آراء في أصل الكرد في المصنّفات الجغرافية خلال العصر المملوكي (648-922هـ / 1250 – 1517م)

شارك هذا المقال:

بقلم: د. إبراهيم إبراهيم

 ملخص

يعتبر الكرد من المكونات الأساسية للدولة الإسلامية منذ نشأتها الأولى، وقد ورد عنهم الكثير في الكتابات التاريخية العربية، ومنها ما ورد في المصنفات الجغرافية، حيث كان للجغرافيين المسلمين اهتمام خاص بتعريف الشعوب الإسلامية وجغرافية العالم الإسلامي التي ينتمون إليها، مدركين اختلاف لغة وأصول ونشأة العديد من تلك الشعوب عن الثقافة العربية قبل مجيء الإسلام إلى ديارهم، فأرادت التعريف بها وبأصولها وبعاداتها وتقاليدها وغير ذلك مما يرتبط بهم من الجوانب الحضارية المختلفة. حظي الكرد من بين تلك الشعوب باهتمام هؤلاء الجغرافيين ومنذ الكتابات الجغرافية الأولى، كما أنّه كانت للمصنفات الجغرافية في العصر المملوكي (648-922هـ/1250–1517م) دور أيضاً في تبني الآراء القديمة بهذا الخصوص، إضافة إلى طرح وجهات نظر عديدة بخصوص الكرد وأصولهم، والرأي الأول يتحدث عن صلتهم بأبناء نوح وقصة الطوفان، أما الرأي الثاني فقد نسبهم إلى الجن من خلال ربطهم بقصة النبي سليمان، والرأي الثالث نسبهم إلى الأصل العربي، والرابع نسبهم إلى الأصل الفارسي، ورأي رأى فيهم شعب بحد ذاته، وهم نسل لا علاقة لهم بكل ما سبق.

الكلمات المفتاحية: أصل الكرد – المصنّفات الجغرافية – العصر المملوكي

مدخل

ألقت المصنفات الجغرافية التي كُتبت خلال العصر المملوكي (648-922هـ / 1250–1517م) الضوء على الكرد وأصولهم، وبيّنت التعدد في الآراء حول ذلك، ولم ينكروا أنهم بدورهم اعتمدوا على مؤلفات غيرهم الذين سبقوهم من المؤرخين والجغرافيين في العهود المختلفة، والكُرد يُلفظ بالكاف المضمومة، وراء ساكنة، ودال مهملة، وبلفظ واحد الأكراد، هكذا أوردها البغدادي في مؤلفه “مراصد الاطلاع”[1]، وهكذا وردت عند معظم المؤرخين والجغرافيين خلال العصور الإسلامية المختلفة الذين جاؤوا على ذكر الكُرد.

إن تقصي مسألة تنسيب الكرد إلى أصول مختلفة، والبحث في مسألة الاختلاف بين المؤرخين والجغرافيين والنسابين، يولّد تساؤلات عديدة، وأولها لماذا هذا الاختلاف الكبير بخصوص الكرد وليس على غيرهم من الشعوب الإسلامية؟ وهل الكرد يمتلكون خصوصيتهم اللغوية والإثنية بعيداً عن كل ما قيل عنهم من أصل عربي أو فارسي أو غير ذلك، أم أنّه ثمة جزء من الحقيقة فيما قيل؟ ماذا قال الكرد عن أنفسهم؟ وهل يتطابق ما قيل عنهم من آراء ووجهات النظر في المصنفات الجغرافية التي دونت باللغة العربية خلال العصر المملوكي، وما توصل إليه علم الأجناس وعلم اللغة من نتائج، ولأجل فهم كل ذلك، وإمكانية الإجابة عن كل تلك الأسئلة، لا بد من الوقوف على تلك الآراء التي قيلت في الأصل الكردي، ومحاولة التحليل وتقصي الحقائق والمُراد من كل ما روي عنهم.

1. الكرد وأبناء نوح

تعتبر قصة نوح وأبنائه الثلاثة سام، حام، ويافث، والتي رويت في التوراة من أكثر القصص شيوعاً بين الناس، لارتباطها بالدين الذي يعتبر ذات الاولوية بين المجتمعات ككل، ولا سيما مجتمعات الشرق، ونُسّب البشر والشعوب وفق هذه الرواية إلى أبناء نوح الثلاثة؛ سام، حام ويافث[2]، كما أن قصة نوح والطوفان هذه ترد في القرآن الكريم في سورة نوح، وفي سور أخرى، وآيات عديدة.[3]

 ويوضح المؤرخ ابن كثير (توفي سنة 774هـ/1373م) هذه القصة أكثر، ويبّين الآراء حولها وما قيل عنها في القرآن الكريم، وينقل آراء آخرين بهذا الخصوص، كما يأتي على ذكر أبناء نوح في حديث نبوي منقول من قبل الرواة عن الصحابي أبي هريرة “وَلَدُ نُوحٍ ثَلَاثَةٌ سَامٌ وَيَافِثُ وَحَامٌ، وَوَلَدَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ هذه الثلاثة ثَلَاثَةً، فَوَلَدَ سَامٌ الْعَرَبَ وَفَارِسَ وَالرُّومَ، وَوَلَدَ يَافِثُ التُّرْكَ وَالسَّقَالِبَةَ وَيَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَوَلَدَ حَامٌ الْقِبْطَ وَالسُّودَانَ وَالْبَرْبَر”َ.[4]

 لقد تأثر المؤرخون والجغرافيون المسلمون بهذه القصة، إلى درجة كبيرة، وباتت هذه مفتاحاً لبدايات كتبهم عن قصة الخلق ونشأة الإنسان الأول، وتنسيب الشعوب والقبائل لأولاد نوح الثلاثة، وقد أوردها بعض الجغرافيين بإسهاب واهتمام بالغ، والبعض الآخر على سبيل التذكير، دون الدخول في تفاصيل القصة.

يصنف عز الدين ابن شداد (توفي سنة 684 هـ/1285م) ويقسم الديارات وفق مضمون تلك القصة، وينسب الأماكن والدول إلى أبناء نوح، وأولادهم، ويذكر آراء عديدة في اشتقاق أسماء الأماكن والديارات، فالشام مثلاً ووفق ما يذكره على لسان ابن المقفع أصله من سام ابن نوح، حيث سام بالسريانية هو شام، وان أولاد سام قد سكنوا في هذه البلاد.[5]

كما إن شيخ الربوة الدمشقي (توفي سنة 727هـ /1327م) وفي كتابه نخبة الدهر في عجائب البر والبحر، وضمن وصف أنساب الأمم، يورد هذه القصة، ونسّب الكرد إلى سام بن نوح، إلى جانب شعوب أخرى وهم العرب والفرس والروم[6]، ويبدو أنه كان على اطلاع بتلك المرويات، إضافة إلى وضوح نقلها عن غيره من الجغرافيين، وهو نفسه يصرّح بذلك، لا سيما من الجغرافي الشهير المسعودي (توفي سنة 345هـ/956م)، والذي أسهب في هذا الموضوع في مؤلفاته العديدة.[7]

كان للكرد نصيب في هذه القصة عند أبو الفداء (توفي سنة 672-732هـ/ 1273-1331م) الذي ذكر وبإسهاب هذه القصة في كتابه المختصر في أخبار البشر، وأورد أنه عندما افترق أبناء نوح صار لولده سام كلّ من العراق وفارس، وما يلي الهند، وهذا يعني أن ديار الكرد من ضمنه.[8]

ويذكر القلقشندي (توفي سنة 821هـ / 1418م) أيضاً بأن الكرد من بني إيران بنو آشور بن سام بن نوح، ولا يخفي القلقشندي أنه يروي هذا على لسان ابن خلدون (توفي سنة 809هـ / 1406م) في كتابه العبر[9]، وبالفعل فإن ابن خلدون يذكر تلك الرواية ويأتي على ذكر الكرد بأنهم من أولاد إيران بن آشوذ حيث ورد عند القلقشندي بآشور، كما أورد مخططاً بأبناء سام ذاكراً في هذا المخطط أو ما يعرف بشجرة النسب اسم كرد بن إيران بن سام.[10]

وتتمة لهذه الرواية التي تنسب الكرد إلى سام بن نوح، قيل أن الكرد والكرج ينتمون إلى الجد نفسه، وهم من أصل واحد، ويقال في المسلمين منهم الكرد، وفي الكفار أو النصارى وفق توصيفهم الكرج، أي الجورجيين الحاليين.[11]

عند العودة إلى الرواية التي تنسب الكرد إلى سام بن نوح، ليس خافياً أنها استمدّت منهجها وحججها ومبرراتها من قصة نوح والطوفان، وما يتعلق بها من تفاصيل اخرى، ولا سيما توزع أبناء وأحفاد نوح، وانتشارهم على المناطق المختلفة من الأرض بعد انتهاء الطوفان. ولكن تفصيلات هذه القصة التي رويت في الكتب الدينية وما تلتها من أحداث غير واضحة كما يجب، ولاسيما ما يتعلق بالتعدد والاختلاف الهائل في اللغات، وبين الشعوب التي تسكن منطقة الشرق وحدها.  وإذا كانت كذلك فيُفهم أن البشر، كل البشر انطلقوا من هذه الرقعة الجغرافية التي رست عليها سفينة نوح، وهي إما مناطق جبل آرارات (آراراط) وفق التوراة (العهد القديم)[12]، أو جبل جودي وفق القرآن الكريم[13]، ولكن تبيّن أنه لا يمكن الاعتماد عليها من ناحية تصنيف البشر لغوياً، حيث الاختلاف الكبير بين المجموعات اللغوية في بنيتها وتركيبتها، وقد تبيّن ذلك مع تطور علوم اللغة ومناهج البحث فيها، عدا عن الاختلاف إثنياً (عرقياً)، مع ما أثبته تطور علم الأنسنة  (الأنثروبولوجيا) والذي يهتم بتاريخ التطور البشري، وعلم السلالات البشرية، والوراثة Genetics واستخدام الصبغيات الجينية (DNA) لفهم آلية توريث الصفات، بين شعوب العالم المختلفة، وتعدد الأنماط الجينية التي ينتسب إليها البشر.[14]

ومهما يكن فإن مصطلح (ساميين) الذي أطلقه الباحث النمساوي شلوتزر منذ عام 1781على شعوب آسيا الغربية، أي الذين سكنوا ميزوبوتاميا، وسوريا، والجزيرة العربية، وشمال أفريقيا، هو في الأساس ذو دلالة لغوية وثقافية، وله علاقة إلى حد ما بالأنساب أيضاً، واستمر العمل به من قبل العديد من المؤرخين الحديثين والمعاصرين. وقد اقترح المستشرق الأمريكي-الألماني الأصل – شبايزر اصطلاح (اليافثيين) على شعوب كانت تعيش في إيران وأعالي دجلة والفرات أيضاً، ولكن يبقى هذا التقسيم وفق الباحثين تستخدم فقط تسهيلاً لعملهم، وليس أي شيء آخر، كما لا تمت إلى أي عصبية للسامية أو ضدها سواء بالمعنى الديني ضد اليهود كما شاع، أو اجتماعي وسياسي ضد العرب.[15]

إن تصنيف اللغات والشعوب وفق هذه الرواية مهما تكن، وبالمقارنة مع واقع اللغة الكردية وتصنيفها، يقودنا إلى النتيجة التي مفادها إن الكرد لا ينتمون إلى سام بن نوح كما قيل، فلغتهم لا علاقة لها بتلك المجموعة المندرجة تحت مسمى اللغات السامية كالعربية والعبرانية والآرامية والسريانية وغيرها، بل صنفت وفق الدراسات العلمية الحديثة ضمن اللغات التي باتت تعرف باللغات الهندو أوربية indo-Europian، وتحديداً ضمن المجموعة الشرقية منها، والمعروفة بالهندو-آرية.[16] ولذلك فبطلان نسب اللغة الكردية إلى مجموعة اللغات السامية، بات واضحاً كما أثبته علم اللغات المعاصر، وهذا يقودنا أن ننفي انتماء الكرد إلى سام.

2. الكرد أبناء الجن

عند تتبع كتب التراث الإسلامي، والبحث عن أصول وجذور الرواية التي تصف الكرد بأبناء الجن، نجدها تنبع من مصادر عديدة، أولها ما ذكره المسعودي وربطها بقصة دينية لتكون سهلة الوصول والترسيخ في أذهان المسلم بغض النظر عن نفي حقيقة هذا الأصل، والخلفيات التاريخية حيال هذه النظرية، وقد تأثر المقريزي بما ذكره المسعودي، ونقلها إلى مؤلفه حيث يقول” ومن الناس من ألحقهم بإماء سليمان بن داود عليهما السلام، حين سلب ملكه ووقع على نسائه المنافقات الشيطان الذي يقال له الجسد، وعصم الله تعالى منه المؤمنات، فعلق منه المنافقات، فلما ردّ الله تعالى على سليمان عليه السلام ملكه، ووضع هؤلاء الإماء الحوامل من الشيطان قال: أكردوهم إلى الجبال والأودية، فربتهم أمّهاتهم وتناكحوا وتناسلوا، فذلك بدء نسب الأكراد”.[17]

لا تختلف هذه عن الرواية التي أوردها المسعودي، بل إنها نقل عنه حرفياً ودون تغيير، والذي بدوره أخذها عن غيره ولكنه لم يذكر المصدر.[18] وقد تكون لهذه الرواية ذلك البعد الديني وارتباطها بما رواه الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502هـ/1108م)  على لسان الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب حديثاً منسوباً إلى النبي يقول فيها ” الأكراد جيل الجنّ كشف عنهم الغطاء، وإنما سموا الأكراد لأن سليمان عليه السلام لما غزا الهند سبى منهم ثمانين جارية، وأسكنهنّ جزيرة، فخرجت الجن من البحر فواقعوهنّ، فحمل منهم أربعون جارية، فأخبر سليمان بذلك، فأمر بأن يخرجن من الجزيرة إلى أرض فارس، فولدن أربعين غلاما، فلما كثروا وأخذوا في الفساد وقطع الطرق، فشكوا ذلك إلى سليمان، فقال أكردوهم إلى الجبال فسموا بذلك أكرادا”.[19]

وفي السياق نفسه يُفهم من الجغرافي ابن فضل الله العمري (توفي سنة 749هـ/ 1349م)، أنّه على اطلاع بقصة الكرد وتنسيبهم إلى الجن، وهو لا يذكر تلك القصة كما وردت سابقاً، وإنما بطريقة أخرى، حيث يسرد بعض أماكن الكرد في مناطق الزّاب ووعورتها، ولا سيما تلك المناطق الجبلية، ودروبها الضيقة، وصعوبة اجتيازها ليس فقط بسبب تضاريسها، وإنما لطباع أهلها القاسيين أيضاً وتعدياتهم، ويقول: ” قال الحكيم شمس الدين محمد بن ساعد أن نسب أحد من الأكراد إلى الجن فهم هؤلاء حقاً”.[20]

مهما يكن من شأن هؤلاء القائلين بهذا النسب، من المرجح أنها لتشويه صورة الكردي بأي شكل من الأشكال، وهي خرافة من نسج الخيال لا أكثر، فلا يمكن تقبل مثل تلك الروايات في واقع أصبح العلم يطغى على كل شيء وبات التحقق من بعض الأمور من البديهات ومنها ما يتعلق بالبشر ونسلهم، ولا يختلف الكرد عن غيرهم من البشر من الناحية البيولوجية، لا في جيناتهم ولا خريطتهم الوراثية ضمن الإطار العام، عدا عن هذا فإن النص نفسه يتناقض مع مضمون تلك الروايات الدينية نفسها.

وحول ادعاء بأن لغة النبي سليمان كانت العربية أو استشفاف كلمة الأكراد من مقولته أكردوهم أو أكردوهن إلى الجبال، وذلك لتوضيح وشرح معنى الكرد وتبيان مدلولها العربي، وهذا ليس إلا محاولة التفكير بالموضوع عربياً، ومن ثم إيجاد ما يمكن قبوله وفهمه ضمن هذه اللغة أي اللغة العربية، وبالتالي قبوله ضمن مجتمع يتكلم العربية، والعربية لغتها المقدسة والرسمية للدولة أيضاً، وبالتالي فهي وفق الباحث حيدر لشكري تدخل ضمن المحاولة الشمولية الرامية إلى رؤية العالم والتفكير به عربياً أي قولبتها[21]، وهذا يتوافق مع رأي هذا البحث أيضاً في تفسير تلك الآراء والمسوغات التي أدت إلى ذلك.

كما ليس بعيداً أن تكون الحالة العامة للقبائل الكردية، وتمرداتها المتلاحقة ضد الحكومات الإسلامية منذ العهود الأولى، وبشكل أكبر خلال العصر العباسي، وفي مناطق تواجدها المختلفة والتي استمرت حتى العهود المتأخرة، أودت ببعض الحكام إلى تعمد تشويه صورة الكردي الذي لا يهدأ أبداً، وإعطاء صور تنافي الحقيقة والواقع[22].

3. الكرد والأصل العربي 

تعتبر هذه الرواية من أكثر الروايات عن أصل الكرد انتشاراً في كتب الرحالة والجغرافيين والانساب، وهي بمجملها تعتمد على روايات نقلت عن أشخاص لا يُعرف حقيقة وجودهم من عدمه، وقد تأثرت المصنفات الجغرافية التي كٌتبت باللغة العربية خلال العصر المملوكي، بمؤلفات الذين سبقوهم من الجغرافيين في هذا الأمر، ولا سيما تلك التي تعود إلى القرن العاشر الميلادي، وفي مقدمتهم المسعودي، الذي طرح آراء عدّة بخصوص الكرد ومنها تلك التي تنسبهم إلى الأصل العربي، وفي هذا يقول: “وقد ذهب قوم من متأخري الأكراد وذوي الدراية منهم من شاهدناهم فيما ذكرنا من البلاد إلى أنهم من ولد كُرد بن مرد بن صعصعة بن حرب بن هوازن، ومنهم من يرى أنهم من ولد سبيع بن هوازن، ……… ومن الأكراد من يذهب إلى أنهم من ربيعة ثم بكر بن وائل”.[23] وفي مكان آخر وكتاب آخر يذكر المسعودي، وعند حديثه عن الأكراد ونسبهم ومساكنهم يكرر ما قاله بخصوص النسب العربي للكرد فيقول ” وأما أجناس الأكراد وأنواعهم فقد تنازع الناس في بدئهم، فمنهم من رأي أنهم من ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، انفردوا في قديم الزمان، وانضافوا إلى الجبال والأودية، ودعتهم إلى ذلك الأنفة، وجاوروا من هنالك من الامم الساكنة المدن والعمائر من الأعاجم والفرس، فحالوا عن لسانهم وصارت لغتهم أعجمية، ولكل نوع من الأكراد لغة لهم بالكردية، ومن الناس من رأى أنهم من مضر بن نزار وأنهم ولد كُرد بن مرد ابن صعصعة بن هوازن، وأنهم انفردوا في قديم الزمان لوقائع ودماء كانت بينهم وبين غسان، ومنهم من رأى أنهم من ربيعة ومضر، وقد اعتصموا في الجبال طلباً للمياه والمراعي فحالوا عن اللغة العربية لما جاورهم من الأمم”[24]، كما يؤكد المسعودي مرّة أخرى، وفي موضع آخر رواية النسب العربي للكرد ويذكر أن منهم من يُنسب إلى ربيعة بن نزار، أو ربيعة بن نزار بن معد، ومنهم من ينسب إلى مضر بن نزار.[25]

والبحث أورد تلك الآراء الواردة إلى المسعودي لأنها كانت مصدراً اعتمد عليه كثيراً الجغرافيون العرب في العصر المملوكي، إضافة إلى آراء آخرين عاصروه أو سبقوه أو حتى جاؤوا بعده، ومن الذين تأثروا بهذا الرأي وذكروه في مؤلفاتهم خلال العصر المملوكي، المؤرخ والجغرافي أبو الفداء، وذلك في كتابه المختصر في أخبار البشر، فهو يحاول أن يورد في سياق حديثه عن أصول الشعوب الإسلامية، عن أصل الكرد، وينقل عن آخرين بأنه قيل، وأنّ أصل الكرد من العرب، وقيل إنهم أعراب العجم، ودون أن يدخل في شروحات حول ذلك.[26]

أبدى الجغرافي شيخ الربوة الدمشقي، أهمية بهذا الموضوع وتقصى أصل الكرد بما فيه الأصل العربي، حيث اورد أن الكرد جيل ينسبون بأصولهم إلى العرب، أو أنهم طائفة من العرب وهم أولاد كرد بن صعصعة بن ربيعة، ولكنه يبيّن أنّه ثمة خلاف في وجهات النظر بخصوص هذا الرأي، ويذكر صراحة أنه ينقل روايته هذه عن المسعودي، ويستمر في شرح رأيه هذا ويذكر أيضاً بأنه قيل بأن الأكراد أبناء ربيعة بن نزار، وقيل أيضاً أولاد نصر بن نزار.[27]

لم يكتف شيخ الربوة الدمشقي برأي المسعودي، بل حاول البحث وتقصي الآراء بهذا الخصوص فهو يورد ما ذكره أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد (توفي سنة 321هـ/933م) في كتابه جمهرة اللغة عن أصل الكرد، الذي أنسبهم بدوره إلى العرب ووفق رأيه ونقلاً عن شخص يدعى أبو اليقظان زعم أن الكرد من كُرد بن عمر بن عامر بن صعصعة، كما نقل عن أبو المنذر هشام بن محمد، المعروف بالكلبي (توفي سنة 204هـ/819م)، والذي بدوره زعم أن الكرد من كرد بن عمر بن عامر بن ماء السماء، وأنّهم هاجروا من اليمن إلى المناطق التي يسكنونها الآن بعد أن تعرضت اليمن ذات مرّة لفيضانات وسيل عارم على حد وصفه فتفرّق أهل اليمن بسبب هذا الفيضان.[28]

ذكر ابن دريد هذا في كتابه، ويبدو أنه نفسه نقل عن أبي المنذر هشام بن محمد، المعروف بالكلبي، ويتطابق مع ما ذكره شيخ الربوة الدمشقي، بل أن ابن دريد يحاول أن يجد المعنى اللغوي للكرُد، من خلال اشتقاقه، وعلى لسان لغويين آخرين كأبي بكر الذي يذكره بالاسم في كتابه، ويذكر أنّه إذا صحّ أن الكلمة عربية “فاشتقاق اسمه من المكاردة، وهو مثل المطاردة في الحرب، تكارد القوم تكارداً ومُكاردة وكرداً”[29]، كما يُورد ابن دريد بيتاً شعرياً على لسان النسابين مفاده أن الكرد لا ينتمون إلى الفرس وليس لهم علاقة بهم وإنما هم من العرب ويعودون بنسبهم إلى كُرد عمرو بن عامر وفي هذا يقول:

“لعمرك ما الأكراد أبناء فارس …… ولكنه كُرد بن عمرو بن عامر”.[30]

وفي سياق الأصل العربي للكرد يذكر أبو فضل العمري رأياً أيضاً في ذلك، وإن لم يشمل الكرد كلهم، فبعضاً منهم، فبعد وصفه للكرد ووصف حالة تشتتهم وعدم اتفاقهم على رأي، ويذكر عشائرهم وأماكن انتشارها، يذكر أن لصاحب جولمرك وهو حاكم مملكة واسعة تضم العديد من المدن والقلاع، سلطة على بقية الأكراد، وأن كلامه مسموع، وذا تقدير بالنسبة لبقية العشائر، ويذكر أن نسبه يعود إلى عُتبة بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف[31]. وفي مكان آخر وفي كتابه الآخر، وعند الحديث عن جولمرك أيضاً يُعيد الفكرة نفسها في الأصل العربي لهم وبأن نسبهم يعود إلى العرب، وبالتحديد إلى بني أمية، ويسميهم بالحكمية، وبأنهم اعتصموا بالجبال عند هزيمة الامويين أمام العباسيين، واحتموا بين الأكراد، وعاشوا معهم وأصبحوا مثلهم، وبأن أعدادهم يزيد على ثلاثة آلاف.[32]

وينقل القلقشندي هذه الرواية كما هي عن ابن فضل العمري، وهو يصرّح بذلك، ودون أن يجري فيها أي تغيير، ويبدو أن كتاب العمري التعريف بالمصطلح الشريف كان مصدر الثقة بالنسبة إليه، ومصدراً لكثير من معلوماته، ولذلك فهو ينقل ما وصف به الكرد في ذلك الكتاب، ويوضح أن صنفاً من الأكراد يُعرفون بأسماء الأمكنة التي ينتسبون كالجولمركية، نسبة إلى منطقة جولمرك، ويروي عن أصل الجولمركية بأنهم يعودون بنسبهم إلى  عُتبة بن أبي سفيان[33]، كما أنه ينقل من كتاب ابن فضل الله العمري الآخر أيضاً والذي يحمل عنوان مسالك الأبصار، ويروي ثانية هذه الرواية عندما يتحدث عن جولمرك كبلاد لها سلطتها ومكانتها، ويعيد بأن نسبهم يعود إلى العرب، وبالتحديد إلى بني أمية، وبأنهم اعتصموا بالجبال عند هزيمة الامويين أمام العباسيين، وبأن أعدادهم يزيد على ثلاثة آلاف.[34]

تأثر الرحالة والجغرافي ابن بطوطة أيضاً بالرأي القائل بالنسب العربي للكرد، وواضح أنه انساق وراء رأي المسعودي، أو ابن دريد، ولم يبذل جهداً في تقصي أصل الكرد، وإنما أورد أنهم – أي الكرد – يعودون إلى أصل عربي واكتفى دون تقديم توضيح أو شروحات حول ذلك.[35]

لقد اهتم المقريزي (توفي سنة 845هـ / 1442م) بنسب الأكراد، وتعددت الرؤى لديه، وحاول أن يخبرنا بما جاء في كتب الذين سبقوه فيما يتعلق بالآراء التي قيلت في أصل الكرد ومنها ذلك الرأي الذي ينسبهم إلى الأصل  العربي، فمنهم من ينسبونهم إلى عرب الشمال، أو العرب المستعربة، والمعروفين بالعدنانيين نسبة إلى جدهم عدنان، أو أنهم ينسبونهم إلى عرب الجنوب أي العرب العاربة، والمعروفين بالقحطانيين نسبة إلى جدهم قحطان، وفي هذا يقول “وقيل هم ينسبون إلى كُرد بن مرد بن عمرو بن صعصعة بن معاوية بن بكر، وقيل هم من ولد عمرو مزيقيا بن عامر بن ماء السماء، وقيل من بني حامد بن طارق، من بقية أولاد حميد بن زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزّى بن قصي”.[36]

إن هذا الرأي أيضاً أصبح من الآراء غير المقبولة فاختلاف الكرد عن العرب من حيث اللغة والجذور أكّده علماء اللغات كما أسلف الذكر سابقاً، كما أكده المؤرخون الحديثون الذين اعتمدوا على الأبحاث العديدة التاريخية منها والعلمية التي تهتم بسلالات البشر والذين بحثوا في تاريخ الكرد وأصلهم.[37]

إن السؤال الذي يطرح نفسه والذي انتبه إليه باحثون عديدون هو: لماذا شاعت ظاهرة نسب الأكراد إلى الأصل العربي؟  ويمكن الإجابة عليه كالتالي:

1. لعل ذلك يرتبط بعادة العرب في نسب القبائل إلى أسماء أشخاص، فظنوا أنها لدى الكرد كذلك، فنسبوهم إلى أسماء عربية تتشابه باللفظ مع كلمة (كرد).  ولا تعرف حقيقة تلك الأسماء، ولعلها أسماء خيالية اسطورية، والمؤكد أنه لا علاقة لها بالكرد.

2. استند المؤرخون العرب في ذلك، ووفق المعطيات إلى رأي اثنين من علماء الأنساب العربية، أحدهما من الكوفة من قبيلة كلب اليمانية وهو أبو النّضر محمد بن السايب بن بِشر بن عمرو بن الحارث بن عبد العربي والمعروف بالكلبي (توفي سنة 146هـ/763م)[38]، والآخر هو أبو اليقظان عامر بن حفص والمعروف بلقب سُحَيْم (توفي سنة 170هـ/786م).[39] وكلاهما من ديار لا ترتبط بديار الكرد، وليس هناك ما يفيد باحتكاكهما بالكرد.

3. يمكن أن تكون النزاعات الدائمة بين القبائل العربية العدنانية والقحطانية سبباً في محاولة تنسيب الكرد إليهم، لما عُرف عن الكرد من البأس والقوة فأراد كل منهما الافتخار بذلك، فالعدنانيون نسبوا الكرد إليهم على أنهم من نسل ربيعة بن نزار بن بكر بن وائل أو أنهم من نسل ربيعة بن نزار بن معد، أو أنهم من نسل مضر بن نزار، أو من ولد كرد بن مرد بن صعصعة بن هوازن، وأنهم تفرقوا بسبب النزاعات والمعارك التي دارت بينهم وأنهم اعتصموا بالجبال كما أسلف الذكر من قبل الجغرافيين، والتي تبيّن مصدرها الأساسي في سياق البحث، وكان هذا ردّاً على القحطانيين الذين أنسبوا شعوباً أخرى إلى بوتقتهم القبلية كالفرس واليونانيين.[40]  

 ولا يستبعد أن هذه الشجاعة التي وصف بها الكرد، والتي أصبح محل افتخار للعرب أنفسهم مرتبط بالدرجة الكبيرة من الاختلاط الكردي العربي لاحقاً، ويمكن تقصي ذلك من خلال متابعة العلاقات العربية الكردية، وبدايات انتشار الإسلام في ديارهم، وحتى في العصور الإسلامية اللاحقة من أموية وعباسية بمراحلها المختلفة يظهر أن الكرد من أكثر الذين عاندوا وانتفضوا ضد الحكومات المختلفة التي كانت تحاول فرض سلطتها على المنطقة، بين الحين والآخر.[41]

4. لا يمكن للبحث تجاهل ما قام به بعض الكرد من تنسيب أنفسهم للعرب أيضاً، ووجدوا في كتب المؤرخين والنسابة والجغرافيين العرب فرصة في ذلك، ومنهم من جاء المقريزي على ذكرهم كالمروانيين الكرد الذين نسّبوا أنفسهم إلى مروان بن الحكم، أحد قادة الامويين المشهورين، كما أن بعضاً من قبيلة الهكّارية نسّبوا أنفسهم إلى عتبة بن سفيان بن حرب[42]. وكذلك أفراداً من العائلة الأيوبية، نسبوا أنفسهم إلى الأصول العربية، وربما يفُهم المراد من ذلك، وهو تعزيز سلطتهم وحكمهم، والحصول على تأييد عام من قبل المسلمين في تدعيم وتعزيز تلك السلطة[43]، ويتفق البحث مع هذا الرأي الذي أبداه بعض المؤرخين حيث إن النسب العربي ومشروعية حكمه ووجوده في قمة الهرم السلطوي أصبح جزءاً من نظام الدولة الإسلامية الذي يتزعمها الخليفة ذو النسب العربي، ولا سيما أن هذا الرأي لم يظهر إلا في بداية تحول الكرد وتأسيسهم لإماراتهم أسوة بغيرهم من المسلمين خلال العصر العباسي،  ناهيك عن مكانة اللغة العربية في نفوس المسلمين بحكم أنها لغة القرآن الكريم، ولغة طقوس العبادة وما يرتبط بها من أمور، فالنسب العربي هو نوع من التفاخر وكسب المشروعية الحاكمة، بين هؤلاء الذين ادّعوا النسب العربي، ونوع من التباهي والتقرب مما هو مقدس وذات مكانة عليا في المجتمع الإسلامي ككل، وكان هذا له تأثيره في آراء بعض المؤرخين الكرد أنفسهم، وتبنيه لاحقاً كشرف خان البدليسي، ومحمود البيازيدي.[44]

4.  الكرد والأصل الفارسي

ثمة وجهة نظر أخرى وردت عن أصل الكرد في المؤلفات الجغرافية التي دونت باللغة العربية خلال العصر المملوكي، وهو الأصل الفارسي، وقد نقل المقريزي هذه الرواية وأوردها في مؤلفه عند طرحه الآراء العديدة في أصل الكرد، حيث ذكر على لسان العجم بأن الاكراد ليسوا إلا هؤلاء الذين يرتبطون بقصة الملك الفارسي بيوراسف والذي كان يتغذى يومياً بلحم انسانين اثنين، وكان لهذا الملك وزير يدعى آرماييل، أو آرمائيل، وهو المشرف على ذبح هؤلاء، ولكنه يبدوا أنّه تأثر كثيراً بالموقف ولم يرضى بذلك فاكتفى بذبح واحد وارسال الآخر إلى الجبال بعيداً عن الأنظار، وهناك تجمع عدد كبير من الشبان وتزوجوا وتوالدوا، وكثر عددهم يوماً بعد يوم، وهم الأكراد.[45]

ويظهر واضحاً أن المقريزي قد نقل هذه الرواية وهذا الرأي من المؤرخين أوالجغرافيين الذين سبقوه، وأولهم ابن قتيبة الدينوري (توفي سنة 276هـ/889م) الذي أورد لأول مرّة هذه القصة في كتاب المعارف، ويقول في ذلك ” تذكر العجم أن الأكراد، فضل طعام بيوراسف، وذلك أنه كان يأمر أن يذبح له كل يوم إنسانان، ويتخذ طعامه من لحومهما، وكان له وزير يقال له أرمائيل، وكان يذبح واحداً، ويستحيى واحداً، ويبعث به إلى جبال فارس، فتوالدوا في الجبال وكثروا”.[46]

ولا يبتعد شيخ الربوة الدمشقي عن هذا الرأي أيضاً ، بل يبدو جليّاً أنه نقلها منه، حتى وإن لم يذكر ذلك صراحة،  ويحاول أن يسرد القصة كما قرأها أو كما سمعها، فيقول بأن بيوراسف وهو نفسه الضحاك كما تسميه العرب، أو الدهاك، أيضاً كانت قد خرج في كتفه سلعتان، وأن كل واحدة منها كثعبان، تتحركان تحت ثيابه إذا اشتد غضبه، أو كلما جاع، وهذا يسبب ألما كبيراً له، ولا يمكن ازالة الألم إلا بدهن كتفيه بدماغ انسانين، وقد أصدر بأن يذبح من مملكته كل يوم رجلين لأجل هذا الغرض، ولكن وزيره كان قد خالفه دون علمه فكان يذبح رجلاً واحداً ويرسل الآخر إلى الجبل ووفق ما يذكره شيخ الربوة الدمشقي فقد كان جبل دماوند في إيران، وعندما تمكن أفريدون من القضاء على الضحاك، كانت بالنسبة لهؤلاء الفارين إلى الجبل يوم فرح عارم، ونزلوا من الجبل يبحثون عن حياة حرة لأنفسهم ، أما الكلمة التي استخدمها شيخ الربوة الدمشقي فهي “كرّدوا من الجبل” أي نزلوا سريعاً فكرّدوا وفق شرحه يعني المشي السريع، أو الركض، ولذلك أصبحوا يعرفون بالكرد أو الأكراد.[47]

كما يذكر المقريزي رواية أخرى يربط الكرد بالأصل الفارسي، وبأن الكرد يعودون بنسبهم وفق نظرة الفرس إلى جدهم كرد بن أسفندام بن منوشهر[48]، وهو الرأي الذي جاء المسعودي على ذكره دون أن يدخل في الحيثيات وتفاصيل ذلك، وقد اختلف في كتابة الاسم فهو يذكر أن الكرد عند الفرس هم من ولد كرد بن إسفنديار بن منوشهر.[49]

كما أنه ثمة مصطلح آخر تم تداوله في كتب الجغرافيين ألا وهو أكراد فارس، وأحياناً أكراد الديلم، ويقصد بها البدو، وكأن المراد هنا هو أن الكرد هم بدو الفرس أو بدو الديلم، فالجغرافي محمد بن عبد المنعم الحميري (توفي سنة 900هـ/1495م) صاحب كتاب الروض المعطار في خبر الأقطار يذكر أكراد فارس عند حديثه عن جيوش المسلمين وفتوحاتهم في إقليم الجبل، في زمن الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب[50]، ويبدو أنه أخذها عن المؤرخ أبو جعفر بن جرير الطبري (توفي سنة 310هـ/923م) الذي ذكر ذلك، ويتوافق مع ما ذكره الحميري تاريخياً بأنه كان ذلك في زمن الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب، عندما كان المسلمون في بدايات فتوحاتهم، ويبدوا انهم عقدوا صلحاً واتفاقاً مع أحد أمراء الأهواز الذي يدعى الهرمزان ويقول الطبري في ذلك “أقام أمراء الأهواز على ما أسند إليهم، وأقام الهرمزان على صلحة يجبى إليهم ويمنعونه، وإن غاوره أكراد فارس أعانوه وذبوا عنه”.[51]

كما أن الحميري نفسه يتحدث عن مدينة كلارا في طبرستان، ويمدح في فروسية أهلها، ويذكر أنهم من أكراد الديلم[52]. كما ثمة مصطلح آخر عدا عن هذا أن الفرس كانوا يسمون الديلم أكراد طبرستان، وكانت تسمي العرب أكراد سورستان.[53]

كما أنه قيل في الأكراد أعراب العجم كما سبق ذكر ذلك، وكان ذلك ما أورده أبو الفداء، فهو يصرّح بأنه ينقل عن آخرين.[54] ويظهر جلياً أن المقصود من الأعراب هم البدو، وليس العرب. ولذلك فليس مستبعداً أن يكون هذا الرأي منقولاً عن رواية الطبري، عندما سرد حكاية حرق النبي إبراهيم بالنار، وإن استبدل كلمة العجم بفارس، حيث قال الطبري في ذلك: “…. فَقَالَ: أَتَدْرِي يَا مُجَاهِدُ، من الذي أشار بتحريق ابراهيم عليه السلام بِالنَّارِ؟ قَالَ: قُلْتُ: لا، قَالَ: رَجُلٌ مِنْ أَعْرَابِ فَارِسٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَهَلْ لِلْفُرْسِ أَعْرَابٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، الْكُرْدُ هُمْ أَعْرَابُ فَارِسَ، فَرَجُلٌ مِنْهُمْ هُوَ الَّذِي أَشَارَ بِتَحْرِيقِ إِبْرَاهِيمَ بِالنَّارِ حَدَّثَنِي يعقوب، قال: حَدَّثَنَا ابن علية، عن ليث، عن مجاهد في قوله؛ حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُم، قال: قالها رجل من أعراب فارس – يعني الأكراد.[55]

لقد لاقى الأصل الفارسي للكرد اعتراضاً منذ القديم، فابن دريد يُورد بيتاً شعرياً على لسان النسابين مفاده أن الكرد لا ينتمون إلى الفرس وليس لهم علاقة بهم ويعيد ويقول وإنما هم من العرب ويعودون بنسبهم إلى كُرد عمرو بن عامر وفي هذا يقول: “لعمرك ما الأكراد أبناء فارس …… ولكنه كُرد بن عمرو بن عامر”.[56] ولكن ثمة اعتراض على الأصل العربي أيضاً كما ذكر سابقاً، وحول تنسيب الكرد للفرس ثمة آراء عديدة جعل هذا الخطأ يشيع بين بعض المؤرخين والنسابين، واضح أنه كانت الجذور من قصة الضحاك تلك والتي لا تمت إلى الواقع بشيء وإنما نسج من خيال الإنسان، وكان ذلك من عادة بعض الشعوب قديماً في نسج تاريخ أسطوري سواء على شعوبهم أو شعوب أخرى، كاليونانيين القدماء، والرومان وحتى قبل ذلك العصر، لقد حاولوا من خلال الأسطورة تفسير كل شيء، أو إيجاد أسباب وجود تلك الأشياء، وفي الأسطورة يلتقي التاريخ بالدين والأدب والفلسفة وما وراء الطبيعة، أي الميتافيزيقيا، لذلك نجدها صيغت بأسلوب أدبي، وفني، ليكون ذات قيمة ثقافية ومعرفية لدى الناس.[57]

هذه الرواية عن الكرد وارتباطها بقصة الضحاك، من المؤكد أنها استمدت من كتاب الفرس الشهير الشهنامه للفردوسي (توفي سنة 329هـ/940م)، والتي تتحدث عن ملوك الفرس وإيران القديمة، وهو عمل أدبي ضخم نظمها الفردوسي للسلطان محمود الغزنوي الذي حكم بين الفترة (388-421 هـ / 998 –1030م) شارحاً  فيها تاريخ الفرس منذ عهودها القديمة وحتى الفتح الإسلامي وسقوط الدولة الساسانية منتصف القرن السابع للميلاد، وقد ذكر قصة ملوك عديدين وتوارثهم على العرش، ومنهم الضحاك، وهو لقب ملكهم بيوراسب بن مرداس، وتحدث عن طغيانه، وظلمه، وما جرى له من ظهور أفعى على كل كتف من كتفيه، حيث ذكر سابقاً في البحث [58]، هذه الرواية التي آثرت بال العديد من المؤرخين العرب والجغرافيين أيضاً فرووها في كتبهم، وتناقلوها عن بعضهم البعض، وإن اختلفت في التفاصيل والجزئيات.

وليس بعيداً أن يكون تنسيب الكرد إلى الفرس هو أيضاً من أساليب الفرس في إطار الصراع الفارسي العربي على حكم العالم الإسلامي، خلال الفترة العباسية، ومحاولتهم نسب عدد من الشعوب الإسلامية إلى الأصل الفارسي، ومنهم الكرد، وربما ذلك البيت الشعري الذي ذكر سابقاً ونفى الأصل الفارسي للكرد ليأتي ويقول بالأصل العربي للكرد نموذجاً من ذلك الصراع.[59]

لقد كانت نتيجة هذا الصراع العربي الفارسي زيادة الاهتمام بالأنساب، فقد بات كل منهما يطعن في نسب الآخر، أو تفضيل نسبه على الآخر، فالفرس يقللون من شأن العرب، ويطعنون في أنسابهم، وكذا يفعل العرب في التقليل من شأن الفرس، والطعن في أنسابهم، فتوجه كل منهما لدراسة الأنساب بتمعن أكبر، واهتمام أكثر، وكل يحاول بطريقته فالعرب تحاول تأكيد مركزهم ودورهم الحضاري، ومكانتهم الاجتماعية، من خلال شجرة أنسابهم، وكذلك الفرس الذين بدؤوا بوضع شجرات أنساب خاصة حيث نسّبوا أنفسهم لملوكهم القديمين، والتي كانت جلية في كتاب الشهنامة، وهذا يدل مدى التنافس الذي كان قائماً حتى في اختلاق الروايات حول النسب والأصول وتنسيب أقوام إليهم لتعظيم الشأن لا أكثر، إلى درجة أن العرب ادعوا أنّ الضحاك أو الأزدهاك كما كان يسمى أيضاً من نسلهم، ولا علاقة له بالعجم أو الفرس.[60]

لقد كان الكرد ضحية هذا الصراع من خلال محاولة كلا الطرفين تأكيد أحقية الأصل والنسب الكردي إليه، وهذا يقود البحث إلى الاستنتاج أن الكرد لم يكن لهم يد طائلة فيما حدث وإنما قيام الطرف الآخر، الحاكم الأقوى، في خلق تاريخ غير حقيقي لتبرير حججه وأفضليته، وتقوية مركزه الاجتماعي، على حساب الطرف الآخر، وبالتالي ضياع الأصل الكردي بين هذا وذاك، وليصبح الكرد قرابين ذلك الصراع.[61]

ولكن ثمة شكل آخر من الصراعات، هو الصراع القديم بين الكرد والفرس، ولصراعهم تاريخ طويل أيضاً يعود إلى الأسلاف أيام الميديين والأخمينيين والعصور التي تلتها[62]، وثمة حادثة توحي بالإساءة إلى الكرد، والرسالة موجهة من أردوان البهلوي ملك إقليم الجبال وما يرتبط به، إلى أردشير ملك الساسانيين، الذي حقق انتصارات على بعض القبائل والحكام في تلك المناطق وباشر ببناء مدينة جور، فتلقى رسالة من أردوان يقول فيها ” إنك قد عدوت طورك، واجتلبت حتفك، أيها الكردي المربى في خيام الأكراد! من أذن لك في التاج الذي لبسته، والبلاد التي احتويت عليها وغلبت ملوكها وأهلها! ومن أمرك ببناء المدينة”.[63]

وفي مكان آخر يورد الطبري تلك الرواية التي ساقها عن كسرى أبرويز بن هرمز ملك الساسانيين خلال النصف الاول من القرن الخامس الميلادي: “… فقال أخ لبهرام يسمى كردي لم يزل مطيعا لأبرويز مؤثرا له: عمرك الله! صاحب البرذون الأبلق فبدأ كسرى فقال: إنك يا بهرام ركن لمملكتنا وسناد لرعيتنا، وقد حسن بلاؤك عندنا، وقد رأينا أن نختار لك يوما صالحا لنوليك فيه إصبهبذة بلاد الفرس جميعا، فقال له بهرام – وازداد من كسرى قربا: لكني أختار لك يوما أصلبك فيه، فامتلأ كسرى حزنا من غير أن يبدو في وجهه من ذلك شيء، وامتد بينهما الكلام، فقال بهرام لأبرويز، يا بن الزانية المربى في خيام الأكراد! هذا ومثله، ولم يقبل شيئا مما عرضه عليه…، وكانت لبهرام أخت يقال لها كردية، من أتم النساء وأكملهن، …”.[64]

ويستشف مما أورده الطبري أن ذلك إهانة للكرد أكثر ما تكون لأزدشير نفسه الذي عاش وتربى بين الأكراد، وكأنّ الكرد هنا بدو متنقلين يعيشون في خيم، ويرتحلون متى أرادوا ذلك وفق الطبيعة والمناخ، ولا علاقة لهم بالاستقرار والحضارة. ولكن يبقى لهذين الحدثين أهمية فيما يتعلق بالوجود الكردي في المنطقة، واختلافهم عن العرب كما تم ذكرها سابقاً.

إن الفرق بين الفرس والكرد بات معروفا، في التاريخ والجغرافيا، رغم انتمائهما إلى الشجرة اللغوية نفسها، التي كانت سبباً في الاختلاط بينهما، وحدوث التباس بالنسبة للعرب والمؤرخين العرب الذين تناقلوا الأخبار والروايات، الذين عرفوا الكرد منذ الفتوحات الإسلامية الأولى، ولكنهم ولهذا الجهل بالجغرافيا البشرية للإمبراطورية الساسانية فإنهم نسبوا حتى الكرد إلى الفرس حكام الدولة الساسانية.

5. خصوصية الكرد واستقلالية الأصل

رغم تعدد الآراء في الأصل الكردي في المصنفات الجغرافية التي دونت باللغة العربية خلال العصر المملوكي، فقد قال بعضهم بخصوصية الكرد واستقلاليتهم الاثنية واللغوية عن غيرهم من الأقوام ولا سيما العربية والفارسية، ومن هؤلاء الذين بيّنوا ذلك صراحة:

– ابن فضل الله العمري، الذي يعتبر من الذين فصلوا في البحث عن الكرد وديارهم، وقد أورد العديد من الآراء التي سبق ذكرها، ولكنه يرى أن الكرد جنس بحد ذاته ويقول في ذلك: “… أن الأكراد، وإن دخل في نوعهم كل جنس أتى ذكره في هذه الفصول، فإنهم جنس خاص من نوع عام …..”.[65]

كما يأتي ابن فضل الله العمري على ذكر الأيوبيين ويصرّح بأنهم من الأكراد الروادية، وذلك نقلاً عن ابن الأثير (توفي سنة 630هـ / 1233م)، وبالتالي ينفي صفة العروبة عنهم.[66] فابن الأثير وإن لم يبحث في أصل الكرد، ولكنه كان يذكرهم دائماً بالأكراد، ويُفهم منه أنه تعامل معهم على أنهم نسل بحد ذاته بعيداً عن الفرس والعرب، ويمكن الاستدلال على ذلك من خلال ذكره الأكراد في مواضع عدّة من مؤلفه، كما أنّه بيّن ما ذكره ابن فضل العمري بخصوص الأيوبيين ونسّبهم إلى الأصل الكردي، بل إلى أشراف الأكراد وفق توصيفه.[67]

– ذكر المقريزي أيضاً وصراحة عن خصوصية الكرد وبأنّ الأكراد ذات القبائل العديدة مهما قيل في أصلهم واختلفت الآراء فهم من العجم، وأنّ الأيوبيين أكراد.[68]

– كذلك فعل ابن خلدون عندما تحدث عن صلاح الدين الأيوبي وأكد أنهم من الكرد ومن عشيرة الهذبانية المعروفة عنها بأنها من الروادية.[69] وتحدّث عن الدولة المروانية الكردية، وصرّح وبوضوح أن بني مروان ليسوا من العرب، وإنما هم من الأكراد، ولذلك فضل أن يدرسهم ويصف في أحوالهم عندما يتحدث عن العجم وفق توصيفه فيقول: ” إلا أنّ بني مروان هؤلاء ليسوا من العرب، وإنما هم من الأكراد فأخّرنا دولتهم حتى ننسقها مع العجم”.[70] كما يذكر عن باد مؤسس الدولة الدوستكية الكردية حيث تعتبر الدولة المروانية امتداداً لها، وكيف أنه استطاع تأسيس دولة واسعة مترامية الأطراف، ويذكر أنّه من الكرد الحميدية.[71]

لقد كان ابن خلدون يذكر الكرد دائماً ضمن الأعاجم، وهذا له دلالة واضحة عن فهمه لأصل وطبيعة الكرد، وتصريح منه بأنهم جنس خاص لا علاقة له بغيره من الأقوام ولا سيما العرب، فهو يذكر مثلاً حادثة اجتمع فيها أهل الأهواز وبأنّ الجموع كان من الأعاجم، وأغلبهم من الأكراد.[72] إنه يذكر الكرد في مواضع كثيرة وواضح درجة معرفته بالأكراد وخصوصيتهم، ونفى أن يكونوا من العرب أو من غيره، وبأن ما يقال عن أصلهم أنهم من العرب غير مرغوب به.

لا يمكن للباحث تجاهل خصوصية الكرد، حتى ولو اعتمد على كتب التراث الإسلامي وحدها دون غيرها، والطبري يذكر هذا في العديد من المواضع، خلال حديثه عن الساسانيين وملوكهم، وعن وجود الكرد وعلاقتهم بملوك الفرس، قبل مجيء العرب والمسلمين إلى تلك المناطق، وقد ذكر سابقاً ضمن سياق البحث.[73]

ولو عدنا إلى أخبار العهود الأولى من الإسلام سنجد ذكر الكرد بأنهم من الشعوب الأولى التي التقت بهم جيوش المسلمين في فتوحاتهم، ودخلوا في سجال ومعارك معهم، ويأتي العديد من المؤرخون على ذكر ذلك، كالطبري، والذي أورد روايات عديدة حول هذا الأمر، وأغلبها تتعلق بالمقاومة الكردية للفتح الاسلامي ولا سيما في منطقة الأهواز وفارس خلال العهد الراشدي ومن تلك الروايات، التي تعود إلى عهد خلافة عمر بن الخطاب، والتي تذكر أن القائد الفارسي الهرمزان استعان بالأكراد أثناء خلاف نشب بينه وبين قبائل غالب وكليب على مسائل حدودية إضافة إلى روايات أخرى أوردها الطبري في أمكنة عديدة وضمن أحداث سنوات مختلفة، تؤكد الوجود الكردي في مناطق مختلفة من الأقاليم التي أصبحت جزءاً من الدولة الإسلامية لاحقاً، وتعرّف العرب عن قرب بالكرد، واختبروا شجاعتهم وقوتهم، وعنادهم في الدفاع عن ديارهم. [74]

كما يذكر ابن الأثير بعض من هذه الأحداث والتي ضمنها ضمن أحداث سنة 23 هـ، في عهد خلافة الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب وفي هذا يقول: “…. قَالَ: فَسَارُوا حَتَّى لَقُوا عَدُوًّا مِنَ الْأَكْرَادِ الْمُشْرِكِينَ فَدَعَوْهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ أَوِ الْجِزْيَةِ، فَلَمْ يُجِيبُوا، فَقَاتَلُوهُمْ فَهَزَمُوهُمْ وَقَتَلُوا الْمُقَاتِلَةَ وَسَبَوُا الذُّرِّيَّةَ، فَقَسَّمَهُ بَيْنَهُمْ، وَرَأَى سَلَمَةُ جَوْهَرًا فِي سَفَطٍ، فَاسْتَرْضَى عَنْهُ الْمُسْلِمِينَ وَبَعَثَ بِهِ إِلَى عُمَرَ…”.[75]

هذا يقودنا إلى أن الكرد كانوا موجودين في المنطقة قبل قدوم العرب المسلمين إليها، وبأنهم كانوا المسؤولين في الدفاع عن ديارهم ومناطقهم، رغم تبعيته للمركز سواء الدولة الساسانية أو الدولة البيزنطية، وبأنه كانت لهم خصوصيتهم، ولهذا كانت الجيوش الإسلامية تلتقي بهم وتدخل معهم في معارك أحيانا، وتبرم معهم الاتفاقيات أحيانا، وفي مناطق عديدة. كما أنهم مختلفين عن الفرس وبأقوال ملوك الفرس أنفسهم، ولم يكن ذلك الالتباس لدى المؤرخين والجغرافيين العرب المسلمين وخلطهم بين الكرد والفرس، إلا نتيجة جهلهم بالأقوام والشعوب في تلك المناطق قبل مجيء الإسلام، أو أنهم تأثروا بما حيك عن نسلهم من قصص ولا سيما تلك التي تنسبهم هم والفرس إلى أرومة واحدة، وقد ذكرها ابن خلدون عندما تحدث عن الفرس وأصلهم وموطنهم، وبأن مواطن الفرس كانت أوّل الأمر بأرض فارس ولذلك سموا بالفرس، وبأنه يجاورهم الكرد والديلم وغيرهم وهم إخوان للفرس في النسب من أشوذ بن سام.[76]

كما إن إطلاق تسمية (العجم) في الكثير من الأحيان على الشعوب غير العربية أو الأجنبية بالنسبة للعربي، خلق نوع من الالتباس وصعوبة التمييز بين تلك الشعوب أحياناً، حيث تتداخل الأحداث التاريخية إضافة إلى الجغرافيا المتداخلة لتلك الشعوب وصعوبة الفصل فيها في مراحل كثيرة من تاريخ المنطقة.

خاتمة:

مهما قيل عن أصل الكرد، وتعددت الآراء بخصوص ذلك في تلك المصنّفات الجغرافية التي دوّنت خلال العصر المملوكي، فإننا نستشف ضمن السياق العام لنصوصهم وكتاباتهم مدى الخصوصية التي تحلّى بها الكرد، وقدرتهم على إبراز هذه الخصوصية في صراعاتهم مع الآخرين، ولدى تأسيسهم كيانات مستقلة، من إمارات وحكومات ودول، وإن كان يجمعهم الدين الإسلامي على الغالب وذلك منذ اعتناقهم لهذا الدين ومساهمتهم الفعالة فيه.

ولا بدّ من التأكيد على ما توصلت إليه الدراسات الحديثة في المجالات المختلفة، والتي تناولت تاريخ الكرد، إضافة إلى الدراسات التي تناولت اللغة والثقافة الكردية والتي بيّنت أنّ الكرد كشعب له خصائصه الأثنية التي تخصّه، وبأن كل ما قيل عدا عن ذلك فهي لظروف متعددة أحاطت الكرد عبر تاريخهم الطويل سواء الظروف السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو غير ذلك من الظروف.

المصادر والمراجع

– العهد القديم (التوراة).

– القرآن الكريم.

ابن الأثير، عز الدين أبي الحسن الجزري، الكامل في التاريخ، تصحيح: محمد يوسف الدقاق، ج2، ج9، ط1، دار الكتب العلمية، بيروت 1987.

ابن النديم، أبو الفرج محمد بن إسحاق بن محمد الوراق البغدادي، الفهرست، تحقيق: إبراهيم رمضان، دار المعرفة، بيروت 1997.

ابن بطوطة، محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم، رحلة ابن بطوطة (تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار)، تحقيق: محمد عبد المنعم العريان، ج1، دار احياء العلوم، ط1، بيروت 1987.

ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد. تاريخ ابن خلدون – ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر، ج2، ج4، ج5، ج7، دار الفكر، بيروت 2000. رحلة ابن خلدون، دار الكتب العلمية، بيروت 2004.

ابن دريد، أبي بكر محمد بن الحسن، جمهرة اللغة، تحقيق: رمزي منير بعلبكي، ج2، دار العلم للملايين، ط1، بيروت 1987.

ابن شداد، عزالدين محمد بن علي بن إبراهيم، الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة، تحقيق: يحيى زكريا عبّارة، ج1، ق1، منشورات وزارة الثقافة، دمشق 1978-1991.

ابن كثير، الحافظ الدمشقي، البداية والنهاية، ج1، ط7، دار المعارف بيروت 1988.

أبو الفداء، عماد الدين اسماعيل بن علي، المختصر في أخبار البشر، تحقيق: محمد زينهم محمد عزب ويحيى سيد حسين، ج1، دار المعارف، القاهرة (ب. ت.).

اسماعيل، زبير بلال، تاريخ اللغة الكردية، بغداد 1977.

الأصفهاني، أبو القاسم الحسين بن محمد الراغب، محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء، ج1، ط1، دار الأرقم بن أبي الأرقم، بيروت 1999.

الأصفهاني، حمزة بن الحسن، تاريخ سني ملوك الأرض والأنبياء، منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت، (ب. ت.). 

البغدادي، صفي الدين عبد المؤمن بن عبد الحق، مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع، تحقيق: علي محمد البجاوي، ج3، ط1، دار الجيل، بيروت 1992.

بولاديان، أرشاك، الأكراد في حقبة الخلافة العباسية في القرنين 10-11 الميلادي، ترجمة: الكسندر كشيشيان، دار الفارابي / دار آراس، بيروت/ أربيل، ط2، 2013. الأكراد من القرن السابع إلى القرن العاشر الميلادي، ترجمة: مجموعة من المترجمين، ط1، دار الفارابي / دارآراس، بيروت /أربيل 2013.

بيرنيا، حسن، تاريخ إيران القديم من البداية حتى نهاية العهد الساساني، ترجمة: محمد نور الدين عبد المنعم والسباعي محمد السباعي، ط1، المركز القومي للترجمة، القاهرة 2013، ص157-158.

الحميري، محمد بن عبد المنعم، الروض المعطار في خبر الأقطار، تحقيق: إحسان عبّاس، ط2، مكتبة لبنان، بيروت 1984.

الدمشقي، شمس الدين أبي عبد الله محمد أبي طالب الأنصاري، نخبة الدهر في عجائب البر والبحر، مطبعة الأكاديمية الامبراطورية، بطرسبورغ المحروسة 1865.

الدينوري، أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة، المعارف، تحقيق: ثروت عكاشة، ط2، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1992.

الطبري، أبو جعفر بن محمد بن جرير، تاريخ الطبري – تاريخ الامم والملوك، ج1-2، دار الكتب العلمية، بيروت 1987.

ظاظا، حسن، الساميون ولغاتهم، ط2، دار القلم – دار الشامية، بيروت – دمشق 1990.

علي، جواد، المفصّل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ج1، ط2، بغداد 1993.

العمري، شهاب الدين أحمد ابن فضل الله، التعريف بالمصطلح الشريف، تحقيق: محمد حسين شمس الدين، دار الكتب العلمية، ط1، بيروت 1988. مسالك الأبصار في ممالك الأمصار، تحقيق: كامل سلمان الجبوري ومهدي النجم، ج3، ج27، دار الكتب العلمية، بيروت 2010.

الفردوسي، ابو القاسم، الشاهنامة، ترجمة: سمير مالطي، ط2، دار العلم للملايين، بيروت، 1979.

القلقشندي، أبي العباس أحمد، صبح الأعشى، ج1-27، دار الكتب المصرية – دار الكتب الخديوية – دار الكتب السلطانية، القاهرة 1913-1922.

كون، كارلتون اس. وهنت، إدوارد أ.، السلالات البشرية الحالية. ترجمة: محمد غلاب، مؤسسة فرانكلين للطباعة والنشر – مكتبة الأنجلو المصرية، نيويورك – القاهرة 1975.

لشكري، حيدر، الكرد في المعرفة التاريخية الإسلامية، ط1، دار سبريز للطباعة والنشر، أربيل 2004.

المسعودي، أبي الحسن علي بن الحسين، التنبيه والإشراف، دار الفتاوى للطبع والنشر والتأليف، القاهرة 1938. أخبار الزمان ومن أباده الحدثان وعجائب البلدان والغامر بالماء والعمران، دار الأندلس، بيروت 1996. مروج الذهب ومعادن الجوهر، ج1-2، شركة أبناء شريف الأنصاري للطباعة والنشر، ط1، بيروت، 2005.

المقريزي، تقي الدين أحمد بن علي، المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار (الخطط المقريزية)، تحقيق: محمد زينهم ومديحة الشرقاوي، ج3، ط1، مكتبة مدبولي، القاهرة 1998.

نعمة، حسن، موسوعة ميثولوجيا واساطير الشعوب القديمة، دار الفكر اللبناني، بيروت 1994.

نيكيتين، باسيلي، الكُرد – دراسة سوسيولوجية وتاريخية، ترجمة: نوري طالباني، ط3، مؤسسة حمدي للطباعة والنشر، السليمانية، 2007.

– ملاحظة:

نشر هذا البحث في مجلة الحكمة القديمة الدولية للعلوم الاجتماعية و(المحكمة) التي تصدرها جامعة دجلة – دياربكر، العدد 4  حزيران 2021، ص 88-115. ورابط البحث:

http://kadimhikmet.com/wp-content/uploads/2021/06/5-MEMLUKLULER-DONEMI-COGRAFI-ESERLERDE.pdf

ورابط العدد كاملاً:

http://kadimhikmet.com/wp-content/uploads/2021/06/KADIM-HIKMET-4.-SAYI-2021-HAZIRAN.pdf


[1]– صفي الدين عبد المؤمن بن عبد الحق البغدادي، مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع، تحقيق: علي محمد البجاوي، ج3، ط1، دار الجيل، بيروت 1992، ص 1157.

[2]العهد القديم (التوراة)، سفر التكوين، الاصحاح 6.

[3]القرآن الكريم، سورة الأعراف: الآية 64، سورة يونس: الآية 73، سورة هود: الآيات 37-49، سورة الأنبياء: الآيات 76-77، سورة المؤمنون: الآيات 27-28، سورة الفرقان: الآية 37، سورة الشعراء: الآيات 119-120، سورة العنكبوت: الآيات 14-15، سورة الصافات: الآيات 75-76، سورة القمر: الآيات 11-13.

[4] – الحافظ الدمشقي ابن كثير، البداية والنهاية، ج1، ط7، دار المعارف بيروت 1988، ص 115.

[5]– عزالدين محمد بن علي بن إبراهيم ابن شداد، الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة، تحقيق: يحيى زكريا عبّارة، ج1، ق1، منشورات وزارة الثقافة، دمشق 1978-1991، ص 17-19.

[6]– شمس الدين أبي عبد الله محمد أبي طالب الأنصاري الدمشقي، نخبة الدهر في عجائب البر والبحر، مطبعة الأكاديمية الامبراطورية، بطرسبورغ المحروسة 1865، ص 246-247.

[7] – أبي الحسن علي بن الحسين المسعودي، التنبيه والإشراف، دار الفتاوى للطبع والنشر والتأليف، القاهرة 1938، ص67-74. أخبار الزمان ومن أباده الحدثان وعجائب البلدان والغامر بالماء والعمران، دار الأندلس، بيروت 1996، ص 80-86. مروج الذهب ومعادن الجوهر، ج1، شركة أبناء شريف الأنصاري للطباعة والنشر، ط1، بيروت، 2005، ص23-36.

[8] – عماد الدين اسماعيل بن علي أبو الفداء، المختصر في أخبار البشر، تحقيق: محمد زينهم محمد عزب ويحيى سيد حسين، ج1، دار المعارف، القاهرة (ب. ت.). ص26.

[9] – أبي العباس أحمد القلقشندي، صبح الأعشى، ج1، دار الكتب المصرية، القاهرة 1922، ص369.

[10] – عبد الرحمن بن محمد ابن خلدون. تاريخ ابن خلدون – ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر، ج2، دار الفكر، بيروت 2000، ص9-10.

[11] – شهاب الدين أحمد ابن فضل الله العمري، التعريف بالمصطلح الشريف، تحقيق: محمد حسين شمس الدين، دار الكتب العلمية، ط1، بيروت 1988، ص78. القلقشندي، صبح الأعشى، ج1، ص369، ج8، ص 27. تحقيق: محمد حسين شمس الدين، دار الكتب العلمية، ط1، بيروت 1988.

[12]العهد القديم، سفر التكوين، الاصحاح الثامن، الآية 4.

[13]القرآن الكريم. سورة هود، الآية 44.

[14] – للمزيد عن السلالات البشرية الحديثة بإسهاب انظر: كارلتون اس. كون وإدوارد أ. هنت، السلالات البشرية الحالية. ترجمة: محمد غلاب، مؤسسة فرانكلين للطباعة والنشر – مكتبة الأنجلو المصرية، نيويورك-القاهرة 1975، ص43-70.

[15] – حسن ظاظا، الساميون ولغاتهم، ط2، دار القلم – دار الشامية، بيروت – دمشق 1990، ص9.

[16] – زبير بلال اسماعيل، تاريخ اللغة الكردية، بغداد 1977، ص6-7.

[17] – تقي الدين أحمد بن علي المقريزي، المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار (الخطط المقريزية)، تحقيق: محمد زينهم ومديحة الشرقاوي، ج3، ط1، مكتبة مدبولي، القاهرة 1998، ص112.

[18] – المسعودي. مروج الذهب ومعادن الجوهر، ج2، ص 96.

[19]– أبو القاسم الحسين بن محمد الراغب الأصفهاني، محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء، ج1، ط1، دار الأرقم بن أبي الأرقم، بيروت 1999، ص426.

[20]– شهاب الدين أحمد بن فضل الله العمري، مسالك الأبصار في ممالك الأمصار، تحقيق: كامل سلمان الجبوري ومهدي النجم، ج3، دار الكتب العلمية، بيروت 2010، ص202.

[21] – حيدر لشكري، الكرد في المعرفة التاريخية الإسلامية، ط1، دار سبريز Spires للطباعة والنشر، أربيل 2004، ص60.

[22] – للمزيد عن الكرد وحركاتهم المعارضة خلال العصور الإسلامية المختلفة، انظر: أرشاك بولاديان، الأكراد من القرن السابع إلى القرن العاشر الميلادي، ترجمة: مجموعة من المترجمين، ط1، دار الفارابي / دارآراس، بيروت /أربيل 2013، ص63 – 107.

[23]– المسعودي، التنبيه والإشراف، ص 78.

[24]– المسعودي، مروج الذهب ومعادن الجوهر، ج2، ص 96.

[25] – المسعودي، مروج الذهب ومعادن الجوهر، ج2، ص 96.

[26] – أبو الفداء، المختصر في اخبار البشر، ج1، ص108.

[27] – الدمشقي، نخبة الدهر في عجائب البر والبحر، ص247، ص254-255.

[28] – الدمشقي، نخبة الدهر في عجائب البر والبحر، ص255.

[29] – أبي بكر محمد بن الحسن بن دريد، جمهرة اللغة، تحقيق: رمزي منير بعلبكي، ج2، دار العلم للملايين، ط1، بيروت 1987، ص638

[30] – ابن دريد، جمهرة اللغة، ج2، ص638.

[31] – العمري. التعريف بالمصطلح الشريف، ص 58.

[32] – العمري. مسالك الأبصار في ممالك الأمصار، ج3، 267-268.

[33] – القلقشندي، صبح الأعشى، ج7، ص306.

[34] – القلقشندي، صبح الأعشى، ج4، ص377.

[35] – محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم ابن بطوطة، رحلة ابن بطوطة (تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار)، تحقيق: محمد عبد المنعم العريان، ج1، دار احياء العلوم، ط1، بيروت 1987، ص202.

[36] – المقريزي، الخطط المقريزية، ج3، ص112.

[37]– للمزيد عن الآراء والنظريات الحديثة عن الكرد وأصلهم، انظر؛ باسيلي نيكيتين، الكُرد – دراسة سوسيولوجية وتاريخية، ترجمة: نوري طالباني، ط3، مؤسسة حمدي للطباعة والنشر، السليمانية، 2007، ص 42 – 66.

[38] – أبو الفرج محمد بن إسحاق بن محمد الوراق البغدادي ابن النديم، الفهرست، تحقيق: إبراهيم رمضان، دار المعرفة، بيروت 1997، ص124.

[39] – ابن النديم، الفهرست، ص123.

[40] – جواد علي، المفصّل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ج1، ط2، بغداد 1993، ص 498. وعن القحطانيين والعدنانيين والعرب العاربة والعرب المستعربة انظر؛ علي، المفصّل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ج1، ص493 – 508. وعن النزاع بين القحطانيين والعدنانيين على تنسيب الكرد إليهما انظر: لشكري، الكرد في المعرفة التاريخية الإسلامية، ص 87-88.

[41] – بولاديان، الأكراد من القرن السابع إلى القرن العاشر الميلادي، ص63 – 107.

[42] – المقريزي، الخطط المقريزية، ج3، ص 113.

[43] – أرشاك بولاديان، الأكراد في حقبة الخلافة العباسية في القرنين 10-11 الميلادي، ترجمة: الكسندر كشيشيان، دار لفارابي/ دار آراس، بيروت/ أربيل، ط2، 2013، ص92.

[44] – للمزيد عن هذه الآراء التي تخص الأصل العربي للكرد، ومدي تأثيرها على المؤرخ العربي والمؤرخ الكردي انظر؛ بولاديان، الأكراد في حقبة الخلافة العباسية في القرنين 10-11 الميلادي ص 83-95.

[45] – المقريزي، الخطط المقريزية، ج3، ص112.

[46]– أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، المعارف، تحقيق: ثروت عكاشة، ط2، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1992، ص618.

[47] – الدمشقي، نخبة الدهر في عجائب البر والبحر، ص255.

[48] – المقريزي، الخطط المقريزية، ج3، ص113.

[49] – المسعودي، التنبيه والإشراف، ص78.

[50] – محمد بن عبد المنعم الحميري، الروض المعطار في خبر الأقطار، تحقيق: إحسان عبّاس، ط2، مكتبة لبنان، بيروت 1984، ص443.

[51] – أبو جعفر بن محمد بن جرير الطبري، تاريخ الطبري – تاريخ الامم والملوك، ج2 دار الكتب العلمية، بيروت 1987. ص 497.

[52] – الحميري، الروض المعطار في خبر الأقطار، ص294.

[53] – حمزة بن الحسن الأصفهاني، تاريخ سني ملوك الأرض والأنبياء، منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت، (ب. ت.)، ص180. 

[54] – أبو الفداء، المختصر في اخبار البشر، ج1، ص108.

[55] – الطبري، تاريخ الطبري، ج1، ص 149.

[56] – ابن دريد، جمهرة اللغة، ج2، 638.

[57] – حسن نعمة، موسوعة ميثولوجيا واساطير الشعوب القديمة، دار الفكر اللبناني، بيروت 1994، ص25-26.

[58] – للمزيد عن الضحاك والرواية التي نسجت عنه، انظر؛ ابو القاسم الفردوسي، الشاهنامة، ترجمة: سمير مالطي، ط2، دار العلم للملايين، بيروت، 1979، ص 10-18.

[59] – ابن دريد، جمهرة اللغة، ج2، ص638.

[60] – الطبري، تاريخ الطبري، ج1، ص121.

[61] – لشكري، الكرد في المعرفة التاريخية الإسلامية، ص 86.

[62] – حول الميديين والأخمينيين الفرس والعلاقة بينهما انظر: حسن بيرنيا، تاريخ إيران القديم من البداية حتى نهاية العهد الساساني، ترجمة: محمد نور الدين عبد المنعم والسباعي محمد السباعي، ط1، المركز القومي للترجمة، القاهرة 2013، ص157-158.

[63] – الطبري. تاريخ الطبري، ج1، ص 390.

[64] – الطبري، تاريخ الطبري، ج1، ص 464-465.

[65] – العمري، مسالك الأبصار في ممالك الأمصار، ج3، ص197.

[66] – العمري، مسالك الأبصار في ممالك الأمصار، ج 27، ص45.

[67] – عز الدين أبي الحسن الجزري ابن الأثير، الكامل في التاريخ، تصحيح: محمد يوسف الدقاق، ج9، ط1، دار الكتب العلمية، بيروت 1987، ص 342.

[68] – المقريزي، الخطط المقريزية، ج3، ص 113.

[69] – عبد الرحمن بن محمد ابن خلدون. رحلة ابن خلدون، دار الكتب العلمية، بيروت 2004، ص247. تاريخ ابن خلدون. ج5، ص326، ج7، ص692.

[70] – ابن خلدون. تاريخ ابن خلدون، ج4، ص410.

[71] – ابن خلدون. تاريخ ابن خلدون، ج4، ص332.

[72] – ابن خلدون. تاريخ ابن خلدون، ج2، ص576.

[73] – الطبري، تاريخ الطبري، ج1، ص 149، ص 390، ص 464-465.

[74] – الطبري، تاريخ الطبري، ج2، ص 472، ص 497، ص 553-557.

[75] – ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 427.

[76] – ابن خلدون. تاريخ ابن خلدون، ج2، ص 181.

شارك هذا المقال: