جورج كتن – كانون ثاني 2015
اثار اهتمامي ما كتبه الصديق بيار عقل* ردا على مقالي ” مراجعة شاملة للثورة السورية”، ليس فقط للنقاط الهامة التي وردت فيه، ولكن بالاساس لانه استجاب لدعوة لتقييم ومراجعة ما حدث منذ اربعة اعوام، عندما اندلعت الثورة الشعبية السورية، حتى الآن، والمآلات التي وصل اليها الصراع السوري الراهن. الكاتب اللبناني الصديق بيار عقل “سوري” اكثر من عديد من السوريين، من المناضلين اللبنانيين النادرين، الذين اعتبروا القضية السورية قضيتهم. واكب ربيع دمشق منذ نشأته اوائل القرن في موقعه الهام “شفاف الشرق الاوسط” المنبر الليبرالي الديمقراطي العلماني التنويري، المفتوح للنشطاء من بلدان الشرق الاوسط وشمال افريقيا.
تقديرنا لبيار لا يمنع من ان نختلف معه فيما يتعلق بثورة غير مسبوقة مثل الثورة السورية، التي لن يوفيها حقها من الاهتمام والتحليل والتقييم والمراجعة بضعة مقالات او بعض الردود، بل دراسات واسعة تحلل اسباب فشلها في اسقاط النظام الاستبدادي الدموي. لكن البداية في تبادل الافكار حول ما جرى وتسليط الضوء على الاخطاء واستخلاص الدروس التي تصبح زادا لثورة قادمة اكثر اتقانا ونجاحاً. لذلك رأينا توجيه اهتمام الناشطين الديمقراطيين لمثل هذه المهمة الصعبة، ولكنها الاكثر ضرورة برأيي في هذه المرحلة بعد ان وصلت الكارثة السورية الى اقصى ما يمكن احتماله والى التهديد بتحويل سوريا الى صومال اخرى، ان لم تكن قد تحولت بعد، تستنزف جميع قواها حتى النهاية، فالشعوب والبلدان المنكوبة قد تصبح خارج التاريخ اذا واجهت اوضاعا قاسية مثل سوريا، ان لم تتوفر ظروف موضوعية وذاتية تعيد الشعب والبلد للمسيرة الانسانية الحضارية.
برأيي ما يذكره الصديق من تحميل النخب السورية الدور الاكبر في فشل الثورة السورية هو نظرة من جانب واحد لما جرى يهمل عوامل عديدة اخرى ذكرتها في مقالي، فدور النخب مهم ولكن عوامل اخرى مهمة ادت لهذه النتيجة، ويمكن اعادتها باختصار:
اولا:
التسلح العشوائي غير المنضبط، وهنا قد نختلف في ضرورة التسلح من الاساس او عدم ضرورته، اصلا لم تكن هناك جهات متوازنة ومؤثرة دعت لتسليح الثورة عندما كانت ما تزال سلمية، لكن تطورات الحراك الشعبي الذي وصلت تجمعاته في ساحات حمص وحماة وغيرها الى مئات الالاف، دفعت النظام لاستخدام القوة العسكرية المفرطة من دبابات ومدفعية لتفريق المتظاهرين السلميين، ولارتكاب مجازر مروعة دون رادع في كل بلد او قرية تنتفض سلميا لتأديبها واعادة حاجز الخوف، مما دفع اعداد كبيرة من ضباط وجنود النظام للانشقاق لرفضهم تنفيذ الاوامر بقتل شعبهم حيث وضعوا امام خيار صعب، التنفيذ او الاعدام او الفرار للالتحاق بصفوف الثورة وغالبا مع اسلحتهم الفردية. بلغ هؤلاء كما نشر ثلث جيش النظام، انتقلوا في المرحلة الاولى للدفاع عن انفسهم من الملاحقة والاغتيال، والدفاع عن المظاهرات السلمية ضد قوات النظام، ثم تشكلوا في كتائب محلية لا صلة لاحداها بالاخرى وكل تعمل في مجالها دون تنسيق مع الآخرين. احد الاسباب لهذه العشوائية ان الجيش انشق كافراد متفرقين وليس عاموديا كفرق او الوية بكاملها، فلو حدث هذا لكان قلل كثيرا من العشوائية التي حكمت عمله في الاشهر الاولى التي تبعت بدء التسلح.
لذلك اؤكد ان تسلح الثورة كان اضطراريا ولم يدعو له احد بل تسلسل الاحداث دفعت اليه دفعا لا يستطيع احد وقفه بمجرد رفع شعار “لا للتسلح”، كما فعلت مثلا هيئة التنسيق. ربما لو لم يجر هذا التسلح لانتهت الثورة السلمية منذ عامها الاول ولجرى التوفير على سوريا والسوريين كل هذا القتل والدمار، ولكن ال “لو” لا تصنع وقائع. الثورة الخضراء المليونية في ايران قوبلت بقوة السلاح بدرجات اقل مما حدث في سوريا من وحشية، لم ترد بحمل السلاح، توقفت وانتهت واستمر النظام الاستبدادي الى ان تقوم ثورة جديدة في ظروف اكثر ملائمة لتنجح في اسقاطه. كان يمكن ان يحدث هذا في سوريا ولكنه لم يحدث فالعوامل التي حكمت التطور فرضت نفسها رغم الجميع.
ثانيا :
هيمنة القوى الجهادية التكفيرية على العمل المسلح والذي لم يحدث فجأة بل تتابعت مراحله من تسلل افراد من الدول المجاورة وخاصة العراق ثم من بلدان عربية ودولية ترفده امكانيات مادية ولوجستية وخبرات عسكرية لم تتوفر للكتائب المحلية المتشكلة من المنشقين عن جيش النظام ومن الملتحقين بالكتائب المسلحة من النشطاء المدنيين. ولا نزال نذكر الاعجاب الذي احيط به عناصر النصرة لجرأتهم في التصدي لجيش النظام، وخبراتهم في القتال التي اكتسبوها في العراق وافغانستان وباكستان والجزائر والشيشان .. فضلا عن دور النظام في اخراج قيادات لهم من سجن صيدنايا لرفدهم، ولتأكيد ما ذهب اليه منذ البداية من ادعاء ان لا ثورة في سوريا من اجل الحرية بل منظمات ارهابية تكفيرية تتآمر على البلد، وربما سهل عبورهم من الدول المجاورة وعندها يصح قولك بيار ان النظام ربما ترك معابر لهم قصدا لتسهيل تحركهم.
توالي توسعهم وانتشارهم مكنهم من الاعلان صراحة عن اهدافهم من قتال النظام المخالفة لاهداف الثورة، فاعلنت النصرة انها تابعة ومبايعة للظواهري زعيم القاعدة، وهو ما جعل اميركا تعلن ضم جبهة النصرة لقائمة الارهاب، فيما سارع مسؤولون في المجلس الوطني السوري لتبرئة الثورة من ضمها لمنظمات ارهابية. لقد اعترض عديدون على التبرئة ونحن منهم، ولكن هل كان ذلك سيغير من الامر كثيرا فيما لو تبناه المجلس؟ لا اظن ذلك، فالاصوات الرئيسية في الداخل بغالبياتها كانت، بسبب وحشية النظام وجرائمه المروعة، مستعدة لقبول الشيطان ان كان يقاتل النظام عن حق. وتبع النصرة تنظيم الدولة الاسلامية الذي انشق عنها وعن القاعدة، والذي بدأ بعد تمكنه وانتشاره من شن الحرب على الجيش الحر فسيطر على الرقة التي سبق ان كانت محررة واستمر في توسعه المعروف، مع تغاضي من النظام طالما انه يقاتل عدوه الجيش الحر والكتائب الاسلامية.
اما سؤالك بيار “هل “انتقل” داعش إلى الثورة المضادة؟ أي أنه كان “في الثورة” قبل ذلك؟” فجوابه ان المسألة ليست تصنيف نظري سهل -لا نختلف عليه- بأن القاعدة بشقيها في كل الحالات ثورة مضادة نطلقه ليصبح امرا واقعا. الامر الواقع ان النصرة كانت بالنسبة للقوى المواجهة للنظام السياسية والعسكرية قوة تقاتل مع الثوار الحقيقيين ضد نظام شرس وقوي ومتماسك ويستند الى دعم دولي سياسي واقتصادي يمده بالسلاح والمال والميليشيات التي تقاتل معه. اعتبار الاغلبية لداعش انها ثورة مضادة لم يحدث الا بعد قتالها الجيش الحر وطرده من الرقة واستمرارها في المواجهة المسلحة معه في كل مكان حلب والغوطة وغيرها. اصبح اطلاق صفة الثورة المضادة امر واقع تؤكده الاوضاع على الارض وليس تصنيفا سياسيا لا علاقة له بالواقع القائم.
اما بخصوص النصرة فهي حتى الآن لا تزال مقبولة في صفوف المواجهين للنظام وحتى لقت بعض الاستحسان بعد ان لعبت دورا اساسيا في احتلال قاعدتي النظام العسكريتين في محافظة ادلب. انا اتفق معك ان هذا النصر على النظام لا نتحمس له، لكنه غير ذلك لدى عديدين. النصرة لا تتحول للثورة المضادة من مجرد اعلانها الالتزام بتنظيم القاعدة ولكنها تتحول لثورة مضادة عندما تبدأ في قتال بقايا الجيش الحر وهذا ما بدأت تفعله الآن في قتالها لتصفية جبهة ثوار سوريا في جبل الزاوية وقتال كتائب لواء شهداء اليرموك في درعا، لذلك ربما يكون تعبير “شبه ثورة مضادة” ملائما لوصف حالتها الراهنة. هل ستستمر في هذا الخط كما فعل داعش؟ ام انها ستترك الصراع مع القوى الاخرى لما بعد اسقاط النظام؟ هذا ما سيقرر انتقالها كليا وواقعيا وليس نظريا للثورة المضادة. اصلا لو اعتبرت ثورة مضادة واجب التصدي لها هل هناك قوى في الجيش الحر قادرة على مواجهتها ودحرها؟ لا اظن ذلك في الظروف الراهنة.
هل هناك انتشار للتدين في سوريا منذ عقود سهل اسلمة العمل المسلح ضد النظام ام لا؟ برأيي موجود وربما لا يوجد استطلاعات رأي بخصوص انتشاره ولكن الذين عاشوا في سوريا في الثلاث عقود الاخيرة لاحظوا بشكل واضح هذا الانتشار في زيادة عدد المصلين في الجوامع، في ارتفاع نسبة بناء المساجد، في انتشار التحجب بعكس ما كان سائدا في الخمسينيات والستينيات حيث كان محدودا، في توسع مؤسسات دينية سمح بها النظام على اساس ان يبقيها تحت سيطرته كبديل لمواجهة الاخوان والمتطرفين، مثل تنظيم القبيسيات الذي وصل لحدود المائة الف، وجماعة البوطي، والاثنين كادا ان يكونا احزاب سياسية غير معلنة، والهبة التي حدثت بحرق سفارات عند نشر الصور الدانماركية المسيئة للرسول، وغير ذلك وخاصة في الارياف وحتى المدن التي تريفت اقسام كبيرة منها.
استبداد النظام وعجز الناس في مواجهته دفعهم للجوء لله والتدين وبذلك يصبحون مجال او حاضنة لاحزاب التيار الاسلامي سرية او علنية. مثل هذه الظاهرة لا يمكن مواجهتها ووضع حد لها الا في اوضاع ديمقراطية لا يمكن للنظام ان يقبل بها، النظام باجراءاته مثل نشر مدارس تعليم القرآن الكريم وغيرها مكن للظاهرة ونفعها اكثر مما ضرها. لكني فرقت في المقال بين التدين السوري والتطرف الذي تتبناه المنظمات السلفية، ولو انه عامل مساعد لانتشار التطرف وخاصة قبل ان يكتشف المتدينون من تجربتهم ان تدينهم حق لهم ولكنه لا مصلحة لهم بالتطرف الذي لمسوا بانفسهم مدى تحويله حياتهم لجحيم.
ثالثا :
عامل اساسي ومهم آخر ادى لخروج الثورة من يد اصحابها هو كما ذكرت في المقال فشل القيادات السياسية للثورة، ليس فقط في الخارج ولكن ايضا في الداخل نتيجة عجز التنسيقيات ومؤسسات الثورة السياسية والمدنية، التي ابتكرت خلال الحراك الشعبي، عن ابراز قيادة سياسية محترمة ومقبولة من الاغلبية تحصر، ليس فقط النشاط السياسي والمدني تحت قيادتها، بل العسكري ايضا، وهذا ما فشلت فيه حيث اصبحت الكتائب المسلحة هي السائدة، وقد همشت المؤسسات السياسية او قضت عليها في مناطق سيطرة كل منها. لقد اعادت معظم الكتائب العسكرية تهميش السياسة كفعل ونشاط من حق جميع المواطنين، حولته لحق خاص بمن يحمل السلاح ومن يقود المسلحين، وهو شكل آخر من صورة النظام الذي يفرض سياساته بقوة سلاحه واجهزته الامنية.
لذلك يمكن ان ينطبق شعار “السلطة تخرج من فوهة البندقية” على الوضع الحالي. ولا ينطبق على الوضع في زمن سابق لو وجدت قيادة سياسية في الداخل او حتى في الخارج تضبط العمل العسكري تحت قيادتها وحسب برنامجها ومواقفها المتفق عليهامن الغالبية، عندها تكون البندقية تحت سيطرة من يمثلون قيادة الثورة وفي خدمة اهدافها، فتخرج السياسة من المؤسسات السياسية التي تمثل غالبية الشعب. وهذا لم يحصل لانه لا الداخل، الحراك الشعبي، افرز قيادة كفؤة طوعت العمل المسلح، ولا الخارج استطاع كسب ثقة القوى العسكرية في الداخل كما هو معروف. للاسف السياسة الآن في سوريا تخرج من بندقية الاسد وابو بكر البغدادي والجولاني وزهران علوش وصالح مسلم، وغيرهم من حاملي البنادق اقل شأنا.
اتفق معك ان انهزام “التنسيقيات” وانتصار الجهاديين “نقطة كبيرة بحاجة إلى معلومات وإلى تحليل” وربما من شاركوا في الداخل بهذه التجربة هم افضل من يقوم بهذه المهمة، فلا ندعي معرفتنا بكيف تطورت الامور في هذا المجال ولكننا نستطيع ان نتلمس النتيجة الواضحة بلا مواربة : لا قيادة سياسية مهيمنة في الداخل تضبط العمل المسلح، لا اظن ان احد ينكر هذه الحقيقة حتى لو كان لا يعرف كيف وصل الامر لهذه النتيجة بالتفصيل والتحليل والدراسات.
اتفق معك ان نخب سياسية كانت تتصدر المعارضة المعروفة في عقود الاستبداد التي سبقت الثورة قد فشلت، وان قسم كبير منها فر الى الخارج من بطش النظام، وان قسم منها عمل لمصلحته وحساباته الشخصية، ولكني اختلف معك في انها السبب الاساسي للمصير الحالي للثورة، اذ ان العوامل الموضوعية هي الاهم من العوامل الذاتية في تحديد مجرى التاريخ، هذا على الاقل ما نحفظه كدرس من ايام انتسابنا للفكر الماركسي قبل ان نهجره !!! ربما لان الماركسية لا تخلو من بعض الفوائد التي لا تزال صالحة. ولكن ذلك لا يعني ان لا دور للعوامل الذاتية في التطور فهي مؤثرة وفاعلة. ما نختلف فيه ايضا انك تكاد تجمل كل النخب السياسية السورية المعارضة في سلة واحدة رغم ان الواقع يقول ان هناك تلاوين مختلفة. فاذا كانت “نخب”، وليس “النخب السورية”، اخطأت في التخلي عن الديمقراطية السورية للخمسينات مقابل ما توهمته من انشاء دولة عربية قوية موحدة، فلا يعني ان ليس هناك نخب رفضت ذلك حينها، او عارضتها بعد ان لمست نتائج الخطأ التاريخي، او ان النخب متوحدة في الزمان، اي ان النخب الراهنة على تنوعها هي نفسها نخب عهد الوحدة.
لقد كتبت مع كثيرين نقدا لمعارضة الخارج، لكن البعض كادت حملته عليهم تتحول الى “معارضة ضد المعارضة” بحيث اصبحت المعارضة عدوا لمحسوبين على المعارضة اكثر مما يشكله النظام الاستبدادي الدموي، ولن نتوقف عن نقدها ولكن بما هي فيه وليس بالمبالغات الرائجة في اوساط محسوبين على المعارضة. واظن اننا هنا يمكن ان نعطي امثلة عن هذا التيار المعارض الذي يقاتل المعارضة اكثر مما يقاتل النظام مثل مناع وعيد وغيرهم. ليس ذلك ابتعاد عما سميته “تصفيات شخصية” ولكن لان مثل هذا النقد يجب ان يعطى حجمه الحقيقي بالنسبة للعوامل الرئيسية التي ادت لخروج الثورة من يد اصحابها.
اتفق معك ان من اخطاء المعارضة عدم التوجه للاقليات العلوية والدرزية والمسيحية لتطمينها ودفعها للمشاركة في تحويل سوريا الى نظام ديمقراطي يساوي بين الجميع، اذ لو حصل هذا لتغيرت موازين، وخاصة ان غالبية الاقليات تصب في الاتجاه العلماني وليس التكفيري الاصولي، كانت قوة اضافية للثورة لم يعمل على كسبها باهتمام ومتابعة لا تكل. اما اختصارك المشاركة الكردية بالسطرين الاخيرين فارى ان التفصيل ضروري لتتضح الصورة ولا تكون ملتبسة، فهي لا تتشابه مع تقصير المعارضة في كسب الاقليات الدينية.
منذ الاشهر الاولى للثورة، قبل تسلحها وقبل وجود النصرة وداعش اصلا، برز الحزب الاوجلاني الكردي كقوة متحالفة مع النظام او على اقل تقدير هناك تبادل مصالح بينهما، فقام عوضا عن النظام بقمع المظاهرات الشبابية الكردية في المدن والبلدات ذات الاغلبية الكردية، وحتى باستعمال اسلحة تغاضى النظام عنها. الحزب اتهم الشباب الكرد بانهم عملاء لتركيا -اردوغانيين- كون تركيا تدعم الثورة السورية، وتبنى دعاية النظام حول انها ليست ثورة بل شغب مدعوم من الخارج. ولا يستبعد ان الحزب هو من اغتال القيادي مشعل تمو الذي كان يحظى بالتفاف كبير من الشباب المنتفضين. وقد نمى الحزب في دعاياته التعصب القومي واقنع قطاعات واسعة بان الفرصة يجب اقتناصها للحصول على كيان، بدل التوجه الشبابي الكردي الذي كان يعتبر الديمقراطية والحرية هي الطريق الاسلم نحو الحصول على الحقوق القومية. وسمح النظام بعودة جميع قادة الحزب من جبال قنديل، كما قام بتسليمهم مناطق تسليم اليد، وكانت حواجزهم متجاورة مع حواجز النظام وما زال التجاور حتى الآن في الحسكة وريفها. ولا يستبعد ان النظام زودهم بسلاح اذ انهم نموا قدراتهم العسكرية بسرعة كبيرة.
رابعا :
الدور المهم الاخير برايي في خروج الثورة من يد اصحابها هو دور الخارج الخليجي والتركي والايراني والروسي والاوروبي والامريكي على اختلاف وتباين مواقفه واكتغي بما كتبته مختصراً في المقال حيث انك لم تتعرض له.
برأيي العوامل الاربعة هي رئيسية وهامة جميعها، لعبت دورا في النتائج التي وصلت اليها الثورة، ليست معزولة عن بعضها بل متشابكة ومتبادلة التاثير فيما بينها. ولكني لا اجزم انها الوحيدة فقد يجد آخرون ان هناك عوامل اخرى، لذلك انتظر مساهمات اخرى في النقاش الذي يهم الجميع، واشكرك لانك كتبت رايك فالحوار حول جميع المسائل هام جدا برأيي لاستخلاص دروس الثورة التي لم تسقط النظام ولكنها ستكون نوع من “بروفة” لثورة اخرى او ربما ثورات تنهي النظام الاستبدادي الدموي.