“أعطنِي وحدة الكرد أُعطِك كردستان مستقلّة” .. روشن بدرخان: الكاتبة والمترجمة والمناضلة

شارك هذا المقال:

 الهدف من البحث:

تسعى هذه الدراسة إلى تعريف القارئ والأوساط الثقافية عموماً بالكاتبة والشاعرة الأميرة روشن بدرخان، المشهورة اسماً والمغمورة أدباً وعملاً لأهدافٍ وغايات سياسيّة تحت نير الدول القامعة التي عاشت فيها. كما جاء هذا البحث تجسيداً لمساهماتها كامرأة نضالٍ وكاتبةٍ وشاعرة ومترجمة، وكممثّلةٍ للكرد في المحافل الدوليّة في القرن العشرين لإثبات الوجود الكردي في ظلّ السياسات الهادفة لوأد القضيّة الكرديّة وإزالتها من الذاكرة السياسيّة العالميّة بكلّ السُّبل الممكنة.

المحتويات:

أولاً: المقدمة:

ـــ تمهيد

ــــ موجز عن مساهمات الكاتبات والشاعرات السوريات المعاصرات للكاتبة روشن بدرخان.

ثانياً: التعريف بالمؤلِّفة: من هي روشن بدرخان؟

ـــ روشن بدرخان: امرأة نضال

ـــ روشن بدرخان: كاتبة وشاعرة ومترجمة.

ثالثاً: أهم أعمالها:

ـــ المؤلّفة والمترجمة

رابعاً: الآراء التي تناولت روشن بدرخان في الأوساط الثقافيّة والأدبية.

خامساً: النشاطات الثقافيّة والمدنيّة الممهورة باسم الأميرة روشن بدرخان:

سادساً: طموحات المرأة الكاتبة لإثبات سيرورتها الأدبية.

سابعاً: دور الكاتبة روشن بدرخان في التقارب بين الثقافات المختلفة

ثامناً: المصادر والمراجع

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المقدّمة

ـــ تمهيد

تمكّنتْ من الدخول في محراب العلم والثقافة والأدب من أوسع أبوابه، كفراشةٍ بريئة تتوق إلى التحليق بقلبٍ غضٍّ لا تقتني من الحياة سوى الجميل منها، فتحطُّ على زهور الأدب لتستشفّ منها البلاغة والخيال، وتداعب أهداب شمس المعرفة في أوّل بزوغها لتغزل منها أجمل صور رابطةً بين الجمال والبساطة كبساطة سهلٍ تجاور حوافه جدولاً رقراقاً فيراشقه بعذوبته وانتعاشه، ولا تغفل هذه الفراشة أن تحيّي، في كلّ حين، سنابل القمح الحبلى بالنضال  في حقول السياسة.

تلك هي الأميرة روشن بدرخان التي عاشت في الأجواء الثقافيّة للعائلة البدرخانية الشغوفة بالسياسة والعلم والمؤسِّسة للثقافة والأدب الكرديين وتطويرهما، وتأثّرت بثقافات البلاد التي عاشت فيها وتشرّبت بها ولا سيما الثقافة العربيّة، فَغَدت تكتب بلغةٍ عربيّةٍ حيّة وببلاغة وحبكة أدبيّة فريدة مستعينةً بالمفردات والمدلولات اللغوية لتلك اللغة التي نشأت في محيطها كاشفةً فيه بصدقٍ، عن إحساسها الكردي العميق الذي ينبلجُ من واقعٍ قاهرٍ ومقهور في آن واحد.

ـــ موجز عن مساهمات الكاتبات والشاعرات السوريّات المعاصرات للكاتبة روشن بدرخان:

في الفترة التي عاشتها الكاتبة في دمشق حين كانت أعداد النساء الكاتبات محدوداً للغاية نظراً لضيق الحيّز الثقافي بين النساء واقتصاره على الرجال؛ كانت الساحة الثقافية السورية لا تخلو من عددٍ لا بأس به من الكاتبات والشاعرات السوريّات قياساً بالجهل والأميّة المتفشّيين في ذلك العصر، ومنهنّ:

– مريانا مراش شاعرة وكاتبة سوريّة (1848ـ 1919) . كتبت في جريدة (لسان الحال) وفي مجلة (الجنان) مقالات كثيرة، وكانت أول سيدة عربية تكتب في الصحف مقالات متنوعة، وتوفيت بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، ولها ديوان شعر (بنت فكر).

– كوليت فارس الخوري، شاعرة وأديبة وروائيّة وُلدت عام 1937، أعمالها: ظلُّ حياة، اكتشافات، أريد رجلاً.

– إِلفة الإدلبي: كاتبة وأديبة سوريّة ولدت عام 1912 وتوفّيت عام 2007، أعمالها: دمشق يا بسمة الحزن، ورواية حكاية جدّي، قصص شاميّة.

– غادة السمّان: ولدت في العاصمة السورية دمشق في عام 1942،  ومن أهم أعمالها الروائية: ليلة المليار، كوابيس بيروت، الرواية المستحيلة، سهرة تنكّرية للموتى، يا دمشق وداعاً. وأمّا عن مجموعاتها القصصية فمنها: رحيل المرافئ القديمة، القمر المربّع، ليل الغرباء، زمن الحبّ الآخر، عيناك قدري. ومن مجموعاتها الشعرية: أعلنت عليك الحب، أشهد عكس الريح، عاشقة في محبرة، الرقص مع البوم.

– أمل جرّاح (1945ـ 2004) شاعرة وروائيّة سوريّة، من أعمالها: الرواية الملعونة، ومجموعات شعرية منها: رسائل دمشقيّة، وصاح عندليبٌ في غابة، صفصافة تكتب اسمها، امرأة من شمع ، شمس وقمر.

من هي روشن بدرخان

“ولدت الأميرة روشن بنت صالح بن محمود بن صالح بدرخان في 11 تموز 1909 في مدينة (قيصري) التركيّة، وهي بدرخانيّة أمّاً وأباً. فمن جهة الأب، هي ابنة صالح محمود صالح، وصالح الأخير هو أخو بدرخان الكبير. ومن جهة الأم، هي ابنة سامية بدري باشا ابن بدرخان الكبير.

قضت الأميرة روشن ثلاث سنوات من سني طفولتها في استنبول، وفي عام 1913 نفى الأتراك البدرخانيين إلى مناطق مختلفة من الشرق الأوسط، وحينها اضطرت إلى الاستقرار في دمشق برفقة والدها صالح بدرخان، وأعمامها مثل يوسف بدرخان. وتوفي والدها وعمرها ست سنوات، وبقيت مع والدتها في دمشق وأتمّت دراستها في دار المعلمات في دمشق، فكانت من أوائل المعلمات السوريات بين بنات جيلها، وعملت فترة من الزمن أيضاً في الكرك بالأردن 1924ـ 1927 حيث كانت تقيم مع والدتها. ثم جاءت إلى دمشق وعلمت في مدينة الأيبك الفرنسية، وكانت تعلم اللغة العربية في جميع صفوف البنات، وعُيّنت عام 1929معلمةً بمدارس حكوميّة، وفي العام 1934 أُسندت إليها إدارة مدرسة حكوميّة، وانتمت إلى جمعيّة خريجي دور المعلمات، كما عملت في إذاعة دمشق عام 1947 في ركن (حديث الأطفال) ولها بعض المحاضرات والقصص التي نشرت في الصحف والمجلات،”[1].

وعاشت الأميرة حالة الحرمان من والدها في سنٍّ مبكّرة ولكنّها كانت تتذكّره إلى الحدّ الذي جعلها تتعلّق به وتحذو حذوه في النضال من خلال أحاديث الذين عرفوه وعايشوه. وقد ترجمت كتاب (مذكّراتي: صالح بدرخان) إلى العربيّة خلال تواجدها في مدينة بانياس السوريّة في أواخر سنوات عمرها، فتخاطب والدها المتوفّى في مقدّمة الكتاب بعنوان(أبي) قائلةً:

” زوالك من الحياة ترك في قلبي غصّة لم تستطع الأيام أن تطفئ جذوتها، طالما استعرضتُ حياتي وأيامي التي مرّت، أراني كثيرة الشبه منك في ماضيك وحاضرك وأحلامك “[2].

كما أنّ حالة الحرمان من الأب التي عاشتها الأميرة قد تكرّرت في حياة أولادها الذين حُرِموا من والدهم الأمير جلادت بدرخان أيضاً، فجعلها تشعر بمسؤولية مضاعفة حين قررت أن ترهن نفسها لأولادها ولعملها وقضيتها في آن واحد، وتقارن بين الحالتين في الرسالة نفسها، دون أن تنسى ما أورثها لها كلٌّ من والدها وزوجها، قائلةً:

“فتّشتُ عليك بالزوج والولد والقريب والصديق ولكن هيهات! لم أجدك في أيّ شيء، حاولتُ يا أبي وزادت محاولتي عندما أصاب اليتم ولديّ وغاب عنهما الأب، احترقتُ بلظى يتمهما وازدادت لوعتي وطفت ناري المستكينة بين رماد الحياة والعمل…. شعرتُ براحة الضمير عندما أرضيتُ روح زوجي الذي أكبرتُهُ كإنسانٍ عظيم قضى حياته في خدمة قضيّةٍ آمن بها، كما سبق وآمنتَ أنت بها، فأورثتماني العمل بها ولأجلها”[3].

وعن سيرة حياة الأميرة روشن بدرخان الشخصيّة والأسريّة:

” فقد تزوجت من عمر مالك عام 1929وخلّفت منه ابنتان (أسيمى) و(نجوى) عام 1931 وقد توفيت نجوى بعد ولادتها بسنة، ولم تستمر الأميرة روشن مع زوجها وانفصلا عام 1933.

وفي عام 1935 تزوجت من الأمير جلادت عالي بدرخان، وهو ابن عم والدتها سامية خانم ابنة بدري باشا بدرخان، ورُزقا ابنة (سينم خان) 1938وفتىً (جمشيد) 1939. وللأسف لم تستمر حياتها الزوجية مع المير جلادت بدرخان إذ توفّي المير عام 1951في حادث البئر في قرية (الهيجانة) وأصبحت  الأميرة أرملةً بوفاته.

ولكنّها قاومت المصاعب بكلّ صلابة وجَلّد متتبّعةً خُطى زوجها، فلم تبخل يوماً بما لديها لتقدّمه لأمتها وهي أوّل امرأة كتبت باللغة الكرديّة في مجلّة (هاوار) عام 1933، كما عملت وبكلِّ دأبٍ لخدمة أبناء جلدتها في الشام، وتميّزت بالثقافة العالية. وفي يوم الاثنين 1 حزيران 1992وافتها المنيّة وشيّعها سكان مدينة بانياس السوريّة في حشدٍ كبير متأثرين بشخصيتها الفذّة إلى جوار ضريح زوجها جلادت بدرخان وجدّها (بدرخان باشا) في مقبرة الشيخ خالد النقشبندي في حيّ الأكراد بدمشق”[4].

ـــ روشن بدرخان: امرأة نضال.

شَهدت الأميرة والكاتبة الكردية السوريّة روشن بدرخان الأحداث الكبيرة منذ سنوات طفولتها الأولى، مثل أحداث الثورة السوريّة الكبرى، وشاركت في الكثير من الأنشطة السياسيّة وساهمت في المؤتمرات الدولية كإحدى النساء اللاتي ساهمن في مقدمة النضال الوطني والتقدّمي، كما شاركت في تأسيس جمعيات و منظمات سياسيّة وكرديّة في مختلف دول الشرق الأوسط وانتمَتْ لاتحادٍ نسائيٍّ كرديٍّ في القاهرة، ثم أسّست اتحاداً في حاجي عمران في كردستان العراق وأسمته الاتحاد النسائي الكردي.

“وهي من مؤسّسي أول جمعيات وتنظيمات سياسيّة كرديّة في استنبول وسورية والعراق ومصر إلى جانب الأمراء جلادت بدرخان  وكاميران بدرخان وثريا بدرخان، ودرّسوا اللغة الكرديّة في المدارس الدوليّة للغات الشرقيّة في فرنسا بمدينة باريس، ومن أقوالها المأثورة:

(أعطنِي وحدة الكرد أُعطِك كردستان مستقلّة)”[5]

كما أنّ الأميرة روشن بدرخان أولت أهميةً كبيرة للجانب الاجتماعي لأنّها رأتْ بأنّ هذا الجانب يشكّل جزءاً من واجبها الوطني، فقد كانت تزور السجينات في سجن النساء بدمشق عامي (1941- 1944)، كانت تقوم بزيارة السجون والتحدّث مع السجينات لمعرفة مشاكلهنّ والمساهمة في تخفيف آلامهن لكي تعيد لهنّ ثقتهنّ بالحياة ولسان حالها: “سعادة الإنسان مع نفسه وفي قلبه تساوي كنوز الدنيا”.[6]

ولم تكن زياراتها مقتصرة على النساء فقط، فقد “كانت تزور الشخصيات الكرديّة الوطنية البارزة بصحبة ابنتها سينم خان، مثل الدكتور نور الدين زازا وعثمان صبري ومجيد حاجو في سجن المزّة بدمشق ومن ثمّ سجن القلعة أيضاً حين نُقِلوا إليه عام 1961”[7].

” وفي العام 1944 انتمتْ إلى الاتحاد النسائي وعملت فيه بضع شهور، ثمّ انقطعت عنه بعد عودتها من المؤتمر النسائي المنعقد في نهاية العام نفسه في القاهرة. وفي العام نفسه  1957 ذهبت ممثِّلة لشعبها الكردي إلى اليونان وساهمت في المؤتمر الدولي المنعقد في العاصمة أثينا (أنتي كولونياليزم: مكافحة الاستعمار). ولم يكن هناك سواها من الكرد، لكنّها استطاعت أن تفرض وجودها وتلفت إليها الأنظار وهي مرتدية الثياب الفلكلورية الكرديّة. وتوجّهت في عام 1971 إلى العراق تلبيةً لدعوى من قائد الثورة الكرديّة الملّا مصطفى البارزاني، وأسّست في مدينة حاجي عمران، الاتحاد النسائي الكردي”[8].

وكنتيجةٍ لخبرتها الشخصيّة الحياتيّة والنضاليّة والثقافيّة، كانت الكاتبة ترى بأنّ الحياة فانية، وتجدّ ضرورة ماسّة لاستغلال هذه الفترة المؤقّتة لئلا يكون الإنسان بخيلاً في العمل والنضال وخدمة المجتمع بكلِّ تفانٍ، وهذا ما عبّرت عنه في الأسطر الأولى التي مهّدت بها كتابها الصادر عام 1954 والمعنون بـ (صفحات من الأدب الكردي) قائلةً:

“إنّ الحياة قصيرة فلذا يجب ألا تكون ضئيلة، يجب أن نعمل بجدٍّ وثبات ولا نطلب من الحياة المتعة، بل علينا أن ننمّي نفوسنا للعيش من أجل العمل وخدمة المجتمع”[9].

ـــ روشن بدرخان: كاتبة وشاعرة ومترجمة.

بعد توقّف تنظيم (خويبون)عن نشاطاته العسكريّة في كردستان تركيا1930 بقمع ثورة آكري بقيادة إحسان نوري باشا من قِبل السلطات الأتاتوركيّة، بقي نشاطات التنظيم مستمرّاً في سوريا حتى عام 1946 والذي كان قد “تأسّس عام 1927 في لبنان في مدينة بحمدون، وكان أول رئيس ترأسه هو جلادت بدرخان”[10].

بعدئذٍ انتقل النضال الكردي من الجبهات العسكرية إلى الجبهات الثقافيّة، حين كانت الظروف السياسيّة مواتيةً آنذاك، وكانت العائلة البدرخانية إحدى أدوات النهوض بهذه الثورة الثقافيّة من حيث وضع الأسس العلميّة في القواعد للغة الكرديّة “الكرمانجيّة” ومنعها من الاندثار وتدريسها في المدارس الدولية للغات الشرقيّة كما في باريس، وإصدار مجلّة “هاوار” في 15 أيار 1932.

وبالرغم من تلك الجهود اللغوية الثقافية المتواضعة مقارنةً مع اللغات الأخرى، والتي كانت بمثابة ثورة ثقافيّة للكرد رغم بساطتها، فقد تعرّضت- ومازالت – تلك الجهود إلى عملية مُمنهجة لإبادة اللغة في عهد (الحكومات الوطنيّة).

وهذا يعتبر مفارقة تاريخية، وذلك بأن تزدهر اللغة الكرديّة في ظل الاستعمار الفرنسي ولكنّه يتعرض في الوقت ذاته للإبادة في ظل الحكومات الوطنية المجزِّأة لكردستان.

والأميرة روشن بدرخان الأديبة والمُدرّسة ذي السلالة البدرخانيّة كانت تتكلّم بلغة بدرخان الكرديّة، الكرمانجيّة، وكانت الساعد الأيمن لزوجها وابن عمّها جلادت بدرخان، وكانت تجيد إضافةً للغتها الكردية الأم لغات أخرى كالتركيّة، والعربيّة، وتلمّ باللغتين الفرنسيّة والإنكليزية. وقد برزت في مجال التأليف والترجمة الكردية والتركية إلى العربية. كما ساهمت الكاتبة روشن بدرخان في نشر مقالات باللغة الكردية في مجلة (هاوار) في العددين (28،27) تناولت فيهما المرأة الكرديّة ودورها كمدبّرة منزل ومعلّمة، ودورها البارز أيضاً في سعادة الأسرة والحياة العائلية

Kebanî û mamoste:27″ – Jin û bextiyariya malê:28 “.[11]

أهم أعمالها المؤلفّة والمترجمة:

استطاعت أعمال الكاتبة أن تلقى قبولاً لدى الكثير من القرّاء والأوساط الثقافيّة التي انتشرت فيها لما تضمّنته من معانٍ إنسانيّة سامية عن الإخلاص والوفاء والحبّ والسمو والرّقي بالإنسان والتآخي والتسامح، إلى جانب النضال من أجل الأهداف السامية بجبروت محارب، ويتّضح ذلك من خلال الإهداء الذي أهدته لإحدى تلميذاتها في رواية (مذكّرات معلّمة أو عصفورة السّياج) التي ترجمتها عن اللغة التركيّة للكاتب التركي رشاد نوري غونتكين، قائلةً:

” إلى المعلمة الناشئة التي ما كادت تسير في خضم الحياة حتى اعترضتها العقبات، فنالتْ من نفسها وجعلتها تتذمّر ولم تعط بالاً لنصحي وإرشادي…أقدّم مذكّرات معلمة لأثبتَ لها أنّ لا طعم للحياة بدون نضال ولا خير في حياة ممهّدة لا تعتَوِر طرقاتها الأشواك، وما الحياة سوى جهاد وكفاح يزيّن جنباتها ويعطي رونقاً لما نأتي من أعمال”[12].

والكاتبة روشن بدرخان قامت بتأليف أعمالٍ ونتاجاتٍ خلّدت اسمها في صفحات التاريخ المغمور، وقد تمكّنت من نشر بعضها والبعض الآخر بقي قيد الإعداد ولم يكتمل بسبب وفاتها، كما واشتهرت بترجمة  الكثير من الكتب من اللغتين الكردية والتركية إلى العربية، وبرعت في هذا المجال، وكانت تضفي إلى العمل المُترجم بعضاً من روحها الإنسانيّة والأدبية حتى يكاد يشكُّ القارئ بأنّه ترجمة، ومن أعمالها المؤلّفة والمترجمة:

ـــ مذكّرات امرأة (قصّة من صميم الحياة)، تأليف كوزيدا صبري. الطبعة الأولى ـــ مطابع شورى بدمشق عام 1951، والطبعة الثانية عام 2001، دار علاء الدين للنشر والتوزيع والترجمة سوريا، دمشق.

ــــ غرامي وآلامي، تأليف: مكرم كامل/ طُبع عام 1953مطبعة دمشق ـــ شارع النصر.

ـــــ مذكّرات معلًمة أو (عصفورة السّياج): تأليف رشاد نوري غونتكين، ترجمة روشن بدرخان، طبع عام 1954.

ـــــ رسالة الشعب الكردي للشاعر كوران، طُبع عام 1954.

ـــــ صفحات من الأدب الكردي، طُبع عام 1954 من مطبعة سميَا ـــ بيروت.

ـــــ مذكّراتي: صالح بدرخان، ترجمة، طُبع عام 1991/ مطبعة الجاحظ ـــ دمشق

ــــ رسالة إلى الغازي مصطفى كمال باشا، للأمير جلادت بدرخان، ترجمة، طُبع عام 1990.

ــــ الردّ على الكوسموبوليتيّة، تأليف محمد حسن شنيوي، ترجمة.

ــــ الأمير بدرخان، تأليف لطفي، ترجمة.

ــــ نظرة إلى التاريخ العثماني، د. نوري ديرسمي، ترجمة.

وهناك عدد من الأعمال التي بقيت قيد النشر وتحت الطبع ولم يتحقّق ذلك بسبب وفاتها مثل:

ــــ  جلادت بدرخان (كما عرفتُه) ـــ مذكرات روشن بدرخان: بقيا عملين غير جاهزين قبيل وفاتها.

ــــ العوامل الحقيقية لسقوط أدرنة (ترجمة)  من الأعمال التي بقيت معدّةً للنشر ولم تُنشر.

كما أُشير إلى عدّة أعمالٍ أخرى للكاتبة تحت الطبع على غلاف كتاب (مذكّرات معلّمة أو عصفورة السّياج) المطبوع في مطابع عزّالدّين ـ بيروت عام 1954، ولكن لا أثر لتلك الكتب، ومنها:

ــــ طريق القلب.

ــــ مآسي الحياة.

ــــ من صميم الواقع.

وبالنسبة لرواية مذكّرات معلًمة أو (عصفورة السّياج): (çalikusu ) التي ألّفها الكاتب التركي رشاد نوري غونتكين المنشور عام 1922، فهي تُعدُّ من أشهر الكتب المترجمة للكاتبة، ويقع في ثلاثة أجزاء من القطع المتوسّط ويضمّ 483 صفحة. طُبع جزئيه الأول والثاني في مطابع عز الدين ـــ بيروت، والجزء الثالث طُبع في مطبعة سميَا ـــ بيروت في تشرين الثاني من عام 1954، رغم أنّ الكتاب المُترجَم لم يظهر على غلافه اسم الكاتب رشاد نوري غونتكين في أجزائه الثلاث كما يُدوَّن اسم المؤلف ـــ عادةً ـــ في بقية الكتب التي ترجمتها الكاتبة بدرخان مثل غرامي وآلامي ومذكرات امرأة وغيرهما؛ فهذا الخطأ (إن كان خطأً) فهو مسؤولية دار النشر آنذاك.

ولكن وبعد مرور أكثر من نصف قرن من ترجمة الكاتبة روشن بدرخان لهذه الرواية إلى جانب الكثير من الكتب والروايات التركيّة التي ترجمتها إلى العربيّة؛ قام الكاتب الأردني صفوان الشلبي عام 2018 بترجمة رواية (çalikusu ) مرةً أخرى إلى العربيّة تحت عنوان (طائر النمنمة).

والجدير بالذّكر أن هذا العنوان (طائر النمنمة) لا يتناسب مع أحداث الرواية وسياقاتها الروائيّة، لأنّ بطلة الرواية (فريدة) تشبه العصفور أو الطائر الذي فرّ من قفصه وحلّق خارج السياج، كما وصفتها الأميرة بدرخان، وتمرّدت البطلة على القيود التي كانت تكبّلها وقاومت طبيعة العادات والتقاليد القاسية بالصلابة حيناً وبالحبّ وبالبراءة والنقاء حيناً آخر وهي تكتب مذكّراتها خلال ذلك التحرّر، ولا يليق بدورها في الرواية أن تُشبّه بطائر نمنمة.

وبالإضافة إلى أنّ الكاتب صفوان الشلبي قد ترجم رواية طائر النمنمة وغيرها من الأعمال التركيّة في مجال القصّة والرواية والمسرح؛ فقد” نال جائزة الشيخ حمد للترجمة عن التركيّة لعام 2015على المجموعة القصصيّة لا وجود لما يُدعى بالغد”.[13]

وهنا قد يتبادر إلى الذهن سؤال مُحيّر في الأوساط الثقافيّة إذا ما لوحِظ الفارق بين تاريخ الترجمتين:

أليستْ الكاتبة روشن بدرخان هي الأَوْلى بالحصول على هذه الجائزة ولا سيما وإنّها قامت بترجمة الأدب التركي إلى اللغة العربية قبل ما يزيد عن نصف قرن عن ترجمة الكاتب الشلبي مثل: مذكرات امرأة 1951ـــ غرامي وآلامي1953 ـــ مذكرات معلمة (عصفورة السّياج) 1954وغيرها.؟

وبما أنّ الكاتبة الأميرة روشن بدرخان قد نقلتْ، وبكلّ مثابرة، الثقافة التركيّة إلى قرّاء اللغة العربيّة بلغة متقنة وحبكةٍ روائيّة سَلِسة وأسلوبٍ رشيقٍ مبدع يظفر الألباب؛ وكان لابدّ أن تنال وِسامَين أحدهما تركي والآخر عربيّ على جهودها لسببين:

الأول: لكونها نقلت الثقافة التركيّة إلى قرّاء اللغة العربيّة بإتقانٍ وأمانة، والثاني: لأنّها كرديّة الأصل ولا تنتمي إلى كلتا القوميتين ولكنّها كانت حلقة الوصل الثقافيّ بين اللغتين، وهذا هو حال الكرد أفراداً وشعباً. والغريب إنّ الجهات العربية الثقافية لم تسمع بها! فإنْ لم يسمعوا بها فتلك مصيبةٌ وإنْ سمعوا بها ولم يبالوا بنتاجاتها المترجمة فالمصيبةُ أعظمُ!

الآراء التي تناولت روشن بدرخان في الأوساط الثقافيّة والأدبية

كثرت الآراء حول شخصيّة الكاتبة والأديبة الأميرة روشن بدرخان في الوسط الثقافي والأدبي، فهي الكوكب المنير حيناً والمرأة المثقّفة والمربية الفاضلة حيناً آخر والمديرة الناجحة والمرأة الحديدية حيناً ثالثاً، وكلّ تلك الآراء كانت تتناول شخصيتها كامرأة وكاتبة ومناضلة، ومن تلك الآراء:

فقد وصفتها الدكتورة شكرية رسول في تقديمها لديوان الشاعر الكردي المغترب محمد زهدي محمد قائلة:

“تميّزت بشاعريتها وأدبها ونضالها، وكانت مثال المرأة المثقّفة التي تعاون زوجها وأهلها وتدافع عن حقوقها، كمربية فاضلة وكمعلمة وكأرملة، إضافة إلى نشاطها التحرري”.[14]

وفي قصيدة للدكتور زاهد محمد زهدي وصفٌ شامل لشخصية الكاتبة روشن بدرخان بذكرى وفاتها، إذ أنّه يقول في مطلع القصيدة:

“يا كوكباً كان سناه يملأ الآفاق…….. مبهورة بضوئه مشدودة له عين الأهل والرفاق”.[15]

وقال عنها الأستاذ عزّ الدين الملا:

“وآخر عهدها عرفتها مديرةً لمدرسة (ليلى الأخيلية) في حي الصالحية بدمشق، فكانت المرأة الحديدية، والإداريّة الناجحة، والمفكّرة النيّرة”.[16]

كما أنّ الشاعر الكردي يوسف برازي (1931ــــ 2009) قد تناولها بقصيدة رثاءٍ في ديوانه  (Bêbuhar) بعد وفاتها بعنوان (Şîna Rewşen xanim) هذا بعضٌ ممّا ورد فيه:[17]

Rewşen! Tu rewşana me kurd

Banyas ne ew warê te bû

Birca Belek warê te bû

Amozeya rewşenbîrî

****

Şam jî ne ew warê te bû

Piştî demên dûr û dirêj

Derdê biyanî zor e qey

Xanim te bîramîrkirî

وكذلك فقد رثاها الشاعر المشهور الدكتور بدرخان سندي في قصيدةٍ أهداها إلى روحها، مشيراً إلى دورها كامرأة كردية متميّزة، وكاتبة مثقّفة، وشريكة نضالٍ لزوجها مير جلادت بدرخان، ويقول في قصيدته التي بعنوان:(Demê xanimê barkir):[18]

(Pêşkêşe bo beheştî ya nemir Rewşen Bedirxan)

Xanima êş û zêmaran xatûna derdê giran

Şehzada eşqa welatî rewşemal Bedirxan

Zêrîna perên Hawarê tînroja peyvên zelal

Rewşena mîrê omêdan gewhera taca seran

****

Hevala mîrê xebatan hevjîna Celadetî

Tu li ber ava kovana şenge bûyî neketî

Xanedana binemala ev ro şînî bo te ye

Şînîya ceng û dilane dilbera vî millet

Ruh şirînê xanimê ger bi esmanan tu ketî

Xoş silavan bighîne rêberê peyva petî

Tu ji mîrê peyva re bêje hêşta geşdare mîro

Hawara te xoş vedabo xoş nivişta jêr xetî

******

Ger gehiştî rex û dorên mîrê pakê pir evîn

Veke jêra dil û cergan sûreta Enfala bixwîn

Jêra bêje xanima min ew omîda hind ji mêj

Girtiye ev ro xunavek em ji keyfa digrîn

********

Em li ser koka mîrî ne û kurdî her barê me ye

Êke kurdî û her dê mînit kurdînî karê me ye

Me ji bil kurmancî nîne em bi kurdî dipeyvin

Me ji ferhenga xebate  û kurdî her zarê me ye

******

Xanima Eşq û omîdan Rewşena deşt û çîya

Pakîya ava sîlavan hewara me ji dil vîya

Şa jin û tu mîr xatûnî nifşa û nijada Mîdîya

Lê belê ev ro diyar e belgek ji darê weriya.

D.Bedirxan Sindî – 1992

 

 النشاطات الثقافيّة والمدنيّة الممهورة باسم الأميرة روشن بدرخان

كثُرتْ الجمعيّات والمراكز الخيريّة والمنتديات والمكاتب الثقافيّة والصالونات الأدبيّة والنسائيّة  والمهرجانات التي حملت اسم الأميرة روشن بدرخان في عموم كردستان تيمّناً بنضالها كامرأة كردية وكمناضلة جَسورة وكمثقّفة وكاتبة رسّخت وجودها في التاريخ الكردي بالسيرة النضالية والثقافيّة التي تميّزت بها.

ــــــ وكان في طليعة تلك الأنشطة، المهرجان الذي أقيم في أربيل 9/11/2009 بمناسبة مرور 100 عامٍ على ولادتها. وقد جُمعتْ أعمالها في كتاب واحد وصُدر بعنوان “الأعمال الكاملة” للأميرة الكاتبة روشن بدرخان (1909-2009).

ــــــ مركز روشن بدرخان الثقافي: ” تأسّس المركز من قِبل مؤسسة البارزاني الخيرية في مخيّم (كويلان) التابع لقضاء بردرش في محافظة دهوك في كردستان العراق للاجئين الكرد السوريين منذ بداية 2014، ويقوم المركز بفتح دورات تعليميّة ومهنيّة وثقافيّة وتوعية عامة لأبناء المخيّم، كما يقوم بإحياء المناسبات القوميّة، وينسّق المركز مع جميع المنظمات العاملة في المخيّم من أجل تقديم خدمات ثقافيّة وترفيهيّة واجتماعيّة لأبناء المخيّم ، ويعمل في المخيّم عدد من المنظمات مثل: upp، Qandil، Harikar، Save the children، NRC، BCF مؤسسة بارزاني الخيرية، سنتر روشن بدرخان الثقافي”.[19]

ـــــ الجمعيّة الكرديّة اللبنانيّة الخيرية 2019(Civata Kurdê Libnanê ya Qencîyê) ومن أهم أهدافها: توطيد أواصر الصداقة والمحبة بين الشباب الكردي ــــ اللبناني، نشر الخدمات الاجتماعيّة، نشر العلم والثقافة بين أبناء الكرد في لبنان.

كما واتّخذت الجمعيّة اسم الأميرة روشن بدرخان وصورتها غلافاً للتقويم السنوي لعام (2019) وأهدته لابنتها سينم خان جلادت بدرخان المقيمة في أربيل في كردستان العراق.

ــــــ جمعية روشن بدرخان للنساء الكرد (Komela Rewşen Bedirxan a jinên Kurd li Efrînê) في منطقة عفرين.

ـــــ روشن (صوت المرأة الكردية) صحيفة محليّة صادرة عن جمعية روشن بدرخان للنساء الكرد في عفرين.

طموحات المرأة الكاتبة لإثبات سيرورتها الأدبية

إنّ علاقة المرأة بالإبداع لإثبات سيرورتها الأدبيّة تتجلّى من خلال قدرتها على إبراز إمكاناتها الفكرية المعرفية والإبداعيّة ونتاجها المتراكم من حصيلة ثقافتها الاجتماعية والسياسيّة التي تزوّدت بها خلال مسيرتها الحياتيّة، بعيداً عن الاستهلاك الذي يأسر عقول الكثير من الأدباء والشعراء عند التغزّل بمفاتن المرأة ومحاسنها كونها (كأنثى) لا تصلح إلا لتكون سلعة للأدب.

كما أنّ مفاهيم المساواة بين الرجل والمرأة وتحرّر المرأة من العادات البالية وإنصافها دينيّاً واجتماعيّاً واقتصاديّاً، وكذلك المناداة بشعارات متكرّرة ورنّانة وفضفاضة ـــ دون أن تلقى مجيباًــ عن دورها الريادي في المجتمع؛ تلك المفاهيم والشعارات لا يمكنها أن تخدم قضيّتها أو تنصفها ما لم يُدعم ذلك ثقافيّاً وأدبيّاً ومعرفيّاً.

والمرأة الكاتبة كي تكون ناجحة فهي بحاجة ماسّة إلى أن تنهض بنفسها لتثبت لنفسها أولاً، وللمجتمع الذي تعيش فيه ثانياً بأنّها قادرة ليس فقط على تولّي المهام الجسام كزوجة أو كأم أو كمدبّرة منزل أو كعاملة أو كمحاربة في بعض الأحيان فحسب؛ إنّما تستطيع أن تقوم (بثورة مضادة) على نفسها وذلك بأن تنظر إلى نفسها من الداخل لتنبش في القدرات التي تخفيها خلف ستائر العادات والتقاليد المهترئة والدين والمجتمع، وخلف خوفها من أن تضع نفسها أمام فوهة المدفع.

إلّا أنّ الجبهة الأولى لأيِّ نضالٍ إنسانيّ لا بدّ وأنّه مكلّل بالظفر والنجاح ولو بعد حين، والمرأة التي تعي ذلك فإنّها لا تبخس من حقّ نفسها شيئاً، مع مراعاة خصوصيّة المجتمع الذي تعيش فيه، لإثبات إمكاناتها الأدبيّة والفكريّة، فتكون مناضلة فكريّة ثائرة على نفسها من جهة وعلى كلّ القيم التي تحدُّ من انطلاقتها أو تدحض تحرّرها أو تقزّم قدراتها الثقافيّة من جهة ثانية.

 دور الكاتبة روشن بدرخان في التقارب بين الثقافات المختلفة

المعرفة لغةٌ يتّخذها الإنسان وسيلةً للوصول إلى كشف النقاب عن الغامض الذي يستهويه في عالمه الذي يعيشه، والكون الذي هو جزءٌ منه، لأنّ هذه المعرفة تعتبر حصيلة التجارب البشريّة التي يمرُّ بها الإنسان عبر التاريخ، وهي ليست ملكٌ لجماعةٍ أو جنسٍ أو قوميةٍ أو بلد أو دين أو مذهب. ولكي يتمكّن هذا الإنسان من اكتساب تلك المعارف البشرية كاملة لابدّ وأن يستخدم اللغات التي يلمُّ بها أو التي هو قادر على استخدامها سواء أكانت تلك اللغة لغته الأم أو اللغة الثقافية التي عاشها وتعلّم بها.

فيمكن للكاتب أو المفكّر أو المؤرّخ أو الأديب (رجلاً كان أم امرأة) أن ينقل ثقافته الأم إلى الأمم الأخرى بلغات أخرى غير لغته، لئلا يكون متقوقعاً على ذاته داخل لغته، فكم من أمةٍ اندحرت ونسيها التاريخ لعدم وجود من ينقل تاريخها وحضارتها وسماتها عبر لغاتٍ أخرى.

وانطلاقاً من رؤية الكاتبة روشن بدرخان الاستراتيجيّة بأنّ تبادل الثقافات بين الشعوب هي التي تمهّد الطريق إلى السلام بعد أن ينال كلّ ذي حقٍّ حقّه، فلم تألُ جهداً إلى جانب كفاحها في ميدان اللغة الكردية بأن تبدأ بخطواتٍ جديّة في تقريب الثقافات الثلاث (الكردية والعربية والتركية) إلى بعضها البعض من خلال ترجماتها التي أضفتْ عليها فيضاً من روحها الإنسانيّة الشفّافة. وقد أبدعت في نقل النفيس من عيون الأدب الكردي (الشعري منه بشكل خاص) إلى اللغة العربية ولا سيما في كتابها (صفحات من الأدب الكردي) الذي يعتبر كتاباً انطولوجيّاً للشعر الكردي عبر التاريخ خلال عشرة قرون. وكذلك الأمر عينه بالنسبة للغتين التركية والعربيّة فقد ترجمت الكثير من الكتب من وإلى تينك اللغتين، فغدتْ جسراً ثقافيّاً يربط بين لغتين مختلفتين وهذا ما كان يميّزها كأديبةٍ كرديّة.

وبالرغم من الظروف القاسية وسياسات القهر والاضطهاد التي تعرّض، ومازال، لها الكرد فقد استطاعت هذه الأميرة المنفيّة أن تتحرّر من منفاها عبر الأدب، فوجدت اللغة وسيلةً لتقريب الثقافات من بعضها إيماناً منها بأنّ إخماد الأحقاد والضغائن البشرية، التي يغذّيها الطغاة والعنصريّون، لا يتمّ إلا عبر صهرها في بوتقة السلام المتبادل والتآخي مع الآخر أيّاً كانت عقيدته أو عرقه أو لونه أو قوميته.

 

الهوامش:

( ([1]روزنامه وانى14/3/2015 العدد 423 / http://www.rozhnamawany.com/ar/?p=312

([2]) صالح  بدرخان، مذكّراتي، ترجمة: روشن بدرخان/ الطبعة الأولى 1991، مطبعة الجاحظ ـ دمشق.

 

([3]) المصدر نفسه.

 

([4]) سينم خان بدرخان، نبذة عن حياة الأميرة روشن بدرخان / عبر المراسلة الالكترونيّة ـ (كانون الأول 2018ـ  كانون الثاني 2019).

( ([5] زهلول ـ الموسوعة العالمية المجانية http://www.zuhlool.org/wiki

([6]) محمد سليم سواري ـ الذكرى السنويّة لميلاد الشخصيّة والمربية الكرديّة روشن بدرخان، الحوار المتمدّن23/12/2009

http://www.m.ahewar.org/

 

([7])سينم خان بدرخان، نبذة عن حياة الأميرة روشن بدرخان / عبر المراسلة الالكترونيّة ـ (كانون الأول 2018، كانون الثاني 2019)

([8]) روزنامه وانى14/3/2015 العدد 423.

([9]) روشن بدرخان ـ صفحات من الأدب الكردي/ مطبعة سميَا ـ بيروت 1954، الصفحة 5.

 

([10] ) روهات آلاكوم، خويبون وثورة آكري، ترجمة إلى العربية: رابطة كاوا للثقافة الكردية/ الطبعة الأولى 2001، رقم الإيداع في

المكتبة الوطنية لإقليم كردستان العراق 226لعام 1999، الصفحة21.

(11)

 

Rewşen Bedirxan ـ Hawar ،Cild2/ Hejmar24-57  – Weşanên NÛDEM, Stockholm:1998

([12]) روشن بدرخان/ مذكرات معلمة أو عصفورة السّياج، مطبعة سميا ـ بيروت تشرين الثاني 1954، الصفحة2.

 

([13]) صحيفة الرأي الأردنيّة /الأربعاء 15ـ 8ـ 2018.

 

([14]) الأميرة روشن بدرخان/ كورد ستريت http://www.kurdstreet.com

 

([15]) المصدر السابق.

 

([16]) روزنامه وانى14/3/2015 العدد 423.

 

( ([17] ديوان (Bêbuhar /Yûsif Berazî 1930 -2009) إعداد وتدقيق : بسام مصطفى. شبكة روداو الإعلامية/ الطبعة الأولى ـ

أربيل، كردستان العراق 2018.

 

([18])Dr.Bedirxan Sindî ـ Demê xanimê barkir ـ 1992، سينم خان بدرخان، / عبر المراسلة الالكترونيّة (كانون الأول

2018ـ كانون الثاني 2019).

 

([19]) سينم خان بدرخان، نبذة عن حياة الأميرة روشن بدرخان/ عبر المراسلة الالكترونيّة ـ (كانون الأول 2018، كانون الثاني 2019).

 

 

 

المصادر والمراجع

1ـــ روزنامه وانى14/3/2015 العدد 423 / http://www.rozhnamawany.com/ar/?p=312

2ـــ صالح  بدرخان، مذكّراتي، ترجمة: روشن بدرخان/ الطبعة الأولى 1991، مطبعة الجاحظ ـ دمشق.

3ـــ سينم خان بدرخان، نبذة عن حياة الأميرة روشن بدرخان/ عبر المراسلة الالكترونية ـ (كانون الأول 2018ـ   كانون الثاني 2019)

4ـــ زهلول ـ الموسوعة العالمية المجانية http://www.zuhlool.org/wiki

5ـــ روشن بدرخان ـ صفحات من الأدب الكردي/ الصفحة 5، مطبعة سميَا ـ بيروت 1954

6ـــ  روهات آلاكوم، خويبون وثورة آكري، ترجمة إلى العربية: رابطة كاوا للثقافة الكردية/ الطبعة الأولى 2001، رقم الإيداع في المكتبة الوطنية لإقليم كردستان العراق 226لعام 1999، الصفحة21.

 

7ـــ روشن بدرخان/ مذكرات معلمة أو عصفورة السّياج، مطبعة سميا ـ بيروت تشرين2 عام 1954،الصفحة2.

 

8 ـــ صحيفة الرأي الأردنيّة / العدد: الأربعاء 15ـ 8ـ 2018

 

9ــــ

Hawar ،Cild2/ Hejmar 24-57 – Weşanên NÛDEM, Stockholm:1998

10ـــ الأميرة روشن بدرخان/ كورد ستريت http://www.kurdstreet.com

 

11ــــ ديوان (Bêbuhar /Yûsif Berazî 1930 -2009) إعداد وتدقيق : بسام مصطفى. شبكة روداو الإعلامية/  الطبعة الأولى ـ أربيل، كردستان العراق 2018.

   ملحق:

هوامش المراسلة مع سينم خان:

سيّدتي المحترمة سينم خان بدرخان، مساء الخير

أودُّ أن أطرح عليك بعض الأسئلة، أرجو ألا أثقل عليك بها:

1ـ بحسب المعلومات التي توصلتُ إليها من خلال عدّة مصادر عن الأميرة (روشن بدرخان)، بأنّها وبعد أن تخرّجت من دار المعلمات بدمشق عملت في مدينة الكرك بالأردن بين عامي 1924ـ 1927، ثمّ عادت لدمشق وعملت كمدرّسة للغة العربيّة بمدينة الأيبك الفرنسيّة، أين تقع مدينة الأيبك ، وهل هي مجمّع تعليمي أم ماذا؟

2ـ بالنسبة لحياة الأميرة الشخصيّة، وبحسب المصادر أيضاً التي تفيد بأنّ الأميرة تزوّجت من عمر مالك حمدي وأنجبت منه ابنة أسمتها (اسمه خان) عام 1931 ثمّ تطلّقت منه، وبعدها تزوّجت بوالدكِ المرحوم الأمير جلادت بدرخان، هل هذه المعلومات صحيحة؟

3ـ ما درجة القرابة التي تربط الأمير بالأميرة قبل زواجهما، هل هو ابن عمّها؟ وما عدد الأولاد الذين أنجبتهم منه؟

4ـ هل قُدّمت نشاطات ثقافيّة أو اجتماعيّة أو مدنيّة باسم الأميرة روشن بدرخان؟ وهل هناك جوائز أو تكريمات مُنحت باسمها؟ ومتى؟

5ـ ما هي أعمال الأميرة (المؤلفة) و(المترجمة)؟ وهل توجد لها أعمال غير منشورة؟ وماذا كان دورها في مجلّة (هاوار)؟

6ـ لديّ عدّة كتب للأميرة منها: مذكّرات امرأة، غرامي وآلامي، صفحات من الأدب الكردي، وكلّها مترجمة وقد ذُكِرَ ذلك على غلاف كلّ تلك الكتب، ويوجد لديّ رواية  بعنوان (مذكّرات معلّمة أو عصفورة السّياج) ولم يُذكر عليه إنْ كان تأليفاً أم ترجمة، بالرغم من أنّ مصادر أخرى تقول بأنّ الرواية من تأليف الكاتب التركي (رشاد نوري غونتكين) هل هذا صحيح؟

ملاحظة: سأبعث لك المادة البحثيّة قبل نشرها، كي تُبدي ملاحظاتك أو لتصحّحي المعلومات التاريخيّة الخاطئة فيه (إنْ وُجِدتْ).

مع جزيل الشكر وفائق الاحترام والتقدير

ﭘيمان قاسم ــــ ديرك/ كانون الأول 2018

شارك هذا المقال: