أسطورة ” الذئب الأشهب ” عن أصل القومية التركية[1]
الترجمة عن اللغة التركية : محمد علي أحمد
كان أجداد الأتراك الأوائل يقطنون السواحل الغربية للبحر الغربي . هزم الأتراك أمام جيش دولة تدعى ” لين ” . و قام جنود الأعداء , بقتل جميع الأتراك صغاراً و كباراً , رجالاً و نساءً دون استثناء . و لم ينجو من هذه الإبادة سوى صبي في حوالي العاشرة من العمر .
عثر الجنود على الصبي أيضاً , لكنهم لم يقوموا بقتله , بل قطّعوا أيديه و أرجله و ألقوا به في أحد المستنقعات , ليلفظ التركي الأخير أنفاسه و هو يقاسي أشدّ الآلام .
و عندما علم حاكم الأعداء أن جنوده أبقوا على حياة أحد الأتراك , أصدر أوامره بإيجاده و قتله لكي يفنى الأتراك عن بكرة أبيهم . فانطلق الجنود للبحث عن الصبي , إلاّ أن أنثى ذئب شهباء أمسكت به بأسنانها من شعره و أخرجته من المستنقع , و اصطحبته إلى كهف محاط بالجبال العالية في جبال ” ألتاي ” النائية , و كانت الأعشاب الطويلة تغطي كل أنحاء الكهف المحاط بالجرود القاسية .
هناك لعقت أنثى الذئب جراح الصبي فالتأمت و شفي , و ربّته ,وغذّته بحليبها و لحوم الحيوانات التي كانت تصطادها . و بالنهاية , كبر الصبي و وصل إلى سن البلوغ , فتزوجت أنثى الذب الشهباء من التركي الأخير . و أثمر هذا الزواج عن عشرة أطفال , وكبر الأولاد , و تزوجوا من فتيات من الخارج و تكاثروا .
كثر عدد الأتراك و انتشروا في الأنحاء . أسسوا جيوشاً و هاجموا دولة ” لين ” و انتقموا لأجدادهم . و أنشؤوا دولة جديدة و سيطروا من جديد على جميع الأنحاء . و كوفاء من المحاربين الأتراك الرّحل لذكرى أجدادهم , كانت الراية التي ترفرف في مضاربهم تحمل دائماً رأس ذئب [2].