سجلات الكرد، الإقليم و الثورة والقومية 1831-1979

شارك هذا المقال:

بعد القضاء على ثورة الشيخ سعيد  بشكل دموي، أطلقت الدولة التركية يدها في كردستان لتفعل ما تشاء من أعمال قتل وتدمير للقرى ومصادرة للأموال والماشية، وكشفت عن حماقة في ضروب القسوة التي استخدمتها بروح ثأرية شخصية لا كدولة، كما قال المؤرخ أرنولد توينبي.

لم تنته فصول العنف بعد النهاية المأساوية للثورة، وبقيت الدولة تلاحق الناجين من الإعدام  والذين التجؤوا إلى دول الجوار كسوريا والعراق، وتحتج لدى دولتي الانتداب فرنسا وبريطانيا لتسليم أو مراقبة تحركات ونشاطات هؤلاء الناجين من بطش الدولة والإجراءات التعسفية لـ «محكمة الاستقلال» سيئة الصيت.

نضع هنا وثيقة بين أيدي الدارسين والمهتمين تسلط الضوء على التعاون والتنسيق بين الحكومتين التركية العراقية في رصد ومراقبة نشاط وتحركات الناجين من الإعدامات.

مدارات كرد

——————————–

 

سجلات الكرد، الإقليم و الثورة والقومية 1831-1979

مصادر وثائقية بريطانية

اصدارات أرشيف جامعة كامبريدج

المجلد السابع 1927-1930
إعداد: ا.ل.ب. بورديت[1]

الصفحة 104 من المجلد السابع

الرقم 271  سري للغاية

عبد المحسن السعدون (وزارة الشؤون الخارجية العراقية)

إلى السيد هنري دوبس، مفوض بريطانيا السامي في العراق

رسالة بخصوص مخاوف الحكومة التركية من القادة الكرد الذين تم طردهم من تركيا، مرفقة بقائمة تحوي أسماء أبرز النشطاء الكرد المناهضين للكمالية.

بغداد 17 نيسان   1928

إلى السيد هنري دوبس

عزيزي السيد هنري،

رداً على الرسالة التي تلقيتها من “صبيح بك نشأت” والتي تتعلق بمخاوف الحكومة التركية من القادة الكرد الذي تم طردهم من تركيا، أود أخباركم بأن الحكومة العراقية لن تسمح بأي محاولة، سواء كانت من قبل أفراد أو جماعات، للقيام بأي عمل من شأنه زعزعة العلاقات بين الحكومتين الجارتين و أننا جاهزون دائماً لإظهار نوايانا الحسنة اتجاه الحكومة التركية.

أنا سعيد جداً بتلقي المزيد من الملاحظات من سيادتكم بخصوص هذا الموضوع.

المخلص لكم، عبد المحسن السعدون

قائمة بأسماء الأشخاص الذين تشتبه بهم الحكومة التركية بقيامهم بنشاطات معادية لها:

الشيخ مهدي: شقيق الثوري الكردي شيخ سعيد  وهو مقيم في ايران.

شيخ علي رضا: ابن الشيخ سعيد وهو مقيم في بغداد ويخضع للمراقبة.

غياث الدين: ابن الشيخ سعيد

صلاح الدين: في بغداد، في الكلية الحربية.

جركس أدهم: يعيش بهدوء في بغداد، وهو فقير الحال وهو معروف جيداً من قبل الشرطة. من المؤكد بأنه لا يشارك في أية نشاطات معادية لتركيا.

دكتور أحمد صبري:  محجوز في بغداد.

دكتور مراديان: تحت الإقامة الجبرية في البصرة.

زين العابدين: يعيش في كركوك وهو مدرس، ويخضع لمراقبة دائمة.

 

———————————————————————————————

 

إعلام (جواب) سري

من السيد هنري دوبس المفوض البريطاني السامي في العراق إلى عبد المحسن السعدون رئيس مجلس الوزراء العراقي-بغداد

28 نيسان 1928

رقم الإعلام 133

مفاده أن البريطانيين قاموا بدراسة أوضاع اللاجئين السياسيين من العشائر الكردية, معتقدين أنه لا داعي للشكوك والمخاوف التركية بخصوص هؤلاء.

إلى بغداد-السيد رئيس مجلس الوزراء

28 نيسان 1928

بالإشارة إلى رسالتك رقم 271 بتاريخ 17 نيسان 1928, أتفق تماماً مع النقاط المقترحة من قبلكم بخصوص تكليف صبيح بك للرد على التصريحات التي أدلى بها شكري بك قيا في الأول من نيسان 1928, فيما يتعلق بنشاطات بعض القادة الكرد الموجودين في العراق. أقترح عليك أن تزود صبيح بك بالحقائق المتعلقة بتلك الشخصيات التي تتخوف الحكومة التركية من تحركاتها. في الإعلام الموجه إليك بتاريخ 1 نيسان 1928, رد صبيح بك أن شكري بك قايا تحدث بشكل خاص عن أنشطة مولان زاده وخليل بدرخاني. أعتقد أن المخاوف التركية بشأن هاتين الشخصيتين ليست مقنعة أبداً, فحسب المعلومات المتوفرة لدي علمنا أن خليل بدرخاني قد غادر العراق في صيف عام 1922 ولم يعد منذ ذلك الوقت. في حين أن مولان زاده يعيش الآن في رومانيا.

أرفق قائمة قصيرة بأسماء أشخاص آخرين قد تكون الحكومة التركية متشككة في أمرهم, والتي تظهر في حال وجودهم في العراق أنهم تحت المراقبة الشديدة وغير قادرين إطلاقاً على القيام بأية نشاطات ضد تركيا.

بإمكانك إضافة أسماء شخصيات أخرى إلى القائمة من خلال الإستفسار من قسم التحقيقات الجنائية, والذي يهتم بشدة بالأنشطة والتحركات الصادرة عن هؤلاء اللاجئين. أما فيما يتعلق بالمؤتمر الكردي الذي يظن شكري بك أنه سينعقد في بغداد, فبإمكان صبيح بك التصريح بشكل قاطع أن ذلك لن يحدث وأن عدم صحة معلومات شكري بك اتضحت من خلال معرفة أن الشخصيتان الرئيسيتان(مولان زاده وخليل بدرخاني) هما أصلاً غير موجودان في العراق. كما تعلم أن مسألة اللاجئين من العشائر الكردية، الفارين من الحدود التركية والذين يمكن أن يكونوا موجودين في العراق، قد تمت دراستها بدقة خلال الإجتماعات الماضية للجنة الحدود الدائمة(العراق-تركيا) التي تشكلت تحت البند 13 من المعاهدة الثلاثية في أنقرة في حزيران 1926 والتي قدم فيها المندوبون العراقيون شرحاً كاملاً عن مكان وجود تلك الشخصيات وعن المراقبة المفروضة عليهم من قبل الحكومة العراقية.

المخلص لكم

هنري دوبس

[1] A. L.P. Burdett, Records of the Kurds: Territory, Revolt and Nationalism, 1831–1979. British Documentary Sources (2015).

 

 

 

سجلات الكرد، الإقليم و الثورة والقومية 1831-1979

شارك هذا المقال: