تعريف بكتاب ” الميثولوجيا العلوية – دلالات الأعداد و الرموز الحيوانية “

شارك هذا المقال:

محمد علي أحمد

صدر باللغة التركية , في شباط 2005 للكاتب و الباحث التركي أردوغان ألكان Erdoğan Alkan عمل بعنوان Sayılar ve Hayvan Simgeleriyle Alevi Mitolojisi  ( الميثولوجية العلوية – دلالات الأعداد و الرموز الحيوانية ) .

يحاول الباحث في عمله هذا , سد النقص الموجود في الأبحاث و الدراسات التي تتناول الجانب الميثولوجي للعلوية , إذ يبحث في دلالات الأعداد و الرموز الحيوانية , التي ترد بإسهاب في الموروث العلوي ( الشفهي و المدون ) . مشيراً – و بنظرة الباحث المقارن – إلى مكانة مثل هذه الرموز في معتقدات و عادات الشعوب و الطوائف الأخرى .

و مما يزيد من أهمية على عمل” ألكان ” هذا , كونه يتطرق إلى جديد في المكتبة العلوية , حيث الأعمال الصادرة مؤخراً , و التي تتناول العلوية , تجتر ما سبق نشره من كتب و أبحاث و دراسات . فالكاتب ينوه في عمله هذا , بالبحث و التحليل و الأمثلة , إلى قضايا تتعلق بأساطير , و موروث ميثولوجي , تفوح منها رائحة رقعة جغرافية تمتد من الشرق الأوسط و الأناضول إلى آسيا الوسطى وصولاً إلى الشرق الأقصى ..

و من العناوين المدرجة في الكتاب نذكر :

–         الأعداد في الميثولوجيا , و لدى العلوية .

–         لغز الأعداد .

–         الأعداد في العادات و المعتقدات العالمية .

–         الرموز الحيوانية في الميثولوجية , و لدى العلوية .

ففي مجمل حديثه عن الأعداد , يطرح الكاتب للنقاش السؤال التالي : ” هل كانت الأعداد قبل أن نولد نحن ؟ و هل نولد حاملين الأعداد في مورثاتنا ؟ ” مشيراً إلى الأثر الكبير للأعداد في وعينا و موروثنا و حياتنا , و ما يحمله كل عدد من أثر و دلالة .

و يتنقل الكاتب في موروث الشعوب المختلفة , ملفتاً النظر إلى الومضات المتعلقة بالأعداد في الأساطير و الميثولوجيا العالمية . فيذكر مثلاً أن الأعداد { 3,7,10,11,12,13 } هي أعداد حظ و فأل خير في معتقدات الآزتك و بعض الشعوب الأخرى , بينما الأعداد { 4,5,6,8,9 } هي أعداد نحس لديهم . كما يمحّص الكاتب في فلسفة الأعداد و مدلولاتها الرياضية و الروحانية و الفلسفية المختلفة .

ثم ينتقل الكاتب إلى البحث في مكانة كل عدد من الأعداد في الميثولوجيا العلوية . فعلى سبيل المثال , و في سياق حديثه عن العدد ( 2 ) , يرى الكاتب أن  [ طقوس جم ] [1] , ما هي إلاّ امتداد لحفلات الرقص و شرب الخمر التي كانت تقام بأمر من الإمبراطور الفارسي [ جم أو جمشيد ]  ” مرتين ” في السنة , أيام الاعتدالين الربيعي و الخريفي , حيث يتساوى طول الليل و النهار .

و في حديثه عن الرموز الحيوانية , يتناول الكاتب بالبحث , الرموز و الإشارات الحيوانية المشتركة بين الموروثين العلوي و الإسلامي من ناحية , و باقي الديانات السماوية من ناحية ثانية , و الموروث الميثولوجي لديانات و حضارات الشرق من ناحية ثالثة  , فيورد – على سبيل المثال – توضيحات عن مكانة ( الفيل و الأسد و النمل و العسل و الحوت و الدلفين و الغزال …. ) في موروث الحضارات المختلفة , و يقارن بينها .

و يخصص الكاتب بعض صفحات عمله للحديث عن مكانة رموز الأناضول القديمة و إشاراتها في الشعر الشعبي التركي .

و لا بد من التنويه , أن الكاتب أردوغان ألكان في عمله هذا , يستقي مادته البحثية من الطائفة العلوية و البكداشية في تركية . و يورد في أمثلته الأشعار و الحكايات و الأساطير و الأحداث و الشخصيات المتعلقة بالموروث و التاريخ التركيين .

و الكاتب , ينهج في عمله أسلوباً علمياً موضوعياً في البحث و السرد , و يورد أفكاره بتسلسل منطقي سلس , داعماً كل ما يذهب إليه بالأمثلة و الشواهد.

و الكتاب المنشور في / 166 / صفحة من القطع المتوسط عن دار ( Kaynak – İstanbul )  قيد الترجمة إلى اللغة العربية حالياً , من قبل موقع مدارات كرد  .


[1] و هي اجتماعات العلوية و البكداشية للعبادة – معد القراءة

شارك هذا المقال: