاهرة سيوركSêwregê

وقد تألفت اللجنة المنظمة لهذا الاجتماع الذي عقد في 24/9/1967 م من

Mistefa Duşunekli, Hamza Kaynak û Cemal Karahan

وقد تم التحقق من مشاركة وفود مناطق رها وفارقين وويرانشهر ودياربكر ولجي وحلوان (جرني رش) وماردين وديريك وقزلتبة (تل أرمن) وسرت وباتمان وتونجلي (ديرسيم) وبنغول (جوليك) وينج ( دارا هيني) ، بدليس وتطوان ، بلغ عدد المتظاهرين حوالي 1000-1300 شخص في ساحة المظاهرة . أولئك الذين القوا الخطابات في التظاهرة هم:

Tarik Ziya Ekincî, Seîd Elçî, A. Kadir Kadiragagîl, Îdrîs Arikan, Bahrî Koçkaya, Kemal Burkay, Îslam Azizioglu, Adil Rastgeldî, Mustefa Duşuneklî, Sadik Eren, Behice Boran, Nevzat Sagniç, Kemal Fevzî Bilgîn, Hîkmet Buluttekin, Ahmet Kotan, Cavît Coşkun

مظاهرة  باتمان

في هذا التجمع الذي أقيم في 8/10/1967 شارك ما يقارب  من 2000-2500 شخص من المحافظة والمناطق المحيطة بها. وقد ضمت اللجنة المنظمة كل من

A. Kerim Ceylan, Îbrahîm Ramanlî, Haydar Azizioglu, Îhsan Ekincî, Sabrî Yildiz 

وقد تحدث خلال التظاهرة الأشخاص التالية أسماؤهم :

Tarik Ziya Ekincî, Davut Ozkan, Munîr Ozturk, Îdrîs Arikan, Nevzad Nas, Îslam Azizoglu, Cemîl Aygun, Mistefa Duşuneklî, Behice Boran, Nevzad Sagniç, Weysî Baykara, Nebîl Oktay, Haydar Koyuncu, Tahir Sakîn, Kemal Bandirlî, M. Elî Aslan, Tahsin Ekincî, Haydar Azizoglu, A. Kerim Şerefhan, M.Siraç Bilgîn û Hakkî Yucel

مظاهرة تونجلي (ديرسم)

وشارك في هذا التجمع الذي أقيم في 15/10/1967 ما يقارب من 1500 شخص من أبناء المحافظة ومحيطها. تكونت اللجنة التحضيرية  من

Kemal Burkay, Kalman Yuksel, Hesen Aydin

أما الأشخاص الذي القوا الخطابات فهم:

Tarik Ziya Ekincî, Kahraman Ataç, Îsmail Keskin, Dursun Soylemez, Bahri Koçkaya, Şaban Erik, Kemal Burkay, Elî Karcî, Mistefa Duşuneklî, Sabit Eren, Kalman Yuksel û Ecdel Cînalî

تظاهرة  أكري (قةرةكوسةي)  Agriyê /Qerekoseyê

وشارك في هذا التجمع الذي أقيم في 22/10/1967 أشخاص معروفون بين الكرد من مختلف المحافظات والمقاطعات. الأشخاص الذين القوا الخطابات هم:

Tarik Ziya Ekincî, M. Elî Aybar, Îsmail Keskîn, Turgay Budak, Ahmed Aras, Nacî Kutlay, Kemal Burkay û Behîce Boran

تظاهرة  أنقرة

شارك حوالي 350-400 شخص في هذه المظاهرة التي حدثت في 18/11/1967. كانت الغالبية العظمى من المشاركين من طلاب ولايات  الشرق والجنوب الشرقي. ومن الملاحظ أن هؤلاء الطلاب هم من المتعاطفين مع حزب العمال التركي TIP، وقد حاولوا دفع المتظاهرين للقيام بأعمال غير قانونية. الأشخاص الذين تحدثوا في التظاهرة  هم

M. Siraç Bilgîn, Nevzad Nas, Hacî Tahir Kizilkaya, Turgay Budak, Kemal Fevzi Bilgîn, Îdris Arikan, Mahmûd Esat Aslan, Îbrahim Şahîn, Îskan Azizoglu, Nezîr Şemikanlî û Mistefa Duşuneklî[17]

استناداً إلى هذه المعلومات فأن سعيد ألجي كان مشاركاً في مسيرات فارقين وديار بكر وسويرك وقد ألقى فيها الخطب. لكن من الواضح أن دكتور شفان لم يشارك في تلك المظاهرات . في الكلمة التي ألقاها سعيد ألجي سكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني في تظاهرة  سويرك Sewereg، أعرب ألجي عن موقفه تجاه الأحزاب السياسية في تركيا على النحو التالي:

“… أنا لست عضوا في أي حزب. أنا لست صديقاً ولا عدواً لأي طرف. رجائي واقتراحي للأعضاء المنتسبين إلى العديد من الأحزاب، اتركوا التصوف والتعصب الحزبي. بغض النظر عن الحزب الذي أنت عضو فيه ، عندما تكون مصالح بلدك على المحك ، عبّر عن مظالمك علانية. إذا كان حزبك لا يهتم بمشاكلك ، فاعرف كيف تستقيل. أيا كان الحزب ، فنحن نحترمهم. هم أجهزة الديمقراطية … الأحزاب التي تهتم بمشاكلنا، تأتي إلى أبوابنا فقط لتغلقه ، بغض النظر عن الحزب ، حتى لو كان حزبك ، اعرف كيف تطردهم ، تعلم ، كن شاباً طيباً ، اعتني بشخصيتك…….[18]

وزعت حوالي 40 منظمة تركية ذات آراء ومعتقدات يمينية وعنصرية منشوراً مشتركاً ضد “التجمعات الشرقية” ، جاء فيه “مهما حدث ، سنعارض دائماً العقلية التي تحاول تقسيم البلاد ، توقف”.

في 12/11/1967نظمت النقابات العمالية وجمعيات النضال ضد الشيوعية واللجنة التنفيذية للاتحاد الوطني للطلاب الأتراك في أرضروم واتحاد المعلمين القوميين في إرزروم  تظاهرة تسمى “رالي أنادولو سهلانيش”.

في التاريخ الحديث لحركة شمال كردستان هناك مكانة خاصة ومهمة للغاية لـ “التجمعات الشرقية”. كانت المرة الأولى التي يشارك فيها كرد شمال كردستان في مثل هذا النشاط والحركة المنفتحة والديمقراطية بهذا الاتساع ومن جميع أنحاء كردستان. كانت هذه حركة معارضة مهمة. في الواقع ، كان عدد المشاركين في هذه التجمعات أعلى بكثير من الأعداد المكتوبة في لائحة الاتهام. على الرغم من أن معظم المشاركين كانوا من المثقفين والقرويين الفقراء والعمال الكرد والطلاب ، إلا أن الناس من جميع شرائح المجتمع ، من جميع الفئات والطبقات شاركوا في هذه المظاهرات . حتى أن بعض الزعماء الكرد وملاك الأراضي والأثرياء إما شاركوا في هذه المظاهرات أو عبروا عن دعمهم من خلال الرسائل والبرقيات. وهذا يدل أيضاً على أن الوطنيين الكرد من جميع شرائح المجتمع شاركوا في هذا العمل والنشاط بروح وطنية.

تم التركيز في هذه المظاهرات   على عدم وجود المساواة  في تركيا والتمييز ضد مناطق “الشرق والجنوب الشرقي” (أي كردستان تركيا، المترجم)، وتم التوقف عند تخلف المناطق الكردية واسبابه ، إضافة إلى المطالب الاقتصادية وضرورة فتح المدارس وتعبيد الطرق وحل المشاكل الصحية. بالإضافة إلى ذلك ذكر الخطباء في كلماتهم القسوة والقمع الممارس  في المناطق الكردية ومسألة استهداف الهوية الكردية ، والإشارة إلى نفي 55 من النبلاء والمشاهير من كردستان ، ومنشورات العنصريين الأتراك ، مثل مجلتي “Ötüken” و “Milli Yol” ، والتي كانت معادية للأمة الكردية. بذكرهم هذه الأمثلة الخاصة والمثيرة للاهتمام أراد الأشخاص الذين تحدثوا في المظاهرات  لفت انتباه الأمة الكردية والرأي العام إلى القضايا والمشاكل الموجودة في البلاد.

شارك في هذه التظاهرات وبفاعلية المؤيدون للحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب العمال التركي TIP. وتحدث سكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني سعيد ألجي  بنفسه في المظاهرات  في فارقين وديار بكر وسويرك. كما شارك أعضاء اللجنة التنفيذية لحزب العمال التركي بهيجه بوران وطارق ضياء إكينجي ومحمد علي أصلان في هذه التجمعات والقوا الخطابات.

وتابع مسؤولو الدولة والأحزاب السياسية في تركيا “التجمعات الشرقية” عن كثب. كان من بين الأشخاص الذين شاركوا بنشاط في هذه التجمعات وتحدثوا  فيها ، سكرتير الحزب سعيد ألجي. واعتقلت قوات أمن الدولة سعيد ألجي ونفته إلى مدينة كوتاهيا ، بحجة أن سعيد ألجي محكوم عليه في قضية 49. بهذه الطريقة ، أرادت الدولة إبعاد سعيد ألجي عن هذه الأنشطة.

6–  عملية 1968 ومحكمة انطاليا

من ناحية ، أظهرت أنشطة الحزب الديمقراطي الكردستاني ومشاركته في مظاهرات عام 1967 قوة الحزب التنظيمية والجماهيرية ؛ ومن ناحية أخرى كان الحزب يوسع علاقاته مع المجتمع الكردي ويقوي بنيته التنظيمية. في ذلك الوقت ، من أجل تعزيز العمل السياسي والتنظيمي والاستفادة من تجربة الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا PDKS. طلب الحزب الديمقراطي الكردستاني المساعدة من PDKS. بناءً على هذا الطلب ، أرسل الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا PDKS أيضاً أحد كوادره واسمه رشيد حمو إلى شمال كردستان. بمساعدة واقتراحات رشيد حمو حاول الحزب الديمقراطي الكردستاني من توسيع عمله التنظيمي والسياسي. لكن التطورات داخل الحزب الديمقراطي الكردستاني لفت انتباه مسؤولي الدولة الأتراك. لم يمض وقت طويل،  بعد شهرين من مظاهرة  أنقرة  في 19/1/ 1968 ، حتى بدأت الدولة بعملية شاملة ضد الحزب الديمقراطي الكردستاني، حيث تم اعتقال ومحاكمة 16 شخصاً من بينهم جميع الأعضاء المؤسسين للحزب وهم سعيد ألجي وشاكر إبوزدمر وعمر توران ودرويش سعدو.

Şakir Epozdemir, Emer Turan û Derwêşê Sado

هذه العملية مثلت بداية مرحلة جديدة في الحياة التنظيمية والسياسية للحزب الديمقراطي الكردستاني PDKT. وكان له تأثير كبير وخاص على الحزب ووضعه التنظيمي والسياسي. في هذه العملية وقع ختم الحزب وبرنامجه السياسي وبعض الوثاق الاخرى في يد أمن الدولة، إضافة إلى نسخة من رسالة أرسلها رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني المحامي فائق بوجاك إلى الرئيس مصطفى البرزاني، وكذلك وثيقة ارسلها ممثل اوربا عصمت شريف وانلي (يقصد هنا ممثل ثورة كردستان العراق، المترجم).[19]

مع أن استجواب الشرطة قد بدأ في ديار بكر وكان المعتقلون من سرت وديار بكر وماردين وبنغول وبدليس وموش  لكن “قاضي التحقيق في ديار بكر” نقل ملف قضية الحزب الديمقراطي الكردستاني التركي (PDKT) وملف عمر تورهان ورفاقه وفقاً للمادة 14/2 من قانون CMUK إلى محكمة الجنايات الثقيلة في أنطاليا بحجة “حماية الأمن”. ووفقًا للائحة الاتهام الصادرة عن هذه المحكمة ، فقد تم الحكم على سجناء قضية الحزب الديمقراطي الكردستاني PDKT وفقاً للمادتين 141/4 و 173/3 من قانون العقوبات التركي.

كتب شاكر إبوزدمر عن هذه العملية وعن محكمة أنطاليا:

“في 19 كانون الأول (ديسمبر) ، وضعتنا وكالة المخابرات التركية (MİT) تحت التحقيق. عذبونا لمدة خمسة أيام وأبقونا في سجن ديار بكر لمدة 70 يوماً. دخل الخوف قلب الدولة. تم نقل محكمتنا إلى أنطاليا. لم يتمكنوا من محاكمتنا في محاكم ديار بكر. كنا ندافع عن الكرد وكردستان بشكل صريح وكنا سنواصل ذلك. موقفنا هذا كان يمكن أن يوقف ديار بكر على قدميها. بعد انتهاء فترة الثمانية أشهر التي قضيناها في انطاليا ، تم نقلنا إلى محكمة الجنايات الثقيلة … “

سألني رئيس المحكمة في الجلسة العلنية للمحكمة:

“هل أنشأت منظمة لسيادة طبقة محددة على الطبقات الأخرى؟

أجبت رئيس المحكمة على النحو التالي:

“سيدي ، المكان الذي تسميه الشرق والجنوب الشرقي هو كردستان. الكرد يعيشون في تلك الأماكن. هذا البرنامج عبارة عن برنامج حول القضايا الكردية. تأسس هذا الحزب من أجل حقوق الكرد.[20]

أسماء الأشخاص الذين حوكموا في أنطاليا هم: عمر تورهان ، محمد شاكر ابوزدمر ، شفيق عيسي ، محمد صادق غول ، عبد الرحمن أوجامان ، شمس الدين آرتجي ، نذير أيدين ، شكري ألبركين ، سعيد ألجي ، درويش أككول ، زبير يلدريم ، موسى ساكنج، محمد علي غونيس ، وعلاء الدين لاجين ، وسراج الدين أونلو ، ومحمد إسكان عزيز أوغلو

Emer Turhan, Mehmed Şakir Epozdemir, Şefîq Îssî, Mehmed Sadik Gul, Ebdurahman Ucaman, Şemsedîn Ariticî, Nezîr Aydin, Şukrî Alpergîn, Seîd Elçî, Derwêş Akgul, Zubeyîr Yildirim, Mûsa Sagniç, Mehmed Elî Guneş, Eleadîn Laçîn, Saracedîn Unlu û Mehmed Îskan Azîzoglu.

. من سجل محكمة أنطاليا للعقوبات الشديدة

(Esas no: 1968/ 235, Karar No: 1971/ 81, C.M.U. No: 1968/420) من المعروف أنه من بين هؤلاء الأشخاص الستة عشر ، هناك شخصان فقط  وهما سعيد ألجي وشاكر ابوزدمر Epozdemir  دافعا بشكل مباشر عن الحزب الديمقراطي الكردستاني  وبرنامجه وأهدافه في المحكمة. من الواضح أنه تم اختيار هذه الطريقة حتى لا يعاقب الآخرون. لكن من قرار قضاة المحكمة يتضح أن هؤلاء الأشخاص كان قد تم اتخاذ قرار محاكمتهم منذ البداية. في هذا الملخص لقرار المحكمة ، تمت كتابة أقوال دفاع هؤلاء الأشخاص الستة عشر باختصار.على الرغم من أن هؤلاء الأشخاص الآخرين لم يزعموا أنهم أعضاء في PDKT ولم يقبلوا جميع الأفكار التي قيلت لهم ، إلا أن قضاة المحكمة قالوا: والآن لنأخذ بعين الاعتبار دفاعات الشهود وأقوال الشهود وبرنامج ودستور الحزب الديمقراطي لكردستان تركيا وغيرها من الأدلة ، وسنصل إلى هذا الاستنتاج. بعد كل شيء ، عندما نفسر دستور وبرنامج الحزب الديمقراطي ، يظهر الاعتقاد بأن جميع كبار السن مذنبون. بهذا الموقف العنصري والاستعماري ، طالب قضاة المحكمة بمعاقبة جميع الأشخاص الستة عشر وفقاً للمادة 64 من قانون العقوبات التركي والمادة 141/4. حكمت محكمة الجنايات الثقيلة في أنطاليا في 5 أبريل / نيسان 1971 على 15 شخصاً بالسجن لمدة ثلاث سنوات ، ووفقاً لنفس القانون ، 173 ، ثلاث سنوات في المنفى ؛ بالنسبة لسعيد ألجي  فقد حكم عليه بأربع سنوات مع العقاب الشديد وأربع سنوات في المنفى.

1.6– دفاعان سياسيان في قضية الحزب الديمقراطي الكردستاني

في قضية الحزب الديمقراطي الكردستاني  في أنطاليا ، هناك وثيقتان مهمتان بخصوص الدفاع السياسي لكل من شاكر إبوزدمر وسعيد ألجي. تم تقديم دفاع سعيد ألجي في 21/10/ 1969 إلى “رئيس المحكمة الجنائية الثقيلة في أنطاليا”. يتكون هذا الدفاع من 17 صفحة (قياس A4).  في يوم 25/11/1969 أرسل دفاع شاكر إبوزدمر إلى “المحكمة الجنائية الشديدة في أنطاليا”. يتكون هذا الدفاع من 31 صفحة مطبوعة بحجم A4. دفاع سعيد ألجي أقصر من دفاع شاكر ابوزدمر وهو أكثر اعتدالاً من حيث اللغة السياسية. نظراً لأن هذا المقال يتعلق بشكل أساسي وعلى وجه التحديد بسعيد ألجي ، فسوف أركز بإيجاز على الدفاع الذي تقدم به سعيد ألجي. وثيقتا الدفاع عن هذين الشخصين مهمتان للغاية وخاصة وفقاً لظروف ذلك الوقت. في تاريخ شمال كردستان الحديث ، كانت المرة الأولى التي تواجه فيها محاكم الدولة التركية قضية حزب كردي ودستوره وبرنامج مطالب الأمة الكردية. بالإضافة إلى ذلك ، كانت هذه هي المرة الأولى التي يخرج فيها سياسيون كرد ببرنامج سياسي ودستور ضد محاكم الدولة التركية. وقد حوكم معظم السجناء في هذه القضية ولم يمثلوا أمام محكمة من قبل وليس لديهم خبرة في هذا المجال.

                  2.6. دفاع سعيد ألجي في قضية الحزب الديمقراطي الكردستاني

قدم سعيد ألجي دفاعه السياسي في 21/10/ 1969 إلى “رئيس المحكمة الجنائية الثقيلة في أنطاليا”. وذكر في بداية دفاعه أن “هذه القضية ليست قضية جنائية عادية. هذه القضية هي قضية مهمة للغاية لـ 13 مليون كردي تؤثر على الحياة في تركيا كلها……”

يلخص سعيد ألجي أساس دفاعه ضد أفكار المدعي العام للمحكمة من جهة ادعائه “لا توجد أمة تسمى الكرد” ، الحزب الديمقراطي الكردستاني حزب غير شرعي ، تم إنشاء هذا الحزب لتقسيم أراضي الدولة التركية وإقامة دولة كردستان المستقلة”. دون الخوض في تفاصيل القضايا ، يتعلق الأمر باختصار بوجود الأمة الكردية، مسيرة العلاقات الكردية منذ عهد العثمانيين إلى الجمهورية الجمهورية ، عدالة الثورات الكردية ، وقمع واضطهاد الأمة الكردية ولغتها وثقافتها وأسلوب حياتها ، تتوقف وتستمر على هذا النحو:

“الأمة الكردية لها تاريخ عريق وتعيش على هذه الأرض منذ فترة طويلة. لقد بنى الكثير من الحضارات في هذا المكان وساعد في تطور الحضارة العالمية. إلى هذا العصر، لديها كل الميزات والخصائص الضرورية لوجود الأمة. لقد اتحد الكرد مع الأتراك عن طيب خاطر ، وفي عام 1517 وبوساطة من إدريس بدليسي ، وقع الكرد اتفاقية مع العثمانيين وبشروط تتضمن حماية استقلالهم. … “

“أثناء تفكك الدولة العثمانية ، ورغم الاعتراف بحق الكرد في دولة مستقلة بموجب معاهدة سيفر ، إلا أن الكرد لم يرغبوا في ذلك وشاركوا في حرب التحرير لحماية الوحدة الوطنية…. لذلك ، دفع الكرد ثمناً كبيراً لبناء جمهورية تركيا الفتية. كما يمكن رؤيته ، على الرغم من أن الكرد كانت لديهم كل الفرص ، إلا أنهم لم يرغبوا في الانفصال عن الأتراك ، فقد حافظوا دائماً على الوحدة والانسجام. لكن لسوء الحظ ، وقعوا دائماً ضحية لنواياهم النقية … “تسببت الحركات وأعمال الشغب الناجمة عن الإدارة السيئة للدولة في مقتل مئات الآلاف من الكرد. على وجه الخصوص ، فقد العديد من الأطفال الأبرياء الذين تم نفيهم إلى قونية والمحافظات الغربية حياتهم بسبب ظروف الطبيعة والفقر … ولا علاقة لحركة الشيخ سعيد ولا حركة ديرسم بالرجعية والتخلف. إنهم مع (كتب المؤلف ضد واعتقد أن ذلك حدث سهواً، المترجم) الاحتجاجات المشروعة والشرعية التي أرادها الناس لحماية كرامتهم وخصوصيتهم من الحكم السيئ. لا يمكن للمرء إدانتهم وإلقاء اللوم عليهم كما يفعلون … “

بعد هذا العرض، يتحدث سعيد ألجي في دفاعه عن القسوة والعنف الذي تعرض له الشعب الكردي خلال عهد حزب الشعب الجمهوري ، والحزب الديمقراطي ، و واقعة  49 ونفي 55 من القادة وأبناء العائلات المشهورة من الكرد، واورد ألجي  بعض الأمثلة عن سياسة الدولة والتي تميزت بالقسوة والبطش:

“فتاوى الحكومة وآراءها  ومعتقداتها عن الشرق (يقصد بالشرق هنا كردستان تركيا، المترجم) حادة وصعبة للغاية ، ومن المستحيل عدم السخرية منها.

أ) لا توجد أمة تسمى الكرد. كلهم أتراك.

ب) تتريك أسماء القرى والنواحي الكردية.

ج) تحريم التحدث باللغة الكردية.

د) منع الاستماع إلى البرامج الكردية وحظر البرامج التلفزيونية الكردية.

هـ) اتهام المشاركين في هذه المظاهرات  بالتمييز واتهامهم بالشيوعية.

أيها القضاة الكرام ،

سواء كان ذلك عن قصد أو عن غير قصد ، فإن السياسة التي تم تبنيها حتى الآن ليس في صالح تركيا. لا يمكن حل القضايا القومية لشعب  ما بالقسوة والعقاب. هذا الوضع يضر جميع نواحي الحياة في  تركيا. في قرننا الحالي بدون معرفتنا للقضايا الوطنية ،وعدم الأخذ في الاعتبار الأوضاع الاستراتيجية في الشرق الأوسط ، لا يمكن حل المسألة الكردية بدون قبولها. أن الادعاء بأن الكرد غير موجودين لا يؤدي إلى فناء الكرد. لا يمكن حل المشكلة الكردية بالأساليب القسرية. أن أهل الشرق (يقصد الكرد، المترجم) في حالة وعي بوجودهم وهم يهتفون لأجل هذا الوجود. من أجل سماع هذه الصرخة وعدم إفساد مستقبل تركيا العظيمة ، بدأت الاستعدادات لتأسيس الحزب الديمقراطي الكردستاني التركي.

سأشرح أمام المحكمة العليا برنامج الحزب الديمقراطي الكردستاني التركي الذي كتبه عام 1965 المحامي الكبير والوطني فاق بوجاك من محامي مكتب رها. قبل أن ابدأ بالتعليق ، أود أن أوضح أنه لو لم يتم اغتيال صديقي المحامي فائق بوجاك عام 1966 لكان الحزب قد بدأ نشاطه بشكل واضح. لسوء الحظ  تسبب مقتل زعيم الحزب في وقف هذا العمل.

في مقدمة الحزب الديمقراطي الكردستاني التركي وخاصة الفقرة التي تحت عنوان تحقيق الهدف ، فإنه يسلط الضوء على الأهداف الوطنية للحزب التي تتفق مع الدستور. سأقرأ تلك الفقرة كما هي مكتوبة: تم تأسيس الحزب الديمقراطي لكردستان تركيا. أولا وقبل كل شيء ، سوف يستمر عمل الحزب على خط السلام والديمقراطية والإنسانية والترابط. الحزب يدافع عن “الميثاق الملي”. الحزب يؤمن بالوحدة والأخوة ولا يميز بين الكرد والأتراك. يؤيد الحزب النظام القانوني ، ولكن عندما تنتهك حقوقه الإنسانية والوطنية فهو يسعى إلى التمرد والثورة.  كيف يمكن تصنيف حركة سياسية لديها مثل هذه الأهداف الواضحة على أنها منظمة غير شرعية؟ بالإضافة إلى أن اعتقال أصحاب هذه البرامج لا يتوافق مع الديمقراطية

. المادة: 1- اسم الحزب هو الحزب الديمقراطي الكوردستاني التركي

. المادة: 2- يهدف الحزب إلى الحصول على الاعتراف بالحقوق السياسية والاقتصادية والثقافية للشعب الكردي في جمهورية تركيا

. المادة: 3- من أجل تحقيق هذه الشروط:

أ) في القانون الأساسي لتركيا ، يجب أن يُسجَّل أن دولة تركيا مكونة من الترك والكرد وأن هاتين الأمتين متساويتان في جميع النواحي.

ب) ينبغي أن يكون الكرد ممثلين في البرلمان التركي حسب عدد سكانهم وأن يكونوا في مجلس النواب.

ج) الكشف عن معارضة كردستان التركية وعدم توطين المهاجرين في أرض كردستان. لا ينبغي تغيير أسماء القرى والبلدات الكردية وتلك التي تم تغييرها يجب أن تحتفظ بأسمائها القديمة.

. ç) في أقاليم كردستان ، يجب أن يكون المحافظون والمسؤولون الإداريون والقضاة وكافة المسؤولين من الكرد. يجب الأخذ بعين الاعتبار العادات والتقاليد الكردية في القانون

. د) في كردستان التركية ، يجب أن تكون اللغة الرسمية هي الكردية.

 هـ) في مدارس كردستان يجب أن تكون الدراسة باللغة الكردية ، كما يجب تدريس اللغة التركية. يجب إنشاء جامعة كوردستان. يتم توفير التعليم للطلاب الفقراء من قبل الدولة.

. و) في كردستان يجب إنشاء الإذاعة والتلفزيون باللغة الكردية.

 ز- تنشر الكتب والمجلات والصحف باللغة الكردية

. ح) من أجل المعتقدات الدينية والعلماء والملالي ودور العبادة يجب على الدولة أن تقوم بواجبها على أكمل وجه.

المادة: 4- الحزب يريد من الدولة أن تعطي الأولوية لتنمية كردستان.

بعد عرض النقاط الرئيسية من برنامج الحزب الديمقراطي الكردستاني كرر سعيد ألجي أنه في هذه الحالة ومع هذه الآراء والأهداف لا ينبغي اعتبار هذا الحزب منظمة غير قانونية ولا ينبغي اعتبار حماية تلك الأهداف جريمة. لأنهم ليسوا ضد الحقوق الأساسية الواردة في الدستور الاساسي. لكن على الرغم من كل هذا ، فقد تم التعامل مع المنطقة الشرقية على أنها مستعمرة لسنوات ، ونُلام على قولنا “يجب تحرير هذه المنطقة من هذا الوضع”.

يتضح من دفاع سعيد ألجي أنه لا يريد تقديم دفاع مفصل. خاصة بعد لقائه مع د. سعيد كرميزيتوبراك Seîd Kirmizitoprak (دكتور شفان، المترجم) واتفاقهم على “مشروع تدريب وتأهيل الكوادر في جنوب كردستان وإنشاء منظمة مشتركة وحديثة وواسعة النطاق”، هو يريد ، قدر الإمكان ، الخروج من هذه المحكمة بعقوبة مخففة والحصول على اخلاء سبيل من السجن باقىصى سرعة ممكنة لكي يقوم بالبدء بتنفيذ مشروعه.

بالإضافة إلى أنه لا يريد لأصدقائه وأعضاء الحزب الذين تتم محاكمتهم في هذه الحالة أن يعترفوا بانتمائهم للحزب بشكل صريح حتى لا يتم معاقبتهم. عندما ننظر إلى بيانات الاتهام في قضية الحزب الديمقراطي الكردستاني في أنطاليا ، نرى أنه باستثناء سعيد ألجي وشاكر إبوزدمر ، لم يؤيد أي شخص آخر الحزب، حيث نفوا عضويتهم وعلاقاتهم بالحزب. كما عمل سعيد ألجي في هذا الإطار الذي قال في دفاعه:

واستعدادا لتأسيس الحزب ، حضر زعيم الحزب فائق بوجاك وأنا وشاكر إبوزدمر وعمر توران. فيما عدا ذلك لم يكن احد على علم بالاستعدادات لتشكيل الحزب. بعد مقتل زعيم الحزب ، لم يتم اتخاذ أي إجراء في هذا الصدد. الحزب الديمقراطي الكردستاني ليس انفصالياً ولا يسعى إلى إنشاء دولة كردستان المستقلة. هدفه الوحيد هو تحقيق حياة كريمة للناس الذين يعيشون في الشرق (ورد في النص سهواً كلمة الغرب، المترجم) … الأمة والتاريخ سوف يقرران  اننا على حق في هذه القضية”.[21]

صدر الحكم بحق 16 شخصاً في قضية الحزب الديمقراطي الكردستاني من محكمة أنطاليا. على الرغم من محاكمة 14 شخصاً في قضية الحزب، إلا أنهم لم يحضروا إلى المحكمة ولم يقبلوا عضوية الحزب ، حكمت المحكمة الجنائية الثقيلة في أنطاليا في 5 أبريل 1971 على 15 شخصاً بالسجن لمدة ثلاث سنوات، إضافة إلى الحكم بالنفي لمدة ثلاث سنوات. بالنسبة لسعيد ألجي  فقد حكم عليه بأربع سنوات مع العقاب الشديد، إضافة إلى الحكم بالنفي لمدة أربع سنوات.


[1]  ترجم المقال من اللغة الكردية. العنوان الأصلي للمقال:

Zinar Soran (2021), LI SER SALVEGERA 50 SALÎYA ŞEHADETA NEMIR SEÎD ELÇÎ (I)

LI SER SALVEGERA 50 SALÎYA ŞEHADETA NEMIR SEÎD ELÇÎ (I)

[2] Mehmet Konut, Ocak 2010, Seîd Elçi (1925-1971), BÎR, hejmar 9.

[3] Y. Serhat Bucak, 22 aralık1966, Seîd Elçi (1), Özgür Politika.

[4] Musa Antar, Hatıralarım, çirêya pêşîn 1990, Stenbol: Doz Yayınları, r. 151-152.

[5] Dr. Naci Kutlay, 1989, “30. Yılında 49`lar Olayı”, Stockholm: Bergeh, hejmar 1, r. 38.

[6] Mehmet Konut, Ocak 2010, Seîd Elçi (1925-1971), İstanbul: BÎR, hejmar 9.

[7] Feqî Huseyin Sağniç, Portreler, Istanbul: Istanbul Kurt Enstitusu Yayınları, r. 75, 126.

[8] بخصوص هذه الصحف والمجلات ، انظر:

Malmisanij û Mahmûd Lewendî, adar 1989, Li Kurdistana Bakur û li Tirkiyê Rojnamegeriya Kurdî (1908-1981), Uppsala: Weşanên Jîna Nû,  r. 129- 163. Sosyalîzm ve Toplumsal Mücadeleler Ansiklopedisi,  İletişim Yayınları, cild 7, r.2120.
Vedat Şadili,  1980, Türkiye`de Kürtçülük Hareketleri ve İsyanlar, Ankara: Kon Yayınları, r.180-185. Dr. Ibrahim Ethem Gürsel, 1977, Kürtçülük Gerçeği, Ankara, r. 70- 71.

[9] للاطلاع على هذا المقال ، انظر: جريدة الجمهورية بتاريخ 29 يونيو 1963.

İbrahim Ethem Gürsel, bnd, r. 66- 72.

Malmisanij û Mahmûd Lewendî, r. 141- 142.

Musa Anter, bnd, r. 195- 197.

[10] بخصوص هذا البحث انظر:

Ruşen Aslan, Ömrü Kısa Etkisi Büyük Kürt Örgütşemesi Devrimci Doğu Kültür Ocakları DDKO,Stenbol, çapa yekem, îlon 2020, weşanên IBV, r. 144-161.

[11] Ballı, Rafet, Kürt Dosyasi, haziran 1991, İstenbul: Cem Yayınları, 2. baskı, r.606.

[12] Rafet Balli, bnd, r. 601-602. Epözdemir, Şakir, Mart 2005, Türiye Kürdistan Demokrat Partisi 1968/235 Antalya Davasi, İstanbul: Perî Yayınları, birinci baskı, r.7-10.

[13] Şakir Epözdemir, bnd, r.138-139.

[14] من المعلومات الخاصة

 لأحد مؤسسي PDKT ، شاكر إبوزدمر Epozdemir ، والتي أرسلها إلي عبر البريد الإلكتروني في 03-11-2019.

[15] تم اقتباس هذه المعلومات من مقابلة خاصة مع Serhat Bucak أجريت في 2019-08-13 عبر الهاتف.

[16] يقول محمود يشيل عن اللجنة المنظمة لاجتماع فارقين: “كان المتقدمون الأوائل خائفين ، لكننا تقدمنا ​​مرة ثانية … للأسف ، تم سحب الطلب. لكن في النهاية ، قدمنا ​​الطلب من قبل لجنة مكونة من ثلاثة أشخاص (أنا ومهدي زانا وملا محمود أوكوتوجو Okûtûcû).

[17] أعدّ سعيد داباك لائحة الاتهام الصادرة عن القاضي العسكري بمحكمة قائد إدارة طوارئ محافظتي دياربكر وسرت بتاريخ 23 كانون الثاني / يناير 1971. انظر: Diyarbakır İddianamesi, Tebax 1972, weşanê Ronahî,  r. 12.

قام إسماعيل بشيكجي بنشر كتاب عن تحليل هذه التجمعات بعنوان “Doğu Mitingleri nin Analizi (1967)”. بعض التواريخ في Ideanama وتلك الموجودة في كتاب Ismail Beşikçi غير متطابقة. وفقًا لما هو مكتوب في هذا الكتاب: تظاهرة  ديار بكر يوم 16.09.1967 ، تجمع سيليفان يوم 24.09.1967 ، انتفاضة Sewereg يوم 1.10. 1967 وتجمع أنقرة يوم 19. 11. 1967. بخصوص هذا الموضوع انظر:

Beşikçi، İsmail، Mart 1992، Doğu Mitingleri´ nin Analizi (1967)، Ankara: Yurt-Kitap Yayınları، p. 15.

[18] Zinar Soran, 1977, ”Rûpelek Ji Dîroka me ya Hevdem Partiya Demokrata Kurdistana Turkîyê PDKT 1965-1970 –IV”, Armanc, hejmar 178, hezîran-tîrmeh 1997, Stockholm.

[19]  حول هذا الموضوع انظر:

Rafet Ballı, Kürt Dosyasi, haziran 1991, İstenbul: Cem Yayınları, 2. baskı, r. 606.  Biryara K.T. Mahkemeya Ceza Giran ya Antalya, Esas No: 1968/ 235, Biryar No: 1971/ 81, C.M.U No: 1968/ 420. Şakir Epözdemir, bnd, r.9-10.

[20] Şakir Epözdemir, bnd, r.10

[21] Sait Elçi, Agir Ceza Mahkemesi Baskanligina – Antalya, Dosya Es.No: 968/235, Durusma gunu: 21.Ekim.1969

شارك هذا المقال: