قراءة معجمية في نوبهارا بجوكان ( Nûbehara Biçûkan ) لأحمدي خاني
عبدالرحمن كلو
نوبهارا بجوكان هي إحدى اعمال الشاعر والفيلسوف الكردي الكبير أحمدي خاني وهي من إحدى أعماله الأدبية الرائعة والجريئة ، دونها قبل أكثر من ثلاث مائة عام وبالتحديد تم انجاز هذا العمل بتاريخ 12 / 3 / 1683 ، حاول خاني من خلال هذا العمل تحقيق غاية محددة بذاتها ألا وهي التعريف باللغة العربية للطفل الكردي ، وتوسيع سعة مداركه اللغوية ، ومنظومته هذه استوعبت ما يقارب ألف كلمة عربية قام بترجمتها أو التعريف بها ، ولتحقيق هذه الغاية استخدم النظم العروضي في الترتيب والتدوين لتأتي الكلمة أو المفردة وفق الوزن العروضي للبحر المختار ، ولتكون أسهل للطفل المتلقي ، إذ يتلقى الطفل الكلمة والمعنى على شكل جملة موسيقية لعلها تكون أسهل للمتلقي ، واختار من البحور الشعرية سبعة بحور فقط من أصل ستة عشر بحراً وجوازاتهم ، اختار من البحور الرجز و الهزج و من ثم الرمل ومن البحر البسيط وبحراً من السريع وآخر من المتقارب وذلك بما رآه مناسباً للمقطع الصوتي في اللغة الكوردية ، وربما كان هذا الاسلوب له بعض السلبيات على صعيد المعاني اللغوية كما على الصعيد المعجمي وأيضاً على طريقة تناول الكلمة وحرية الاسهاب والتنوع ، لذلك نجد خاني في ترجمته يقع في الكثير من الارتباكات اللغوية على صعيد المعاني وطريقة الإخراج ، وهنا وفي مرور سريع حاولت استخراج بعض المفردات ومعانيها باللغة العربية كما وردت في النوبهار وذلك بشكل انتقائي كنماذج وفق تسلسل قراءتي للمنظومة ، وذلك بهدف التعريف المبدئي بلغة خاني ومن ثم مناقشة بعض الصيغ المعجمية والأخطاء التي وقع فيها نتيجة القيود العروضية التي فرضها على نفسه ، لأنه ربما من دون هذه الأخطاء كان من المستحيل إنجاز عمل بهذه الصيغة العروضية الموزونة :
العربية |
الكوردية |
العربية |
الكوردية |
العربية |
الكوردية |
عبادة |
perestin |
جدة |
Pîreda |
باهتمام |
Bi dil |
نعاس |
Pûnijîn |
جد |
Bapîr |
بإخلاص |
Ji dil |
الصعود المتعرج على السفوح |
Evraz |
سكب |
Rihtin |
فارس |
Şehsiwar |
تدفق |
Verihtin |
كون ، دهر |
Gerdûn |
راكب |
siwar |
قوارير ، قارورة |
Şûşe |
فضيحة |
Riswa |
زوج |
Mêr |
عبوس الوجه |
Rûtirş |
ألفة |
Hogirî |
زوج |
Jin |
تابع |
Peyrew |
حاملة |
Bardar |
شقيق |
Bira |
عجاج |
Toz |
حلي ، زينة |
Pawan |
أخ |
Bira |
جراب |
Himban |
ذوبان |
Bihatin |
رهن |
Gerew |
جهنم |
Dojeh |
سافل |
Geda |
اجعل او أصنع |
Bigêr |
جلنار |
Gulnar |
ضرع |
Guhan |
امرد |
Rewal |
قدرة ، استطاعة |
Şîn ,Şiyan |
ثقب |
Kun |
أعرج |
Çiling |
مدمن |
Mey xor |
إرادة |
Vîn ,Viyan |
ميتة ، جيفة |
Mirar |
استخدم خاني كلمة Bi dil للدلالة على الاهتمام أو باهتمام إذ جاءت في سياق لغوي سلس ومفهوم وهذه الدلالة تغنينا عن البحث في المفردات البديلة المركبة او البحث في اللغات الأخرى مثل العربية أو التركية أو الانكليزية أو غيرها ، ونحن في الحديث العام نستخدم المفردة لكن ربما مع توضيح وصفي للحالة للتأكيد على المعنى وذلك بحكم تطور اللغة ، كما في الأمثلة التالية :
Bi Dil şikestî di got ….. Bi Dil germî di got ….. Bi Dil şewat di got …..
استخدم خاني كلمتي siwar & şehsiwar الاولى بمعنى راكب والثانية بمعنى فارس ونلاحظ هنا الذهاب والميل إلى الدقة في المعاني .
لكن في بعض المواضع وقع في فخ العروض والموســــــيقا ابتعد بذلك عن دقة المعنى فمثلا ذكر كلمة الزوج بمعنى Mêr û jin ، إذ كان حري به ان يذكر الزوج والزوجة للمذكر والأنثى .
وفي موضع آخر قال : Şeqîq û Ex herdû bira وهنا الشقيق هو الاخ من الاب والام أما الأخ فيمكن أن يكون من أحد الأبوين فقط .
وفي موضع آخر حكمت عليه التفعيلة العروضية بأن يجمع بين صفات الأسماء في نسق موسيقي وفي النهاية يفسرها بمعنى وصفي آخر وكلها بلغة واحدة دون الترجمة لكن ربما بعض من تلك المفردات مفهومة من العامة الكورد مثل :
شحيح وهلوع وضنين وبخيل بمعنى يكن جومله صاغر ذليل . ( فعولن فعولن فعولن فعول ) البحر المتقارب المقصور .
موشح مزين مكلل وصان مشكل بزانة حسان وبسان .( فعولن فعولن فعولن فعول ) البحر المتقارب المقصور .
أحيانا لجأ إلى الاكتفاء بوصف واحد لمعنى الاسم الحقيقي : Derêzan etebe werenge wesîd bimanaiyê axin rufat û seîd أي أنه فسر التراب بالرفات والرفات هي إحدى حالات التراب .
وبعض الاحيان نراه ينتقل من بيت لآخر ومن معنى لآخر دون التقيد بالمضامين أو الأنواع أو الترتيب الأبجدي إذ تجبره التفعيلة على يتنقل من دون ضابط تبويبي أو ترتيب معجمي مثل :
سنة سال اسبوع هه فتي بناس سراويل وسربال ه ده ر بي و كراس ( فعولن فعولن فعولن فعول ) ،
إذ انتقل من التعريف بالسنة والاسبوع وهي مفردات زمنية إنتقل مباشرة إلى السروال والثياب في انتقال من غير ضابط ، وفي الكثير من المفردات اضطر إلى تفسير كلمات فارسية بكلمات كوردية ، مثل ته ق ته ق وهي الستارة بالفارسية ، ترجمها إلى الكوردية به رد ه، وفي أحيان أخرى لجأ إلى تفسير كلمات عربية بكلمات أخرى عربية مثل تفسيره لكلمة : ملأ = مجلس ، محبت = وداد ، تكلم = خبردان ، لوث و لوا علامتن ( Lewth û liwa Elametin )
وكلمة العلامة بحد ذاتها عربية والعلامة بالكوردية نيشان Nîşan لكن العلامة كإشارة دارجة ومفهومة في اللغة الكوردية الدارجة .
في كل الأحوال ومن خلال هذه المراجعة السريعة يمكن القول ان الخاني نجح إلى حد كبير في إيصال الرسالة وكلف بدوره الملا او الماموستا باستكمال المهمة عن تلقينه الدرس ، ولولا أن هذا العبقري هو من كان صاحب هذا المؤلف أو المنظومة القاموسية ، ربما كنا قد شككنا بقدراته العلمية واللغوية ، لكن وبما أنه هو الفيلسوف والأديب الكبير أحمدي خاني فعلينا الإقرار بأنه لو لم يكن هو الخاني نفسه وبقامته الأدبية لما تجرأ أحدا أن يكتب بذاك المنحى وبذات الإتجاه والأسلوب .
- · المرجع : نسخة نوبهارا بجوكان التي حقق فيها وعلق عليها وقدم لها : عبدالمجيد السلفي / بغداد 1990