وثيقة بريطانية عن حي الأكراد في مدينة دمشق

شارك هذا المقال:

  • سجلات الكرد، الإقليم و الثورة والقومية (1831-1979)
  • المصدر: وثائق بريطانية
  • اصدارات أرشيف جامعة كامبريدج
  • الصفحة:( 483-484) من المجلد (10 )
  • 1945-1950
  • إعداد: ا.ل.ب. بورديت¹
  • إيفاد من المفوضية البريطانية في دمشق إلى قسم الأبحاث في وزارة الخارجية في 20 تشرين الأول 1949, رقم الإيفاد 49/5/102.
  • استجابة لطلب مكتب الخارجية بخصوص معلومات عن أوضاع الكرد المحليين مع لمحة عن تاريخ وجودهم في دمشق والذي يعود إلى القرن الثاني عشر مع الإشارة إلى الأحياء التي تسود فيها اللغة الكردية.- العوائل الكردية البارزة في دمشق
  • سري إلى قسم الأبحاث:

يؤسفنا أن نكون قد تأخرنا بعض الوقت للرد على طلبكم, لكن نأمل أن لا يكون ردنا قد وصل إليكم بعد فوات الأوان ليستخدمه (بوكماستر) في إعداد بحثه عن الكرد في الشرق الأوسط.

بدأ الكرد بالاستقرار في دمشق قبل وصول صلاح الدين الأيوبي في القرن الثاني عشر بعدة سنوات. حيث تمركزوا في البداية في دمشق في حي اسمه الحالي هو سوق ساروجة الذي أسسوه بأنفسهم.

أثنان من القادة الكرد من الذين رافقوا صلاح الدين في حملته ضد الصليبيين قد تم دفنهم في سوق ساروجة، يقال أنهما قاما بمعجزات، أحدهما يدعى بامبوك دادا (يعرف في مدينة دمشق باسم باموق بابا – المترجمة) Pambukdada حيث تحداه ضابط تركي في احدى المرات واراد منه أن يبرهن له عن كراماته. على الرغم من أنه كان ميتاً منذ عدة قرون كان تبرز مظاهر رهيبة من مدفنه يراها الجميع.

بعدها هاجروا من ساروجة إلى الصالحية عند سفح جبل قاسيون. في البداية بنوا حي الزينبية و بعدها انتشروا في مناطق مجاورة من حي شمدين و جسر النحاس.

استمر تدفق الكرد من الشمال إلى دمشق منذ أيام صلاح الدين الأيوبي. بعد جيل أو اثنين, بدأت معظم العوائل الكردية بالتحدث باللغة العربية, لكن مع استمرار تدفق القادمين الجدد حافظوا على لغتهم الأم. على سبيل المثال، فإن اللغة الكردية في حي جسر النحاس هي أكثر شيوعاً من اللغة العربية, بينما في منطقة شمدين, ماتزال الكردية مسموعة. أما في حي الزينبية, فقد أصبح من النادر التحدث باللغة الكردية. يتم استيعاب الكرد بشكل تدريجي و يساعد على ذلك ضعف ثقافتهم, فليس لديهم فرصة للتعلم بغير العربية. في زمن الدولة التركية, تمتعت العوائل الكردية العريقة بممارسة بعض التقاليد كأن يكونوا أمراء قوافل الحج و قد تم منح هذا التمييز للعديد من العوائل البارزة في دمشق و منها:

  • يوسف باشا من عشيرة زركا
  • بوزو باشا من عشيرة شيخاني
  • أجالياكيم باشا (Ajalyakkim) من عشيرة كيكان
  • شمدين باشا من عشيرة دقوري

يعيش حوالي( 15 )ألف كوردي في أحياء دمشق التي وردت ذكرها سابقاً, و( 5 )آلاف آخرين سكنوا في أجزاء أخرى من المدينة.

أحد أبناء عائلة بدرخان المشهورة اسمه جلادت ابن أمين² عالي بدرخان ولد في سنة( 1893) في جرابلس³, يعد من أكثر الرجال حيوية و نشاطاً في الشرق الأوسط. هو رياضي مشهور ولاعب شطرنج ماهر, و لغوي مدهش, فهو يتحدث الكوردية والتركية والعربية والفارسية والفرنسية والألمانية والأنكليزية. ودرس اليونانية القديمة وهو خريج قسم القانون.
قضى معظم شبابه في المنفى, خدم في الجيش التركي في الحرب العالمية الأولى. متزوج و لديه ثلاثة أولاد, و متحمس قومياً يتطلع إلى الوقت ( الذي سيأتي برأيه بعد الحرب العالمية الثالثة) حيث سيجتمع الكرد في جميع أنحاء الشرق الأوسط في دولة واحدة.

يتميز كرد دمشق بتحمسهم للقومية الكردية، جميع المعلومات التي بحوزتنا حول التأثير الشيوعي بين كرد دمشق ستكون بين ايديكم في لندن قريباً.

الكرد هم الأقلية السورية الأكثر تأثراً بالشيوعية بعد الأرمن.
خالد بكداش (تم إرسال معلومات عنه سابقاً في تقرير رقم (26) كردي الأصل.)

المخلص لكم
مكتب المحفوظات

1 – A.L.P. Burdett, Records of the Kurds: Territory, Revolt and Nationalism, 1831–1979
British Documentary Sources (2015).
2 – في النص الاصلي يرد اسم أمير بدلاً من أمين.
3 – من المعروف أن الأمير جلادت قد سجل على قيود قرية “مكتلة ” والتي كانت تتبع جرابلس إدارياً آنذاك.

شارك هذا المقال: