محطات عند الپولو, لعبة الملوك

شارك هذا المقال:

تعريف

الپولو (بالفارسية, چۆگان) لعبة يمارسها فريقان على صهوات الخيل ويكون الهدف منها تسجيل أهداف ضد الفريق الخصم. يسجل اللاعبون بإمرار كرة مطاطية أو خشبية صغيرة بيضاء داخل مرمى الفريق الخصم بواسطة عصاً معقوفة النهاية. تمارس الرياضة التقليدية للپولو بتحركات سريعة على ملعب عشبي كبير حتى 300 ياردة طولاً وبـ 160 ياردة عرضاً. ويتألف كل فريق من أربعة راكبين مع أحصنتهم. وهذه اللعبة على شكلين: پولو الميدان وپولو الحلبة. أما پولو الميدان فتمارس باستخدام كرة مطاطية صلبة حلت محل الكرة الخشبية في معظم هذه الرياضة. أما پولو الحلبة فتتطلب ثلاثة لاعبين فقط لكل فريق وتستلزم اللعبة هنا مناورات أكثر وجولات أقصر وسرعات أقل نظراً لمحدودية مساحة الحلبة. وتمارس پولو الحلبة باستعمال كرة صغيرة مملوءة بالهواء مشابهة لكرة قدم صغيرة. تدوم اللعبة الحديثة ساعتين تقريبا وتقسم إلى أشواط. يمارس لعبة الپولو 16 بلداً باحترافية. وكانت في السابق, وليس اللآن, من الألعاب الأولمبية.

الجذور التاريخية للپولو

بحسب الموسوعة البريطانية, ظهرت لعبة الپولو أول الأمر في فارس (إيران) في أوقات متفرقة من القرن السادس قبل الميلاد إلى القرن الأول الميلادي. ويذكر بعض المؤرخين إلى تواريخ مبكرة كالقرن الخامس ما قبل الميلاد أو أحدث كالقرن الأول الميلادي مشيرين إلى جذورها الميدية. ومن المؤكد أن أولى السجلات التاريخية للپولو تعود إلى الميديين (و هم شعب إيراني قديم). وفي فترة سلالة تانغ دونت سجلات منظمة للپولو في الصين.

كان الپولو في البدء لعبة تدريبية لوحدات الفرسان, عادة ما كانت من الحرس الملكي أو الجنود النخبة. وبمرور الزمن أصبحت الپولو رياضة إيرانية وطنية تمارسها طبقة النبلاء بشكل اعتيادي. وكانت النساء كالرجال يمارسن هذه اللعبة, كما يتبين عند الإشارة إلى اشتراك الملكة وبرفقتها زوجات النبلاء مع الملك كسرى الثاني پرويز ورجال حاشيته في القرن السادس للميلاد. وقد ترك لنا الأدب والفن الفارسيان وصفا غنيا للپولو في الأزمان الغابرة. فلقد أورد الفردوسي, شاعر الملاحم الإيرانية المشهور, عددا من الروايات عن مباريات الچۆگان الملكي في ملحمته الشاهنامه (ملحمة الملوك) في القرن التاسع الميلادي. في الرواية الأولى, يسعى الفردوسي إلى إضفاء جو رومانسي على مباراة دولية بين القوات التُورانية وأتباع سِياوَخش, وهو أمير إيراني أسطوري من القرون الأولى للإمبراطورية, فنرى الشاعر يبرع في مدحه لمهارات سياوخش على أرض الپولو. يحكي لنا الفردوسي أيضا عن الإمبراطور شاپور الثاني, من السلالة الساسانية في القرن الرابع, الذي تعلم لعب الپولو عندما كان في سن السابعة من عمره. ومن الحقائق التاريخية أن ساحة “نقشِ جَهان” في أصفهان حالياً لم تكن إلا ملعبا للپولو أسسه الملك عباس الأول في القرن السابع عشر للميلاد.

و من فارس, في القرون الوسطى, انتشر الپولو إلى بيزنطة. وفي الفترة الاسلامية انتشرت لدى الأيوبيين والمماليك في كل من مصر وبلاد المشرق, حيث فضل النخبة فيهما هذه اللعبة على سائر الألعاب الأخرى. ومن المعروف أن السلاطين المشاهير, من أمثال صلاح الدين الأيوبي والظاهر بيبرس, كانوا يلعبونها ويشجعون على لعبها في بلاطهم. ولقد كانت لمضارب الپولو عند المماليك دلالات بشرى أو نذير كما لأوراق اللعب في عصرنا الحالي.

لاحقاً انتقلت الپولو من فارس إلى أجزاء أخرى من آسيا بما فيها شبه القارة الهندية والصين. حيث أمست لعبة شعبية جدا أثناء حكم سلالة تانغ وكثيرا ما ظهرت في اللوحات والتماثيل. وبسبب قيمتها من أجل تدريب الفرسان, كانت اللعبة تمارس من اسطنبول إلى اليابان في العصور الوسطى.

تعرف اللعبة في الشرق باسم “لعبة الملوك” ويقال إن اسم الپولو قد اشتق من كلمة “پوُلوُ” التيبتية والتي تعني “كرة”.(1)

يذكر الرحالة الفرنسي, شُڨاليه شاردَن (1675م), أثناء رحلته في فارس ما يلي:”لعبة چۆگان تجري في ميدان كبير في كلا طرفيه زوج من العواميد المتقابلة تعمل عمل البوابات. في بداية اللعبة توضع الكرة وسط الميدان ويقوم اللاعبون الذين يحملون في أيديهم الصولجانات بالعَدْوِ في كافة الاتجاهات لضرب الكرة, ولأن مقبض الصولجان قصير يضطر اللاعب إلى الإنحناء بجسمه نحو الأرض كي يتمكن من ضرب الكرة بها. ومن قواعد لعب الچۆگان أن تضرب الكرة أثناء العدو السريع للحصان وأيضا أن الفريق الفائز هو الذي يُدخل الكرة عبر البوابة (المرمى) أكثر من خصمه. يمارس هذه اللعبة فريقان, يتشكل كل فريق من خمسة عشر إلى عشرين فردا, يتنافسان ضد بعضهما البعض.(2)

اللعبة عند الكرد

يروي الرحالة العثماني, أوليا چلبي, في كتابه “سياحتنامه” من القرن السابع عشر؛ في سياق عرضه لمشاهد وبقع من قلعة بدليس, وصفاً لهذه اللعبة عند الكرد قائلا:

“البقعة الثالثة في نزهتنا هي ملعب الچۆگان قرب مسجد شرف خان, حيث يأتي الجنود الخيالة وفرسان قبيلة “روزكي” إلى هنا كي يستعرضوا مهاراتهم في الچۆگان وفي الجَريد (العَدْو).

ثمة عواميد حجرية على كلا طرفي الميدان حيث يجتمع فريقان من ألف فارس على كل طرف (مبالغة مفرطة من الرحالة) وفي يد كل فارس صولجاناً معقوفة من خشب … . ويضعون في وسط الميدان كرة خشبية مدورة بحجم رأس الإنسان. وحينما تبدأ الفرقة الموسيقية بالعزف, ويصل إيقاع الطبول إلى أعلى درجاته يندفع رجل من كل طرف على صهوة جواده إلى الأمام محاولاً ضرب الكرة باتجاه المرمى الذي في طرفه. ويندفع الآخر قدماً لضرب الكرة المتدحرجة في إتجاه مرمى فريقه هو فتصل الكرة إلى آخر فيضربها وهي في الهواء وهلم جرا. هذا ويتعارك الجيشان محاولين ضرب الكرة المسكينة حتى تصبح قطعا متناثرة.

و بطريقة ما ينجح فريق منهما بجلب الكرة إلى مرماه ( الأصح مرمى الخصم!؟) وبعدها يعمد الفريق الخاسر إلى إعداد وليمة للفريق الرابح. إنه لمنظر مدهش ومناسبة عظيمة لامتحان الجَلَد والصبر ومهارات الفروسية. يصدف أحيانا أن تخطئ الصولجانات وتدق قوائم الخيل فيصاب  المهر أو الفرس المسكين بالعرج. لكن الخيل مدربة تدريبا جيدا بحيث تطارد الكرة وكأنها قطط تطارد فأرا. تعتبر اللعبة تدريبا عسكريا ممتازا, على الرغم من أنها أحيانا تنقلب إلى معركة حقيقية على الكرة فتُراق فيها الدماء. بعد إنتهاء اللعبة, تعد المرات التي جلب فيها أحد الفريقين الكرة إلى مرماه (مرمى الخصم) بحسب رقم متفق عليه .. لنقل خمسة أو عشرة .. فيكون الميدان لهم, ويكون على الفريق الآخر صنع الوليمة. إن رياضة الفروسية هذه هي المفضلة في كل من كردستان وإيران.” (3)

اللعبة عند الكرد الرحل

أما محمود البايزيدي (1797-1867؟) وفي رسالة له, إلى المستشرق الروسي ألكسندر جابا, عن عادات  الأكراد الرحل وتقاليدهم فيذكر نوعا آخر من الپولو و هي لعبة “هۆل”  فيذكرما يلي: “و في الأصائل يجتمع الشباب وفتيان المضارب كلهم ويلعبون أمام البيوت بالـ”هۆل” … أو يتسابقون.”(4) وفي قاموس الهدية الحميدية لضياء الدين المقدسي في باب حرف الهاء مادة “هۆل” يرد هذا التعريف:  “هۆل: لعبة للصبيان يأخذ كل منهم عصا ويضربها في كرة بين أيديهم.” وهنا نفرق بين اللفظتين الأولى” چۆگان” و الني تعني حرفيا “الصولجان, عصا اللعب” و الثانية “هۆل” و التي تعني “الكرة”.

و في كتب الكرد المعاصرة

و قد ورد في كتاب “ميراته” لبيان ألعاب الكرد وتفصيلها تحت عنوان “Gog” أي الكرة, ما يلي:

“ثمة نوعان لهذه اللعبة, كرة الرَجَّالة وكرة الفُرسان.

أ‌)                    كرة الرجالة (هۆل): تستعمل فيها الكرة “گوگ” ومضرب يطلق عليه اسم “كاشو”. وتُصنع كرة الرجالة من صوف الغنم ويتدرج حجمها من حجم بيضة الحمامة أو الدجاجة أو الإوزة أو بيضة الدجاج الرومي. ولها طريقة خاصة في الصنع … . أما المضرب “كاشو” فطوله ستة أشبار وله مقبض في الأعلى وأسفله عريض لتَلَقّي الكرة. أما الملعب “ميدان” فعبارة عن أرض مستوية في وسطها حفرة صغيرة تسمى “هُوچْك” تُرسم حولها دائرة كبيرة واسعة يحرسها لاعب واحد من أحد فريقين. فبينما يحاول فريق منهما ادخال الكرة في الحفرة, يسعى الفريق الآخر لمنعهم من ذلك وتشتيت الكرة خارج تلك الدائرة.

ب‌)                كرة الفرسان (چۆگان): وتمارسها الخيالة وفي أيديهم المضارب. وهذه الرياضة على شكلين:

1-                  الشكل الأول يشبه لعبة كرة الرجالة ولكن الكرة هنا أكبر والمضارب أطول.

2-                  الشكل الثاني يختلف من حيث مساحة الملعب, فهو هنا أكبر ومستطيل الشكل على كل طرف منه مرمى طوله من 15 إلى 20 مترا يحرسه لاعب واحد. وتوضع الكرة وسط الميدان. ويعد الفريق رابحا إذا أدخل الكرة في مرمى الفريق الآخر عدة مرات.” (5)

اللعبة في الأدب الكردي

و قد أشار الأدباء الكرد إلى رياضة الپولو في نتاجاتهم الشعرية  والملحمية موظفين مصطلحاتها وأدواتها في التعبير عما يختلج في صدورهم من عواطف جياشة وشعور بالخضوع, على مذهب الجبر, للإرادة الإلهية أو إرادة المحبوب… . وما علينا لأجل تبيان ذلك إلا أن نتصفح ديوان الملا أحمد الجزري من القرن الخامس عشر الميلادي لنجد مفردات هذه الرياضة بنوعيها, الچۆكان و الهول, منثورة في ثنايا قصائده. ففي غزلية له يذكر فيها الكرة والمضرب  والچۆكان والميدان قائلاً (صفحة 692 و693):

  • ·         دِ  فـَرْمَـانِ ڨَــوَسْـتــايِـــمْ  –  دِ بَـنْدا خِـدْمَتِـێ دا يِــمْ

           وَكِي گۆيْ بِێ سَر وپا يِمْ  – هَمَانْ لِێدِي تُو چَوكانێ

  • ·         لِبَـرْ چَوكـان وكاشـۆيـان  – ژِ دَرْبا تُرْك وهِندۆيان

دِبـازِم هـَرْوَكـِي گـۆيـان   – دمـا أو تـيـنه ميـدانــى

  • إنني واقف منتظر الأمر في قيد خدمة المحبوب مثل الكرة بلا رأس ولا قدم (كناية عن الاستسلام) فتوجهها بالصولجان.
  • أو كأنني من غمزات تلكما العينين السوداوين, اللتين في قسوة الأتراك وسواد الهنود (أو السيوف الهندية), أعدو مثل الكرة أمام الصولجان والمضارب حينما تلج الميدان.

و يقول واصفا محيا الحبيب  الجميل ونظراته القاتلة المسكرة (صفحة 728):

تَـخْـتِـێ دِ مِـيْـرْ وبَـگْـلَـرانْ  – مَيدانِ جُۆقا گوي گَرانْ

أَصْلانْ وجۆتێ مَيْ خوران – مَيْ دانْ شَرابا ساغَرِێ

إن وجه المحبوبة مثل عرش الأمراء والحكام أو أنه أمسى ملعبا يلهو فيه المطاردون للكرة بصولجاناتهم (كناية عن تحرك السوالف والأصداغ حول الشامة), وأن عيناها كأسدين وزوجين من الندمان قد قدما الخمرة ومزجاها في شراب الكأس.

و في قصيدة له في وصف الذات الإلهية يشير الجزري إلى حركة الكون التي يديرها الخالق اللامحدود قائلا (صفحة 875):

چوكانِ بايـێ  لا مَكــان –  فُـلْكـا فَـلَـكْ قـائِـمْ سُكـانْ

تشبيه گوي دا بر شكان – هر بێ سكون وسكنه دا

إن صولجان ريح اللامكانية قد ضرب سفينةَ الكونِ الراسخةَ دَفَّتَها وساقها (أدارها) مثل الكرة فهي دائما لا سكون ولا استقرار لها.

و يذكر رياضة الـ “هۆل” في موضعين متفرقين من ديوانه. الأول صفحة 393 :

مِيْرْ وكُرْمانْجِ لِهۆلان قَدَرَكْ وَسْتَايِنَه – لِێ دِ نِيڨێ بِصَفْ وتِيْپِ عَرَبْ هاتِنَه جَنْگْ

يصف هنا سعة وجه المحبوب وإلتقاء الأصداغ وخصلات الشعر المشبهة بأمراء الأكراد مع جيوشهم الواقفين في ميدان (كرة الرجالة) وإلتقائها في الوسط بصفوف أخرى من الأصداغ وخصل الشعر المشبهة هذه المرة بصفوف الجيوش العربية الآتية للحرب.

و الثاني في الصفحة 490:

كو دِلْبَرْ هاتَه ڨِـێ يۆلِـێ – ژِبَرْ پُرْ هِنْ كَتِنْ چۆلِێ

ژِ قَنْجانْ كو رَڨانْدْ هۆلێ – ژِ مَحْبُوبـانْ بِرِنْ نَرْدَه

أي لما نزلت الحبيبة إلى هذا الطريق, هام كثير من العشاق بسببها في البراري وهي بذلك قد غلبت غيرها من الحسان بخطف الكرة (العشاق) منهن وبتغلبها عليهن في لعبة النرد (الغرام). (6)

و من الجزري ننتقل إلى الشيخ أحمد الخاني في ملحمته “مم وزين”, حيث نجد مفردات اللعبة مستخدمة بطريقة  مدهشة لوصف العشاق في عيد النوروز.  في البيت (530) يقول الخاني:

پێ خُوَاسِ هِنَكْ, هِنَكْ دِ سَرْكۆلْ – كاشُو ژِ پِيانْ وسَرْ وَكِي هۆلْ

يقول: بعضهم حفاة وبعضهم حاسرو الرؤوس. الأقدام كالصولجانات والرؤوس مثل الكرات, أي مطأطئين حتى لتكاد رؤوسهم تلامس أقدامهم.

و في معرض وصفه لرحلة صيد الأمير “زيدين” يقول في البيت (1453):

چۆكان د دست دگل گپالان – هاڨيتنه گردنێ غزالان

أي: كانوا يحملون في أيديهم الصولجانات وقيودا ألقوها على أعناق الغزلان.

و حين ذكره لسعي “تاجدين” وأخويه لمطالبة الأمير “زيدين” بإطلاق سراح صديقهم “مم”, عاشق زين, باعثين رسولا إليه, فيقول الرسول للأمير نقلا عن تاجدين:

هَرْ چارْ سَرێ دِ مَه وَكي گۆچَۆكانِ إِرادَتا وِيْ كاشۆ

أي: إن هاماتنا نحن الأربعة (تاجدين وإخوته ومم) مثل كرات أمام صولجان إرادته. (7)

اللعبة في القصص الشعبية

يرد ذكر لعبة الهۆل (حُولِي/حۆلێ) في الأغنية القصصية الغرامية “فاطما صالح آغا”  حيث تكون هذه اللعبة هي سبب تعرف ابن أحد الأمراء, ابن أمير قبيلة هوسكا, على الفتاة الجميلة “فاطمة” ابنة صالح آغا.(8)

______________________________________

(1)- الترجمة عن الانجليزية من موقع ويكيبيديا القسم الانجليزي, مادة polo

(2)- الترجمة عن الفارسية من كتاب: سفرنامهء شاردن – جلد دوم – صفحة 783 – چاپ أول – انتشارات توس, تهران 1374هـ.

(3)- عن الانجليزية من كتاب:  Evliya Çelebi in Bitlis, Robert Dankoff, 1990, Pp. 147-149

(4)- محمود البايزيدي- رسالة في عادات الأكراد وتقاليدهم- ترجمة: جان دوست-الناشر:هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث “كلمة”- 2010م – صفحة 122.

(5)- عن الكردية من كتاب: Mîrate, leyztikên Kurdî, berhevkar: Zeynelabidîn Zinar – P. 109-112 Pencînar, Stockholm, 1994.

(6)- العقد الجوهري في شرح ديوان الجزري- الشيخ أحمد الزڨنگي

(7)- راجع كتاب: مم و زين – أحمد خاني – شرح وترجمة: جان دوست, دار الزمان/ط1 دمشق 2008م.

(8)- www.youtube.com/watch?v=FF2gB0uJhP8

شارك هذا المقال: