مخطوطة لحاشية البنجويني والقرداغي عمرها 70 عاماً

صورة عن مخطوط حاشية البنجويني والقرداغي

شارك هذا المقال:

 

حصل مركز كردستان للوثائق التابع لجامعة السليمانية على مخطوطة لحاشية “العالمين ” الملا عبدالرحمن البنجويني والشيخ عمر القرداغي على “آداب الكلنبوي” نسخت قبل أكثر من 70 عاماً من قبل أحد طلاب العلم الكرد في حلبجة.

الإعلان عن العثور على المخطوطة تزامن مع اليوم الثاني لأعمال مؤتمر جامعي سلط الضوء على جهود الملا عبدالرحمن البنجويني من قبل دار المخطوطات في جامعة سوران وإدارة قضاء بنجوين شمال شرق مدينة السليمانية باقليم كردستان العراق.

نسخت المخطوطة بالحبر الأسود والأحمر مزخرفاً بدايتها ببعض النقوش على شاكلة الطبعات الحجرية من قبل “ملا سيد أحمد التابجوزي (تاوكوزي)” عام 1948 حينما كان يدرس في قرية “تريفة” التابعة لمدينة حلبجة الكردية التي كانت مركز قضاء أنذاك قبل أن تتحول إلى محافظة رابعة في اقليم كردستان عام 2014.

أشار “ملا سيد أحمد” في مقدمة المخطوطة إلى أن كتاب المحقق اسماعيل بن مصطفى شيخ زادة الكلنبوي الازميري (1143 _ 1205 هـ/1731 _ 1791 م) كان يدّرس في الكتاتيب الدينية بحلبجة وعلى يد الشيخ “ملا صالح البريسي” المعروف بـ “ملا صالح الكبير” في النصف الأول من القرن المنصرم، وظل الكتاب مع تعليقات “العلامتين البنجويني والقرداغي” موضع اهتمام الدراسات الشرعية للسنوات المتأخرة نظراً لأهمية فن البحث والمناظرة الذي تضمنه الكتاب، إذ زخر العصور الإسلامية قاطبة بالكثير من المناظرات والمناقشات بين طلاب العلم وعلماء الشريعة كطريقة من أجل الوصول إلى الحقائق والاستنتاجات الفقهية والشرعية.

وقد بدأ “ملا سيد أحمد” بنسخ المخطوطة في الـ7 من ربيع الأول من عام 1367 وانتهى منها في الـ 18 من ربيع الثاني من نفس العام بجانب دراسة الكتاب في قرية “تريفة” مع أصحابه وذكر أنه نسخ الكتاب من أجل الفائدة وإلا ليس لخطه قيمة تذكر أو قاعدة، وذيّل ملاحظاته بالتأسف على الموت “آخ مردن داخ ـ آه من الموت آه”.

لم يشر الناسخ إلى المصدر الأصلي لكتابه إلا أن عائلة الناسخ التي أهدت المخطوطة لجامعة السليمانية ذكرت أنها سمعت من والدهم الراحل أكثر من مرة أن المخطوطة الأصلية كانت بحوزته لكنها فقدت في أحداث تعرض مدينة حلبجة للضرب بالأسلحة الكيمياوية في الـ 16 من آذار 1988 وهجرةأهلها من المدينة التي تحولت إلى خراب إثر الحرب العراقية الإيرانية التي عصفت بها وحولتها إلى رماد وركام.

قسم الناسخ صفحات المخطوطة إلى ثلاثة أقسام (المتن، الشرح، الحاشية) وذيّل بعض العبارات بالخطوط الحمراء مضيفاً إليها بعض الحواشي الجانبية دون ذكر صاحبها ويرجح أن تكون لاستاذه “الملا صالح البريسي” الذي درسّهم الكتاب خلال أربعين يوماً بحسب تاريخ النسخ أو ملاحظاته الشخصية المدونة على المخطوطة.

تعود أهمية المخطوطة ،رغم حداثتها ، إلى عدم وجود مخطوطات ورقية أقدم منها في دور حفظ المخطوطات في كردستان العراق حالياً بحسب معدي الأوراق البحثية التي قدمت إلى مؤتمر الملا عبدالرحمن البنجويني (15 _16/ حزيران 2019) حيث اعتمد الباحثون على مخطوطات رقمية لحاشية الكلنبوي حصلوا عليها من مكتبات كل من تركيا والمملكة العربية السعودية، ويمكن أن تفتح المخطوطة الباب أمام ظهور نسخ أخرى في بيوتات العلم في كردستان.

ولقي كتاب “آداب الكلنبوي” الذي يسلط الضوء على المناظرة التي كانت بمثابة البحث العلمي وفن الحوار لدى طلاب العلوم الدينية في الأزمنة السابقة، اهتمام الكثير من الشراح والعلماء بينهم العالمان الكرديان المعروفان بـ “العلامتين” الملا عبدالرحمن البنجويني (1250 _ 1319 ه/ 1834 _ 1901 م) و الشيخ عمر القرداغي (1303ه/ 1886م_ 1355_1936) وعرفا بضلوعهما في العلوم الإسلامية العقلية والنقلية مع اتقانهما للحواشي وشروح الكتب المنهجية والفقهية الشافعية التي شكلت عماد الدراسات الشرعية في كردستان ومازالت في المدارس والكتاتيب الدينية.

شارك هذا المقال: