الكرد والإسلام – 1

شارك هذا المقال:

مارتن فان برونسين

                                

الترجمة عن الإنكليزية: راج آل محمد

 

 

تُعدُّ اللغة الكردية بعد اللغات العربية والتركية والفارسية اللغة الرابعة في الشرق الأوسط من حيث عدد المتكلمين بها.[i] إذ يتراوح عدد الكرد، وفق أكثر التقديرات تحفظاً، بين 20-25 مليوناً، مما يجعلهم أكبر شعب دون دولة في الشرق الأوسط. لقد لعب عدد من الكرد أدواراً بارزة في تاريخ الإسلام، ولكنهم غالبا لم يثيروا الانتباه لأنهم لم يعّرفوا أنفسهم بأصولهم العرقية بشكل واضح؛ وحينما عبروا عن أنفسهم كتابةً فإنهم فعلوا ذلك بواحدة (أو أكثر) من اللغات المجاورة. إن كردستان، المنطقة الجبلية حيث يعيش معظم الأكراد، اعتًبرت منذ القديم منطقة فاصلة بين المناطق التي تتكلم التركية والعربية والفارسية في العالم الإسلامي. شكلت كردستان، من الناحية السياسية، الحد الخارجي لكل من هذه المناطق الثقافية-السياسية، ولكن كان لها أيضاً دورٌ هامٌ تجسّد في التوسط بينها. إذ كثيراً ما شكّل المثقفون الكرد جسراً بين المأثورات الفكرية في العالم الإسلامي، وقد قدّم العلماء الكرد إسهامات بارزة في الثقافة والأدب الإسلاميين في العربية والتركية إضافة إلى الفارسية.

   على عكس ذلك كان للإسلام تأثير عميق على المجتمع الكردي، حتى في النواحي غير الدينية حيث الحياة السياسية والاجتماعية تبدو وكأنها قد اصطبغت به ظاهرياً. فقد لعبت شبكة المدارس الدينية والطرق الصوفية، كما في بقية المجتمعات القبلية، دوراً في التماسك الاجتماعي وتغلبت على الفرقة والانقسام. وليس من الغرابة بالتالي أنه في أجواء تلك المدارس،حيث التقى الطلاب من مختلف بقاع كردستان ودرسوا بالإضافة إلى العربية والفارسية اللغة الكردية، برزت فكرة الهوية “القومية” الكردية. إن الشعراء الأوائل الذين تباهوا بالتراث الكردي كانوا على صلة وثيقة بـ “المدرسة” ومن خلال تلك المدارس بالذات انتشرت أعمالهم وباتت معروفة. لقد أثمرت الطرق الصوفية عن أنواع من التضامن والتكافل أثرت في التقسيمات القبلية والإقليمية القدر نفسه. فالانتفاضات الكردية الأولى ذات البعد القومي كانت من دون استثناء تقريباً بقيادة شيوخ طرق صوفية.

   كان للإسلام في كردستان طابع مميز نتيجة صِدام المجتمع الكردي مع التعاليم والممارسات الإسلامية ومع الدول المسلمة التي ضمت أجزاءً من كردستان إليها. إن الصراع بين الهرطقة والأصولية (الذي يوجد في أماكن أخرى من العالم) واضح بشكل خاص في كردستان، وسوف نقوم بتحليل لهذا الصراع كمدخل لدراسة الإسلام بشكله الموجود بين الأكراد.

 

الهرطقة والأصولية:

وصل الإسلام إلى الكرد في المراحل المبكرة من توسعه، وسرعان ما اندمجت المراكز المدنية القليلة في كردستان- كـ جزيرة [بن عمر] وأربيل وآمد (ديار بكر)- في عالم المعرفة والحضارة الإسلاميتين. ولكن وبسبب طبيعتها الجبلية، بقيت معظم مناطق كردستان على طرف هذا العالم وأبقت على علاقة متأرجحة مع الإسلام التقليدي المكتسب بالتعلم. من ناحية أخرى برزت بعض مراكز تعلم الإسلام الأصولي في أكثر المناطق عزلة. ولكن، من جهة أخرى، في هذه البيئة الطبيعية بالذات استطاعت الجماعات الدينية المهرطقة أن تعيش أطول إذ التجأت إليها الجماعات والأشخاص الذين اضطُهِدوا لأسباب سياسية ودينية. (وكما في أماكن أخرى، فإن الانشقاق السياسي والهرطقة الدينية يسيران جنباً إلى جنب).

   وهكذا باتت كردستان في حالة تناقض ظاهري؛ فمن جهة أصبحت مركزاً من مراكز الإسلام السني المتشدد (من خلال اعتناق الكرد للمذهب الشافعي المتشدد وليس المذهب الحنفي الأكثر مرونة الذي اعتنقه محيطهم العربي والتركي) ومن جهة أخرى باتت موطناً لإحدى أكثر الجماعات الدينية هرطقة في الشرق الأوسط. فقد ظهر الدينان اليزيدي وأهل الحق في وسط وجنوب كردستان على التوالي. في الوقت الذي لم يكن للدين الأول مشايعين غير الكرد، وجد الدين الثاني قبولاً كبيراً بين الجماعات الإثنية في إيران، ولكن في كردستان وحدها يقاوم الجهود الرامية إلى أسلمَته. إن إيمان وممارسات القزلباش أو العلويين في تركيا اليوم تُظهر نقاط تشابه كثيرة مع معتقدات اليزيديين وأهل الحق. وحتى بين العلويين أيضا فإن الجماعات الكردية على العموم تكون الأكثر بعداً عن الإسلام التقليدي من الجماعات التركية.

إن التناقض الظاهري الذي ذُكِر الآن يتجلى في وجود نوعين متناقضين من الإجحاف بحق الكرد. الإجحاف الأول يتمثل في اعتبار الكرد مسلمين سنة متزمتين ومتدينين متعصبين، والآخر بالكاد يعترف بإسلامهم. والمثل القائل “مقارنة مع الكافر –وفي رواية أخرى مع الجمل- يُعتبر الكردي مسلماً” يمكن سماعه في اللغات المختلفة للمنطقة. أنواع الإجحاف هذه لا بد وأنها تشير إلى طبقات الكرد المختلفة، أي المدنيين وفي أوقات سابقة إلى الكرد الريفيين عموماً.

   ربما يكون مؤشراً ذا دلالة هامة أن أول عالم مسلم ذي أصول كردية تم ذكره في المصادر العربية وهو شخص يُدعى مهدي ب. ميمون عاش في القرن الثاني للهجرة /الثامن للميلاد لا يُوصف بأنه كردي بل ابن لكردي[ii]. في القرن الثالث الهجري /التاسع الميلادي نجد حالة مشابهة مع جامع أحاديث نبوية في بغداد الذي عُرف بـ “ابن الكردي”[iii]. وهذا يُظهر نوعاً من التناقض بين كون المرء كردياً وكونه عالما مدينياً- في المصادر العربية المبكرة يبدو أن مصطلح “الكردي” يشير إلى البداوة. ولكن بعد وقت ليس بطويل نجد عدة علماء يُعرّفون صراحة كأكراد[iv]. ولكن بعد ذلك نسمع عن مراكز دينية في كردستان تجذب الطلاب من أماكن أخرى. من أوائل المعلمين الكرد الذين حازوا شهرة عالمية هو الصوفي عمار بن ياسر البدليسي (توفي حوالي عام 600/1200) الذي يُعتبر المعلم الأول لـ (نجم الدين كبرى)، مؤسس طريقة الكبراوية الصوفية[v].عمار كان جزءً من شبكة صوفية شملت كل من بغداد والقاهرة وبلدات أخرى في إيران ولكنه عاش وعلّم في بدليس.

   ويدعي الكثير من الكرد أن الشيخ ذا الشعبية الكبيرة “عبد القادر الكيلاني” (توفي 561/1166) صاحب الطريقة القادرية كان كردياً أيضاً، وأنه ليس من جيلان الواقعة في شمالي إيران (كما يُعتقد) بل هو من منطقة تحمل الاسم نفسه في جنوبي كردستان، إلى الغرب من كرمنشاه. لكنه قضى معظم حياته في بغداد ويبدو أن لا أحد من معاصريه اعتبره كردياً.مع ذلك، هناك صلات كردية به فمعلم معلمه كان شخصاً يدعى علي هكاري (توفي سنة486/1093) نسبة إلى هكاري في قلب كردستان[vi]، وقد استقرت عائلة ذات نفوذ من الشيوخ والعلماء الكرد وترجع نسبها إلى عبدالقادر في منطقة شمدينان قرب هكاري[vii]. إن للطريقة القادرية أتباعاً كثراً.

ويمثل الشيخ عدي بن مسافر (توفي سنة 557/1162) بخاصة حالة مثيرة إذ أنه يشكل صلة الوصل بين الأصولية والهرطقة في كردستان. وُلد عدي في لبنان ودرس في بغداد حيث يبدو أنه تعرف على الشيخ عبدالقادر الكيلاني. بعد ذلك اختار العزلة في وادي لالش وسط كردستان حيث أسس طريقة صوفية.ويبدو من كتاباته الباقية أنه كان مسلماً سنياً تقليدياً. ولكن بمرور الوقت،أصبح ضريحه المكان المقدس الأول لدي اليزيديين، وبات الشيخ عدي نفسه تجسيداً للروح الأكثر قدسية من بين آلهتهم.[viii] إن يزيديي اليوم يشعرون بإحباط شديد حينما يسمعون المستشرقين وهم يصرحون بأن الشيخ عدياً لم يبشر سوى للإسلام السني، الدين الذي عانوا منه الأمرّين.

   والشيخ عدي ليس حالة نادرة في هذا المجال. فالضريح الذي يعتبر الأكثر قدسية لدى أهل الحق هو للوليّ بابا يادكار في قرية سرنه في جبال دالِهو غرب كرمنشاه. إن بابا يادكار  تجسيد لما يسمى بـ  haft tan  أي الملائكة السبعة التي تُظهر نفسها في كل دور من أدوار تاريخ أهل الحق المقدس. و بابا يادكار، بحسب أساطير أهل الحق، يعتبر ابناً روحياً وخليفةَ (سلطان ساهاك)، مؤسس الدين والذي يعُتبر بدوره تجسيداً لله. ولكن ثمة مؤشر على أن بابا يادكار كان خلال حياته شيخاً متصوفاً. فهناك وثيقة “وقف” تشير إلى أن قطعة أرض قد مُنحت له من قبل كردي مسلم في 933/1526 تمت صياغتها في محكمة شرعية وبحضور شهود مسلمين[ix]. أما بالنسبة لـ (سلطان ساهاك) فإن أساطير أهل الحق تعتبره ابناً لشخص يسمى سيد عيسى جاء مع أخيه موسى من همدان واستقرا في منطقة هورامان. والمثير في الموضوع أن عائلة البرزنجي، أكثر عائلات السنة من الشيوخ والعلماء نفوذا في جنوبي كردستان، تُرجِع نسبها إلى السيد عيسى نفسه[x].

   وهكذا يبدو أن كلاً من الديانتين اليزيدية والعلي إلهية (أهل الحق) قد ظهرت في جماعة من المتصوفين غير الأصوليين تماماً ممن عاشوا وسط سكان كانوا يؤمنون بأديان ومعتقدات ما قبل إسلامية (إيرانية على الأغلب). هذه الجماعات الصوفية ربما مارست تأثيراً في أسلَمة محيط أوسع، ولكن الأجيال اللاحقة أدخلت عناصر محلية أكثر (وربما عناصر أجنبية أيضاً)[xi]في منظومة المعتقدات والطقوس مما أدى إلى التشكيلات الدينية الحالية المميزة.

   وقد سُجِلت حالات ردة مشابهة من الأصولية إلى الهرطقة في وقت قريب ترجع إلى القرن الحالي.[xii] حيث حصل ذلك في العديد من الفروع المحلية للطريقة الصوفية النقشبندية، التي تتصف بشكل عام أنها تكّيف الشريعة وفقاً للظروف. إن الميل لأن يكون منصب الشيخ وراثياً لدى كثير من الفروع الكردية للطريقة، قد عزلها عن شبكة الطريقة النفشبندية الكبيرة والتي يبدو أنها سهلّت مثل هذه “الردات”. فقد أعلن الكثير من شيوخ برزان عن أنفسهم على أنهم “المهدي” وقادوا ثورات مناوئة للحكومة، ففي العشرينيات [من القرن الماضي] وصف الشيخ أحمد (الذي وصفته المصادر المعادية بـ “نصف مجنون”) نفسه بالإله وحلل أكل لحم الخنزير.[xiii] ربما يجب اعتبار هذا التصرف الأخير على أنه انقلاب على السلوك العادي الذي يلازم الحركات المسيحية. وقد ظهرت نزعات تتناقض مع المبادئ الأخلاقية [الإسلامية] عند أتباع شيخ نقشبندي آخر هو عبد الكريم من سركلو في منطقة السليمانية حيث شوهد الرجال والنساء يستحمون سوية في بركة الجامع، بل حتى سُمِح للكلاب بالدخول فيها (وهو مناقض تماما للمفهوم الإسلامي عن الطهارة)، وكان الرجال يرتدون كالنساء، واعتُبِرت النساء والبضائع ملكيات مشتركة داخل الجماعة. وقد تطور هذا الفرع إلى فِرقة مهرطقة عُرِفت باسم (حقا) التي لا تزال موجودة حتى الوقت الحاضر.[xiv]

في أوائل القرن السادس عشر وقعت معظم مناطق كردستان تحت الحكم العثماني في أعقاب فترة مضطربة انتقلت خلالها من يد إمبراطورية بدوية إلى أخرى بدءاً بـ (قره قوينليه) و(آق قوينليه) وانتهاءً بالدولة الصفوية الناشئة بقيادة الشيخ إسماعيل ذي الشخصية الكريزماتية.أثناء المواجهة التي وقعت بين الإمبراطورية العثمانية (السنية) بقيادة السلطان سليم الأول والمهرطقين القزلباش (كما سُمي أتباع الشيخ إسماعيل بسبب القبعة الحمراء التي وضعوها على رؤوسهم)، وقف معظم حكام الإمارات المحلية مع العثمانيين. ومقابل درجة عالية من الحكم الذاتي قبلوا السيادة الرسمية للسلطان العثماني وانضموا إلى العمل العسكري ضد القزلباش.[xv]

   إن المؤرخين العثمانيين مجمِعون على أن الكرد تحالفوا مع العثمانيين لأنهم مسلمون سنة مخلصين ولذلك كانوا مناوئين بقوة للصفويين المهرطقين. ولكن هذا الادعاء، كما أعتقد، غير صحيح لأسباب كثيرة.إن أغلب الروايات التالية للأحداث تعتمد إلى حد كبير على تلك التي أعطاها شخص توسط في الاتفاقات بين الأسر الكردية الحاكمة والإمبراطورية العثمانية، ألا وهو العالم والدبلوماسي إدريس البدليسي. ربما أكد البدليسي، وهو كردي، كثيراً على أصولية الكرد الدينية لكي يُقنع السلطان بولاءاتهم السياسية. ونرى التوكيد ذاته على كون الكرد مسلمين سنة مخلصين في كتاب (الشرفنامه)، الذي كتبه بعد قرن تقريباً الأمير الكردي شرف خان البدليسي. لقد أمضى شرف خان قسماً من حياته في إيران في خدمة الصفويين، قبل أن يسلم نفسه للسلطان ويُسمح له بالعودة إلى بدليس، وقد كانت له أسباب وجيهة في أن يؤكد على أن الولاءات الدينية تربط الكرد بالأتراك. ولكن في الواقع هناك مؤشرات على أنه لم يكن هناك فقط أعداد كبيرة من اليزيديين بين أكراد القرن السادس عشر، ولكن أيضاً أتباع لفرق مهرطقة أخرى، بما فيها القزلباش[xvi].

   في الوقت الحاضر هناك نسبة كبيرة من أكراد تركية من القزلباش-العلويين. وفي الوقت الحاضر أيضا هناك هوة اجتماعية سحيقة تفصل بين الكرد العلويين والكرد السنة، ولكن يبدو أن الحدود بين العلويين والسنة قد حُددت بشكل أقل حدةً بكثير في الماضي ومناطق التقاطع للحدود مألوفة نسبياً. يتألف العلويون الأكراد، مثل العلويين الأتراك الأكثر عدداً،  من عدد من الطوائف الثانوية المتميزة من حيث طقوسها ومعتقداتها ودرجة تأقلمها مع الإسلام الرسمي. وهناك فروع أخرى للقزلباش في جزء آخر من كردستان، ونعني بهم جماعة “الشبك” المحيّرة وقزلباش كركوك. على الرغم من انعزالهم عن علويي الأناضول وتفاعلهم الاجتماعي الشديد مع أهل الحق واليزيديين، لا يزال الشبك يحتفظون بهويتهم القزلباشية وينطبق الشيء ذاته على جماعة كركوك باعتبار أنها لا تزال تحمل الاسم ذاته.[xvii]

   ثمة نقاط تشابه كثيرة وجديرة بالملاحظة في المعتقدات والطقوس بين الدين العلوي-القزلباشي (وخاصة بشكله الموجود بين الكرد) من جهة وديانتا أهل الحق واليزيدية من جهة أخرى.ففي الأديان الثلاثة هناك طقوس لا يمكن أن يقوم بها أحد سوى أناس معينين ذوو أنساب مقدسة يدعون تحدّرهم من قديسين ارتبط اسمهم بإيجاد أساطير هذه الأديان. لقد كان أهل الحق في جنوبي كردستان على اتصال مع اليزيديين والعلويين وقد أخذوا عنهم عناصر وأضافوها إلى معتقداتهم وأساطيرهم. ويبدو أن بعض الجماعات العلوية قد أخذت الكثير عن اليزيدية. ويبدو أن الديانات الثلاثة قد اعتمدت على مأثورات عدد من الديانات الأقدم.[xviii]



[i] أستعمل “اللغة الكردية” في هذه الورقة بمعناه الواسع لتشمل اللغتين المرتبطتين بها ولكن المميزتين عنها: الزازية والكورانية، حيث يُعد متكلموها جزءً من المجتمع الكردي الكبير واعتبروا بالتالي أكراداً. ورغم أنه في السنوات الأخيرة هناك ميل بين المتكلمين يالزازية على اعتبار أنفسهم مختلفين عن الكرد، إلا أن معظم مصادر التاريخ المدوّنة تعتبر الكردية والزازية والكورانية جزءا، وإن لم يكن متجانساً، من مرّكب ثقافي واحد.

[ii] مهدي ب. ميمون (توفي بين سنة 172/188-9) قد ذُكر في معاجم الأعلام المبكرة وأول تلك المعاجم هي طبقات ابن سعد المجلد السابع ص280 حيث يقول “كان ميمون كردياً). هذه المعلومة قدمها مشكوراً جون نواس  John Nawas  من جامعة أوتريخت.

[iii] ابو ناصر محمد، مشهور بـ “ابن الكردي”، ذُكر في تاريخ بغداد اقتبسه بابا مردوخ روحاني في (تاريخ مشاهير الكرد) المجلد الأول (طهران 1364/1985)، ص6.

[iv]  يعدد مردوخ روحاني عدة علماء كرد من القرون الأربعة الأولى للإسلام (ص1-20) ، ولكن في معظم الحالات يكون مردوخ هو الذي ينسب إليهم القومية الكردية وليس مصادره. إن نسبة كبيرة من هؤلاء يأتون من دناور، وهذا لا يجعلهم كرداً بالضرورة. أقدم مؤلف عُرف بأنه كردي بشكل واضح جاء في كتاب كارل بروكلمان Geschichte der arabischen Litteratur  هو أبو يوسف يعقوب ب.أ. الكردي الذي توفي في 474/1082 ولكنه كتب دراسة عن فقه اللغة وليس كتاباً دينياً.

[v] حول عمار بن ياسر الذي كان أيضا طالباً لدى أبو النجيب سهراوردي انظر  Die Fawa’ih al-gamal wa-faatih al-glal des Nagm ad-Din al-Kubra (Wiesbaden:Steiner, 1957)  ص19-23. بعد أربعة قرون من موته يُذكر الشيخ عمار بن ياسر باعتزاز في كتاب (الشرفنامه) الذي كتبه أمير بدليس، شرف خان  (ed. V. Véliaminof-Zernof, tome I, Petersburg, 1860, p.342; trad. B. Charmoy, tome II/I, Petersburg 1873, p.208)

[vi] للإطلاع على موجز حياة علي هكاري انظر: مردوخ روحاني: تاريخ مشاهير الكرد، المجلد الأول. بعد عدة قرون نجد علماء في كردستان يتفاخرون بنسبهم إلى هذا الصوفي اللامع، مثل الباطني شمسي بدليسي الذي عاش في القرن الثامن عشر.  (M. Kemal Gündogdu & Azmi Gündogdu, Sems-i Bitlisi, Ankara, Türkiye Dyanet Vakfi, 1992,p.4)

[vii] حول هذه العائلة أو أسياد النهري انظر: باسيل نيكيتين: الكرد: دراسة سوسيولوجية وتاريخية (باريس، 1956) ص211-4، ومارتن فان برونسين (سادات نهري أو كيلانزاد وسط كردستان، دورية حول تاريخ الصوفية رقم 1 (2000)

[viii] Rudolf Frank, Scheich ‘Adi, der grosse Heilge der Jezîdîs (Berlin,1911); Philip Kreyenbroek, Yezidism-its background observances and textual traditions (Lewiston, NY: Mellen Research publications, 1995)

[ix]  M. Mokri, “Étude d’un titre de propriété du début du XVIe siécle provenant du Kurdistan”, in: M. Mokri, contribution scientifique aux etudes iraniennes (Paris: Klincksieck, 1970), pp303-330

[x] سلسلة نسب عائلة البرزنجي مستل باختصار من  السير ادمونز، الكرد والترك والعرب Oxford University Press, 1957)) ص69-71. ويناقش ادمونز كذلك شجرة عائلة من أسياد كاكائي (أهل الحق) التي تدعي أنها سليلة (سلطان ساهاك )وبالتالي من السيد عيسى (المرجع السابق، ص188-9) قارن محمد رؤوف توكلي، تاريخ التصوف في كردستان، (طهران بدون تاريخ [تقريباً 1980])و ص133-157.

[xi] لفت جان بول رو  Jean-Paul Roux  الأنظار إلى حقيقة وجود أفكار دينية في مجموعة أساطير أهل الحق تعود أصولها إلى التركية:  “Les Fidéles de Vérité et les croyances religieuses trucs”, Revue de l’histoire des religions 175 (1969),61-95

[xii]  كُتب البحث في عام 1999 كورقة عمل إلى مشروع دراسات المنطقة الإسلامية، طوكيو، اليابان. (المترجم)

[xiii]  B. Nikitine, “Les Kurdes racontés par eux-mêmes”, L’Asie Francaise No.231 (mai,1925)pp148-157;  The Kurds, an historical and political study (London: Oxford University Press, 1966)pp.117-118.

[xiv] هناك ملاحظات أولية في كتاب ادمونمدز الآنف الذكر ص204-6. قارن ذلك مع مصطفى عسكري  Awirdaneweyek le bizûtnewey “Heqe””نظرة إلى حركة حقا” حرره محمد ملا كريم (بغداد: ألا، 1983).

[xv] انظر مارتن فان برونسين، “الفتح العثماني لديار بكر والتنظيم الإداري للإقليم في القرنين السادس عشر والسابع عشر” في كتاب أوليا جلبي في ديار بكر (ليدن، بريل، 1988)ص13-28، وللمؤلف نفسه، الآغا والشيخ والدولة البنى الاجتماعية والسياسية لكردستان (لندن، 1992) 131-161.

[xvi] انظر مارتن فان  برونسين  “Aslini inkar eden haramzadedir!”  “مناقشة لمسألة الهوية القومية للكرد العلويين” في  K. Kehl-Bodrogi, B. Kellner-Heinkele and A. Otter-Beaujean (eds),  الجماعات الدينية التوفيقية في الشرق الأدني (ليدن: بريل، 1997) ص1-23.

[xvii] أهم مصدر عن الشبك هو : عبدالحميد الصراف، الشبك من الفرق الغلاة في العراق (بغداد مطبعة المعارف، 1945) قارن مع مارتن فان برونسين ” الشبك وجماعة القزلباش في كردستان العراق”،  “Les Annales de l’Auttre Islam 5 (1998)185-196. وحول قزلباش كركوك انظر: ادموندز الكرد والترك والعرب ص268-9.

[xviii] لقد نوقشت نقاط التشابه بين اليزيدية وأهل الحق والعلوية إلى حد ما في:  Philip G. Kreyenbroek, ” On the study of some heterodox sects in Kurdistan”, Les Annales de l’Autre Islam 5 (1998), 163-184.

شارك هذا المقال: