استخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية في المناطق الكردية السورية (1)

شارك هذا المقال:

استخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية في المناطق الكردية السورية (1)

مقدمة:
في حرب أكتوبر- تشرين الأول 1973 قامت الدول العربية بالإجماع بإيقاف تصدير النفط إلى الغرب كورقة ضغط للحيلولة دون دعم الدول الغربية لإسرائيل ، حينئذ بدأ الدنماركيون بالبحث عن الحل البديل للنفط العربي وبدأوا بتطوير منظومة طواحين الرياح لديهم لغاية 1977 إلى أن توصلوا إلى الاستفادة القصوى من تلك التوربينات الريحية وذلك بإنتاج 6 ميغا واط لكل توربين واحد عام 2014 أي أن كل توربين يزود 5000 منزل من الطاقة الكهربائية والدراسات مستمرة لإنتاج استطاعات أعلى وتكلفة منخفضة إلى أن أصبحت الدنمارك سوقاً عالمياً لطاقة الرياح.
أضف إلى ذلك استخدام النفايات الغذائية في التدفئة، حيث أنها تزود حاجة الدولة من المياه الدافئة بالكامل .

في حين أن الدول النفطية أصبحت مرتعاً للصراعات والحروب و­التلوث البيئي في حين أنها تمتلك الطاقة الشمسية والكفيلة بتغذية كامل الكرة الأرضية من الطاقة البديلة النظيفة، فمثلاً مصر تمتلك من الأشعة الشمسية (2000-3500) KW/h لكل متر مربع من مصر حسب دراسة مقدمة من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء المصري فبراير2015.
في سوريا:
حسب التقرير السنوي لوزارة الكهرباء السورية 2011 بلغ إنتاج الطاقة الكهربائية 49037 GW/h من مصادر مختلفة كهرومائية ومحطات حرارية ومصافي النفطية رميلان وحمص وبانياس.

الخارطة الريحية والمشاريع المقترحة في سورية 1979-2009:

الخارطة الريحية لسوريا
الخارطة الريحية لسوريا
  • قامت منظمة ريزو الدنماركية برسم خارطة ريحية لسوريا لقراءة الرياح وتغيراتها لمدة عشرة أعوام (1989-1979) ضمن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وذلك للاستفادة من القدرة الريحية المتاحة لإنتاج الطاقة الكهربائية.
    تم تقسيم سوريا إلى خمس مناطق ريحية من حيث الرياح المجدية وهي:
  • منطقة جبال الساحل: وهي مناطق مجدية لكنها مناطق أشجار مثمرة وباهظة الثمن. (أعتقد بأن القرار سياسي وحسب).
  • المنطقة الوسطى: وتمتد من قطینة وباتجاه تدمر وإلى دیرالزور وشرقي الرقة حتى مدينة سلمیة وهي مناطق تتسم بالرياح المجدية والأرضي الرعوية الصحراوية.
  • منطقة الطريق الدولي حمص-دمشق: مناطق جيدة لإنشاء المزارع الريحية حسب المنظمة لقربها من خط التوتر العالي والطريق الدولي والأراضي الرعوية.
  • منطقة جنوب دمشق والقنيطرة والجولان: وتمتلك رياحاً مثالية وأرضٍ رعوية وتم توقيع أول عقد لإنشاء توربينات ريحية باستطاعة 150KW عام 1994 ولا أدري هل نفذت أم لا؟
  • المنطقة الجنوبية الشرقية وصولاً للحدود الأردنية: تمتلك هذه الصحراء رياحاً فعالة لكنها أهملت لعدم الجدوى الاقتصادية من تركيبها.

# نرى من خلال هذا البحث المقدم من منظمة ريزو بإهمال منطقة الجزيرة وشمال حلب وكامل الشريط الشمالي من سوريا امتداداً من منطقة عفرين واعزاز وكوباني وكامل محافظة الجزيرة واكتفت المنظمة برسمها على الخارطة الريحية بمناطق عديمة الجدوى ولا أعتقد بأن أحداً قد قام بوضع مقاييس الرياح البرجية ولو لمدة يوم واحد وليس 10 سنوات.

  • وحسب التقرير السنوي لعام 2011 قامت المؤسسة العامة للكهرباء مشاركة مشروع محطة توليد بالطاقات المتجددة (مزارع ريحية) في موقعي الهيجانة والسخنة باستطاعة تصل إلى 100MW في كل موقع.
  • ضمن منحة المجموعة الأوربية المخصصة لقطاع الكهرباء، تم رصد 450 ألف یورو لتركیب 20 محطة قیاس في مواقع مختلفة في سورية لإنشاء مزارع ریحیة.
  • وفي عام 2009 أصدر الأسد مرسوم الطاقات المتجددة دونما أية دراسة تطبيقية حيث بقي المرسوم مهملاً بعد ذلك.

 

الطاقة الشمسية واستخدامها في سوريا:
حسب المركز الوطني لبحوث الطاقة السورية NERC فان خطة المركز بعيدة الأمد لغاية عام 2030 تتمثل في تركيب 4.5 مليون لاقط شمسي لتسخين المياه أي بنسبة 10% من الطلب المنزلي والصناعي، وتركيب 2000MW لواقط كهروضوئية و1300MW مركزّات ضوئية دونما أية خارطة جغرافية أو برنامج زمني للتنفيذ. وكل هذه الدراسات المقدمة من المركز المشار إليه كانت وما تزال مشاريع نظرية لا أكثر.

مصادر الطاقة الكهربائية في عفرين وكوباني ومحافظة الحسكة:

تعتمد معظم المناطق الشمالية لإيفاء حاجتها من الطاقة الكهربائية على الطاقة الكهرومائية لموقعها الجغرافي وقربها من السدود المقامة على نهر الفرات بالنسبة لمناطق الجزيرة ومدينة كوباني وسد ميدانكي المقام على نهر عفرين لتغذية مناطق عفرين.

والطاقة الكهرومائية طاقة جيدة وفعالة وصديقة للبيئة إلا أنها مكلفة جداً وتستحوذ على أراض خصبة على ضفتيها بغية حجز مياه البحيرة الصناعية خلف السدود بالإضافة إلى الهجرة الكبيرة للقرى المغمورة الى المناطق ذات الكثافة الأعلى واهمالهم للزراعة وخاصة في منطقة الجزيرة.

كافة السدود المقامة على نهر الفرات تقع في مناطق منبج والطبقة ودير الزور من جهة وتحكم تركيا بنهر الفرات من جهة أخرى ونظراً للحروب الأخيرة في سوريا فإن إمكانية الاستفادة من الطاقة الكهرومائية تكاد تكون شبه مستحيلة واضافة الى ذلك عدم وجود أية محطة حرارية أو عنفات غازية أو مركبة في تلك المناطق.

وفي الأونة الأخيرة ظهرت بعض المبادرات الخجولة في مدينة عفرين لتركيب لواقط شمسية تفي الحاجات الفردية من الطاقة الكهربائية.

الاستطاعة المركبة لمحطات التحويل 66/20KW حتى نهاية عام 2012 حسب وزارة الكهرباء:

اسم المحطة عدد الوحدات المجموع(MW)
الوحدة العدد
محافظة الحسكة 16
10
20
30
8
2
29
9
1208
كوباني 20 2 40
سد تشرين 20 2 40
صرين 20 2 40
عفرين 20
30
1
1
50

حسب إحصاءات وموازين وكالة الطاقة الدولية IEA فإن استهلاك الطاقة الكهربائية (متوسط نصيب الفرد من الاستهلاك بالكيلو وات ساعة) لسورية هي 0.950KW/h عام 2014 في حين كانت 4.5KW/h عام 2009.
لذلك فإنه بالإمكان وبحساب بسيط وحسب عدد السكان ودراسة وكالة الطاقة الدولية الوصول إلى الأرقام الصحيحة لذلك فإن كل هذه الأرقام ليست أرقاماً حقيقة ولا تفي بحاجة السكان من الطاقة الكهربائية.

الخطة المستقبلية البديلة والصديقة للبيئة للمناطق الكردية السورية:

الخارطة الريحية لشمال سوريا
الخارطة الريحية لشمال سوريا
  • الطاقات البديلة المقترحة هي:
  • طاقة الرياح: عن طريق تنصيب توربينات ريحية كونها أقل كلفة من حيث المجمل أي التنصيب والدراسة والأراضي التي تشغلها والفعالية في حجم الطاقة التي تولدها بالمقارنة مع مساحاتها وإمكانية الزراعة حولها وحتى وضع المناحل وإنتاج العسل حولها.
    أ. مسح الأرضي ودراسة إمكانية تنصيب التوربينات الريحية فيها.

ب. حساب سرعات الرياح عن طريق الأجهزة المخصصة لذلك بالارتفاعات الممكنة.

حـ. بحث عن إمكانية ربط تلك التوربينات بالشبكة الكهربائية.

  • الطاقة الشمسية: هي طاقة هادئة وتفي بالغرض وخاصة في المناطق التي تقل فيها الرياح وترخص فيها الأرضي كونها تحتاج إلى أرض واسعة لإنشاء قرى شمسية.
    أ. البحث عن أقرب محطة تحويل كهربائية لتفادي الضياعات في الطاقة.
    ب. تسوير اللواقط الشمسية لحمايتها.

حـ. وضعها بزوايا مناسبة للاستفادة القصوى من الاشعة الشمسية.

  • الطاقة الشمسية وطاقة الرياح معاً: يمكننا الاستفادة منهما معاً حسب سرعات الرياح والشمس وجهوزية الأراضي وطول الليل والنهار وبعدها عن محطات التحويل.

 

خلاصة: للحصول على الدراسة الصحيحة لمناطق الحسكة وكوباني وعفرين:

  • حصر حاجة المناطق من كمية الكهرباء المطلوبة وفق زيادات النمو السكاني.
  • البحث عن الحلول المثلى للتدفئة الشتوية عوضاً عن استخدام الوقود أو الكهرباء.
  • توعية السكان بأهمية الطاقة الكهربائية وتجنب اسرافها.
  • تشكيل فريق عمل متكامل وعلى دراية تامة بجغرافية المنطقة وشبكات الطاقة ومحطات التحويل والبدء بتنصيب أجهزة قياس الرياح بالمدة الكافية والبحث عن مصادر التمويل لهذا النوع من المشاريع الاستثمارية وأيضاً البحث عن الأمكنة الملائمة لإنشاء قرى من اللواقط الشمسية وكيفية ربطها مع الشبكة بأرخص الأسعار حتى نرتقي بمناطقنا لأفضل المستويات المطلوبة.

يتبع في القسم الثاني من البحث، الذي يتضمن خطة لتنفيذ مشاريع الطاقة البديلة في المناطق الكردية السورية.

شارك هذا المقال: