السّياح الپولونيون في كردستان خلال القرن 19م

شارك هذا المقال:

السّياح الپولونيون في كردستان خلال القرن  19م

 

ليژك ژيگيل

ترجمة: جلال زنكَابادي

  يذكرنا وضع پولونيا خلال القرن التاسع عشر بكردستان؛ اذ كانت پولونيا تحتلها وتتقاسمها ثلاث دول اجنبية متفقة فيما بينها على التعاون المشترك؛ بغية قمع ايّة انتفاضة وثورة شعبية پولونية. وهكذا غادرها الكثيرون ؛ بسبب الوضع السياسي متوجهين الى الامبراطورية العثمانية؛ ليصبحوا لاجئين في حماها، حيث توفرت لهم فرص العمل، لائذين بحماية شعوب الشرق الاوسط.

  وقد رافق عدد من العلماء والمبشرين الپولونيين اولئك السياسيين الفارّين الى انحاء الشرق الاوسط ، ونشروا فيما بعد تقاريرهم وكتاباتهم في المجلات الرائجة وقتذاك، أو على شكل كتب ومذكرات.

  ولئن كانت كردستان ابعد من البلدان الأخرى الواقعة في غربي آسيا؛ فقد كان الوصول إليها عسيراَ، ولا عجب إنْ كانت تلك التقارير والكتابات تركّز اكثر على ميزوپوتاميا وغرب تركيا وفلسطين ومصر، إضافة الى انّ الباحثين الپولونيين لم يشغلوا انفسهم كثيراً بما يتعلق بالشأن الكردي.

  في سنة 1973 ألّفت مارييا پردوڨسكا- وهي باحثة اثنوگرافية من اهل پوزنان- كتاباً بعنوان (الكتابات الپولونية المتعلقة بالعراق خلال القرن التاسع عشر) استناداً الى بحث اثنوگرافي ميداني، لكنّها قلّما تتحدث عن القضية الكردية. وقد ورد حسب إشارتها، ان ڨلاديسلاڨ يابلونوڨسكي (1841-1894) هو اوّل سائح پولوني؛ اذْ كان طبيبا عسكرياً، عمل في الجيش التركي، ثم اضحى عضوا في لجنة الصحة العالمية، في سكوتاري (البانيا)؛ وفي بورگاس (بلغاريا)، وقد زار الشرق الأوسط لأوّل مرة في سنة 1866، حيث ابتدأت رحلته من حلب نحو دياربكر والموصل وكركوك، حيث عمل في مشفى عسكري تركي بكركوك، ثم نُقِل بعد سنة الى الديوانية في الجنوب، ومن ثم الى الموصل، وسرعان ما استقر فيها بيسر، بل تعلّم اللغة التركية وأتقنها، وكسب العديد من الاصدقاء والمعارف، وتجوّل في ريف الموصل زائراً أو متنزهاً، وقد أُتيحت له فرصة الاطلاع والتعرف على المجتمع الإيزيدي؛ حيث استلفتت ثقافة مجتمعهم نظره. وفي سنة 1870 نقل الى (الحلّة)، وسافر من هناك الى استنبول عن طريق كربلاء وبغداد والموصل وديار بكر.

   وفي سنة 1884 حينما انتشر وباء الطاعون، عاد يابلونوڨسكي الى العراق بصفة ممثل تركي للجنة الصحة العالمية، واتخذ على عاتقه مسؤولية التفتيش الصحي، في اطراف وضواحي بغداد والكوت والعمارة. وفي سنة 1885 تناول أسباب حدوث الطاعون بين كرد ايران بالدراسة والبحث، ثم عمل في قرية صغيرة بالقرب من السليمانية، وفي السنة نفسها أُحيل على التقاعد من الجيش التركي؛ فغادر الشرق الأوسط الى غير رجعة، وأمضى بقية عمره بالعمل الطبي في مدينة بورگاس، وهي ميناء بلغاري.

  وهناك الكساندر يابلونوڨسكي (1829- 1913م) وهو شقيق ڨلاديسلاڨ السّالف الذكر. وكان مؤرخا. وقد قادته صبوته العارمة في البحث، الى الشرق الأوسط، ممضيا سنة واحدة في ربوعه ، حيث زار ديار بكر في سنة 1870 عن طريق سوريا، وتابع رحلته الى الموصل وبغداد والحلّة وكربلاء، ثم استكملها عن طريق دمشق وبيروت ويافا واورشليم ومصر، وعاد بعدها الى پولونيا عن طريق استنبول.

  ارتبط كارول برزوزوڨسكي (1821- 1904) وهو عسكري وسياسي وشاعر پولوني، بأوثق وأمتن العلاقات مع كردستان إبّان القرن 19م ، لا سيّما في فترة نفيه. وكان برزوزوڨسكي قد وصل الى باريس في سنة 1853. وعمل مع غيره من التكنيكيين الپولونيين في الاناضول وبلغاريا ومقدونيا وتراقيا وتساليا وألبانيا، ولأنه كان يعيش احياناً على الصيد والقنص؛ فقد اطلق عليه الترك تسمية (قره آنچي- الصياد الاسود) وقد تزوج من ابنة القنصل الفرنسي في (لاتلكيا)، ولكنه عاد في عام 1863 الى اوربا ؛ ليشارك في الانتفاضة الپولونية التي اندلعت وقتذاك، وجرح فيها جرحاً بليغاً، وبعد قمع الانتفاضة؛ اضطر الى العمل بستانياً في تركيا، حيث انخرط هناك في صفوف الجماعات المتحلقة مدحت پاشا الداعية المعروف للاصلاحات الاقتصادية والثقافية في العراق،وقد أهداه مدحت پاشا بستاناً قرب بغداد.

وفي سنة 1869 شكّل برزوزوڨسكي ، بمؤازرة مدحت پاشا، فرقة بحث جغرافي ، وهيّأ لها المستلزمات الضرورية كافة؛ لكي تقوم بالبحث والدراسة ورسم الخرائط لبعض مناطق جبال زاگروس بكردستان، وفي عام 1892 نشر تقريراً ضم دراساته وبحوثه تحت عنوان:

Hineraire de Suleimani a Amadia

(دليل من السليمانية الى العمادية).

   يُعد برزوزوڨسكي احد اشهر الخبراء في الشؤون الكردستانية ابّان القرن التاسع عشر، ولقد عاد الى پولونيا ، بعد ان امضى 30 سنة في ربوع الشرق الأوسط؛ ليربّي ابناءه؛ لكي يكونوا پولونيين. وألاّ يستعربوا، أو يتفرنسوا؛ إذْ كانت زوجته فرنسية.

   لقد خلّف اولئك المكتشفون الپولونيون الثلاثة وراءهم الكثير من المذكّرات والمقالات، التي اصبحت مصدراً لنشر المعلومات عن كردستان والثقافة الكردية في سائر الأوساط الاوربية.

  يُعَد اوگست كوشسيژا (1801- 1894) رابع سائح پولوني طاف بعض ربوع كردستان، وانقذ الكثير من النصوص الأدبية والفولكلورية الكردية من الضياع والإنقراض، كما عرّف اوربا على اللغة الكردية.

  شرع ژابا بتعلّم اللغات الشرقية في جامعة ڨيلنو بپولونيا، ثم استكمل تحصيله في جامعات سانت بطرسبورگ وموسكو وكازان في روسيا، ثم عمل في الهيئات الدبلوماسية لروسيا القيصرية، في يافا وازمير.

ولقد امضى ژابا السنوات (1848- 1866) في ارضروم بكردستان تركيا 1 حيث قام بدراسة وبحث اللغة والأدب والثقافة، في اوساط القبائل والعشائر الكردية القاطنة في تركيا والعراق.

كان ژابا اوّل من وضع قاموساً (كردي- فرنسي) وكتب دراسة تحت عنوان:

(Recueil de notices et recis de la litterateur et des tribus de Kurdistan)

(ملاحظات وآراء وروايات عن أدب وقبائل كردستان).

  وقد عد ژابا افضل خبير بالمشكلة الكردية. وحدث ان توفي في ازمير تاركا جميع مخطوطاته للارشيف الروسي في سانت بطرسبورك،وكان بخلاف اترابه الپولونيين يكتب بالفرنسية فقط!

  ومعروف عن ژابا انه قد طلب من الملا محمود البايزيدي 2 ان يجمع كل ما في مقدوره من المخطوطات والوثائق الكردية القديمة، التي تشتمل على المناحي الروحية والمادية والثقافية الكردية، منذ مطلع القرن الثامن عشر حتى اوائل القرن (19م) وان ينظمها على شاكلة كتالوكَات. و ما دونه الملا البايزيدي من المعلومات الغزيرة والمهمة تحت عنوان (عادات وتقاليد الكرد) 3 قد وجد لاحقاً في ارشيف ژابا، ونشر باللغة الروسية في موسكو عام 1963.

   لربّما يستغرب الكثيرون ويستلفت انظارهم؛ اذا قلنا بأن الخبير الروسي الشهير في الشؤون الكردستانية ڨاسيلي نيكيتين مؤلف كتاب (الكرد= Les Kurdes) الذي صدر عقب الحرب العالمية الثانية بباريس، ينحدر ايضا من اصل پولوني؛ فقد ولد في (سوسوڨييج) وهي مقاطعة غنية بالمعادن في جنوب پولونيا، وكانت امه پولونية.

**      **      **

  لقد استفاد مجلس الاعيان والبرلمان الپولوني كثيرا من استخدام اساليب التنظيمات الادارية الحكومية والاجتماعية السائدة في الدولة العثمانية عصرذاك. وفي الوقت نفسه عمل الكثير من الپولونيين في اجهزة ومؤسسات الدولة العثمانية اطباء وموظفين، ورغم كونهم اجانب، وكانوا ينظرون الى الشعب الكردي بعين المحبة والعطف والتقدير، بلْ طالما تحدثوا في تقاريرهم وكتاباتهم عن طبيعة حياة القبائل الكردية آنذاك، يوم كان قسم من الكرد رحّلاً ورعاة وكان قسم كبير منهم فلاحين ومزارعين مستقرين وتجّاراً وحرفيين. فمثل عن قبيلة هموند المحاربة والمتمردة 4 التي كان بعض افرادها يسلبون القوافل التجارية قرب كركوك، قال ڨلاديسلاڨ يابلونوڨسكي: “ان ما يتسم به الكرد من بسالة ودهاء؛ سرعان ما فضح وعرّى عجز وهزال الحكام الترك؛ فقد كان للكرد في كركوك وبغداد جواسيسهم الذين يخبرونهم بخطط الترك واحابيلهم، التي كانت تمنى بالفشل والهزيمة على ايدي الكرد. ولطالما كان الكرد بحنكتهم ورشاويهم يشترون ذمم الموظفين والمسؤولين الحكوميين ويضمنون سكوتهم” كما تحدث يابلونوڨسكي أيضاً عن منطقة چمچال، حيث رافق حملة تركية كبيرة لقمع عصيان حسن بگ وجوامير بگ رئيسي قبيلة الهموند.

  وقد ذكر السياح والشهود الپولونيون كيف كان المسؤولون الترك يستغلون النزاعات والحزازات في صفوف اولئك القبليين الشجعان الأشداء؛ بغية القضاء عليهم.

   لم يتحدث الپولونيون عن الرحّل الكرد وحالتهم الاقتصادية فحسب، بلْ كتب يابلونوڨسكي وبرزوزوڨسكي وغيرهما عمّا يتعلق بالزراعة وانتاج محاصيل القمح والشعير والعدس والقطن والتبغ والرز والذرة في كردستان، وقد امتدحا كثيراً بساتين وكروم السليمانية وراوندوز، وتحدّثا باعجاب عن الخوخ والبطيخ الاحمر (الرقي) والبطيخ والأعناب في تلكم المناطق. وتحدث يابلونوڨسكي كذلك عن عين للنفط في منطقة كركوك ومشاهدته لمجموعة من العمال شبه العراة كانوا منشغلين في حفر الصخور الصلدة بحثا عن النفط. وأصبح معلوماً أن استخراج النفط في كردستان العراق بالطرق الحديثة قد ابتدأ منذ سنة 1927، أي بعد عقود عديدة من وفاة اولئك السيّاح الپولونيين.

  كذلك تحدث اولئك الپولونيون عن الأطعمة والأشربة الشعبية الكردية وكيفية اعدادها، وامتدحوا منتجات الألبان لدى الكرد، ودونوا ملحوظاتهم عن كيفية صناعة الأجبان. ولقد تحدث يابلونوڨسكي بالتفصيل عن مقهى في الموصل، وكذلك كتب الپولونيون عن الغلايين، وعن شيوع انواعها القصيرة آنذاك في الموصل، التي حسبوها مصنعاً للغلايين الجميلة.

  ولقد كتب برزوڨسكي ويابلونوڨسكي عن القرى الواقعة على سفوح الجبال، والتي كانت بمثابة مشاتي للكرد الرحل الذين طالما كانوا يرتادونها في الشتاءات. وكذلك تحدثا عن البيوت والاكواخ الطينية في السهول، بل تحدّثا ايضاً عن التقائهما أحياناً بأناس كانوا يعيشون في الكهوف والمغاور والوديان وعلى ضفاف الانهار والنهيرات، فضلاً عن وصفهما لمدن كردية كبيرة، مثل كركوك والموصل، ويُذكَر أن مدينة آميدي (العمادية) الحصينة قد استلفتت أنظار يابلونوڨسكي وإعجابه.

   وكذلك اجتذبت الأزياء الكردية الجميلة الزاهية والغريبة انظار الپولونيين، اضافة الى الحُلي والمجوهرات والمصوغات ومواد الزينة عند الكرد. وتحدث سيّاحنا عن أهمية قماش الكتّان الرائع وعن أغطية (الجاجم) التي نسجتها انامل نسوة راوندوز، وعن الأسلحة والرصاصات والنقوش الخشبية والزركشات ونقوش الأقداح في السليمانية، ثم انهم تحدثوا عن وسائط النقل والمواصلات والاسواق ونقل البضائع، لا سيّما بالأرماث (رمث = كلك) عبر الأنهار، وكذلك تحدثوا عن قناطر وجسور غير عادية، بل وعجيبة، كجسر الموصل الذي وضع مخططه الهندسي المهندس الپولوني لودڨيك كورڨين واشرف بنفسه على تشييده.

لم يترك السيّاح الپولونيون غير معلومات قليلة فيما يتعلق ببنى وتشكيلات المجتمع الكردي ومعتقدات الكرد الدينية، إلاّ انهم شخّصوا تقسيما اساسياً واضحاً بين طبقة الارستقراطيين الأغنياء وطبقة الفلاحين الفقراء داخل كل قبيلة، وتحدثوا كثيراً عن التشكيلة الپاترياريكية (الأبوية) للأسرة الكردية، والفسحة اللائقة المتروكة لمنزلة المرأة، وكيف ان النسوة جميلات وحيويات نشطات يتحملن وزر الشؤون المنزلية ويقمن ايضا بالأعمال الزراعية والصناعات القطنية. وكذلك تحدث ڨلاديسلاڨ يابلونوڨسكي بعجالة عن تضامن وتعاضد افراد القبيلة الكردية فيما يتعلق بالثأر والإنتقام ودفع الديّة. وتحدث كلا يابلونوڨسكي و برزوزوڨسكي بوضوح ويقين عن روح العدوان والنزاع بين الكرد، والتي طالما ادّت الى حملات الغزو والنهب والقتل، كما تحدثا عن حب الكرد لوطنهم، وكيف ان كرديا تحدث بكل صميمية وحميمية عن الغابات والمروج الخلابة المحيطة براوندوز وكويسنجق. وعدّ برزوزوڨسكي الكرد شعباً مرتبطاً ومتعلقاً بأرضه، فهم لن يسمحوا بخداعهم واستغلالهم وهم يرتابون في الأجانب والغرباء، وفي الوقت نفسه يصبحون اصدقاء حميمين ومضيافين كرماء، أمّا فن الطب الشعبي في تضميد الجرحى فكان ذا اهمية بالغة عند الكرد، وقد شهد برزوزوڨسكي ذلك بنفسه ذلك حينما ضمّد اصدقاؤه الكرد جراحه ذات مرة.

  ويتحدث يابلونوڨسكي و برزوزوڨسكي أكثر وأوضح عن ميل ورغبة الكرد الجارفين الى التسلية واللهو والغناء ورواية الملاحم الطويلة، وكيف ان دبهم تتداوله الأجيال شفاهاً وينتشر بالطريقة نفسها ويحتوي على المزيد من الأساطير والأشعار الشفاهية الرائعة. وقيّض لبرزوزوڨسكي ذات مرة ان يسمع حكاية (ملك الغيلان) الذي كان يعيش في الهند. ويمضي بين حين وآخر مفتشاً شعاب الجبال المحيطة باحثاً عن العصاة والمجرمين، ويعاقبهم بالزلازل!

 ان البحث الذي كتبه يابلونوڨسكي عن الايزيديين في سنجار، بحث مستقل، فهو يتحدث عن وضعهم الديني ومعتقداتهم وعاداتهم وتقاليدهم الدينية وقبورهم، وعلاقاتهم المهزوزة مع المسلمين آنذاك.

  ان المعلومات التي جمعها الپولونيون عن طبيعة حياة الكرد وثقافتهم إبّان القرن التاسع عشر، تعتبر بلا ريب قليلة الى حد ما بالمقارنة مع الدراسات والبحوث المستفيضة والرصينة التي انجزها الانكليز والألمان والروس والإسكندناڨيون، بلْ غير قابلة للمقارنة معها.

  لقد زاد اطلاع الپولونيين على اوضاع الكرد في عقديّ الستينات والسبعينات من القرن العشرين تزامناً مع الاحداث والكوارث التي لحقت بالشعب الكردي.

  وقد تمّ انجاز بحث تمهيدي انثروپولوجي عن الكرد في السنوات (1978- 1980) وكان ميدانه يشمل مناطق زاخو ورانية ودوكان وشرقي آميدي وضواحي پنجوين وغربي اربيل، وقد شمل البحث الكرد العراقيين فقط.

والآن بقي ان نعرف، هل سيتاح للپولونيين أن يزوروا كردستان لاحقاً؟

  أعتقد ان الانثروبولوجيين والسوسيولوجيين والمؤرّخين الكرد سيمكنهم مستقبلاً بكفاح اكثر واكثف واشد حماساً ان يدرسوا ويبحثوا في مجالات الثقافة الكردية؛ فالوقت مناسب جدا وثمة فرصة جيدة لاولئك الكرد الذين نالوا اختصاصاتهم في الجامعات الاوربية والشرقأوسطية؛ ليبحثوا في أوضاع امتهم وما قدمته للحضارة في هذه البقعة من العالم.

هوامش المترجم (امجد شاكلي) عن السويدية الى الكردية:

 

  1. ثبت ژيكيل اسم (ژابا) بالحروف اللاتينية بهذه الصيغة August Koseieza Zaba أي (ئۆگست کۆشسیژا ژابا) بالالفباء الكردية اللاتينية، واعتبره پولونيا وحدد فترة مهمته كدبلوماسي في ارضروم في الفترة (1848- 1866م)، لكن الدكتور كمال مظهر احمد في مقاله (الشرفنامه في الاستكراد السوڨيتي) والمنشور على الصفحة (169) في الترجمة الكردية للـ (الشرفنامه) لهژار موكرياني، والصادرة عن المجمع العلمي الكردي ببغداد عام 1972. يثبت اسم (ژابا) هكذا (اليكسندر ژابا) كذلك على الصفحة 126 وفي الهامش المرقم (44) من كتابه (مێژوو- التأريخ) الصادر ببغداد. وعلى الصفحة 127، حيث يقول د. كمال مظهر:”كان اليكسندر جابا (ژابا) قنصلاً لروسيا لمدة 33 سنة من 1836 وحتى 1869 في مدينة ارضروم العثمانية…”.

وكتب بابا مردوخ روحاني (شيوا) عن ژابا في كتابه (تاريخ مشاهير كرد جـ 2) الصادر بالفارسية عن دار (سروش) عام 1988 في طهران وعلى الصفحة الاولى: ” الكساندر ژابا الذي كان 23 سنة من 1846 حتى 1869 قنصل روسيا في مدينة ارضروم العثمانية قنصلا لروسيا”.

ويقول الاستاذ محمد صالح ابراهيمي (شەیۆڵ) على الصفحة 557 من كتابه (حياة العلماء الكرد في العالم الاسلامي، او خزينة الثقافة والعلم) الصادر سنة 1364 شمسية بطهران: “أ. ژابا الذي كان ابان السنوات (1836- 1869م) قنصل الامبراطورية الروسية في تركيا ارضروم..”

وعليه لا أدري اي البيانات هي الصائبة، ما تفضل بها ژيكيل أم كتابنا!

  1. ولد الملا محمود البايزيدي عام 1797 في شمال كردستان. اضافة الى اللغة الكردية كان ملمّاً  باللغات والآداب العربية والفارسية والتركية، وقد ترجم الكثير من الاشعارعنها الى الكردية، ودوّن الكثير من الملاحم والموروثات الشعبية الكردية. وقد وصلت عن طريق ژابا جميع كتاباته ومخطوطاته الى سانت بطرسبورگ وما زالت محفوظة هناك.

لقد خدم البايزيدي اللغة والتاريخ الكرديين كثيرا، وأنقذ قسما كبيراً من التراث الكردي من الضياع والإنقراض وعن وفاته هنالك مجرد اشارة الى انه عاش حتى اوائل القرن الرابع عشر الهجري، اما سنة وفاته فما زالت مجهولة.

  1. العنوان الكامل لهذا الكتاب بالكردية هو (كتاب عادات ورسوماتنامه طوايفا اكراديه واصول ونظامات كورمانجي..) والذي انتهى البايزيدي من تأليفه في عام 1274 هـ، اي (1858 او 1859م). وقد ترجمته المستكردة الروسية م. ب. رودينكو الى اللغة الروسية ونشرته مع المتن الكردي مشفوعا بمقدمة عام 1963 في موسكو..
  2. الهموند قبيلة كرديّة عرفت بالجرأة والشجاعة وشدة المراس. قدمت في حدود سنة 1700 من منطقة (سنه) واستقرت في منطقة (بازيان) التابعة للسليمانية. وقد ناصرت على الدوام امراء بابان خلال معاركهم ضد ولاة بغداد، وكانت تناهض العثمانيين.
  3. كان (جوامير هموند) احد رؤسائها الاقوياء والمعروف بـ(جوكل هموند). وكان في نزاع دائم مع العثمانيين والقاجاريين، فجرّد القاجاريون عليه حملة كبيرة عام 1886م بقيادة (حسام الملك) وقتلوه. وقد هجّر العثمانيون قبيلة هموند الى طرابلس الغرب وبنغازي في ليبيا، والبعض يقول الى طرابلس الشام. لكن الهموند عادوا بعد فترة الى موطنهم في (بازيان) وهناك من يقول بان بعضهم لم يعد وانما بقي في ليبيا والجزائر ولم يزل حفدتهم يعيشون هنالك.

ولئن ذاع صيت الهموند كقطاع طرق ونهّابين؛ فليس لسوء طباعهم واخلاقهم.. وانما لظروف البؤس والقحط، اضافة الى الأوضاع السيئة لكردستان تحت وطأة الاحتلالين العثماني والقاجاري .

المصدر:

نشرت هذه المقالة مع التعريف بكاتبها المستكرد الپولوني ژيكيل باللغة السويدية في مجلة (Svensk Kurdish Journal) ع 3 سنة 1985م. ثم ترجمها الزميل الاديب المغترب امجد شاكلي الى الكردية ونشرتها مجلة (مەمۆستای کورد- المعلم الكردي) ع 13 شتاء 1991- 1992.

شارك هذا المقال: