الحياةُ اليوميَّة في كرداغ (شمال سورية) أثناءَ احتلالِ التحالُف في الحربِ العالميَّةِ الثانية
المؤلّف: Kathrina Lange
ترجمة عن الانكليزية: ليلان علي – عفرين – خاصّ بالحوار
مجلة الحوار ، العدد /69 / ، 2016
عنوانُ الدراسة بالإنكليزية:
PERIPHERAL EXPERIENCES:EVERYDAY LIFE IN KURD DAGH (NORTHERN SYRIA)
DURING THE ALLIED OCCUPATION IN THE SECOND WORLD WAR
منشور في:
© 2010 by Koninklijke Brill NV، Leiden، The Netherlands (ISBN: 978-90-04-18545-6)
ترجمة عن الانكليزية: ليلان علي – عفرين – خاصّ بالحوار
مقدِّمة: وجهات النّظرِ الثانويّة وتجربةُ الحرب:
في يومٍ ربيعيٍّ من عامِ 1942 كانت قريةُ شيخ معمو، الواقعة على نحو 60 كم شمال غرب حلب، قد اقترب منها رتلٌ عسكريٌّ بريطاني من دباباتٍ وعرباتٍ مدرَّعة، “وجَّهوا أسلحتهم الآليَّة على التلّة فوقَ القريةِ” يتذكّر حج منان، القرويُّ البالغُ من العُمر 80 عاماً، فيسردُ لنا تلك الحادثة قائلاً: أُطلقتِ الأسلحة الآليّة، وقد كانتِ الدباباتُ تقادُ إلى الأعلى على طول الطريق عبرَ القرية حتّى وصلوا إلى المقبرة “نحنُ كنا خائفين” أضافتْ أختهُ أمُّ حكمت “لم يكن أيُّ شخصٍ يتجرّأ أن يغادرَ المنزلَ خوفاً من أن يقع جريحاً أو أن يقتل”.
فقد كانتِ المعركةُ جزءاً من تمرين وتدريب للجيش البريطاني، أمّا بالنسبة للعديدِ من سكان قرية شيخ معمو فإنّ هذه المناورات كانت جديدةً وغريبة، حيثُ أنّها المرّة الأولى التي يرون فيها جنوداً بريطانيين من مسافة قريبةٍ، فما إنْ انتهت المعركةُ، حتّى لجأ أولادُ القريةِ الصغار والأكثر جرأةً إلى جمع الرصاصات الخشبيَّة التي تمّ إطلاقها، فاليوم يحبُّ الرجال أن يتذكّروا أكوام الرصاصاتِ الخشبية التي كدّسوها.
لقد شكّلت أراضي سورية ولبنان أثناءَ الحربِ العالميّة الثانية ساحةَ معركةٍ لمدّة خمسةِ أسابيعَ فقط، ففي بدايةِ صيف عام 1941. بدأتِ العمليةُ العسكريَّةُ على الأرض السوريَّة بمشاركةِ مقاتلينَ سوريينَ، ومن شمال غرب إفريقيا، والجنود الفرنسيين تحتَ قيادةِ الجنرالِ الفرنسي (فيشي) ضدَّ الفرق المتحالفة – بينهم قوات فرنسية حرّة وبريطانيّة وأردنيّة وهنديّة – الذين كانوا قد دخلوا سورية في 8 حزيران من ذلك العام، ثمّ توقفتْ بهدنة 14 تموز 1941. بالرّغم من أنّ استقلال سوريا كان موعوداً به من قبل الحلفاء قبل الغزو، إلّا أنّ قواتِ التحالف بقيتْ متمركزة في سورية لفترةِ الحربِ وما بعدها – غادرت آخر قوات أجنبيّة البلاد في 15 نيسان عام 1946.
بالرَّغم من أنّ في العديد من أجزاءِ سورية، لم يكنِ السُّكان معرضينَ للقتال الدائر بشكلٍ فعليٍّ بينَ القوى المتعارضة، ومع ذلك فإنّ حياة الناس تأثّرت بحالةِ الحرب، وذلك بأخذِ أمثلةٍ من منطقة ريفية في شمال سورية، قضاء كرداغ (منطقة حكومية)، هذا الجزء سيناقشُ كيفَ كانتْ تجربة احتلال التحالف وتأثيرها على السكان المحليين، بالتركيز على أهمية وجود التحالف وسياساتهم على الحياة اليومية في المنطقة، سأبحثُ كيفَ أثّرتِ الحرب على فرصِ العمل وعلى العلاقات الاجتماعيَّة، المظهر الثاني في البحث هو السؤالُ عن كيف أثّرتِ الممارسات التنظيميَّة، التي تبدَّلت أثناءَ الحرب، على الإنتاج والتوزيعِ والاستهلاك الزراعي، المظهر الثالث المناقشُ هو ربطُ ذكريات الحرب كصيغةٍ للتعليقِ على الحاضر.
السياقُ الإقليميُّ:
كتابةُ تاريخِ سوريةَ تحتَ الانتداب الفرنسي (1920 حتّى 1946) -الذي وضع بشكلٍ كلاسيكيٍّ إطاراً لتاريخِ سورية أثناءَ الحربِ العالميَّة الثانية – ركَّزت حتّى الآن بالدرجة الأولى على المُدن السورية دمشق وحلب. مع بعضِ الاستثناءات الجديرة بالذكرِ مثل جبل الدروز والجزيرة السوريَّة، أمّا المناطق الريفيَّة فقد جذبتْ اهتماماً أقلَّ. وذلك بسبب الموارد التي تكون وافرة أكثر للمدن، والسببُ الآخر يمكن أن يكون التهميش المحسوس سببُهُ أنّ هذه المناطق التي لم تلعب دوراً هاماً في الكفاح السياسي والتطوُّرات الاجتماعيَّة خلالَ سنواتِ الانتداب.
فالمنطقةُ التي يركّزُ عليها هذا الجزءُ هي منطقة كرداغ (أو جبل الأكراد، كلاهما يعني “الجبل الكردي” في العثمانيَّة التركيَّة والعربيَّة على التوالي)، وتوازي تقريباً منطقة عفرين الحالية التي تغطي حوالي 2050 كلم2، وتشملُ بلدة عفرين نفسها و 366 قريةً، المنطقةُ التي تقعُ على تلال في السلسلة الجبلية وعلى ارتفاع 700 الى 1201 م ولها نفسُ الاسم، هي مجاورة للحدود التركية – السورية، وهي هامشية من عدة وجهات نظر، وبسبب موقعها الحدودي، كانت مهمّشة جداً بالمعنى الجغرافي والجوهري، فقد كانتْ على الحافاتِ من كلٍّ من الدولة السورية ومحافظة حلب التي تشكّل هذه المنطقة جزءاً منها، سكانُها الأكراد الرئيسيون اختلفوا لغويّاً ومن جوانب أخرى عن جيرانهم العرب. في بداية الانتداب الفرنسي، كانتِ الكرديَّة والتركيَّة وليستِ العربيّة اللغات المحكيّة والمفهومة من قبل السكان، إلّا أنّ المنطقة أيضاً مفصولة جغرافياً وتاريخيّاً عن المناطق الكردية الأخرى في سورية.
أثناءَ الانتدابِ الفرنسي على سوريا، كانتْ كرداغ جزءاً من محافظة حلب، وفي الزمن العثماني، كانتِ القُرى في هذه المنطقةِ مجمّعة في عددٍ من المناطق المختلفة (نواحي SG: ناحية) التي كانت تابعة لقضاء – كلس، الموجودة الآن في تركيا، بعدَ الحرب العالميّة الأولى عندما كانت سورية ولبنان الحاليتينِ واقعتينِ تحتَ الانتداب الفرنسي، كان قضاء – كرداغ قد تأسّستْ في نيسان 1922، وشمّل أربعَ نواحي جديدة، هكذا قُطعت الحدود السوريّة – التركيّة الجديدة، في حالاتٍ عديدة، وفصلت العائلات والمواطنين في مناطقِ الحدودِ وعزلتهم عن المراعي والحقولِ والأملاك التي بقيت في الأراضي الأجنبيّة بعدَ إقامةِ هذه الحدود بسنواتٍ عديدة، بقيت حركة التجارة غير المشروعة مستمرّة من كلا الاتجاهين عبْرَ الحدود التي لم تُضبط بسببِ التضاريسِ الجبليَّة الصعبةِ الوصول.
تجاهلَ الأدبُ الأكاديمي في سوريا حتّى الآن هذه المنطقة بشكلٍ كامل، هذا الجزء(البحث) هو خطوةٌ أولى وتمهيديّة لسدّ هذه الثغرة بتسليط بعض الضوء على تأثير فترة احتلال التحالف على هذه المنطقة المهمشة، بسبب نقص المصادر المكتوبة التي تعكس تجارب ووجهات نظر سكان هذهِ المنطقة خلالَ هذه الفترة، فهذا البحث يحاول أن يسلّط الضوء على التجارب المحلية من خلال تقييم الوثائق الارشيفية الفرنسية والبريطانية المكتوبة، والمحكية اليوم من قبل سكان المنطقة.
لذلك الذكرياتُ والصُّورُ التي تشكّلت لاستعادةِ الأحداثِ، ستأخذ بعين الاعتبار، أتباع الخطوط المقترحة من قبل Buschmann،Reimann ،Carl، الذين استنتجوا بأنّ (تجربةَ الحربِ) لا تتشكّل فقط بالحدث المباشر، وإنّما بالصُّورِ والتفسيراتِ المنظّمةِ التي تحدث “بعدَ الواقعةِ” والتي تتبلورُ بهذهِ التصوّراتِ والانطباعاتِ إلى “تجربة”.
الشمالُ السوري تحتَ احتلالِ التحالُفِ:
في الذكرى المحليّةِ، يشكّلُ احتلالَ التحالفِ للشرق في الحقيقة علامةَ نهايةِ الانتداب الفرنسي: “عندما أتى الإنكليز، الفرنسيون انتهوا”، يتذكّر عزّت عفدكة، مزارعُ زيتونٍ في الثمانينَ من العمر من شيخ معمو.
في الجوهرِ، اتفاقية ( de Gaulle – Lyttelton) في 25 تموز عام 1941 تركت السلطة على كلّ الأمورِ العسكريّة لقيادة البريطانيينَ في الشرق الأوسط، بينما القيادة المحلية في سوريا ولبنان – تتضمّن الإدارة المدنية والخدمات العامة، والأمن العام – كانت تنجزُ من قبل الفرنسيين. بالرّغم من الوعدِ باستقلال سوريَّة المُعطاة من قِبَل de Gaulle قَبلَ الغزو، استمرّ الفرنسيون الأحرارُ بشكلٍ أساسيٍّ بسياسةِ الانتداب للشرق، بتوليه الأمور من قبل الإدارةِ الفاشيةِ، كجزءٍ من نفسِ طاقم المالكين. لكن نتيجة لضعفهم العسكري واعتمادهم على حلفائِهم البريطانيين، وبالإضافة الى نقصِ الدعم المالي والإداري من الميتروبول، كان موقفُ الفرنسيين الأحرار في الشرق ضعيفاً مقابلَ السكّان المحليين بالإضافة إلى البريطانيين. “مهمّة الرماح” البريطانية في بيروت التي كانت تنسقُ الأمورَ العسكريَّة والاقتصاديَّة والسياسيَّة في الشرق أثناء الحرب تَمركزَ “ضباطها السياسيون” في كافة أنحاء سوريا، بالإضافة إلى تمركُز أعدادٍ كبيرةٍ من القوّات تحتَ القيادة البريطانية في سوريا ولبنان، وشكّلت مثل شبكةٍ فعّالة تكلّم عنها Roshwald “إدارة تحتَ الظلّ البريطاني” التي صنعت “سيطرة الفرنسيين الأحرار على الشرق [….] وأصبحتْ مثل رواية شرعيةٍ أكثر من واقع سياسي”.
إنّ سنوات احتلالُ التحالف كانت ملحوظةً بالنزاعات المستمرّة للسيطرة بين البريطانيين والفرنسيين الأحرار، تظهرُ في المصادر الأرشيفيّة الفرنسيَّة زمنَ عدمِ الثقةِ والتنافُسات الحذرة على القدراتِ بين البريطانيين والضباط الفرنسيين. استفادتِ النخبُ المحليّة من هذا التركيب المتعدّد الطبقات للإدارة العسكرية بالانجذاب بشكل مختلف للجيش البريطاني، والانتدابِ الفرنسي، ومؤسسات وسلطات الإدارة السورية في الأمور الاجتماعية والسياسية والعدالة الجنائية.
السيطرةُ على الحدود وتمركُز القوات:
من بينِ مواضيعَ ونزاعاتٍ أخرى للقدرة والجدارة بينَ المتحالفين في شمال سوريا حول السيطرة على الحدود، أصرّ ضباطٌ فرنسيون بأنّ شؤون الإدارة العامة والحماية، تتضمّن السيطرة على الحدود، كانتْ حقٌّاً لهم طالما لا توجد قوة عسكريّة تحلُّ محلَّهم في المنطقة بشكلٍ متضارب، أمّا البريطانيون فاعتبروا بأنّه في وقت الحربِ كانت السيطرة الفعّالة على الحدود السورية – التركية مطلباً ليس فقط للأمور العامة بل للأمنِ العسكري أيضاً، فمن وجهة نظرهم أنّ الحدود ومنطقتها الداخلية في شمال سوريا يجبُ اعتبارها منطقة محتملة للعمليات العسكرية، ولذلك وقعت تحتَ سيطرة الإدارة البريطانية العسكريَّة، ففي عام 1941، كانتِ الحدود السوريَّة – التركيَّة بوابة لمقاتلي الحلف الذين كانوا يقاتلون الحلفاء في سوريا والعراق للهربِ إلى داخل تركيا المحايدة حتّى منتصفِ عام 1944على الأقلّ، فقد كانت قيادة التحالف قلقةً بأنّ الحدود يمكن أيضاُ أن تصبح بوابة للاتّجاهِ الآخر: المتعاطفين مع مقاتلي الحلفِ في الشرق، يمكن أن يتمّ دفعُهم من قِبَل عملاءِ مقاتلي الحلف للعمل ضدَّ الحلفاءِ أو البضاعة المهربة إلى داخلِ سوريا من تركيا، وبالتالي إلى تسرُّب “لجواسيس العدوِّ” لتجمُّعِ الاستخباراتِ وفرقِ قوّات التحالفِ المتمركزةِ في الشرق الأوسط.
كانَ الضباطُ البريطانيون والضباط غير المكلفين بالخدمة في مجالِ الأمن متمركزين في مناصبٍ على الحدود السورية الشمالية – الغربيّة في جرابلس، حارم، ادلب، باب الهوى وميدان اكبس، المفارز التابعة لوحدات التحالف المتنوعة كانت تعتمد على معسكرات على طول الحدود وفي المنطقة الداخلية، فبين عامي 1941 و 1945، كانتِ القواتُ البريطانية والاستراليّة والنيوزيلانديّة والهنديّة بالإضافة الى جنودِ عربٍ وشركسيين في “قوة الحدود عبر الأردن” (TJFF) بقيادة ضباط بريطانيين، كانت محصنة في المنطقة في بلدة ميدان اكبس وهي بلدة في كرداغ، التي كانتْ سكة بغداد الحديدية تدخلُ عبرَها إلى الأراضي السوريَّة. لذا فالتحكُّم بالمسافرين وموظّفي محطة Taurus السريعة القادمة من تركيا، كان جزءاً من مهام الضباط البريطانيين ووحداتٍ أخرى من التحالف، وفي هذه البلدةِ الحدوديَّة الصغيرة (في عام 1945، كان يقطن فيها 287 شخصاً) كانت مهام السيطرةِ على الحدود نشطةً من قبل أصولٍ وجنسياتٍ مختلفة: بالإضافة إلى دائرة المجال الأمني البريطاني، كانَ هناك مركزُ للقوات الفرنسية، بالإضافة إلى مركز الدركِ التابعِ للحكومة السورية، كلّهم كان يفترض بهم العمل بتعاونٍ، ولكنْ احتكاكهم اليومي كان متميزاً بشكلٍ دائم بالغيرة المهنية، وعدم الثقة وعدم (أو نقص) التواصل. في عدّة حالات، كانتِ التنافسات الفرنسية – البريطانية تبدو وكأنّها تحوّلت إلى عداء شخصي بين الضباط المعنيين.
كانتِ القواتُ على الحدود تلقي القبض بشكلٍ منتظمٍ على الهاربينَ إلى سوريا من الجيش التركي، أو بالعكس، على الهاربين السوريين الذين يحاولون أن يقطعوا الحدودَ باتجاه الشمال، بالإضافةِ إلى المجرمين الهاربينَ من العدالة، أو المهربينَ المحليينَ القادمين من (أو إلى) تركيا. فمن بين السلعِ المهربة إلى سورية كانتِ المواد الغذائيّة الأساسية مثل الطحين والسكر والدواجن بالإضافة إلى سلع الرفاهية والترف مثل القهوة والكراميل والساعات والملابس، كانت تسجل وبشكل اسبوعي تقريباً حالات تهريب السرقات والهجمات والغزوات للحدود في كلا الاتجاهين، بشكلٍ مثيرٍ للاستغراب، كان يتمّ تسجيلُ موظفين في المناصب الحدودية التركية بين اللصوص بشكلٍ منتظمٍ. إذا أخذنا بعين الاعتبار المرات العديدة الموثقة لعبور الحدود غير القانوني (وأخذنا بعين الاعتبار بأنّه يمكن أن يكون هناك حتّى عدد كبير من المعابر التي لم يتم كشفها)، والأخذ بعين الاعتبار بأنّ هذا العدد، بدلاً من أن ينقص، بقي ثابتاً وحتى ازداد قليلاً في عام 1944، هذا يوضح بأنّ التحكم بالحدود لم يكن يُدار بشكلٍ كفوء كما كان مرادٌ له أن يكون من قبل الحلفاء، بالإضافة إلى عدد القوات المختلفة في المنطقة.
كانت هناك طريقةٌ واحدةٌ للاحتجاج على الدخولِ غير القانوني للجنسيات غير السورية وهي الفحصُ الصارمُ المتزايد على البطاقات الشخصيّة وأوراق شخصية أخرى في المنطقة الحدوديّة، التي كانت تنفّذُ من قبل القواتِ المختلفة تحتَ السيطرة البريطانية، كان على أصحاب الدكاكين في عفرين، أو قرويين يزورون السوق، أو مزارعين ينقلون المحصول أن يكونوا جاهزين ليقدّموا أوراقاً تثبت هويتهم وجنسيتهم عند الطلبِ، في حالِ عدمِ حدوث ذلك يقودُهم إلى الاعتقال، ففي عام 1944 خاصة، وصلت مثل هذه السيطرة الى القمة، حيث دوريات المشاة (Alwar Bataillo) الهندية المتمركزة في كرداغ كانت تظهر اجتهاداً خاصاً، حتّى القائم مقام (مفوض المنطقة) ورئيس البلديَّة لم يكونوا مستثنيين. في (razzia) الموجودة في عفرين في 14 نيسان عام 1944، كانت السيطرةُ تجري في كافة الانحاء ممّا أدّى الى مظاهرة للأولاد المتجمعين في السوق للاحتجاج ضد هذا الاستغلال، على العكس فإنّ ضباط الانتداب الفرنسي، لم يشاركوا وحدات وضباط الجيش البريطاني المتمركزينَ في المنطقة في الإدارة المدنيَّة في كرداغ، ولذلك كان لهم مناسبات أقلُّ ليكونوا على اتصال مباشر مع السكان، ففي قصصِ تجاربِ سكان القرية مع احتلال التحالف، تبقى القوات المختلفة تحتَ السيطرة البريطانيَّة بعيدة وغير ودودة مع السكان، فقد كان التواصل يتمّ بينهم بصعوبة نتيجة لحاجز اللغة والذين كان اختلافهم عن سكان القرى يبدو واضحاً في ممارساتهم، هذا انعكس على سلوكِ عزّت عفدكة عندما رأى جنود انكليز للمرّة الأولى. حتى بعد 60 عاماً، وذهوله واندهاشه من ملابسهم ما زال ملحوظاً: “رأيتُ بعض الجنودِ الإنكليز في أسفل الوادي، كانوا يلبسون سراويل قصيرة ولا شيءَ آخرَ، وكانوا يضعونَ الزيت على كلّ أجسامِهم، جلدُهم كان أحمرَ ومتألقاً”. من ناحية أخرى، عزّت عفدكة يتذكّر بأنّه هو نفسه، كان يلبسُ الشروال (سروال فضفاض) وغطاء رأس ذي مربعاتٍ حمراءَ، كان شكلاً رسمياً رائعاً بالنسبة للبريطانيين: “مرّة عندما كنتُ ذاهبا الى السوق، تمّ توقيفي من قبل جندي بريطاني، أخرج علبة، ولم يكن لدي أية فكرة عمَا يريده، ثمّ أوضح لي شخص آخر بأن الجندي كان يلتقط صورتي”.
لم يتمّ الحديث عن النزاعات الاجتماعيّة أو ” الثقافيّة ” بين قواتِ التحالف والسّكانِ المحليينَ كجزء من وجود التحالف، ونادراً ما تمّت الكتابةُ عنها في المصادر الأرشيفيَّة، فهناك حوادثُ عيد الميلاد عام 1941، وفي عدّة أيامٍ متتالية كان جنودٌ استراليون متمركزين في عفرين واعزاز ثملين ويمارسونَ أعمال شغبٍ في البلدة، ويتهجمون على المارّة والحارس الليلي، ويسرقونَ من بائعي الخضار ويطرقون على المنازل في الليل وهي أمثلةٌ استثنائية عن ازعاج السكان، فجرائمٌ أخرى لقوات التحالف ضدّ السكان المحليين كانت تبدو نادرة باستثناء واحدة، وهي قضية جندي من TJFF المتمركزين في قرية حجِ إسكندر الحدودية، حيثُ تركَ وحدته ليهربَ مع فتاة من القرية في شباط 1943. وبعد فترة قصيرة، اكتشف ضابط غير مكلف من نفس الوحدة بأن الزوجين كانا في عفرين، أعيدت الفتاة الى والديها والجندي الى السلطة القضائيَّة العسكرية. تعكسُ المصادرُ الفرنسية اختلاف قاطع ونتيجة قلقة، بينَ الفرقِ (الأجنبية) المختلفةِ وتلك القواتِ التي يمكن اعتبارها الى حد بعيد أو قريب “محلية”، بشكل خاص قوات ال TJFF، كان يتم تجنيدهم على الأغلبِ في فلسطين والأردن. وعندَما كانت مفارز ال TJFF (كانت تعرف محلياً كجنود الأمير عبد الله) متمركزة في المناطقِ الحدوديَّة في كرداغ في ربيع عام 1942، نقل عن ضباط الاستخبارات الفرنسيةِ بأنّ السكان المحليين، كانوا يعلّقون بأن التمركُز المستمرّ للقوات الأجنبيّة كانتْ إشارة أخرى لضعف ونقص مصادر الفرنسيين الأحرار. أشار الضابط المخبر بشكلٍ لاذع بعض الشيء: بأنّ “ظهور القوات البريطانية لم تسبّب التعليقات على القوات الأردنية التي يعتبرها السوريين نظيراً لهم إذا لم يكونوا تابعين لهم في ذلك، هذه القوات (كما يقول الناس) كانت أكثرَ عرضةٍ للمكافآت من وحداتنا المحليّة”.
رؤية الحرب:
بالإضافةِ الى مراقبةِ الحدودِ والرسوم الجمركية، تداخلتْ ممارسات أخرى للتنظيم والسيطرة إلى “الاحتياجات العسكريّة” مع الحياة اليوميةِ، لكنّها لم تعتبر عبئاً ثقيلاً.
القسمُ الذي كان مكلفاً بعفرين في 23 أيار 1944 والمدعومُ من قبل دوريات التحالف، شكّل تغييراً في بعض القرى والبلدات الأكبر، بينما تأثرتِ الحياة اليومية في المناطق الريفيَّة بشكلٍ أقلَّ، وقد انتشرتْ دعايات التحالف ولكن يبدو بأنّها لم تكن ذات تأثيرٍ كبير مقارنة بمدينة حلب، فقد عقدت اجتماعات للدعاية الفرنسية (18 منها في الأشهر الخمسة الأولى في عام 1942وحدها، واستمرت لمدة ثلاثة أشهر)، كانت توزّعُ البروشورات في كرداغ في البداية من قبل الفرنسيين، ثمّ من قبل الضباط البريطانيين. بالإضافة إلى ذلك، الخدمة السينمائيَّة الفرنسية كانت تعرض بشكل منتظم أفلام في العديد من القرى الكبيرة. بالرَّغم من أنَّ هذه العروض كانت تجذبُ حشداً كبيراً، كانت الأفلام تنتجُ، بشكلٍ واضحٍ أو على الأقل بشكل جزئي من قبل الجيش البريطاني، وتبدو وكأنّها كانت مسخرة لجمهور شرقي آخر ولم تقابل تماماً ذوق السكان: “نادراً ما كان السكانُ يهتمُّون بصور كرتونية تغنّي وتتكلّم الإنكليزية، ولا يهتمون ببدوي الصحراء. كانوا ينتظرون أن يشاهدوا أخبار الحرب”. فقد دوَّنَ ضابطٌ ملاحظةً بعد قيامه بجولة على الجلسات السينمائية مباشرة بعدَ نزولِ التحالف في نورماندي في تموز عام 1944، كتب: “أخبار الحرب كانت أيضاً تصدرُ في كرداغ نفسها، على شكلِ إشاعات” بشكلٍ متكرّر. ترجمَ السُّكان حركات القوات وخصوصاً تعزيزات قوات التحالف على طول الحدود التركية كإشارة بأنّ دخول تركيا إلى الحرب (مع جانب التحالفِ أو ضدّهم) كان وشيكاً، وبأنَّ كرداغ كانت على الحافة بأن تصبحَ وجهة فعَّالة للقوات.
بشكلٍ سياسي، بقيت كرداغ هادئةً خلالَ الحربِ، مقارنةً مع أجزاء أخرى من شمال سورية. “كلّ شخصّ كان منشغلاً بشؤونه أكثر من الوضع (السياسي) الدولي أو القومي”، لاحظ ذلك الكابتن (Chardar)، ضابط فرنسي في عفرين في شباط 1944، وبالفعل كان هذا يبدو ملخصاً للموقف طوال سنوات الحرب.
كان الوضعُ السياسي في المنطقة أثناءَ احتلالِ التحالف كما كان في السنوات التي قبلَها وبعدَها مرتبطٍ بشكلٍ قريب بالتركيبِ الاقتصادي والاجتماعي للمنطقة. كرداغ كانت منطقة فقيرة، كان يعتمدُ سكانها الذين عاشوا في القرى على الزراعة وتربية المواشي الصغيرة. كان ينمو مؤخّراً في الوديان والسهول الشعير والقمح والعدس والتبغ في المنحدرات الجبلية، وكان ينمو بشكل رئيسي الزيتون والرمان والتفاح والعنب. وفي المناطق الجبلية الشمالية الغربية من كرداغ حيث الزراعة كانت مستحيلة، كانت تربية المواشي الصغيرة، كالخراف والماعز مهمّة بشكلٍ خاص حتّى الثلاثينات من عام 1900، وإحراق الفحم كان مصدراً آخر للدخل الذي نظّم بشكلٍ صارم ومُنع أخيراً من قِبل السلطات.
كانتِ الطبقةُ السياسيّة الاجتماعيّة البارزة تعتمد على السيطرة على المصدر الاقتصادي وتشخّص علاقات اجتماعيّة في المنطقة. كان العديد من السكان يملك القليل أو لا شيء من الأراضي، بينما طبقة من كبار مالكي الأراضي يسمّون الآغوات كانوا يسيطرونَ على المنطقة اقتصاديّاً واجتماعيّاً وسياسيّاً. أمّا المالكون الصغار والفلاحون الذين لا يملكون أراضي وكذلك العمال فكانوا مرتبطينَ بالآغواتِ من خلالِ روابط التبعية الاقتصاديّة بالإضافة الى الرعاية السياسيّة.
في الثلاثينات من العام 1900 تطوّرت في كرداغ حركةٌ مدفوعة دينياً. ضدَّ المستعمر وضدّ مالكي الأراضي، قائدها (شيخ إبرام) (إبراهيم) خليل، كان بالأصلِ من تركيا ودرسَ مع الشيوخ النقشبنديين في حمصَ ودمشقَ، استقرَّ حوالي العام 1930 في كرداغ، بدايةً كان تحتَ حماية القوي شيخ إسماعيل زاده، واحد من أكثر العائلات المالكة للأراضي والأكثر تأثيراً في المنطقة. في فترة قريبة، وعلى أيةٍ حال، شيخ إبرام وتوابعه تحوّلوا ضدّ رعاياه بصورة منظّمةٍ على شكلِ أخوةٍ دينية، فالاتباع في دائرة شيخ إبرام كانوا يسمون “مريدين” ، يطالبون بالقوّة الدينيّة والروحيّة، وانتزاع الملكية من الآغوات وإعادة توزيعِ ممتلكاتهم على الفقراء، بالإضافة إلى طرد الفرنسيين خارج سوريا. طوال الثلاثينات من عام 1900، كسبت الحركة أعداد كبيرة من المؤيدين وخاصةً بينَ الفلاحين الأكثر فقراً، والذين كانوا يعملون باتفاق مع الآغا الأكثر قوةً في المنطقة، رشيد شيخ إسماعيل زادة، كان يتمّ تذكره محلياً بـ كور رشيد (رشيد الأعمى). وبعد فشل الثورة، فرّ العديد من الثوريين عبر الحدود إلى تركيا، وأخذ أغلبهم عائلاتهم معهم، في وقتِ احتلال التحالف، كانت ذكرياتُ الثورة لاتزال حديثةً واحتجاج جديد كان يمكن أن يكون وشيكاً. طوال سنوات الحرب بقيت مجموعات من المريدين يعبرون الحدود السورية – التركية، في بعض الحالات يسرقون أو يهرّبون، يقتلون أو ينهبون وكانوا يحاولون أن يرجعوا لقراهم. فأثناء الثلاثينات من القرن 1900 طوّرتْ حركةُ المريدين علاقاتٍ شخصيةٍ وسياسية بالكتلة الوطنية وحزب القومية السائد أثناء الانتداب. فعندما عاد الوفد السوري الوطني إلى سوريا من المفاوضاتِ في باريسَ في عام 1936، ووصولهم إلى عفرينَ على متن القطارِ الشرقي السريع، تم استقبالهم من قِبلِ المئات من المريدين بقيادة علي غالب أحد قادات الحركة. ثمّ ازدادت قوة الحركة القومية السورية في مواجهة الفرنسيين بعد عام 1941، وخاصة بعد الانتخابات البرلمانية عام 1943، حيث فاز الوطنيون، وعلى إثرها عادت أعداد كبيرة من المريدين إلى سوريا، مستفيدينَ من موقفِ الوطنيينَ السوريينَ الإيجابي تجاه الحركة كثورة ضدِّ المستعمر.
في عام 1944، ارتفعَ عدد المريدين الذين عادوا إلى سوريا، وكان الفضل يعود للقانون التركي الذي اعتبر اللاجئين كمواطنين أتراك، لأنّهم كانوا يعيشون على الأرض التركية لمدة خمس سنوات. هذا كان يعني بأنّ المريدين المقيمين في تركيا سيستدعون للخدمة العسكرية التي كانت إجبارية للمواطنين الأتراك. فهربوا بسبب ذلك العديد من المريدين وكثفوا محاولاتهم ليعودوا إلى سوريا.
بعدَ قمعِ ثورة المريدين، بقيت السيطرة الاقتصاديّة والاجتماعيّة والسياسيّة لكبار مالكي الأراضي بدون تحدٍّ أو منافسة، فقد كانت أفراد من العائلات المالكة يمثلون الحركات السياسية في ذلك الوقت، فخلال الثلاثينات والأربعينات من القرن 1900، وكذلك فقد تمّ اختيار النواب البرلمانيينَ في المنطقةِ من هذه المجموعة، وتمّ اختيار رئيس البلدية منها أيضاً. كان البارزون من القضاء مرتبطين بحرية إلى حدٍّ بعيد أو قريب بحركات وأفكار الوطنيين الأكراد. حسين عوني، الذي تمّ اختياره للبرلمان في كانون الأول من عام 1931 و1936، كان متعلقاً بحركةِ خويبون الوطنيّة الكرديّة. حيث كان أيضاً أقوى آغا في المنطقة، كور رشيد وأخوه حج منان ، فايق آغا، بالإضافة الى وريثه كرئيس للبلدية، وخليل آغا، كانوا مشتركين بالصحيفة الكردية (هاوار)، التي كانت تنشر في دمشق بموافقة فرنسية من قِبل المفكر الوطني الكردي جلادت بدرخان. على أيةِ حالٍ، تأثير الوطنية الكردية في فترةِ الانتدابِ بقيت محدودة لأفراد من النخب، ولم تلقَ دعماً شعبياً كبيراً.
أثناءَ سنواتِ احتلال التحالف، كانتْ عائلةُ الشيخ إسماعيل زادة واحدة من أكثرِ العائلات ذات النفوذ في كرداغ، وكور رشيد، الرجل الأسطوري القوي، الذي سيطر على المنطقة في النصف الأول من القرن العشرين، كان ينتمي لهذه العائلة، وأيضا فايق آغا، مالك أراضي من منطقة بلبل. سيطر فايق آغا على السياسة في كرداغ أثناء احتلال التحالف عن طريق أخذ مناصب الخدمة المدنية الهامة في المنطقة، حيث خدم كرئيس للبلدية حتى عام 1943، عندما تحوّل عن الكرسي ليمثّل كرداغ في البرلمان. كان وريثه كرئيس للبلدية متنازع عليه بشدّة بين خليل آغا سيدو ممو ومحمد عارف الغباري، كلاهما من عائلات مالكة مشابهة، ولكن يمثّلون توجّهات سياسيّة مختلفة.
منذُ منتصفِ العشرينيات من العام 1900، طوّر البارزون من كرداغ علاقات مع الكتلة الوطنية. محمد عارف الغباري كان له علاقات شخصية مقربة مع المقربين من الكتلة الوطنية في حلب مثل سعد الله الجابري، عبد الرحمن الكيالي وحسن إبراهيم باشا. خليل آغا لم يظهر مثل هذه العلاقات وكان هو الذي خلف فايق آغا كرئيس للبلدية.
تنظيم مصادر زمن الحرب OCP وMESC:
كانتِ القوانينُ الاقتصاديَّة، التي لها تأثير مباشرٌ على حياةِ السكان المحلّيين، الجزءَ المركزيّ من سياسةِ التحالفِ في الشرق، كان أساسُهم الحاجة لتأمين شرط قوى التحالفِ في الشرق الأوسط بتجهيزاتٍ سياسيّةٍ وغيرها مع عدم إهمال احتياجات السكان المدنيين. فقبل الحرب، اعتمد اقتصادُ الشرق الأوسط في جزءٍ كبير على استيراد المواد الغذائية بالإضافة الى تصنيع البضائع، التي احتلت خلال وقت السلم كل السفن المتوفرة، مع نقصِ الشحنِ الناتج عن الحربِ الذي اشتدّ في العام 1940 معَ تنازلِ فرنسا لألمانيا ودخول إيطاليا في الحرب، ازدادتِ المعاناة والتعاسة، وكما ازدادَ الجوعُ في الشرق الأوسط. عادتْ ذكرياتُ المجاعةِ الكارثيَّة للحرب العالميَّةِ الأولى بالظهور بين السكان المحليين وبالإضافة الى المسؤولين من السلطات العسكرية الذين كانوا قلقين ليتجنبوا تكرار هذه الكارثة ليس فقط لأسباب إنسانية، ولكنْ للخوف من عدم الاستقرار السياسي، كانت ردودُ السلطاتِ البريطانية في مجال تقديم التدابير التنظيمية، فكانت البضائع الزراعية والمصنعة محلياً تعوّض غياب الاستيراد على نطاق واسع، لذلك فالإنتاج المحليّ والإقليميّ “توزيع وتخصيص المنتجات الزراعيَّة” كانت تنظم من قبل مركز الشرق الأوسط للمؤن (MESC) الذي تأسس في القاهرة في عام 1941. المركز تطوّر من مؤسّسة ثانوية إلى مركز عام رئيسيٍّ في الشرق الأوسط الى مؤسّسة قويّة بشكلٍ متزايدٍ، هذهِ المؤسّسة بالرّغم من أعمالها بقيتْ في حقل التنسيقِ، سياسة التخطيط وتقديم النصائحِ، السيطرة على الإنتاج الزراعيِّ والتوزيع، خُطط التقنين المبتكرةِ وحتّى بدأتْ بالإحصاءات الديموغرافية لتقييمِ احتياجاتِ الجالياتِ المحليَّة.
على الأرضِ، كانتِ السياسات التنظيميَّة للحلفاء مطبقةً من قِبَل عملاءِ مكتبِ(OCP) التي كانتْ معروفةً محلياً بـ (MIRA). تأسّست بشكلٍ أساسيٍّ من قِبَلِ الكاتروكس العام، قائد لقوى فرنسا الحرة والمندوب العام في الشرق كـ (مقر للقمح)، مؤسّسة ذات سيطرة فرنسيّة القصد منها السيطرة على توزيعِ وتزويد الغذاء، وتحوّلت سريعاً نتيجةً لاحتجاج محليٍّ وضغط بريطانيٍّ إلى وكالةٍ فرنسية – بريطانية – لبنانية – سورية مشتركة.
بحسبِ تقاريرِ الاستخباراتِ الفرنسيَّة، نشاطات ال OCPكانت واحدةً من المخاوفِ الأساسيَّة للقرويين في كرداغ طوالَ الحرب. كان يجب على كلِّ مزارع يزرعُ القمح أن يسجِّلَ مع مكتبِ OCP المحلي. عندَ التسجيل، يمنحُ المزارعينَ ورقة مطبوعة بالعربيَّة. فبدونِ هذهِ الوثيقةِ كانت دراسة الحنطة، بالإضافة الى طحن الحبوب في واحدةٍ من المطاحن المحليَّة، تعتبر غير قانونية، وكذلك بعد الحصاد، فقد كان المزارعون ملزمين ليظهروا كميةَ الحبوب التي أنتجوها، هذه “الإعلانات التطوعية” كانت ملزمة من قبل فحص دقيق. وفي وقت الحصاد، فإنَّ دوريات الOCP كانت تأتي الى كل قرية لكي تقدّر كمية الحبوب المخزَّنة على الرفوف. وكان المزارعون مجبرين بعدها ان يبيعوا الكمية المخصصة من الحنطة المدروسة للسلطات بأسعار ثابتة. ازدادت الشكاوي عن الOCP. اشتكى المزارعون بأنَّ سرعة الإجراءات البيروقراطية لم تكن كافية لمردود السنة الزراعية. بعد الحصاد، لم تكن الحبوب تؤخذ من المزارعين في الوقت المناسب. وبذور الحبوب لم تكن تمنح في الوقت المناسب لزرع المحصول الجديد. ولذلك في عام 1943، بقيت مناطقٌ كبيرة من الأراضي غيرِ مزروعة. مشاهدة كميات الحبوب المحدَّدة من قبل مكتب OCPالمحلي لم يكن دائما سهلاً. فإذا كان حصادُ المزارع لسبب ما أقلّ من الكمية المقدّرة، كانت تلك “مشكلته”، يتذكّر سكانُ قرية شيخ معمو. “إذا لم تكن تستطيع أن تنتج الكمية المحدّدة على ورقتك يجبُ أن تعوَّض الفرق من جيبك الخاص” أخبرني حج منان.
تقاريرُ القرويينَ عن تجارُب الحرب لفت الانتباه إلى بُعْدٍ آخر للذكريات المرويّة. المقترحات للأنظمة التنظيمية المختلفة قورنت بشكل بسيط وواضح. كما ستناقش بشكل كامل في المقطع الأخير، هذا يفتح إمكانيات جديدة للنقد. في القصص المحكية اليوم عن الMIRA التي اخبرنا بها سكانُ قريةِ شيخ معمو، تصفُ المسؤولين الإداريين المحليين (السوريين) كفُسَّاد. كانوا متناقضين “للإنكليز” الذين وُصِفوا في كلِّ الانحاء بإيجابية. تذكّر حج منان ضابط بريطاني أتى إلى القرية في وقت الحصاد مع حرس ال OCP: “قال رجاله: هناك 50 طن مخزون هنا” ألقى الرجل الإنكليزي نظرة ولم يرد عليهم. ثم قال”50 طن؟ لا أظن ذلك، اعتقد بأن هناك 21 طن فقط هنا” ثمَّ كتب “21 طن”. في الحقيقة، كان 50 طناً. هو أراد ان يساعدنا”. ابن عمه عزت عفدكة، ركّز بالتساوي على المظاهر الإيجابيَّة لسيطرة التحالف على الحبوب: “نعم، كان علينا ان نبيع كلَّ حبوبنا لهم ولكنَّ الأسعار كانت منصفة على الأقلّ”.
التوفير والاستهلاك والفقر والرفاهية:
طوالَ فترة الحرب، أدّى المستوى العالي للإنفاق العسكري والنقص الوشيك للبضائع، إلى تضخُّم كبيرٍ في ولايات الشرق. كان الحصاد(المحاصيل) الكارثي في عامي 1941 و1942 يزيد من صعوبة الحالة الاقتصادية. كان من المفترض أن يسيطر الـ ocp على سوق الحبوب ويضمن توفير الحبوب للسكان المدنيين وقوات التحالف في الشرق على حدٍّ سواء. لهذه النهاية، فالتوزيع كان منظّماً عبر نظام البطاقة المخصّصة للغذاء، حيث “الفقير” بإمكانه أن يشتري الخبز والطحين بأرخص الأسعار من الطبقة المتوسطة، فالحال في كرداغ كان كحال المناطق الأخرى في سوريا، فقد عَبَّرَ السكانُ عن تذمُّرٍ متكرر من موظفي الـ ocp بسبب إهمالهم وممارسات الفساد. كان يتمٌّ تهريب المواد الغذائيَّة والمواشي بشكلٍ متزايد من تركيا. المشكلة الأخطر كانتِ الكمية غير الكافية من الحبوب والطحين والخبز، التي كانت تنظم أيضاً وبشكل أساسي من خلال فروع الـ ocp. كان الخبز ذا نوعية ضعيفة، في شباط 1943 حذَّرت السلطات بأنَّ تناول الخبز من الممكن أن يتسبّب بأمراضٍ مختلفة نتيجة البدائل المستخدمة في الكمية المخبوزة، ولذلك أمرت الحكومة بأنَّ الحبوب، بالأحرى الخبز، يجب أن يتمَّ نفاذه.
في الثاني من تشرين الأوّل عام 1942، أدّى النقصُ في القمح إلى مظاهرة احتجاج كانت على وشك أن تغلق السوق، مشابهة لمواكب الجوع التي كانت متواصلة في مدن سورية أخرى منذ بداية عام 1941، زحفتْ حشودُ النساء والأطفال في مدينة عفرين إلى السرايا ليشتكوا للقائم مقام، فقرار الحكومة السورية في حلب صعدت غضب السكان الجائعين الذي أمر في نفس الأسبوع بأنَّ الحبوب المخزونة في مستودع عفرين يجب أن تحوّلَ إلى حلب ليضاف إلى احتياط الميتروبول من الحبوب، فبنظر السكان أثبت هذا القرار الحالة الهامشية للمنطقة، فعلق المتظاهرون عليه فقط بإشارة ناقدة للحالة السياسية: “في أماكن مثل دمشق، أراضي العلوية والدروز حيث البعثات الفرنسية كانت موجودة، لم يحدثْ شيئاً من هذا قطُّ” .
بالرَّغم من أنَّ المجاعة الكارثيَّة في الحرب العالميَّة الأولى لم تتكرّر في الحرب العالميّة الثانيّة، فإنَّ نشاطات ال ocp لم تكن دائماً تحمي السكان، فالقرى العالية في جبال حول راجو وبلبل وميدان اكبس حيثُ الزراعة لم تكن مناسبة وجيدة، وقرار منع إحراق الفحم، حرّم الناس من واحدة من مصادر الدخل القليلة، كانت ضعيفة بشكلٍ خاصّ. لذا فخلال سنوات الحرب استمرَّ السكان في هذه المناطق بالمعاناة من الجوع. ففي شتاء عام 3/ 1942، كان الوضع محبطاً للغاية، كان الطعام نادراً حيثُ تسبب بموت العديد من سكان القرى الجبلية. فرئيس البلدية، فايق آغا، نجل واحد من أكبر العائلات المالكة في الجبل أخذ يشرف على توزيع الحبوب من مخزن الocp في عفرين، ولكنَّ الكمياتِ الممنوحةَ كانت غير كافية، فقد لام الضابط الفرنسي في عفرين السلطات المحلية غير الكفؤة لنقص المساعدات بشكل ملحوظ في محافظة حلب، بينما حمّلت القوات البريطانية المتمركزة في المنطقة المسؤولية الفرنسية: فباتريك نس الكبير، ضابط بريطاني مسيطر على اسطول TJFF الذي كان متمركزاً في راجو، يصفُ المشهدَ الذي شهده أثناء حراسة المنطقة في شباط عام 1943:
كنت متفاجئً لرؤية القرويين الاكراد واقفين في النهر المتجمد الأزرق البارد، كانوا يخطّطون ليصطادوا بعضَ الأسماك، كانوا قد وصلوا إلى نهاية مخزون الحبوب لديهم، وكانوا نصفَ جائعين. فالمنظمة الفرنسية الحرّة ocp لم تكن تفعل أيّ شيءٍ حيال الأكراد المثيرين للشفقة الذين فشلت محاصيلهم الضئيلة في السنة السابقة. ففي قرية واحدة وجدنا أكثر من عشرين جثة لأناسٍ ماتوا من المجاعة، كانت الجثثُ تُقاد الى خارج القريةِ وتنتظر ليتمَّ دفنها.
فرص العمل والعلاقات الاجتماعية:
في كافةِ أنحاء سوريا، أدّى الحصادُ الكارثي في عام 1941 و1942 مع تأثير الحرب إلى أزمةٍ اقتصاديَّة كبيرة، طلبَ السكَّان المدنيون المساعدةَ من السلطاتِ من خلالِ قيامِهم بعددٍ من مسيرات الجوع، بينما كان الريفيون وخاصّة الفلاحون الذين لم يكن يملكون الأراضي مجبرينَ على أن يبحثوا عن فُرصِ دخلٍ إضافية خارجَ نطاقِ الزراعة. فقدّم الكثيرون طلباتهم للحصول على فرص العمل للتوظيف لدى البريطانيين بعيداً عن سيطرة الآغوات، لذا فحتّى يومنا هذا، طلبات التوظيف البريطانية هي واحدةٌ من أكثر التأثيرات المستشهد بها لاحتلال التحالُف.
الإنكليزيون كانوا يُبدون حسناً، عندما كان شخص ما بحاجة للعمل، كان بإمكانه الذهاب إلى الإنكليز، فكانوا يمنحون العمل للناس، كتنظيف وتصليح الطرقات، وحفر الآبار أو المساعدة في بناء ثكناتهم، كانوا يدفعون مبلغاً جيداً للناس، ليس مثل الفرنسيين قبلهم، الفرنسيون كانوا يجبرون الناس ليعملوا أعمال دون أجر! “مرةً أجبروني ووالدي أن نعمل على تصليح طريق لهم. لم يعطونا أي شيء بالمقابل”.
جاف، رجلٌ عجوز كان بحوالي المئة سنة من العمر في وقت حديثنا في عام 2006 وتوفي منذ ذلك الحين، كان له ذاكرة مشابهة: “الإنكليز كانوا جيدين، كانوا يمنحون العمل للناس، كان لديهم الكثير من المال”. بما أنّه لم يكن يملك أيّ أرض، استفاد جاف من الفُرص الممنوحة من الوجود البريطاني، كان موظفاً في حقل المطار البريطاني بالقرب من كرداغ” كلّ يوم، من شروق الشمس حتّى الظهر كنتُ أعملُ لدى الإنكليز في مطار منغ، كنتُ أنظفُ الحقلَ وأشياء من هذا القبيل، كانوا يعطونني كيلوغرام من الطحين كلَّ يوم”.
حكمُ القواتِ العسكريَّة لولايات الانتدابِ في الشرقِ كان قضيةً أخرى، حيثُ ظهرتِ التنافساتُ بينَ الفرنسيين الأحرار والبريطانيين، كلا الطرفين تفاوضوا على تجنيد السوريين كعمال أهليين، مساعدين أو ضباط عسكريين. كالتجنيد العسكري، التوظيف البريطاني للعمّال السوريين كان ملاحظاً بشكل كبير من قبل الفرنسيين الأحرار الذين كانوا قلقين حول حماية حقوقهم في الشرق، ومن ناحيةٍ أخرى كان المسؤولون الفرنسيون يستشهدون بمخاوف عدم وجود قوة عسكرية كافية لضمان التموين السهل للزراعة في الشرق، مذكّرين نظيرهم البريطاني بشكلٍ ضمني بالأهميّة الأساسيّة للحبوب السورية بالنسبة لجهد حلفاء الحرب، بالرغم من هذه المعارضة، وظَّفت القوات البريطانية الآلاف من السوريين “كعمّال أهليين” ليساعدوا القوات “البيضاء” بتنظيفِ المطارات، وتركيب أو تصليح الطرقات والتحصينات، ونقل البضائع بالمركبات والأحصنة وهكذا.
بالرّغم من الشروط الإيجابيَّة للتوظيف البريطاني التي يحكيها قرويو كرداغ كما هي مرويةٌ في الأعلى، كانتْ هناك إشاراتٌ بأنّ الأجور التي كان يدفعُها البريطانيون لم تكن مرتفعةً في الواقع، فعلى سبيل المثال، عندَما نادى فرج الحلو، الشيوعي البارز من أصل لبناني، بزيادة الأجور اليومية في حلب في صيف عام 1942، هو قام بالتنويه بشكلٍ خاصّ لحالة العمال المياومين الذين يعملون لدى الجيش البريطاني كمثال على الرواتب المنخفضة جداً، وجاف، نفس العامل الذي كان يروي لنا في الأعلى، كان عليه أن يضيفَ على دخلهِ الضئيل من البريطانيينَ بقطع الخشبِ للمقابض المستخدمة للأدوات مثل المجارف والفؤوس ومثلها على حدٍّ سواء. كل يوم بعد أن ينتهي عمله في المطار، كان جاف يصعد الجبل، لقطع الخشب حيث يقضي الليل هناك وفي الصباح يرجع ثانيةً إلى عفرين ليبدأ العمل في المطار، حيث كان ينقل الخشب لأخيهِ الذي كان يبيعهُ في حلب، بعكسِ العديد من السّكانِ الفقراء في المنطقة، لم يكن جاف مسجّلاً في الجيش البريطاني أبداً. بتأمُّله، في الماضي كان يفسِّر ذلك بمكائد ربّ عملهِ وببساطته “هو”: كان يبقى في المنزل لأنّه حسب قوله، مالك الأرض الذي كان يعملُ لديهِ كان دائماً يوعده بتزويجهِ يوماً ما، يقول: سوف نجد لك عروساً. ثمّ يقول: لا، تلك تزوَّجتْ الآن. ولكنْ هناك واحدة أخرى من ضيعة مسته gundȋ mistê، ثمّ تلك ستذهب أيضاً، بهذه الطريقة كان يبقيني في القرية وواصلتُ العملَ لديه.
اليومَ، يتأسف (جاف) بأنّه لم يتبعِ الشّبانَ الآخرين الذين كانوا بدون مورد وانضموا إلى الجيش البريطاني، كانت الخدمة مع البريطانيين سيعطيه راتباً جيداً ويجعله، ولو بشكلٍ مؤقّت، مستقلاً عن ربِّ عمله. “لم يكن لديّ أيّ ذكاء عندها”، قالها بتأمّلٍ في الماضي.
الجمع:
قدَّم التسجيلُ في القواتِ المسلّحةِ البريطانيَّة فرصةً إضافيّة لتأمينِ دخلٍ. فخلالَ الانتدابِ الفرنسي توظّفَ السوريون في الدّرك والقوّات الخاصّة، وظِفَتِ القوات المساعدة الشبه عسكرية المحلية كدعمٍ للقوات الفرنسيّة في الشرق، فمنذ أوائل عام 1942 وصاعداً، تابع البريطانيون خططهم لتوظيف ضباطٍ بشكل منظّم للوحدات العسكريّة أو الشبه عسكريّة في بلاد فارس ولبنان وسوريا والعراق، وكان يجبُ أن تمنحَ الوحداتُ الموظّفة الجديدة بشكلٍ محلّي شبكةً للتعامُل مع (الحلف)، يقوم المظليون بمنح إرشاداتٍ للوحدات النظاميّة وتساعدهم في النشاطات الفدائيّة وتجهّز الاستخبارات والدعاية، فمن 130000 مجند مستهدف لكلِّ الشرق الأوسط، كان 10000 شخصٍ يجندون من الشرق بين المجندين المحتملين، أقليات عرقية مثل الأرمنيين والآشوريين والأكراد كانوا معتبرين وبشكلٍ محدّد من قبل مسؤولين عسكريين، فبينما كان الآشوريون يستقرّون في العراق ومن المحتمل بلاد الفارس، فتجنيد الأرمنيين وأيضاً الأكراد كان متوقعاً أن يكون في سوريا بموجب اتفاقية مع سلطات فرنسا الحرة في الشرق، ففي اعتراضاتٍ للجنرال كاتروكس، وضَّح البريطانيون بأنّ جزءاً من المجندين يجب أن يُنظم في وحداتٍ إضافيّة مثل النقل أو الحراسة أو شركاتٍ رائدة، بينما الجزءُ الآخرُ يجب أن يوظّف في التخفيف داخل المدفعية البريطانية الساكنة وخطوط الاتصال أو القوات ووحدات أساسية كراحة للضباط البيض (البريطانيين) مع التأكيد بأنّ المجندين الأصليين سيكونون محدوداً على الأغلب للوحدات الغير مقاتلة، على أيَّة حال، أنّ مقاومة الفرنسيين الأحرار للتجنيد البريطاني في الشرق كان جديراً بالاعتبار. بالإضافة الى القضايا الواضحة للتنافس على السيادة والسيطرة ( تقارير داخلية فرنسية معزَّزة بملاحظاتٍ ناقمة حول التجنيد البريطاني (الأجسام السورية) بالرغم من جنسيتهم على إرغامهم على السيادة الفرنسية)، عبّر الضباط الفرنسيون عن المخاوف بأنّ “وبشكل غير معقول” الرواتب العالية التي تُدفع من قبل الجيش البريطاني ستصعب عليهم تجنيد السوريين لأجل هذه القوات تحت السيطرة الفرنسية، وكان هناك قلقٌ آخر حول التركيز أو الانتشار للوحدات الأصلية تحت الرعاية البريطانية في سوريا، سيسبّب فوضى بين القوات الخاصة، بالإضافة الى مقاومة سلطات فرنسا الحرّة للتجنيد المنظّم، كان هناك أيضاً خلافات بريطانية داخلية حول المسألة المالية: من أيّ ميزانية يجب أن تدفع رواتب الجنود والمعدات؟
كسبَ التجنيدُ البريطاني في الشرق – الذي كان ملاحظاً بشكلٍ مشكوك فيه وغالباً ما يتمُّ إعاقته من قبل الفرنسيين – دفعاً بعد الاتفاقية التي تمّت في نيسان عام 1943، تحدّد بأنّ التجنيد سينجز من قبل لجان فرنسية – بريطانية (سيكون رئيس اللجنة ضابط فرنسي)، وبأنّ المصالح الفرنسية بالإضافة الى الأنشطة المدنية والعامّة في سوريا ولبنان، لن تعاني من التجنيد وأنّ الرواتب لن تتجاوز الرواتب التي يدفعها الفرنسيون.
حتّى قبل هذا التاريخ، أثبت التسجيلُ مع القوات المسلحةِ البريطانية عرضاُ كافياً وساحراً للفلاحين الفقراءِ الذين لا يملكون أراضي في شمالي سوريا. تشير المصادر الفرنسية بأنّ كرداغ بشكلٍ خاصّ أصبحت ذخيرة للتجنيد للقوات البريطانية المسلحة. قائمة من 18 مجنداً من كرداغ والقرى المجاورة من نبل، الذين قبضت عليهم السلطات الفرنسية وقامت باستجوابهم في أواخر 1941، تعطي فكرة عن خلفياتهم الاقتصاديّة والاجتماعيّة: ما عدا شخص واحد كان يجرى معه التحقيق أعلن عن مهنته كمالك للأرض (proptié taire)، كانَ المجندون فلاحين أو رعاة أو باعة متجوّلين أو عمّال مياومين، سجّلت المصادر الفرنسية للتطوّع البريطاني للأكراد السوريين في أوائل شهر أب من عام 1941. مع ذلك، انضمّ مجنّدون آخرون من كرداغ للقواتِ البريطانيّة حتّى قبل غزو التحالف لسوريا، ربّما تمّ تهجيرهم من الفرق السورية في ربيع عام 1941 بعد بداية احتلال التحالف بفترة قصيرة، كان السكّانُ المحلّيون الذين كانوا يخدمون في الوحدات البريطانية الموزّعة في كرداغ، يأتون الى المنزل “بإجازة” لكي يشجعوا على الخدمة في القوات البريطانية ويجذبوا متطوعين. في شباط عام 1942، تمّ تسجيلُ على الأقل 1000 سوريِّ للخدمة مع القوات البريطانية في فلسطين، كان يقدّر عددُ التطوُّع البريطاني من المتطوعين السوريين من 15 الى 30 شاباً كلّ يوم. بحسب التحقيقات الفرنسية، سافر هؤلاء المجندون السوريون الشبابُ للجيش البريطاني جنوباً (عن طريق عفرين – حلب – دمشق)، في مجموعاتٍ صغيرة أو بشكلٍ منفرد ليعبروا الحدود السورية الفلسطينية بشكلٍ سرّيٍّ.
بعدَ ذلك، ظهرَ مجندونِ من المنطقة كانُوا مقيمين في مخيماتٍ في حلب وبيروت ودمشق، حيثُ تمّ نقلُهم الى مخيمات للتدريب في مصر، انعكسَ ذلك على ذكريات خليل محمد، قرويٌّ آخرُ من شيخ معمو. ففي عام 1943 كان خليل يبلغ السابعةَ عشرَ من عمره تقريباً. تيتّمَ عندما كان طفلاً، لا يملك أي أرض ليفلحها، وكانَ يكسبُ لقمةَ عيشهِ كعاملٍ ذي أجر. يخبرُ خليل قصة تجنيده كمسألةِ حظٍّ: ذاتَ يومٍ، متأمّلاً بأن يجد عملاً، أو وظيفةً ليوم واحد أو أكثر، ذهبَ الى سوق يبحث عن عملٍ، عندها رأى حشداً كبيراً مجتمعاً أمام قهوةٍ. فسأل واحداً من المتفرّجين عن الأمر، أخبره بأنّ السوق للتجنيدِ للجيش البريطاني قد بدأ للتوِّ، قرّر خليل الذي كان يسمعُ بأنَّ الإنكليز كانوا يدفعون رواتب جيدةٍ، بأنّ يتطوعَ، فقد أصبح مجنداً في بقعةٍ محدّدة، وبعدَ ذلك تحوّل الى معسكرٍ مخصّصٍ في جنوب حلب، بعدَ ذلك تمّ إرساله مع متطوعين سوريين آخرين، أولاً بالقطار إلى دمشق، ثمّ إلى فلسطين، ثمّ الى مصر في السويس، صعدت وحدته السفينة في رحلة بحرية إلى إيطاليا نزلوا في Bari، حيثُ استقرّ خليل هناك تقريباً حتّى نهاية الحرب. كان خليل مكلّفاً بواجباتِ الحراسة بشكلٍ أساسي، مثل معظم المجنّدين السوريين، ولم يكنْ يشاركُ في أيّ قتالٍ بشكلٍ فعليٍّ. أثناء الحملةِ في شتاء 4\1943، أخذته وحدة ألمانية كأسيرٍ لمدّة ثلاثةِ أشهر و17 يوماً بحسب قوله. في نهاية هذه الفترة، تمّ تحريره كجزءٍ من تبادل الأسرى مع البريطانيين، بتقدّمُ الحرب قرّر بعضُ المجندين المحلّيين لدى القوات البريطانية بعدم متابعة خدمتهم. في عام 1944 و 1945، أعلنَ ضباطٌ فرنسيون للاستخبارات عن حوادث عدّة لهاربينَ سوريينَ من الجيش البريطاني مختبئين في كرداغ أو يحاولون أن يعبروا الحدودَ الى تركيا، في حادثةٍ في شهر أيارَ عام 1944، كان المجندون الفارون من الجيش البريطاني يستخدمون بدلاتهم الرسميَّة وأوراقهم (الذين قاموا بالاحتفاظ بها) ليخدعوا بها القرويين، وليقوموا بأعمال سرقة، وعندما يتمُّ كشفهم، كانوا يهربون ثانيةً إلى فلسطين للانضمام للبريطانيين وذلك ليتخلّصوا من المطاردة.
في كرداغ، توصفُ الخدمةُ مع الجيش البريطاني بمصطلحاتٍ إيجابيَّةٍ على الأغلب. بعد 60 سنة من تجربته، يكون خليل مليء بالمديح للبريطانيين:
كانت عاداتُهم جيدة جداً فيما يتعلّق بالخدمةِ العسكريّة، لم يكن هناك أيُّ شخصٍ أفضل بالتأكيد في كلّ العالم، فيما يتعلّق بالطعام: كل ما تتمنّاه كان يتمُّ تجهيزه لك، اللباس أيضاً كان كذلك، والراتب أيضاً، كان هناك مبنى للتخزين (مليءٌ بالملابس) من الأرض للسقف من الجوارب لغطاء الرأس، يمكنك أن تأخذ ما تحبُّ أيّ لباسٍ تريده. وكانت أخلاقهم عالية. لا سمح الله أن يكونوا مثل الناس هنا: لا كلمة قذرة أو ضرب، كانت أخلاقُهم إنسانيَّة، أنت والذي يحمل نجمتين أو ثلاثة (ملازم ونقيب)، العقيد، الجنرال العام، كلّهم يتناولون الطعام معاً، يأكلون معك، أليس كذلك؟ الجيرينول لديه 12000 رجلاً تحت إمرته، ولكنْ يجب أن يتناول الطعام معك ومع الجميع!
بعدَ نهايةِ الحربِ بفترة قصيرة، طُلب من خليل إذا كان يحبُّ أن يمدّد خدمته مع الجيش البريطاني ليذهبَ لمكانٍ بعيد، بحسب ذكريات خليل، كانَ يدعى ” بلد القرود”. رفضَ العرضَ وقرّر أن يغادرَ الجيش ويعودَ للمنزل. “رفضتُ الذهاب. لأنّ: شخص غريب في مكان غريب مثل شخص أعمى”.
برجوعهِ ثانيةً إلى شيخ معمو، تلقّى خليل راتبَ تقاعد من الجيش البريطاني لمدّة سنتين، عندما توقّف الراتبُ عادت حياة خليل كما وكأنه لم ينضمْ إلى الجيش أبداً، حتّى يومنا هذا خليل يعيش في قريته الأصلية، يقومُ بزراعة أرضهِ الصغيرةِ بالإضافة إلى العمل مع مزارعين آخرين، تعتبر مهمّة خليل في الجيش مليئةً بالمتعة والتسلية أكثر من القرويين الأثرياء، الذين، كما يقولون، لم يفكّروا بالانضمام للجيش. “لقد كان فقط للفقراء”. أكملَ عزّت عفدكة “ليس للذين يملكون أراضي”.
بشكلٍ مشابهٍ، في قرية Kafr Mara، المهمّة الفاشلة لمجندٍ آخرَ كان يضرب به المثل تقريباً، إنّه المزارع حسن عبدو، واحد من فقراء القرية، انضمّ للجيش البريطاني في فلسطين في شهر تشرين الثاني من عام 1941. ذهب بعيداً لدرجة أنّه دفع 10 ليرات سورية لـ “علي”، قام مجنّد بتهريبه عبر الحدود الفلسطينية السورية. حسن عبدو، المعروف محلياً بـ “شيخ حسن”، المتوفّى منذ زمنٍ طويل، ذكرياتُه محتفظةٌ بها ليس فقط في الأرشيفات، ولكنّها مازالت بينَ زملائه القرويين: يتذكّرون بأنّ تطوعه في فلسطين، تمركزَ حسن في مالطا وكريت حيثُ نزلَ إلى رتبةٍ أدنى (من المحتمل أن يكونَ عريف). حتّى الآن مع ذلك، تمّ إخباري في وقت غير بعيد بأنه تمّ تفريغه من الجيش بشكلٍ مشرّف، وأرسل ثانيةً الى المنزلِ لأنّه لم يتوقفْ عن شرب الكحول أثناءَ خدمتهِ. أصبحتْ تجربته حديثَ القرية: حتّى يومنا هذا، يضرب المثل بالخطط التي تبدأ بذرائع كبيرة، وتنتهي على نحوٍ بائس، تشيرُ إلى ” شيءِ مثل رتبة شيخ حسن”.
الخاتمة:
بالرّغم من أنّ كرداغ لم تكنْ جزءاً من الخطِّ الأمامي في الحربِ العالميّة الثانية، كان السّكان يشعرون بالقيود والقوانين المفروضةِ من قبل منطق عسكري: السيطرة المشدّدة على الحدود، التي جعلت عملية التبادُلِ مع المناطق المجاورة في تركيا معقدة جداً، قانون الإنتاج والتوزيع الزراعي، بالإضافة الى النقص الغذائي، هذه عبارةٌ عن بضعةِ أمثلة.
من ناحيةٍ أخرى، في مرحلة دقيقةٍ أو فرديّة، عرضَ احتلالُ التحالف فرصاً جديدةً وتحرُّكاً حيزيّاً لسّكان الـقضاء، هذا كان واضحاً في كلماتِ القرويين الذين لم يكن لديهم أراضي، جاف و خليل، الذين كانوا يصفون الوجود البريطاني كفرصة للدخل والهربِ – وإن كان مؤقتاً – من خلال اعتمادهم على نخبة من مالكي الأراضي المحليين، ولكنْ كيف كانت تدوم هذه التحوّلات؟ بما أنّ تاريخ هذه المنطقة بتركيبها السياسي والاجتماعي المميّز هي البداية فقط، في هذه المرحلة يمكنُ فقط أن نرسم خاتمة مؤقّتة، حتّى الآن تبدو بأنّ التغيّرات الاجتماعيّة التي حصلت مع وجود التحالُف في المنطقة – كما كانت – لم تدُمْ خلال سنوات الحرب. في عام 1944، بدأ الجيشُ البريطانيُّ بالانسحاب من الوحدات التي كان يتمركزُ فيها في كرداغ، فقد رحلتِ الواحدةُ تلو الأخرى، الفُرق الهنديّة، الأردنيّة والبريطانيّة، أغلقت القاعدة البريطانية في عفرين أخيراً في 31 كانون الأوّل 1945. يتذكّر عزّت عفدكة كيفَ مشى مع بعضِ أفرادِ القريةِ في شوارع المخيّم المهجور. “كان منظماً جداً، مثل مدينة – كانتْ هناك شوارعُ و كلُّ شيءٍ، وبالأخصّ الحمّامات، كان لديهم الكثير من الحمامات”.
لقد انتهى رسميّاً احتلال التحالف لكرداغ مع الانتداب الفرنسي، في نيسان 1946. يحدّد التقليد المحلّي نهاية الحكم الفرنسي مع المشهد التالي:
في نيسان 1946، أعلنَ التراجع الفرنسي من سوريا، جمع عارف آغا (الغباري) بعض رجاله وداعميه من القرى المحيطة، ذهبوا الى السرايا في (عفرين) حيث كانت الأخبار مؤكّدة بأنّ الفرنسيين غادروا ذلك اليوم، طلب عارف آغا من أحدِ رجاله بأن ينزلَ العلم الفرنسي ويرفعَ العلمَ الوطني بدلاً عنه – الأمر الذي اعترضَ عليه فايق آغا، الذي أرادَ أن يفعل ذلك بنفسهِ.
تصفُ هذه الصورة المشهدَ السياسي في كرداغ خلالَ الثلاثينيات والأربعينيات من العام ألف وتسعمئة. فايق آغا، الذي كان الرابحَ الأكبرَ من علاقاته الجيدة مع الفرنسيين أثناءَ سنوات الحرب، أكّد مرّةً أخرى سيادته – في هذا الوقتِ من خلال وضع نهاية رمزية للحكم الأجنبي بيده، بنهايةِ الحربِ وانسحاب قوات التحالف – بقيت العلاقات السياسيّة والاجتماعيّة في المنطقة نفسها في فترة ما قبل الحرب.
من الممكنِ أن تكون الفكرةُ بأنَّ احتلال التحالف كان يربطُ على الأقلِّ التحالفَ الرسميَّ “التقليدي” بينَ مالكي الأراضي ومسؤولي الانتداب الفرنسي، هي توضيح للذكرى الإيجابية لقرويي شيخ معمو في زمنِ وجود “الإنكليز” في كرداغ.
بُعْدٌ آخر هو النقد للأنظمة التنظيميّة في سوريا الحالية، قامت الحكومة السورية بالاستيلاء على العديد من الآليات والممارسات للأنظمة (الاقتصادية) التي قدّمها التحالف، مازال العديد منها تعمل بصورة معدلة في الحاضر.
سنقوم بفتح باب النقد للممارسات الحالية عندما نبحث في ذاكرة الآليات المشابهة تحت الاحتلال الأجنبي. هذا كان مقترحاً في وصف خليل المتوهّج للجيش البريطاني: “كلّ شخص يأكل نفس الطعام، أخلاقهم كانت إنسانية، ليس مثل الناس هنا (والآن)”. بشكلٍ مشابهٍ، عندما يقول عزّت عفدكة: “كان علينا أن نبيع الحبوب لهم، ولكنّ الأسعار كانت منصفة على الأقلّ”، هو يقوم بإشارة ضمنية لسياسة الحكومة الحالية باحتكار التجارة الخارجية للحبوب وبالإضافة إلى زيتِ الزيتون، الذي أصبح المصدرَ الأساسي للدخل بالنسبة للقرويين: بعدم السماح للمزارعين بأن يبيعوا زيتهم الخاصّ خارج البلد، الفائدة العالية التي تهمش في بيعِ زيتِ الزيتون هي رفض المنتجين.
في هذا الصددِ، تعكسُ خبرة قرويي كرداغ لاعتمادِ التحالفِ نظام تنظيمي واحد، ومن المحتمل، صيغة محدَّدة “لاستقلالِ الدولة”، التحالف مع الحكومة الحالية، وترجمت تجربة سنواتِ الحربِ في بيئةٍ للتعبير عن عدمِ الرِّضى بالحاضر.
—————–
1-التاريخ هنا مشكوك فيه. تذكر القرويّون بأن المناورة حدثت في الربيع، ولكنه لم يقولوا بالتأكيد في أي شهر وسنة حدثت. المقابلات المقتبس منها هذه المادة جرت أثناء البحث الميداني في سورية بين عامي 2004 و2007، كجزء من مشروع بحث جرى في المشرق الحديث ومولت من قبل الجمعية الألمانية للأبحاث (DFG). تم تغيير أسماء الأشخاص الذين مازالوا على قيد الحياة والقرى الموجودة الى الآن. كرداغ كانت، وماتزال، منطقة تتكلم اللغة الكردية بشكل أساسي، مع لغات محكية أخرى (تركية، عربية، وفي بعض الحالات اللغة الفرنسية وحتى الإنكليزية). لتجنب التشابه، تم استخدام أنظمة عديدة من النسخ من اللغتين الكردية والعربية على التوالي، لقد قررت أن اكتب المصطلحات الإدارية، أسماء الأماكن والأفراد باللغة الإنكليزية المبسطة على طول النص. فقط أسماء المؤلفين وعناوين الأدب الثانوي تم نسخها بدقة أكثر.
2-يوجد هناك، بالطبع استثناءات مثل عمل (Méouchy) المستمر على حركة “isabat” في شمال سورية في بداية الانتداب (Nadine Méouchy ، “ Le movement des ‘ isabat en Syrie du Nord á trvers le témoignage du chaykh Youssef Saadoun (1919-1921)،)” في الانتداب الفرنسي والبريطاني في وجهات نظر مقارنة [Les mandats franҫais et englais dans une perspective comparative]، الدراسات الاجتماعية ، الاقتصادية و السياسية للشرق الأوسط وشمال افريقيا ، المختصة في التعليم ، Nadine Méouchy و Peter Sluglett ( ليدن و بوسطن عام 2004 ). راجع الصفحات 649 حتى 671 شاهد أيضا مشاركتها في هذا المجلد ) ، شاهد أيضا Vahé Tachjian ، La France en Cilicie et en Haute-Mésopotamie. Aux confins de la Turquie، de la syrie et de I’Irak (1919-1933) (باريس، 2004) للنصف الأول من الانتداب.
3-سلسلة كرداغ الجبلية، التي أعطت قضاء اسمها، تمتد الى الحدود الشمالية الحالية . شاهد Tachjian، La France en Cilicie صفحة 36 والخريطة (La Cilicie et les Territoires de I’Est á l’époque de l’occupation franҫais (au lendemain de la Premiére Guerre mondiale)).
4-واحدة من ضمن الشروط للاستقرار تحت الانتداب الفرنسي في عام 1922 كانت الموافقة على اللغة التركية (وليس العربية ) كلغة إدارية رسمية للقضاء: جميل كنه البحري، “نبذة المظالم الفرنسية بالجزيرة والفرات والمدنية الفرنسية بسجن المنفرد العسكري بقطمة وخان إسطنبول” الجزء الأول (n.d ، n.d (حلب 1967)) الصفحة5.
5-كرداغ هي ثانوية للعديد من تقديرات القومية الكردية “لكردستان” حيث كانت المنطقة غالبا بعيدة عن الاعتراضات للتاريخ والإقليم الكردي. حتى المنشورات الاكاديمية عن اكراد سوريا، التي بدأت بالظهور مؤخرا، تجاهلت هذه المنطقة بشكل كبير(كأمثلة على ذلك شاهد Nelida Fuccaro،”الأكراد في شمال سورية والعراق” بالفرنسية والبريطانية، لاخصائي التعليم Méouchy and Sluglett. راجع الصفحات 579 حتى 595، و Jordi Tejel، الأكراد السوريين: تاريخياً وسياسياً واجتماعياً (لندن 2009).
6-البحري، “نبذة عن المظالم الفرنسية،صفحة5، شاهد أيضا StephenH. Longrigg، سوريا ولبنان تحت الانتداب الفرنسي (أكسفورد 1958) راجع الصفحات 370-371 (مع خطأ مطبعي 1941 تتحول الى 1914 في الصفحة 371).
7-تاج جيان،La France en Cilicie et en Haute-Mésopotamie الصفحة 333.
8-المنشورات المؤخرة للكاتب المحلي التاريخي محمد عبدو علي هي مساهمات ذات قيمة، تستند على القصص المحكية والمصادر المنشورة، ولكنها لا تستخدم موارد ارشيفية. شاهد م.ع. علي (جبل الكرد) عفرين، (2003).
9-Nikolaus Buschmann وAribert Reimann ” Die Konstruktion historischer Erfahrung. Neue Wege zu einer Erfahrungsgeschichte des Krieges” in Die Erfahrung des Krieges: Erfahrungsgeschichtliche Perspektiven von der Französischen Revolution bis zum Zweiten Weltrieg، Nikolaus Buschmann and Host Carl، ( Krieg in der Geschichte) 9 ( Paderborn et al. 2001) شاهد الصفحات 261 حتى 271.
10-Aviel Roshwald ، “مهمة في الشرق: 1941-1944″ المجلة التاريخية 29-4 (1986)، 897-919، هنا في الصفحة 901.
11-شاهد على سبيل المثال المناقشات بين الجنرالين هولمز (البريطاني) وداسونفيل (الفرنسي) في حلب في حزيران عام1944. Centre des Archives Diplomatiques، Nantes، France (CADN) Syrie-Liban،، ler vers، .p. 770.
12-السلطات الألمانية خططت بداية مع الحكومة التركية، على سبيل المثال، رحلة فوزي القاوقجي من هذا الطريق، في نهاية الامر، القاوقجي الذي أصيب بجرح ذهب بالطائرة من سوريا عبر طريق أثينا. شاهد Gerhard Höpp، ” Ruhmloses Zwischenspiel. Fawzi al-Qawuqji in Deutschland،1941-1947″ في الرافدين. Jahrbuch zu Geschichte und Kultur des moderner Iraq، vol.3، ed. Peter Heine ( Würzburg،1955)، شاهد الصفحات 19 حتى 45، هنا الصفحات 25-26.
13-وكذلك الجنرال هولمز الى الضباط الفرنسيين في اللاذقية وحلب في أيار و حزيران عام1944،( CADN، S-L، ler vers، c.p.، .770
14- Service Géographique des Forces Franҫaises du Levant(اب 1945): Syrie.Répertoire alphabétique des noms des lieux habités،3rd ed. (Beirut: Forces Franҫaises du Levant) الصفحة 124.
15-كما هو واضح على سبيل المثال في الشكاوي العديدة لضابط الاستخبارات الفرنسي Valentin ضد نظيره البريطاني، Sergeant Baker في أيلول 1944 (CADN، S-L، ler vers، c.p.،770).
16-في حالة جديرة بالذكر، سبعة ضباط من مركزالحدود التركية في Omar Tepe قطعوا الحدود الى ميدان اكبس وسرقوا قطيع مؤلف من 1500 ماعز. لاستعادتهم، كان على المالك ان يدفع 1000 ليرة تركية.” بعد عدة صفقات” الضابط الفرنسي المخبر عنه ختم تقريره” الماعز تم استعادتهم مقابل 500 ليرة.” Bulletin d’Information،عفرين ،كانون الثاني 17،1942 ( CADN، S-L ،ler vers ، rens. Et presse، 2003).
17- Bulletin Hebdomadaire d’Information، عفرين ، N 15في 27 كانون الأول 1944 (CADN، S-L، ler vers،rens. et presse، 2087
18- Bulletin Hebdomadaire d’Information، Alep، N 15، في 15كانون الأول من عام 1941 (CADN، S-L، ler vers،rens. Et presse، 2087). بعد بضعة أسابيع، شاركت القوات الاسترالية في حدث اخر: في قرية الحمام الحدودية، قبض الجنود الاستراليين على حارس القرية، ضربوه وصادروا سلاحه، الأسباب موجودة في المصادر. في اليوم التالي، اعيد السلاح الى صاحبه – من قبل القوات البريطانية وليس الاستراليين(Bulletin Hebdomadaire d’Information، عفرين، في 10 كانون الثاني 1942 (CADN، S-L، ler vers،rens. et.presse،2023).
19- Bulletin Hebdomadaire d’Information، ،عفرين، في 27شباط 1943 CADN، S-L، ler vers،rens. et.presse،2046)). انا ممتن لـ Katrin Bromber للملاحظة التي تشير بأن هذا الاجراء يعكس تمرين الجيش البريطاني العالي: المشكلة تشير للعدالة العسكرية، أكثر من السلطة القضائية المحلية المدنية، لتجنب الفضيحة، ولأنه يمكن توقع عقوبة أكثر اعتدالاً.
20- “الأمير عبدالله” يشير الى امير الأردن آنذاك، عبدالله بن حسين. بالرغم من ان الTLFF كانت تحت القيادة البريطانية بشكل رسمي، هذا التصنيف الشائع يشير الى الفهم المحلي لهم كوحدة “اردنية”.
21- Bulletin Hebdomadaire d’Information، Alep، N 18، في 5 أيار عام1942 (CADN، S-L، ler vers،rens et.presse.،2013). العديد من فرسان الفروسية لقوات الTJFF المكلفة بالسيطرة على الحدود كانت متمركزة في قرى وبلدات اكبر بالقرب من الحدود في كرداغ (على سبيل المثال في ديرصوان وجنديرس وراجو وشيخ الحديد والحمام
وميدانكي) وفي بلدات في مناطق أخرى أيضا ( حارم وباشميشلي وازمرين وقنايا .. الخ)، شاهد مفكرات الحرب لفوج الفروسية TJFF المحفوظة من قبل Lt. Col. Montgomery لحزيران – أيلول عام 1942. الارشيفات القومية، مكتب السجلات العام، المكتب الأجنبي، لندن، المملكة المتحدة (TNA،PRO) WO 4353/169.
22- d’Information Bulletin عفرين N 22 3 حزيران 1944 و N 23 10 حزيران 1944 (CADN، S-L، ler vers،rens. et.presse،2087).
23- في أيار 1942،على سبيل المثال، الأفلام التي كانت تعرض في شيخ الحديد، الحمام، معبطلي، ميدان اكبس وعفرين d’Information Bulletin عفرين N 21، 26 أيار 1942( CADN، S-L، ler vers،rens. et.presse،2013) في حزيران 1944، راجو، ميدان اكبس، عفرين، والحمام، d’Information Bulletin عفرين N 23 10 حزيران 1944( CADN، S-L، ler vers،rens. et.presse،2087 ).
24-الأفلام على الطلب بدأت في 6 حزيران، اول يوم من نزول التحالف، وانتهت في 9 حزيران 1944، d’InformationBulletinعفرين N 23، 10حزيران 1944(CADN، S-L، ler vers،rens. et.presse،2087).
25-بحسب المصادر المختلفة من d’Information Bulletin عفرين حزيران 1944(CADN، S-L، ler vers،ren. et.presse،2087).
26-الترتيب النقشبندي وهو واحد من أكثر الأخوة الإسلامية الصوفية المشهورة في هذه المنطقة.
27- هذا كان الاسم المعطى للثوريين “مريد” التي تشير بشكل أساسي للتابعين للسلطة الدينية، غالباً الشيخ الصوفي.
28- في حركة المريدين، شاهدRoger Lescot، “Le kurd dagh et le movement mouroud،” Studia Kurdica 1، 5 (1988)، 101-116 . بحسب القصص المحلية، العداوة بين كور رشيد وعائلته، الشيخ إسماعيل زادة والمريدين ظهرت في الحملة الانتخابية عام 1936 التي فازت فيها في سوريا الكتلة القومية. الكرسي البرلماني لكرداغ كان متنازع عليه بين صاحب المكتب، حسين عوني، وكور رشيد. في هذه الحملة المريدين دعموا حسين عوني (الذي اتى من عائلة مالكة قوية) ضد كور رشيد. خسر الأخير- بشكل جزئي على الأقل، بحسب اعتقاد الكتاب التاريخيين المحليين، بسبب دعم المريدين، شاهد Ҫavşȋn، Rodȋ (n.d): Harakat al-Muridin fi Jabal Kurd Dagh: // WWW.kurdax.net/ Maqala (تم الوصول له في 4 حزيران 2006).
29- شاهد فيليب خوري، سوريا والأنتداب الفرنسي: سياسات القومية العربية 1920-1945 (دراسات Princeton على الشرق الأدنى ) (Princeton 1987 ) شاهد الصفحة 245 وأيضا Keith Watenpaugh، التحضر في الشرق الأوسط: الثورة، القومية، الاستعمارية والطبقة البرجوازية العربية (Princeton و Oxford 2006) شاهد الصفحة 225 على السيايات الوطنية ودور الكتلة القومية في حلب.
30- بحسب عبدو، محمد: الحياة السياسية في جبل الأكراد في القرن العشرين 2004http: // www.efrin.net/efrin03/arabi/efrin/index/dr.muhamad-abdo-ali/dr.muhamad-abdo-ali-2.htm (تم الوصول له في 25 تشرين الثاني عام 2008). منشورات أخرى لنفس الكاتب تحت اسم محمد عبدو علي.
31- المصادر المتنوعة.
32- Tachjian، La France en Cilicie، p.354 n. 13، p. 382 n. 81; see pp. 349ff.، Tejel، Syria’s Kurd، pp. 17-19 and Nelida Fuccaro، “Die Kurden Syriens: Anfange der nationnalen Mobilsierung unter französischer Herrschaft،” in Ethnizität، Nationalismus، Religion und Politik in Kurdistan، ed. Carsten Borck، Eva Savelsberg and Siamend Hajo، Kurdologie 1، (Münster، 1997)، pp. 301-326، esp. pp. 306-309، on Khoybûn’s role in Syria شاهد الصفحات 301 -326 خاصة الصفحات 306- 309 على دور خويبون في سورية.
33- في صيف عام 1939″ وجد (نادي الشباب الكردي )، المتوجه نحو الأفكار القومية الكردية، في عفرين من قبل افراد من الطبقة المثقفة، ولكن عندما تدخل الفرنسيين اغلق النادي بعد بضعة أسابيع فقط. عبدو، محمد الحياة السياسية في جبل الأكراد.
34- في نفس المكان.
35- في العام 1939، مجموع استيرادات سكان الشرق الأوسط كان يقدر بـ 5 الى 6 مليون طن سنويا، في عامي 1942 و 1943، هذه الكمية انخفضت الى 1.25 مليون طن، المواد المستوردة الرئيسية كانت “السكر و الرز و الشاي و القهوة و البضائع المصنوعة من القطن” تم تقليلها بشكل ملحوظ: Longrigg، Syria and Lebanon under French Mandate ، الصفحة 336، شاهد أيضا Robert Vitalis و Steven Heydemann، “War،Keynesianism and colonialism: Explaining State-Market Relations in the Postwar Middle East،”في الحرب و المؤسسات و التغيرات الاجتماعية في الشرق الأوسط، ed. Steven Heydemann ( Berkeley and Los Angeles،2000) شاهد الصفحات 100-145 هنا في الصفحة 116.
36- 36 شاهد Elizabeth Thompson،” The Climax and Crisis of the Colonial Welfare State in Syria and Lebanon during World WarII،”في الحرب والمؤسسات والتغيير الاجتماعي في الشرق الأوسط، شاهد الصفحات
59-99، هنا الصفحات 59-74، شاهد أيضا Vitalis and Heydemann، “ War ، Keynesianism ، and Colonialism،” شاهد الصفحات 116-117.
37- في الأصل مؤسسة بريطانية تحت حماية وزارة الشحن في لندن، ال MESC أصبحت مؤسسة بريطانية-أميركية مشتركة في العام 1942، شاهد، Longrigg، Syria and Lebanon under French Mandateالصفحة 335 ، Vitalis and Heydemann“ War ، Keynesianism ، and Colonialism، “ الصفحة 117.
38- Vitalis and Heydemann، “ War ، Keynesianism ، and Colonialism، “ شاهد الصفحات 116-123.
39- شاهد Longrigg، Syria and Lebanon under French Mandate، الصفحات 337-338، Vitalis and Heydemann، “ War ، Keynesianism، andColonialism، “ شاهد الصفحات 121 والصفحة 142
40- شاهد على سبيل المثال d’Information Bulletin Hebdomadaires، عفرين، أيلول و تشرين الأول عام 1942 CADN،S-L،ler vers،rens. et presse،2023) )
41- بحسب قصص سكان قرية شيخ معمو، شاهد أيضا Vitalis and Heydemann، “ War ، Keynesianism ، and Colonialism، “الصفحة 122.
42- d’Information Bulletin Hebdomadaires عفرين، 3 أيلول 1942 CADN ،S-L،ler vers،rens. et presse ،2023) )d’Information Bulletin Hebdomadaires عفرين، 16 كانون الأول 1943 CADN،S-L ،ler vers ،rens . et presse ،2046)).
43- في كافة انحاء سوريا، مالكي الأراضي وتجار الحبوب عارضوا نشاطات الـ OCP ، خوفا على مكاسبهم. بالنسبة للمزارعين، البيع مباشرة لل OCPبأسعار منصفة كان مربحا اكثر من البيع للتجار الوسطاء.
44- d’Information Bulletin Hebdomadaires عفرين، 16 كانون الأول 1943( CADN،S-L،ler vers،rens . et presse،2046 )
45- بشكل غير مفاجئ ، أدى ذلك الى خلافات حول الانضمام الى المجموعة “الفقيرة” ، كما كان الحال في أيار عام 1942 في حلب. في هذه الفترة 105000 شخص (كانوا عائلات الى حد ما) تم تسجيلهم كفقراء، 000، 160 شخص “كطبقة متوسطة” Bulletin Hebdomadaire d’Information،Alep،N°19 من الفترة من 3 حتى 9 أيار عام 1942 (CADN،S-L،ler vers،rens.et presse،2013)
46- Bulletin Hebdomadaire d’Information،Afrine،N9،Afrine،N9،في 27 شباط عام 1943( CADN،S-L،ler vers،rens.et presse ،2046)
47- شاهد Thompson،”Climax and Crisis of the Colonial Welfare State،”الصفحة 74. يوضح لنا الوضع في عفرين مثلا، بأن هذه الاشكال من الاحتجاج لم تقتصر على ” المدن الكبرى” في سوريا. في 27 نيسان 1942، حدثت مسيرة جوع في بلدة اعزاز المجاورة لعفرين: Bulletin Hebdomadaire d’Information،Alep،N°18 لمحافظة حلب، 5 أيار 1945(CADN،S-L،ler vers، rens. Et presse، 2013)
48- Bulletin Hebdomadaire d’Information،Afrine،N9،Afrine، 3 تشرين الأول 1942، (CADN،S-L، ler vers، rens. Et presse،2023).علامة التعجب هذه يشكل اعتبار مفاجئ بأن هناك، في الواقع، وفد فرنسي موجود في حلب. كبيان واقعي على الاصح، من الممكن ان نكون قد فهمناه كتعبير لنقد السلطات المحلية السورية، ومن الممكن كأشارة إضافية للفجوة العميقة المحسوسة من قبل سكان المنطقة بين العاصمة، حلب وكرداغ.
49- Bulletin Hebdomadaire d’Information،Afrine،N9،Afrine،N 11، 13 اذار 1943 (CADN،S-L،ler vers،rens.et presse، 2046)
50- Patrick Ness، Short Stories Written from the Transjordan Force in the Second World War(York، 1991) الصفحة 9. بالرغم من ان Ness أعلن بأن يكون منشوره القصير “قصص قصيرة”، كانت تُقرأ كحقيقة اكثر من خيال، بحسب تجربته مع ال TJFF.
51- بحسب ذكريات حج منان من شيخ معمو.
52- شاهد على سبيل المثال رسالة من الجنرال Paul Beynetمن الفرنسيين الاحرار في الشرق الى René Massigli السفير الفرنسي للعلاقات الأجنبية في الجزائر، يناقش التجنيد المقترح لـ 10000 ” عمال اهليين” من قبل البريطانيين: يعود تاريخ الرسالة الى 26 نيسان 1944(CADN S-L، ler vers. Cabinet Politique،770 (
53- رسالة في 9 أيار 1942[ لم توقع تحت أي اسم، أرسلت من مكتب Catroux في بيروت]، الى Richard Gardiner Casey، وزير الدولة في القاهرة (CADN S-L، ler vers، Cabinet Politique،770 ).
54-55- شاهد Nacklie Elias Bou-Nacklie، Les Troupes Spéciales: “ Religious and Ethnic Recruitment، 1916-1946” الصحيفة الدوليةلدراسات الشرق الاوسط25 (1993)،645-660 وNacklie Elias Bou-Nacklie، “ The 1941 Invasion of Syria and Lebanon: The Role of the Local Paramilitary،”دراسات الشرق الاوسط30،3 (1994)، 512-529 للتفاصيل حول القوات الخاصة ،على الدرك شاهد Hélèn Faisant de Champchesnel: “ Les gendarmeries pendant I’insurrection de mai 1945 en Syrie،” Revue de la gendarmerie nationale (hors série) n 3 (2002) (منقول بحسب النسخة المأخوذة من الانترنت على الموقع ttp: ∕∕www.servicehistorique.sga.defense.gouv.fr∕04histoire∕articles∕gendarmerie∕histoire∕champ∕pa1.gtm: 1-2[ تم الوصول اليه في 25 تشرين الثاني 2008].
56- رسالة سرية من T.J.Cash(مكتب الحرب) الى T.Padmore(الخزينة)، في 12حزيران 1942(TNA،PRO WO 32∕10167-29A)
57- رسالة على مقابلة الرماح-Catroux في 23كانون الأول 1942 (CADN،S-L، ler vers،c.p.770).
58- هذه المقترحات تم نقاشها بشكل جدلي بين الإدارة البريطانية، الاعتراضات للمجندين الاكراد والارمنيين( التي تثير النزاعات مع الفرنسيين الاحرار) عبر عنه المكتب الأجنبي، بينما أشار الضباط العسكريين بأن” الارمنيون كعرق ليسوا مناسبين للأدوار المقترحة” (شاهد المذكرة السرية في5 اذار 1942، من Lt.-Col.Buterfield الى مهمة الرماح، الامر التاسع والعاشر من الجيش، بالإضافة للمذكرة السرية من W.R.Bedginton الى الآمر في الجيش البريطاني الرئيسي التاسع، في 28 شباط 1942، كلاهما CADN،S-L، ler vers.، c.p.،770).
59- المذكرة السرية في 5 اذار 1942 من Lt.-Col. Butterfield الى مهمة الرماح، الامر التاسع والعاشر للجيش (CADN،S-L، ler vers.،c.p.،770).
60- 60 رسالة من Monckton ( القاهرة) الى Catroux( بيروت) في 24 نيسان 1942، رسالة عن مقابلة الرماح-Catroux في 23كانون الأول 1942(CADN، ler vers.، c.p.، 770).
61- الجنرال Collet Francom( بيروت )الى الجنرال Wilson( HQ TJFF، Zarka)و في 27 أيار 1942، برقية من Francom Beyrouth الى Francom London، n.d. [ من المجتمل في أيار 1943] (CADN، S-L، ler vers.، c.p.، 770 ).
62- لاحظ de service الموقعة من المندوب الفرنسي الجنرال Jean Helleu في بيروت في 13 نيسان 1943 (CADN، S-L، ler vers.، c.p.، 770 ).
63- قائمة من 18 سوري جندتهم السلطات البريطانية العسكرية في فلسطين ، [ كانون الثاني 1942] ، ( CADN، S-L، ler vers.، c.p.، 770 )
64- رسالة من Fauqenot، مساعد من الفرنسيين الاحرارلمحافظ حلب، الى Lt. Colonel Summerhayes، ضابط سياسي بريطاني في حلب في 14 شباط 1942(CADN، S-L، ler vers.، c.p.، 770)
65- Bulletin d’Information من Services Spéciaux at Afrin في 1 تشرين الثاني 1942، قارن وأيضا تقرير من الكابتن Franҫois، Poste de Services Spéciaux Azaz في 14 شباط1942 ( كلاهما CADN، S-L، ler vers.، c.p.، 770)
66- لاحظ الفرنسيون ذلك بشك، Delegation d’Alep، Bulletin Hebdomadaire d’Information N° 40 من الفترة من 26 تشرين الأول الى 1 تشرين الثاني1942، CADN، S-L، ler vers.، rens. Et presse، 1997. لا توجد أي إشارة عن سبب وكيفية قيام الجنود بالانضمام الى القوات البريطانية في فلسطين، من الممكن، بأنهم اصبحوا جزء من القوات الفرنسية الخاصة وكانوا من بين الهاربين الذين عبروا الى فلسطين قبل غزو التحالف لسوريا، قارن Bou-Nacklie،” The 1941 Invasion of Syria and Lebanon” الصفحة.514
67- نقل ذلك من عدد من المجندين من كرداغ، الذين عادوا الى قراهم بأذن مغادرة واستجوبتهم الخدمات الأمنية الفرنسية، شاهد Liste de deux ressortissants syriens enrolés par les autorités militaries britanniques de Palestine، n.d. { Feb. 1942 } و تقارير من الكابتن Franҫois، Poste de Services Spéciaux Azaz في 14و 17 شباط1942 ( جميعهمCADN، S-L، ler vers.، c.p.، 770).
68- في نفس المكان.
69- مقابلة في شيخ معمو في 4 شباط2006. روى قرويون اخرون يتذكرون خدمة خليل مع البريطانيين تطوعه بقليل من العفوية.
70- وصف تجربة خليل خلال فترة الحرب تعتمد على تقاريره الخاصة، التواريخ يجب ان تعتبر، مرة أخرى، كتقريب مؤقت. لم استطع ان اربط التفاصيل التي يتذكرها خليل مع الوثائق الارشيفية فيما خص مصيره. لتحليل تفصيلي اكثر لقصته في حالة التجنيد الأوربي لجنود المشرق اثناء الحرب العالمية الثاني، شاهد Katharina Lange، “Proud fighters، Blind Men: World War Experiences of Combatants from the Arab East،” in Translocality: An Approach to Globalising Phenomena، ed. Ulrike Freitag and Achim von Oppen ( Leiden، 2010 )، pp. 83-109.
71- Bulletin d’Information، Afrine، N 21، 27 أيار 1944 ( CADN، S-L، ler vers.، rens. Et presse، 2087)
72- المجندون كانوا يسلكون طريق عفرين-حلب-دمشق-سافت. شاهد قائمة من سوريين اثنين يخدمون حاليا في الجيش البريطاني في فلسطين، الحق برسالة من M. Fauquenot،Delégué Adjoint pour Mohafaza Alep، الى Lt.-Col. Summerhayes،ضابط سياسي فرنسي في حلب في 19شباط1942( CADN، Syrie-Liban، ler vers، c.p.، 770).
73- عبدو، الحياة السياسية في جبل الاكراد.
74-شاهد Vitalis و Heydemann” War، Keynesianism، and Colonialism” خاصة الصفحات 132-133، من أجل النقاش بأنّ الاليات التنظيمية التي قدمها التحالف اثناء الحرب العالمية الثانية شكلت وبشكل قاطع التطور الاقتصادي بعد الحرب في الشرق الأوسط.