خالد حسين

خالد حسين

المساءُ في رَهافتِهِ، الرّغبةُ في ضَبَابِهَا الكَثِيف

خالد حسين  “الشّعر وحده هو القادر على قياس المسافة بين ذواتنا والآخر” تشارلز سيميك I يا لهذا المساء في رَهافته… معزوفةُ “كيهان كلهور” تمضي بالعَاشِقَيْنِ إلى رنينِ المسرّة… لا شأن للعدم؛ باقةُ الوردِ على الطاولة الصّغيرة تومضُ بأنفاسِك.. يرتعشُ العاشقُ بحضنكِ كطائرٍ فَـرَّ من نُباح العَاصفة… ها هي العتمةُ اللائذة بجدرانِ الغرفة، ها هو الزّمنُ…

قراءة المزيد

غبطة السّماء، مدارج اللهفة وكستناء للشّتاء

خالد حسين هضبة يُدحرجُ الصبيُّ أحلامَهُ وهو يخطفُ غبطةَ السّماءِ من زرقتها… إنْ هي إلا بحارُ ضوءِ تحاصرُ جذع الطّيةِ، أخيلةُ مدنٍ تتدفّقُ كجيادٍ برية صوب مشارف البعيد. أيَّةُ مكابدةٍ تجشّمتها الأرضُ لتقتنصَ هذا النِّهدَ في صرخةٍ متخثرة؟! تركنُ الأَمْداءُ بأثداءَ خائرةٍ، يا لهذا السَّرابِ الذي يَنْدَفِعُ في شَبَقٍ هَائِجٍ! من رمى بهذه المرايا في…

قراءة المزيد

سـيميائيـات الأُلـفـة: المكان، الصَّداقة، الأُنس، الحُبّ

خالد حسين       السِّيمْيَاء بِحَسَبِ خزائنِ المعرفةِ هي: الاندفاعُ بالأشياءِ والظَّواهرِ لِتَتَجَلَّى «علاماتٍ مُشَفَّرَة» قابلةً للاستقْصَاء والاستِبْصار، وهي بالتَّالي تَتَنزَّل في موقعِ علمِ تَشفير العَلامات على مستوى الكتابة، ونظيره علم فكِّ التَّشْفير على مستوى القراءةِ والتأويل، ولذلكَ ستتبع القراءةُ الرَّاهِنَةُ مسالكَ علمِ السَّيمْيَاء في تتبُّع تصاريف سيميائيات الأُلْفَةِ علاماتٍ وعلاقاتٍ مع المكان والصَّداقة والأُنسِ والحُبِّ:  …

قراءة المزيد

جمالُكِ العميقُ كذاك الليل…! (نص سردي)

خالد حسين I مَشْهدٌ صَبَاحيٌّ: هو ذا فنجانُ القهوة العَاشِقُ لأنفاسِكِ، شالُكِ المرميُّ بعبثية غريبة على كتفِ الكنبةِ، شالـُكِ الذي يناكدُ عجرفةَ الترتيب في هذا الصَّباح الهادىء. في هذه “المشهد الصّباحي” أتخيلُ أصيصَ الرّيحان خلفك ينهمكُ، في غضون موسيقى هادئة، بإغواءِ خُصلاتِ النُّور المتسرّبةِ عبر النَّافذة بعطرهِ. من أثلام الجبل القريب يلفّقُ النَّسيمُ قططاً صغيرةً…

قراءة المزيد

عن التر جمة … أن تدعَ النصًّ يأتي إليكَ وتمضي إليه شوقاً وشغفاً!

خالد حسين I الترجمةُ …عملٌ شاقٌّ وشائقٌ: هي أن تدعَ النصًّ يأتي إليكَ وتمضي إليه بكثيرٍ من الشوق والشغف …الترجمةُ هي أن يأخذك الانهمام بالآخر ليتكلَّم لغتكَ بلغته…!!! II لا يستقيم القول بأنَّ الترجمة “تحويل”، انعطاف يصيب “النَّص ـ الغريب” بقدر ماهي “حَدَثُ نموّ”ٍ له، فـ”النَّص – الغريب” إذ يبدأ بالحضور والانبساط في “لغة ـ…

قراءة المزيد

ليلٌ في حبره الفاتن … شَذَرات نقدية

خالد حسين اَلفاتن، الفريد واللامتوقّع: هذا هو الشّعر…! I لا أنظرُ  إلى الشِّعر إلا كانفتاح فادح، إلا كفرط افتتانٍ، َوكلُّ منهما يجدُ في التعميةِ أصلٌ له بوصف العَماء مسكن الشِّعر، الأرض التي ينطلق منها سحرُ الكلمة الشعرية…   II لماذا يجنح الفلاسفة إلى الشِّعري؟ ما الذي يدفع الفلاسفة إلى الوقوع في مصائد “الكلمة الشعرية”؟ لا أجوبة…

قراءة المزيد

لم يبقَ لنا سوى الكتابة، سأبدأ بكتابة صمتي…!

خالد حسين أجرت الحوار: مثال سليمان تقديم:  “الكتابة هي لغة الصمت بما هي اللاتحديد والمعنى الذي لا يني يتسرب من بين أصابع القارئ” في الحوار الطويل الجاري هنا الذي أجريته مؤخراً معه (في نهايات الشهر السادس وبدايات الشهر الراهن)؛ يحدّثنا د. خالد عن الكتابة، الشّعر، الأدب، علاقة النقد بالفلسفة ومحاور عدّة عنها باستفاضة وإسهاب؛ ليتيح…

قراءة المزيد

بعينيْ غرابٍ عجوز: الشِّعر في القصيدة…!

خالد حسين تشقُّ هذ القراءة طريقها إلى تلمُّسِ موضوعها بغية التفاعل مع العلامة الشّعرية، الإنصات إليها ومتابعة تحركاتها الدّلالية، بل تحولاتها حتى يغدو التحليل النقدي ضرورةً وليس بمنزلةِ عبور زائر، تموضعاً فعلياً في النّصّ، في ردهات النّص وعوالمه، قراءةَ ما يقوله النّصُّ من حيث يومىء ويوحي، يبثُّ أسراره. هكذا تجد القراءة طريقها يتمفصل إلى ثلاثة…

قراءة المزيد

مخطوط بطرسبورغ: التَّاريخ رماداً…!

خالد حسين “الكتابة هي شفرة الحياة، تكثّف التجربة، وتجعلها ممكنة” القارىء الأخير/ ريكاردو بيجليا لَئِنْ كان العمل الأدبي شبكةً من العَلامات المنسوجة بمهارةٍ، فإنَّ قوته تكمن تحديداً في تحويل القارىء إلى متورطٍ، إلى “تائهٍ”، في الجغرافيات المتخيَّلة والانسياق خلف رغبات السَّرد في بناء العوالم المتنوعة وحِدَّةِ الأسئلة التي تهيكلها هذه العلامات على تخومها، قارىء ــ…

قراءة المزيد

كتابة اللامرئي: «أناديكِ قبل الكلام» … زعزعة اليقين وإحداث الحيرة

خالد حسين قبل الولوج إلى فضاء الصورة الشعرية في قصيدة «يطير الحمام»([1]) ، يتحتم علينا الاقتراب من اللغة الشعرية بوصفها الفضاء الذي يفرز الصورة. فاللغة الشعرية تقوم، على مجموعة قوانين تخالف بها الاستعمال الإخباري ـ التقريري للغة في الممارسة اليومية، وهذه القوانين أو الآليات هي التي بها تتمايز اللغة الشعرية ليس عن الاستعمال المنطقي للغة…

قراءة المزيد