نشأة الحزب الديمقراطي الكُردي

شارك هذا المقال:

نشأة الحزب الديمقراطي الكُردي

من الضروري لفهم دور الحزب الديمقراطي الكُردي في سوريا تتبع ظروف نشأته وتكوين لجانه وبرنامجه وهيكله والتعرض لطبيعة أعضاء هذا الحزب الإجتماعية والإقتصادية كما سيلى.

 

ظروف النشأة:-

ما إن انتهت الحرب العالمية الأولى(1914-1918م) وقعت سورية تحت الإنتداب الفرنسي بموجب مؤتمر سان ريمو عام 1920م([1])  وتطبيقًا لبنود معاهدة لوزان عام 1923م([2])  أُلحقت المناطق التي يقطنها الكُرد بالأراضي السورية وأُطلق عليها فيما بعد تسمية (كُردستان الجنوبية الغربية)، وبهذا بدأت بوادر القضية الكُردية في سوريا([3]) .

ولم تمنح سلطات الإنتداب الفرنسية الكُرد الحق في إلحاق جزء من بلادهم بمنطقة النفوذ الفرنسي بموجب إتفاقية سايكس بيكو  1916م([4]) ، وبالرغم من أنها منحت الأقليات الدينية والطائفية كيانات خاصة بهم، ومع إن الكُرد قد تعاونوا معها في فترة مُبكرة من خلال تحرك بعض العشائر الكُردية الموجودة في منطقة الجزيرة للإستفادة من الوجود الفرنسي للقيام بالعمليات العسكرية ضد عدوتها التقليدية تركيا وذلك بتطهير المنطقة من الأتراك، إلا أن فترة التعاون هذه قصيرة وأنتهت بمجرد ظهور بوادر تحسن العلاقات الفرنسية التركية بموجب إتفاقية أنقرة في 20أكتوبر1921م([5])، حيث طلبت السلطات الفرنسية من رؤساء العشائر الكُردية إلقاء أسلحتهم وعدم إزعاج الأتراك([6]) .

وقد ساهم الكُرد كلبنة في بنيان المجتمع السوري في التطورات والتغيرات التي طرأت على هذا المجتمع، بالتخلص من الإنتداب من خلال مبادرة الأخوين (نجيب وأحمد أغا)، بأول حركة مقاومة للكُرد السوريين ضد الفرنسيين بالقرب من تلكلخ في ديسمبر1919م([7]) .

وفي ديسمبر 1920م اندلعت  إنتفاضة جديدة  في حلب بشمال سوريا في منطقة اللاذقية، إمتدت في المناطق الواقعة بين الأسكندرونة و حلب خاصة جبل الأكراد وجبل الزاوية الذي كان مقر لقائد الثوار إبراهيم هنانو([8]) الذي استطاع بمعاونة أصحابه تحرير بعض المناطق([9]) وكانت أشد المواجهات ضد الفرنسيين في فترة مارس- يونيو 1921م حيث أخمد جذوة الإنتفاضة الممتدة من حماة لسواحل البحر المتوسط مستخدمين الطائرات وقوات المشاة وفي يوليو 1921م تم إخماد حركة الفلاحين في حلب وكان قائد الحركة إبراهيم هنانو المعروف بأبي الوطنية([10])، الذي اضطر إلى اللجوء إلى شرق الأردن، وعقب ذلك تم إلقاء القبض عليه من قبل الإنجليز الذين سلموه إلى السلطات الفرنسية([11])، ولم يكن إبراهيم هنانو القائد الوحيد بل كان هناك (محو ججو- Mhho gugo) الذي شارك إبراهيم هنانو في إطلاق  ثورة جبل الزاوية ضد الفرنسيين([12]).

وفي يوليو 1923م إندلعت إنتفاضة أخرى سُميت إنتفاضة (بياندور-Pyandor) القرية ذات الطابع الزراعي الواقعة شرق مدينة قامشلي([13])، وكان السبب المباشر لإندلاعها إستفزاز قائمقامها  للأهالي بدعم من السلطات الفرنسية([14]) .

وكانت مشاركة الكُرد بكثافة وفعالية في الثورة السورية الكُبرى 1925م([15])، حينما قام أحمد برافي ([16]) بقيادة الكفاح المسلح في دمشق والغوطة تأكيدًا للتلاحم الكفاحي بين العرب والكُرد([17]).

كما شارك الكُرد في تأسيس الكتلة الوطنية عقب الثورة السورية الكبرى وتم إختيار إبراهيم هنانو لرئاستها وإُنتخب الكُردي محمد العابد ([18]) في الجلسة التأسيسية ليكون أول رئيس سوري منتخب في ظل الإنتداب الفرنسي، وتم إقرار دستور للبلاد سنة 1930م، وعندما طرح الكُرد مطالبهم بالحكم الذاتي لم تلقي لها سلطات الإنتداب آذانًا صاغية ولم يشجع الحكم الذاتي في هذا الجزء من سوريا ويعود ذلك لظروف الدول الإقليمية المتآخمة لحدودها([19]) .

 

نشوء التنظيمات السياسية والثقافية الكُردية: –

كان الشعور القومي لدى ابناء الشعب الكُردي في سوريا موجودًا منذ مطلع القرن العشرين أي قبل إلحاق هذا الجزء من كُردستان بالدولة السورية، وتعدُ جريدة كُردستان والتي تأسست في 22 أبريل 1898م أول صحيفة نجحت في إشعار الكُرد السوريين بتميزهم، فهي تُعد أولى الجرائد الكُردية المعروفة([20])، والتي عملت على نقل شرارة الشعور القومي إلى السوريين، وعلى الرغم من أن تلك المرحلة تُعد مرحلة مُبكرة من التاريخ السوري الحديث، إذ لم تكن سوريا الحديثة قد تكونت على أنقاض عدة ولايات عثمانية([21])، وتضم كذلك مناطق من كُردستان، وكانت الدوائر الغربية وبخاصة البريطانية منها قد دأبت على تسميتها بكُردستان الغربية([22])، ومن بين الإشارات الواضحة على تمسك سكان الحي الكُردي في دمشق بأصلهم التاريخي الرسالة التي كتبها أحد سكانه، والتي تم نشرها على الصفحات الأولى للعدد الثالث من جريدة كُردستان، ومما جاء فيها أن كاتبها كان قد إبتاع عدد من الجريدة وجمع حوله عدد من الكُرد لقراءتها وحين علموا أنها تُدعي كُردستان وأن أميرهم يقوم على إصدارها لم تسعهم الدنيا من الغبطة والفرح([23]) .

ولم يقتصر دور الكُرد السوريين على قراءة أعداد جريدة كُردستان وإبتياع أعدادها وقراءتها على شكل تجمعات فحسب، بل تعدي ذلك إلى أن الحي الكُردي بدمشق أصبح من أهم أماكن استقطاب وتوزيع الجريدة وقتذاك، وكان يتم توزيعها في مختلف مناطق كُردستان وخارجها ([24]) .

وقد تأصلت الوطنية لدى الكُرد السوريين مع بدايات القرن العشرين، فقد تقدم مشروعهم نحو الأمام مع صدور صحيفة كُرد، والتي كانت من نتائج الإنقلاب الدستوري العثماني في 23 يوليو 1908م، فما أن أُعلن عن الدستور رغمًا عن السلطان عبدالحميد الثاني (1867-1909م)، حتى ظهرت أول جمعية سياسية كُردية باسم (كُرد تعاون وترقي جمعيتي)، وصدر العدد الأول في 22 نوفمبر 1908م([25])، ويبدو التأثر الكُردي السوري ملحوظا بها من خلال المشاركات التي تقدمت بها شخصيات معروفة([26])، ومن بين تلك الشخصيات التي لا يمكن إنكار دورها حاجو آغا هفيركي (Hhaco agha hîvrikî) رئيس عشائر هفيركا، إحدى العشائر التي قُسمت أراضيها بعد نرسيم الحدود (السورية – التركية)([27]) .

ومن العوامل الأخرى التي دفعت ببذرة الفكر القومي إلى الترسخ في الذهنية الجماعية للكُرد السوريين وجعلتهم يشعرون بتميزهم وأهمية البحث عن هويتهم الخاصة بهم  في تلك المرحلة المُبكرة، وقامت  مجموعة من الكُرد السوريين في مدينة حلب التي كانت تعج بهم، بطبع أعداد من مقال مطول بحث في مسألة استقلال كُردستان تحت عنوان (خطاب مفتوح إلى أكراد شمال كُردستان وجنوبها) الذي تم نشره في جريدة (المفيد الدمشقية) في 19 مارس 1919م، قام بكتابته كل من (خيرالدين الزركلي ويوسف حيدر) (ذوي الأصول الكُردية)، وبعد طبع المقال على شكل كراس وُزع بشكل واسع ومجانًا في مناطق حلب، تركزت فحواه على إظهار الأسف على عدم إهتمام الكُرد بالأمور السياسية، وعدم إهتمامهم كذلك بتصريحات الرئيس الأمريكي (ولسن) الذي بشر بحق الشعوب في تقرير مصيرها ووجوب رفع الظلم والحيف عن كاهلها كما نوه إلى أن العرب قاموا بالثورة في وجه الأتراك، وماعلى الكُرد إلا الاقتداء بهم وعدم التأثر بالدعوات العثمانية الرامية إلى بقاء الكُرد تحت سيطرتهم دائما والجدير بالملاحظة أن مقال الأكراد المذكور آنفًا، لم يُوزع في مناطق الكُرد السوريين فقط، بل تم نشره على نطاق واسع في المناطق الكُردستانية الأخرى([28]) .

وقد عد الكُرد السوريون أنفسهم جزءًا من المشروع الكُردي بصيغته العامة، وشكل شمال كُردستان القاعدة الأساسية له، ولم تكن تلك القناعة وليدة الفراغ أو اجتهاد نظري بقدر ما كانت نتيجة واقعية استندت إلى جملة من العوامل يأتي في مقدمتها، أن الحدود الرسمية التي قسمت بموجبها كُردستان رغمًا عن إرادة شعبها بين دول الجوار وبتشجيع من الدوائر الغربية، لم تكن قد توضحت بعد، وبالإستناد إلى ذلك لم تكن هناك حدود فاصلة أو موانع طبيعية تمنع من التواصل على شكل أفراد وعشائر([29]) .

وما يعزز ذلك التوجه، أن معظم العشائر التي عاشت في مرابعها الطبيعية التاريخية، ثم تم تقسيمها إلى قسمين، أحدهما يعيش على الجانب التركي والآخر على الجانب السوري، بعد أن تم رسم الحدود بينهما وهي أرض سادتها العشائر الكُردية صاحبة السلطة الفعلية، بوصفها ملكًا خاصًا لها، وبناءً على ذلك، كان من الطبيعي أن تنتقل العشائر والشخصيات من شمال كُردستان إلى الجنوب، لاسيما بعد أن أصبحت الحياة في ظل العقلية الكمالية وفرضها لتهيمن بالقوة أمرًا لايُطاق من جانب مختلف الشرائح الكُردية هناك، ومع أن تلك العمليات كانت بسبب الإرهاب التركي المنظم، فانها كانت مؤشرًا لحالة من الهجرة الداخلية الكُردية، إذ كانت البيئة والشعب الكُرديين والنظام الحاكم وحده كان الغريب، والدليل على ذلك أن العشائر التي انتقلت من مرابعها في شمال خط الحدود إلى الجنوب، وكذلك الشخصيات الكُردية لم تشعر بالغربة فأجواء الشمال والجنوب، كانت هي نفسها، باستثناء طبيعة النظام في كل من الدولتين([30])، كما تأسست مجموعة من النوادي والجمعيات والروابط وصدرت الجرائد والمجلات للتمسك والدفاع عن القومية الكُردية مهدت لنشأة وتأسيس الحزب الديمقراطي الكُردي في البلاد.

 

  • الجمعيات الكُردية

وقد تأسست عدة جمعيات لعبت دورًا هامًا في التمهيد لتأسيس الحزب الديمقراطي الكُردي ومنها خويبون، التعاون، الأمل، إحياء، الثقافة، التقدم، الشباب، المعرفة، والطلاب وأخيرًا الحرية.

وكانت البداية(جمعية خويبون) التي تأسست في 5 أكتوبر 1927م على يد 13 من زعماء الكُرد ذوي الإنتماءات الاجتماعية والسياسية المختلفة منهم رؤساء عشائر وملاك وأغوات ومثقفين ومندوبي عدد من الجمعيات والأحزاب الكُردية([31]) ، منهم جلادت بدرخان بك وممدوح سليم وعلي رضا الشيخ سعيد وحاجو آغا وآخرين([32])، ويرجع تأسيسه لما حل بكُردستان من الكوارث عقب قمع إنتفاضة 1925م وما اتخذته الدولة التركية من التدابير القمعية حيال السكان الكُرد([33])، فبدأ التأثر الكُردي السوري علي الرغم من أن التنظيم أعلن أن جهوده موجهة نحو كُردستان الشمالية ويُكتفي بما للكُرد السوريين من حقوق يتمتعون بها تحت الإنتداب الفرنسي، رغبة من قادة التنظيم عدم إزعاج الفرنسيين وتعكير صفو علاقاتهم مع الحكومة الكمالية، مع إن الكُرد السوريين وقادتهم العشائريين وغيرهم من مكونات المجتمع الكُردي السوري، كانوا السند القوي للتنظيم فبقدر ما كانت الفكرة القومية مفيدة للكُرد السوريين، كانوا قوة فعالة في إدارة مفاصل التنظيم البنيوية الفكرية ببعديه الكُردستاني العام والسوري الخاص، لتنظيم قومي يسعى لتحريك القضية الكُردية ([34]) .

خلاصة الأمر، يمكن القول أن تجليات الوعي القومي هي الأكثر قيمة في وعي الناس وإحساسهم بأنهم ينتمون إلى هذا الجنس أو ذاك، سواءً كان ذاك الإحساس خاطئًا أم مصيبًا، أن المشهد السياسي في الجزء الملحق بسوريا من كُردستان، قد شرب من روافد فكرية قومية راسخة تمتد جذورها إلى جهود الشخصيات الكُردستانية، التي كان لها دور مهم في المساهمة في تشكيل أولى التنظيمات والجمعيات القومية الكُردستانية بعد الإنقلاب العثماني مباشرة، وهي نفسها التي أسست تنظيم خويبون ولعبت دورًا مميزًا في تهيئة الأرضية الخصبة والملائمة في آن واحد، لنمو وتشكيل نوادي وجمعيات عدة أتخذت تسميات مختلفة ثقافية واجتماعية وعملت لصالح الدفاع عن القضية الكُردية في سوريا.

كما تأسست جمعية التعاون ومساعدة الفقراء (ضظاتا ئاريكاريَ ذ بونا كرديَن بلنطاز) في كُردستان – سوريا في أواسط سنة 1932م، ومركزها مدينة الحسكة والتي كانت شكلاً من أشكال النشاط الاجتماعي لتنظيم خويبون القومي([35])، حيث كان المؤسسون أعضاء في جمعية خويبون ومن الذين لجأوا إلي شمال سوريا، بعد فشل إنتفاضة الشيخ سعيد وآكري داغ، ومنهم حسن حاجو آغا، عارف عباس، جكرخوين، الدكتور أحمد نافذ، المناضل عبد الرحمن علي يونس، حمزة بك، أمين أحمد بريخاني، وعثمان صبري ….الخ وتهدف الجمعية إلى تحسين الأوضاع المعيشية والصحية والتعليمية للفقراء الكُرد، والاهتمام بالقضايا الاجتماعية بناء المستشفيات، فتح المدارس، صناديق التعاون للمحتاجين…. وطلبت الجمعية المساعدة من أغنياء الكُرد، وقد انتشرت فروع الجمعية في أغلب المناطق في الجزيرة، والمناطق الكُردية الأخرى، وكان لها الفضل في تشجيع الشباب الأكراد على تنظيم دورات لتعليم اللغة ونشر الوعي بين أبناء الكرد وفتح النوادى الثقافية والرياضية واستنهاض الشعور القومي بين الشباب ([36]).

وشهد عام 1937م تأسيس جمعية الأمل (كؤمةلاَ هيَظي) في دمشق، بهدف إيقاظ وعي الشباب الكُردي في سوريا وتنبيههم إلى ضرورة إيجاد تنظيم سياسي حقيقي يلم شملهم في إطار واحد، وإنضم إلى هذه الجمعية الطلبة الكُرد وأخرين من الحي الكُردي وتألفت من خمسة عشر عضوًا([37])، ونشرت المذكرات بشأن ما يعانيه الشعب الكُردي في سوريا من الصعوبات وتم تسليمها إلى السفارات الأجنبية وفي عصبة الأمم المتحدة، ولعبت دورًا مهمًا في الأنشطة الأدبية والرياضية وشجعت على تأسيس المنتديات والأحزاب السرية التي ساهمت في 1957م على تأسيس الحزب الديمقراطي الكُردي في سوريا (البارتي)([38]) .

وتألفت جمعية التقدم (كؤمةلا ثيَشةظةضوون) من الشخصيات التي كانت تنتمي لتنظيم خويبون، وهى بذلك تُعد امتدادًا له وحاملة لمعظم أفكاره، وترأس الجمعية قدري بك جميل باشا وأصبح قدري جان سكرتيرًا للجمعية، وكانت رغبة زعماء الجمعية عدم الإعلان عن جمعيتهم ومؤسسيها([39])، ومن أهداف الجمعية، الحيلولة دون إثارة شكوك العرب في سوريا من الخطر الكُردي، والإستفادة من الإنفتاح لصالح الكُرد وحقوقهم، وتوجيه أنظار الكُرد إلى العمل على تحرير كُردستان-تركيا لأن الأخيرة هي مركز الثقل ويجب البدء بها أولاً ([40]).

كما تأسست جمعية إحياء الثقافة الكُردية (كؤمةلا ظةضينا ضاندا كُردي) في 1955م على يد عثمان صبري وحميد درويش ومجيد حاج درويش ومحمد صالح حاج درويش وخضر فرحان عيسى من جبل الأكراد وسعدالله (سعدو) ايبو ([41])، بهدف السعى لتعليم أبناء الشعب الكُردي لغتهم الأم قراءة وكتابة وإعداد الدراسات عنها بين الفئات الشابة، لتعريفهم بتراثهم ولغتهم، ولم يكُتب للجمعية العمر الطويل، بسبب تفرق أعضائها ويبدو أن محاربة الشيوعيين لدورها ونشاطها كان من أهم العوائق التي وقفت في وجه أنشطتها ([42]).

وتأسست جمعية الشباب الديمقراطيين الكُرد (جظاتا يكيتيا خورتين ديموكراتين كرد) في مدينة القامشلي عام 1952م على يد محمد ملا أحمد، عبد العزيز على العبدى، درويش ملا سليمان وسامي ملا أحمد نامي، بهدف تحرير وتوحيد كُردستان، ومنح الأكراد حقوقهم القومية، واستمرت الجمعية في نشاطها حتى شهر فبراير 1958م حينما انضمت إلى البارتي ([43]).

كما تشكلت جمعية المعرفة والتعاون الكُردية (ئةنجومةني ضاندا ئاريكاري يا كوردي) في 18 يونيو 1955م في مدينة حلب، في منزل المناضل نوري ديرسمي، علي يد الدكتور نوري ديرسيمي والأميرة روشن بدرخان وحسن هشيار وعثمان صبري وحيدر محمد كنجو ([44]). بهدف الإهتمام باللغة الكُردية، وآدابها وتعريف الكُرد ببلادهم، والعمل على تهيئة الظروف للتقدم الحضاري الكُردي والسعى الدؤوب على أمل تحقيق المطالب الكُردية ([45]).

وتكونت كتلة الحرية (بةندا ئازادي) في 1957م على يد مجموعة من الأكراد الذين تركوا صفوف الحزب الشيوعي لأنه لم يحقق لهم بعض مطامحهم القومية (كإصدار نشراته باللغة الكُردية أسوة بما كان يصدره باللغة العربية والأرمينية)، منهم جكرخوين ومحمد فخري وملا شيخموس قرقاتي وملا شيخموس شيخى وآخرين. وقد تجمع هؤلاء حول بعضهم 1957م وبعد توحيد جمعية وحدة الشباب والبارتي طلبت قيادة البارتي منهم الإنضمام له، لتجميع القوى السياسية الكُردية في حزب واحد، إلا أنهم طالبوا بمراكز قيادية لهم، فرفضت قيادة البارتي طلبهم، لكنهم فيما بعد انشقوا على بعضهم، وانضم جكرخوين ومحمد فخري وآخرين إلى البارتي، بينما بقي آخرون محافظين على تنظيمهم([46]).

وتأسست جمعية الطلاب الأكراد في جامعة دمشق 1957م في دمشق، وكان أول لقاء لتلك الجمعية في دار مقداد بك جميل باشا ضمت الجمعية أعضاء من أكراد سوريا والعراق، وهم علي فتاح دزئي رئيسًا، عزالدين مصطفى رسول سكرتيرًا، عبد الحميد درويش، قاسم مقداد جميل باشا، عمر محي الدين شريف، مؤيد عبد الغفار نقشبندي، صبحي رشو، إسماعيل عبدالحنان، خليل محمد عبد العزيز، طلعت نادر، وعُقد الإجتماع في دار بحي سوق ساروجة ضم 18 طالبًا بينهم جمشيد جلادت بدرخان وداود حرسان، ولم تضع الجمعية أي نظام داخلي خاص بها، بقدر ما كان هدفها الأساسي توفير المساعدة للطلاب الكُرد لإستكمال دراستهم، والانسجام مع أقطاب الحركة القومية الكُردية في سوريا، ومن أبرز أنشطة الجمعية، إقامة إحتفال بمناسبة عيد النوروز القومي في 21 مارس 1958م في إحدى مقاهي الربوة بدمشق، وضم الحفل شخصيات قومية منها قدري بك جميل باشا، اكرم بك، ممدوح سليم بك، عارف عباس، عثمان صبري، قدري جان، جمال الحيدري، الدكتور نورالدين زازا، حسن حاجو آغا، وكان الأخير قد قام بتحمل تكاليف الإحتفال، وقد لعبت أسباب عديدة دورها في إنحلال الجمعية وإنفراط عقدها أهمها :ــ

ا-تأسيس (البارتي) في سوريا.

2-تفرق الشخصيات الداعمة للجمعية.

3-عودة الطلاب العراقيين إلى العراق بعد اندلاع ثورة 14 يوليو1958م([47]).

 

ب-  النوادي الكُردية

علاوة على الجمعيات تأسست مجموعة من النوادي على رأسها نادي الشباب الكُرد في عامودا (نادي جوانين كرد ل ئاموديَ) الذي تأسس بإداره الشاعر الكُردي المعروف (جكرخوين) في بلدة عامودا 1938م، تحت إشراف محمد علي شويش ويقوم الشاعر جكرخوين بإدارة النادي ويُدرس الشعر الكُردي للطلاب، وهناك مجموعة من الأساتذة الذين كانوا يدرسون للطلاب اللغة الكُردية بالأحرف اللاتينية والتاريخ والجغرافيا. ويصطف الطلاب كل صباح ينشدون النشيد الكُردي، ويُرفع العلم الكُردي في سماء المدرسة، وكانوا يرتدون زيًا موحدًا، وأُطلق عليهم اسم (الكشافة) حيث كانوا يتجولون في الشوارع في المناسبات القومية، ويرددون قصائد الشاعر جكرخوين الحماسية، ومن بين هؤلاء الطلاب، سيداي تيريز وإبراهيم قجو وآخرون وكان للنادي قسائم وإيصالات خاصة لجمع التبرعات، وتحولت كثير من بيوت المناضلين في عامودا إلى نوادي  ومنتديات للمثقفين ومدارس لتعليم اللغة الكُردية واستنهاض الشعور القومي وإحياء المناسبات القومية مثل عيد النوروز وإقامة ندوات سياسية وإرشادات تنويرية([48]).

كما كانت (بيوت الملالي) مدارس دينية، تخرج رجال الدين، ولكن الشعور القومي عند الأساتذة الذين كانوا من رجال الدين والوطنيين والمثقفين، أثر على الطلاب تأثيرًا كبيرًا، وشارك غالبية الطلاب الذين تخرجوا من هذه المدارس في الحركة الثقافية والأدبية والسياسية الكُردية، ومن الشعراء والكتاب والمؤرخين والمهتمين باللغة والقواعد الكُردية جكرخوين، ملا نوري، ملا أحمد نامي، ملا طاهر بوطي، ملا أمين وملا أحمد بوطي…الخ، وشكل هؤلاء مع كوكبة من المثقفين والمناضلين الآخرين في عامودا، أمثال المؤرخ حسن هشيار، واللغوي الكُردي رشيد كُرد…الخ، حركة قومية نشيطة، وخاصة بين الجيل الجديد، الذي شب على أشعار جكرخوين الحماسية، وأحمد نامي وقدري جان وغيرهم، ولهذا تعُد عامودا تجمع المناضلين والسياسيين والمثقفين الأكراد، ولها مكانة خاصة في قلوب الوطنيين، كما أن لها صفحات ناصعة من النضال ضد الإنتداب الفرنسي على سوريا، سبب وجود النشاط المكثف لرجال المقاومة الكُردية بجانب المقاومة الوطنية السورية، والمطالبة بجلاء القوات الفرنسية من سوريا، لهذا أنزعج الفرنسيون كثيرًا، وفي عام 1937م أحرقوها. وبعد الاستقلال تعرضت سينما عامودا في13نوفمبر1960م للحريق الذي راح ضحيته مجموعة كبيرة من أطفال أهالي عامودا، الذين لم تتجاوز أعمارهم العشر سنوات([49]) .

كما تأسس نادي كُردستان 1938م في حي الأكراد بدمشق، على يد معظم الشباب المثقف بدوافع قومية أثارها فيهم كل من جلادت بدرخان وعثمان صبري([50]) ، وركز على النشاط الرياضي، وكان نورالدين زازا عضوًا في النادي([51]) .

وقد أثارت أنشطة النادي وشهرته واسمه كُردستان، واهتمام الصحف به، الحكومة التركية التي وضعت كل ثقلها لدى السلطات الفرنسية والسورية لوضع حد للمظاهرات المعارضة لتركيا والتي كانت تثيرها مسألة الحديث عن اسم كُردستان بأي شكل من الأشكال، فأسرع السوريون والفرنسيون لإرضاء سلطات أنقرة وأرغموا جميع روابط النادي على ايقاف أنشطتها، فأضطر معظم شباب النادي للإنضمام إلى نادي آخر أسسه عثمان صبري سنة 1939م، باسم وحدة الشباب (يكيتيا خورتان) بلغ عدد أعضائه نحو (400) عضو ([52]) .

وتشكل نادي صلاح الدين الأيوبي بناءً على رخصة رسمية من الدولة ومساعدة مالية سنوية، وإنشاء مكتبة ثقافية استقطبت العديد من القراء([53])، ولكن نادي صلاح الدين الأيوبي لم يُكتب له هو الآخر الإستمرارية، وكان حل النادي هذه المرة بسبب المنازعات والخلافات التي نشبت بين أعضائه، مما أدي به إلى الانقسام إلى مجموعة فرق رياضية تحمل أسماء قومية كُردية، مثل فريق اكري، فريق زاكروس، فريق جمشيد وعادت هذه الفرق لتوحد نفسها مرة أخرى، وبحلة جديدة مشكلة ناديًا جديدًا باسم نادي هنانو سنة 1949م نسبة للثائر الكُردي إبراهيم هنانو([54]).

 

ج- الروابط الكُردية

تألفت رابطة الطلاب الكُرد في مدارس حلب من الطلاب الكُرد الذين كانوا يدرسون في مدارس مدينة حلب، بهدف تأسيس إطار يجمع بين صفوفهم بهدف مساعدة الطلاب الكُرد على إتمام تحصيلهم العلمي في المدارس من خلال تقديم المساعدة والعون لهم قدر الإمكان، إلا أن الرابطة تم حلها بعد سنوات قليلة من تشكيلها وإنتظم معظم أعضاءها في رابطة المثقفين الكُرد في سوريا([55]) .

بالإضافة إلي رابطة المثقفين الكُرد في سوريا التي تشكلت في أواخر الأربعينات إمتدادًا لرابطة الطلبة الكُرد في مدارس حلب، ساهمت منذ ولادتها في العمل الوطني المشترك مع العرب ضد الفرنسيين وكانت أهم مراكز نشاط الرابطة مدارس حلب، وأبرز أهدافها التثقيفية، الألف باء الكُردية بالحروف اللاتينية من خلال الصلات التي كانت تجمع بين هؤلاء والشخصيات القومية الكُردية ذوي النزعات التحررية، أمثال الدكتور نوري ديرسمي من حلب ورشيد كُرد من الجزيرة وعثمان صبري من دمشق وآخرين من تنظيم خويبون ([56]).

 

د- المجلات الكُردية

كما تم إصدار عدد من المجلات منها مجلة هاوار في 26 أكتوبر1931م حيث وافقت الحكومة السورية للأمير جلادت بدرخان(Giladit bidrixan)([57]) على إصدار مجلته هاوار، لأن المثقفين الكُرد كانوا يدركون أن الكُرد لايستطيعون تحقيق مطالبهم القومية بالقتال والحروب فحسب، وأنه يمكن الاستعاضة عن ذلك بالشروع في تهيئة الأجواء الثقافية والمساهمة في استنهاض الشعور القومي الكُردي وإيقاظه، مما سيمهد لإنتزاع الحقوق الكُردية ([58]).

ونتيجة تلك القناعة المستندة على فكر سياسي وثقافي ثاقب، قام جلادت بدرخان بإصدار العدد الأول من صحيفته في دمشق في 15مايو 1932م، ويعود ذلك إلى دعم ومساعدة ومشاركة الأكراد مع الحركة الوطنية العربية في سوريا ضد الإستعمار الفرنسي ([59])، فبلغ مجموع ما صدر منها خلال تلك الفترة، التي دامت أحد عشر عامًا، 57 عددًا والاعداد الـ23 الأولى صدرت بأحرف الهجاء والـ34 الباقية منها بالأحرف اللاتينية، وقد صدر عشرون عددًا منها خلال عامها الأول، فيما توزعت باقى الأعداد على بقية السنوات ([60]) .

وقد تألفت هيئة مؤسسى المجلة من جلادت بدرخان وزوجته روشن بدرخان وشقيقه د.كامران وكان كل من، قدري جميل باشا، جكر خوين، عثمان صبري، قدري جان، د.أحمد نافذ، مصطفى أحمد بوتي، أحمد نامي ونورالدين يوسف، ضمن هيئة المحررين والكتاب الرئيسيين للمجلة، وقد برز الأمير جلادت بكثرة مساهماته المنشورة على صفحات مجلته والتي خصص أغلبها للغة والأدب الكُرديين، فلم ينافسه في هذا المجال سوى شقيقه د.كامران([61]).

وصدرت مجلة روناهي كمجلة أسبوعية ادبية ثقافية([62])،على يد جلادت بدرخان عام 1942م في دمشق بالأحرف اللاتينية الكُردية([63])، حيث اهتمت المجلة في صفحاتها الأولى بأخبار الحرب العالمية الثانية، وهي أول مجلة كُردية مصورة تهتم بأخبار الحرب بشكل دائم ومتواصل وبالأحرف اللاتينية، إضافة إلى اهتمامها بالجانب الثقافي والأدبي، والفولكلور الكُردي،  وأعتبرت المجلتان (هاوار وروناهي) حاضنة للغة الكُردية، وحافظت على اللغة الأدبية الراقية، الخالية من الشوائب، كما لعبتا دورًا كبيرًا في نشر اللغة الكُردية بالأحرف اللاتينية بين الأكراد وخاصة استنباط المفردات الجديدة ومشتقاتها، وانتشرت هاتان المجلتان في جميع المناطق الكُردية في سوريا وخارجها، وقد تناولت المجلتان موضوعات تاريخية كالعادات والتقاليد، والفولكلور، والأغاني والأمثال والقصص واللغة والشعر….إلخ)، وكان العدد الأخير من المجلة العدد 28 في مارس 1945م([64]) .

كما صدرت مجلة ستير في 1943م في مدينة دمشق، وقام د.كامران بدرخان بإصدارها بالحروف اللاتينية، حيث صدر العدد الأول منها في 6 ديسمبر 1943م، واستمرت في الصدور إلى نهاية سنة 1945م([65]).

 

 

 

مجلات هاوار روناهى ستير
نوادى الشباب صلاح الدين كُردستان
روابط المثقفين الطلاب
جمعيات خويبون التعاون الأمل
إحياء الثقافة التقدم الشباب
المعرفة الطلاب الحرية

خلاصة القول يمكن الاستنتاج أن تلك الفترة كانت مهمة في بلورة الفكر والوعي الكُردي وعدت تواصلاً حقيقيًا مع الفترة التي سبقتها وجسرًا ثابتًا وهمزة وصل في الوقت ذاته، نحو بناء وتشكيل أول حزب سياسي منظم على أسس حديثة في كُردستان سوريا وهو الحزب الديمقراطي الكُردي.

 تكوين الحزب الديمقراطي الكُردي:-

تأسس الحزب الديمقراطي الكُردي في سوريا (البارتي) في 14يونيو 1957م لقيادة أنشطة الكُرد السوريين السياسية وكأي حزب نشأ وتطور بصورة سرية، وقد تباينت الأراء في أصل التسمية وكيفية التأسيس وأسماء المؤسسين الأوائل، ويري البعض أن المؤسس الفعلي للحزب هو عثمان صبري([66]) الذي أكد في مقابلة له في نشرة ( آرمانج) أن الحزب تأسس سنة 1956م، وأن ثلاثة شباب قدموا له المساعدة في التأسيس وهم الشيخ محمد عيسى ملا محمود([67])، عبدالحميد درويش وحمزة نويران([68])  ولكنهم ليسوا بمؤسسين حيث إقتصر دورهم بالمساعدة فقط([69])

أما نورالدين زازا([70]) الرئيس الأول للحزب فيذكر أنه لم يكن في سوريا أي حزب سياسي يأخذ على عاتقه الاهتمام بوجود الكُرد و مطالبهم، وأنه من الضروري وجود تنظيم لهم للإحتفاظ بهويتهم ضمن إطار الدولة السورية، وأن بعض الطلبة والفلاحون والإقطاعيون من القرى الكُردية ضغطوا عليه لتنفيذ ذلك المشروع على الرغم من التزاماته كأستاذ للتربية والاجتماع في جامعة دمشق و بمساعدة جلال الطالباني([71])، المسئول في الحزب الديمقراطي الكُردستاني في العراق الذي كان متواجدًا حينذاك في سوريا، حيث وُلد الحزب الديمقراطي الكُردي في 1957م ، وقام الأعضاء بإنتخاب لجنة تنفيذية مؤقتة تتحمل المسئولية لحين إنعقاد المؤتمر وجرى إنتخابه كرئيس للحزب، كما باشروا وبشكل سري طبع المنشورات باللغة الكُردية، والعربية لتوعية الكُرد لاسيما في المناطق الكُردية([72])، ولا يختلف صلاح بدرالدين([73]) مع ما ذكره نورالدين زازا من أن الحزب تأسس في أواسط 1957م ولأول مرة في تاريخ الكُرد في سوريا أصبح لهم أداة عصرية ذات برنامج وتنظيم قومي([74]) .

بينما يؤكد رشيد حمو([75])، أن مؤسسي الحزب هم عثمان صبري، محمد علي خواجة([76])،  عبدالحميد درويش، رشيد حمو، حمزة نويران، شوكت حنان، خليل محمد و شيخ محمد عيسى ملا محمود وأنه لم يكن موجودًا عند التأسيس بسب أدائه للعمرة([77]) .

ويشير عبدالحميد درويش أن نجاح مؤسسي (جمعية إحياء الثقافة الكُردية)، شجع مؤسسيها عثمان صبري، عبدالحميد درويش، حمزة نويران، علي تأسيس حزب سياسي أواسط 1956م بتأييد من نورالدين زازا، ووضع الثلاثة أسس الحزب وأطلقوا عليه تسمية حزب الديمقراطيين السوريين وتم كتابة برنامج الحزب باللغة الكُردية وأن نورالدين زازا، وجلال الطالباني وعبدالله إسحاقي ساعدوهم في إنجاز البرنامج وطبعه باللغة الكُردية بدمشق أواخر 1956م([78]) .

ومن جانبه يؤكد محمد ملا أحمد أن فكرة تأسيس الحزب انطلعت من دمشق وأن المؤسسين هم عثمان صبري، عبدالحميد درويش، حمزة نويران، الشيخ محمد عيسى ملا محمود، رشيد حمو، محمد علي خواجة، خليل محمد، شوكت حنان، وأن تأسيس الحزب كان في 14يوليو1957م وإنضمام نورالدين زازا إليه في صيف 1958م وأصبح رئيسًا للحزب و عثمان صبري سكرتيرًا له([79]) .

وفي هذه الإطار يذكر حسن إبراهيم بريمو، والذي كان مقربًا من معظم مؤسسي البارتي أن المؤسسين الذين حضروا إجتماع التأسيس وقادو البارتي كانوا مجموعة رجال لايقل عددهم عن ثمانية، وأنه شخصيًا لم يكن حاضرًا بشكل فعال قبل وبعد التأسيس لقضائة فترة نقاهة صحية خارج سوريا خلال الفترة بين 1957-1958م وأنه لم يصبح عضوًا في قيادة الحزب في تلك المرحلة([80])، وهذا ما ذهب إليه شوكت حنان([81]) من أن عدد الأشخاص الذين حضروا الإجتماع التأسيسي كانوا ثمانية أشخاص وإنضم إليهم (نورالدين زازا) فيما بعد([82]).

وتؤكد سينم بدرخان (Sînm bdirxan) ([83]) التي تنحدر من (الأسرة البدرخانية الكُردية([84]))إن المجتمعين في دارهم لتأسيس الحزب كانوا عثمان صبري، نورالدين زازا، عبدالرحمن ذبيحي([85])، هزار موكرياني([86])، وجلال الطالباني، وليست متأكدة من حضور قدري جان([87]) بالإضافة إلي نجيب خفاف و عزالدين مصطفى رسول في 1957م وفي أثناء هذه الإجتماعات كانوا يعتمدون على الحزب الديمقراطي الكُردستاني العراقي وحتى التسمية جاءت تيمنًا باسم هذا الحزب، ولاتستطيع الجزم بدور عثمان صبري ولكن تؤكد على دور نورالدين زازا في فكرة تأسيس الحزب وذكرت بأن عدد الأعضاء في بداياته بين 10-11عضوًا([88]) .

وهكذا مر تأسيس الحزب الديمقراطي الكُردي في سورية بمراحل عدة وحسب متطلبات كل مرحلة من تأسيس الجمعيات والأندية لكي يعبر الشعب الكُردي عن تطلعاته وتشرذم الشباب الكُرد بين التنظيمات التي كانت موجودة على الساحة السياسية كمتنفس للتعبير عن شعورهم القومي وتحقيق أهدافهم من خلالها، وتمخض عنها في النهاية ولادة الحزب الديمقراطي كأول تنظيم سياسي عصري أواسط 1957م، ليحمل على عاتقه آمال الشعب الكُردي وللظروف السائدة حينذاك كان تأسيسه بشكل سري ولهذا تضاربت الآراء حول الأعضاء المؤسسين وتاريخ التأسيس، فقد تأكد أن هناك أشخاص مؤسسين مؤثرين أمثال عثمان صبري وحمزة نويران وعبدالحميد درويش ومحمد ملا عيسى وكان الدور الأبرز لعثمان صبري، ويجب الإشارة إلى الأعضاء المشجعين له أمثال روشن بدرخان، جلال الطالباني، وعبد الله اسحاقي ونظرًا لمكانته العلمية والاجتماعية فقد تنازل عثمان صبري لنورالدين زازا ليتم إختياره كأول رئيس للحزب.

 

 

 

 

([1]) مؤتمر سان ريمو في مدينة سان ريمو الإيطالية 1920م حيث اجتمعت الدول الاوروبية للتوقيع على فرض الإنتداب البريطاني والفرنسي على الشرق الأوسط، أنظر، جاسم محمد حسن وأخرون، تاريخ الوطن العربي المعاصر، جامعة الموصل، 1986م، ص146؛ عمر عبد العزيز عمر، دراسات في تاريخ العرب الحديث والمعاصر، دار المعرفة الجامعية، الاسكندرية، 2003م، ص.ص575-576.

([2]) معاهدة لوزان تم توقيعها في 24 يوليو 1923م في لوزان، سويسرا تم على أثرها تسوية وضع الأناضول وتراقيا الشرقية (القسم الأوروبي من تركيا حاليا) بإبطال معاهدة سيفر التي وقعتها الدولة العثمانية 1920م كنتيجة لحرب الاستقلال التركية بين قوات حلفاء الحرب العالمية الأولى والجمعية الوطنية العليا في تركيا (الحركة القومية التركية) بقيادة مصطفى كمال أتاتورك قادت المعاهدة إلى اعتراف دولي بجمهورية تركيا التي ورثت الإمبراطورية العثمانية، أنظر، محمد قاسم وأحمد نجيب هاشم، التاريخ الحديث والمعاصر، دار المعارف، القاهرة، 1958م، ص.ص295-296؛ فؤاد حمه خورشيد مصطفى، القضية الكُردية في المؤتمرات الدولية، مؤسسة موكرياني، أربيل، 2001م، ص.ص93-115.

([3]) مسعود البارزاني، البارزاني والحركة التحررية الكُردية، ج3، وزارة التربية، أربيل، 2002م، ص50.

([4]) إتفاقية سايكس بيكو تعد تفاهمًا سريًا أبُرم في عام 1916م، بين بريطانيا وفرنسا، بموافقة روسيا على تفكيك الإمبراطورية العثمانية، وقد أدى الاتفاق إلى تقسيم المناطق التي كانت خاضعة للسيطرة العثمانية وهي سورية والعراق ولبنان وفلسطين إلى مناطق تخضع للسيطرة الفرنسية وأخرى تخضع للسيطرة البريطانية، وقد سميت الإتفاقية باسمي المفاوضين اللذين أبرماها وهما (سير مارك سايكس- Sîr marik saykis) البريطاني و(جورج بيكو- Gorig bîko) الفرنسي، أنظر، هاشم سوادي هاشم، تاريخ العرب الحديث (1516-1918م)، دار الفكر، عمان، 2009م، ص.ص314-316.

([5]) إتفاقية أنقرة، هي إتفاقية وقعت بين فرنسا وتركيا الأتاتوركية في 20 أكتوبر 1921م ، أوقفت المعاهدة الحرب الفرنسية التركية (ضمن حرب الاستقلال التركية) وكان أثرها الأكبر تعديل خط الحدود بين سورية (الواقعة تحت الاحتلال الفرنسي آنذاك) وتركيا وأسفرت عن وضع السناجق السورية الشمالية ضمن الأراضي التركية وعن عزل مدينة حلب عن معظم المناطق الشمالية التي كانت ضمن ولاية حلب وولاية أضنة، أنظر، جوردي غورغاس، الحركة الكُردية التركية في المنفى، دار أراس للطباعة والنشر، أربيل، 2013م، ص.ص67-70.

([6]) جريدة ميديا، العدد 77، أربيل، السنة الرابعة، في 23 أكتوبر2000م.

([7]) لازاريف، المسألة الكُردية ( 1917-1922م) ، ترجمة، عبدي حاجي، دار الرازي، بيروت، لبنان، 1991م، ص252.

([8]) إبراهيم هنانو وُلد في كفر حارم غربي حلب عام 1869م لأسرة كُردية الأصل، درس في المكتب الملكي الشاهاني في إستانبول، وتقلد وظائف إدارية مختلفة في العهد العثماني، وكان قائمقام في أقضية مختلفة، وعاد إلي بلدته  1908م فأُنتخب عضوًا بالمجلس العمومي في حلب، ولما دخل الجيش العربي مدينة حلب سنة 1918م عاد إليها وأُنتخب عضوًا في المؤتمر السوري بدمشق، وقاوم الإنتداب الفرنسي لسوريا، حُوكم في حلب وأُطلق سراحه باعتبار حركته سياسية، فانطلق إلى الميدان السياسي يعارض الدولة المنتدبة حتى توفي في حلب في نوفمبر 1935م،  أنظر، مير بصري، أعلام الكرد، رياض الريس للكتب والنشر، لندن، 1991م، ص.ص100-101.

([9]) فلادمير لوتسكي، الحرب الوطنية التحررية السورية ( 1925-1927م) ، ترجمة، محمد دياب، دار الفارابي، بيروت، 1987م، ص.ص140-141.

([10]) شيرزاد عادل اليزيدي، تاريخ سورية الدور الوطني الكُردي، جريدة الشرق الأوسط، العدد6904، لندن، 1997م، ص8.

([11]) فلادمير لوتسكي، مرجع سابق، ص141؛ بدرخان السندي، قراءة كُردية في الثورة السورية، مجلة كاروان، العدد 29، أربيل، 1998م، ص.ص145-144.

([12]) عوسمان عبدالرحمان سمايل، كورد لەسوریا (1920-1946م) (الأكراد في سوريا1920-1946م) ، مطبعة خاني، دهوك، 2009م، ص86.

([13]) قامشلي مدينة كُردية سورية تقع في جهة الشمال الشرقي على الحدود مع تركيا وعلى مقربة من سفح جبال طوروس بمحاذاة مدينة نصيبين التركية، وتتبع إداريًا محافظة الحسكة ويمر بالمدينة نهر الجقجق أنظر، كوني رش، القامشلي (دراسة في جغرافية المدن)، ط2، مطبعة شفان، السليمانية، 2006م، ص.ص،3-7.

([14]) ميديا عبد المجيد محمود، من معالم الحياة الكُردية في سوريا، مطبعة سبيريز، دهوك، 2010م، ص185؛ عوسمان عبد الرحمن سمايل، مرجع سابق، ص.ص88-90.

([15]) الثورة السورية الكُبرى هي ثورة إنطلقت في سوريا ضد الاستعمار الفرنسي 1925م بقيادة ثوار جبل العرب جنوب سوريا وانضم تحت لوائهم عدد من المجاهدين من مختلف مناطق سوريا والأردن تحت قيادة سلطان باشا الأطرش قائد عام الثورة، حقق ثوار الجبل انتصارات هزت فرنسا وكبدت الفرنسيين خسائر فادحة في العتاد والأرواح، أنظر، ظافر القاسمي، وثائق جديدة عن الثورة السورية الكُبرى (1925-1927م) ، بيروت، 1965م، ص.ص182-183؛ فهمي أحمد فرحان سعود الجنابي، الكتلة الوطنية ودورها السياسي (1928-1946م)،  رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية، جامعة الأنبار، 2005م، ص.ص120-167.

([16]) أحمد برافي هو أحمد بن أحمد محمد برافي وُلد بدمشق عام 1893م، شارك في الثورة السورية الكُبرى، وبعد إنهاء الثورة لجأ إلى شرقي الأردن وعاد في 19 أبريل 1937م، أنظر، حيولات، لن يتساهم التاريخ، مجلة الفكر التقدمي، العدد 8، د.ن، د.م، 1992م، ص20.

([17]) علي صالح ميراني، الحركة القومية الكُردية في كوردستان-سوريا(1946-1970م)، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الأداب، جامعة دهوك، 2004م، ص71.

([18]) محمد العابد هو محمد علي بن أحمد، وُلد في دمشق عام 1867م، ونشأ فيها، وتعلم القراءة والكتابة في معاهدها الابتدائية، ثم انتقل ليكمل دراسته في بيروت، وبعد أن نال شهادتها انتقل إلى الأستانة لاحقًا بأسرته، فدخل المدرسة العليا المسماة (غلطة سراي)، ثم دخل كلية الحقوق بجامعة السوربون ونال شهادتها، عاد إلى الأستانة وعُين سنة 1905م وزيرًا مفوضًا للدولة العثمانية في واشنطن بعد الحرب العامة الأولى، عاد إلى دمشق في صيف 1920م، وفي 30 ابريل 1932م أُنتخب نائبًا عن دمشق بصفته أحد مرشحي السلطة الفرنسية، وأصبح عضوًا في المجلس التأسيسي، وقد أيدته كتلة النواب الوطنيين في رئاسة الجمهورية السورية في 11 يونيو 1932م، ودعمت صبحي بركات في رئاسة المجلس، وقد استمر في منصبه رئيسًا للجمهورية أربع سنوات وست أشهر وعشرة أيام، وبعد أن استقال من منصبه عام 1936م غادر دمشق إلى باريس حيث توفي بها عام 1939م، أنظر، المنجد في اللغة والأعلام، ط43، دار المشرق، بيروت، لبنان، 2008م ص667؛ أنظر، أيضًا محمد علي الصويركي، شخصيات كُردية حكمت الجمهورية السورية الحديثة بين أعوام (1932-1954م) ، مجلة سردم، العدد34، د.م، صيف 2012م، ص.ص111-112

([19]) علي صالح ميراني، مرجع سابق، ص.ص72-73.

([20]) عبدالفتاح علي يحيى البوتاني، صحيفة كُردستان وسياسة السلطان عبدالحميد(1898-1902م) ، مجلة جامعة دهوك، العدد1، دهوك، أبريل 2001م، ص.ص325-338.

([21]) ستيفين همسلي لونجريج، تاريخ سوريا ولبنان تحت الإنتداب الفرنسي، ترجمة، بيار عقل، بيروت، 1978م، ص7.

([22]) كەمال مەزهەر، حاجو اغای هەڤیركی سەربازێكی وان راپەرینی ئاراراتە( حاجي آغاي هفركي جندي المجهول لنهضة آرارات)، مجلة (رۆشنبیری نوێ-الثقافة الجديد) العدد141، بغداد، 1998م، ص5.

([23]) علي صالح ميراني، الحياة الحزبية السرية في كوردستان-سوريا (1898-2008م) ، دهوك، 2009م، ص.ص15-16.

([24]) جليلي جليل، نهضة الأكراد الثقافية القومية في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، ترجمة، باقي نازي وآخرون، منشورات رابطة كاوا، بيروت، 1986م، ص35.

([25]) عبد الفتاح علي يحي البوتاني، وثائق من الحركة القومية الكُردية التحررية، أربيل، 2001م، ص584.

([26]) علي صالح ميراني، الحركة القومية الكُردية في كوردستان…، مرجع سابق، ص47.

([27]) علي صالح ميراني، الأحزاب السياسية في كوردستان-سوريا (1921-2013م) ، مطبعة محافظة دهوك، دهوك، 2014م، ص18.

([28]) جرجيس فتح الله، يقظة الكرد، التاريخ السياسي (1900-1925م) ، أربيل، 2002م، ص.ص177-178.

([29]) سعد ناجي جواد، الأقلية الكُردية في سوريا، د.ن، بغداد، 1988م، ص.ص13-14.

([30]) صلاح بدرالدين، الحركة القومية الكُردية في سورية (رؤية نقدية من الداخل)، مطبعة رابطة كاوا، أربيل، 2003م، ص24.

([31]) محمد ملا أحمد، جمعية خويبون والعلاقات الكُردية- الأرمنية، رابطة كاوا، أربيل، 2000م، ص.ص39-44؛علي صالح ميراني، الحياة الحزبية السرية في كوردستان…، مرجع سابق، ص23.

([32]) عبدالستار طاهر شريف، الجمعيات والمنظمات والأحزاب الكُردية في نصف قرن (1908-1958م) ، بغداد، 1989، ص.ص63-84.

([33]) نور الدين زازا، حياتي ككوردي، ترجمة، خسرو بوتاني، أربيل، 2008م، ص.ص40-41.

([34]) نيزيار نعمان باجلوري، الحركة القومية الكُردية التحررية في كوردستان تركيا(1927-1931م) ، دهوك، 2007م، ص.ص65-66.

([35]) علي صالح ميراني، الأحزاب السياسية في كوردستان… مرجع سابق، ص30؛ مجلة هاوار، العدد 2، في يوليو1932م.

([36]) نورالدين زازا، حياتي الكُردية او صرخة الشعب الكُردي، ترجمة، روني محمد دملي، دار أراس، أربيل، 2001م، ص54.

([37])علي صالح ميراني، الحركة القومية الكُردية في كوردستان… مرجع سابق، ص117؛  نورالدين زازا، حياتي ككوردي… مرجع سابق، ص110.

([38]) علي صالح ميراني، الأحزاب السياسية في كوردستان… مرجع سابق، ص.ص31-32.

([39]) علي صالح ميراني، الحياة الحزبية السرية في كوردستان… مرجع سابق، ص 34.

([40]) علي صالح ميراني، الأحزاب السياسية في كوردستان…، مرجع سابق، ص36.

([41]) ميداس آزيزي، عبد الحميد درويش في ذاكرة الوطنية –شهداء وآراء، ج1، ط2، مركز مارغريت، السليمانية، 2013م، ص61.

([42]) عبد الحميد درويش، أضواء على الحركة الكُردية في سوريا (أحداث فترة 1956-1983م) ، د.م، 2003م، ص.ص14-15.

([43]) محمد ملا أحمد، صفحات من تاريخ حركة التحرر الوطني الكُردي في سورية…، مرجع سابق، ص.ص28-33، 40.

([44]) علي صالح ميراني، الأحزاب السياسية في كوردستان…، مرجع سابق، ص39

([45]) علي صالح ميراني، الحياة الحزبية السرية في كوردستان…، مرجع سابق، ص36.

([46]) محمد جزاع، المناضل حمزة نويران (صفحات من الذاكرة)، من منشورات مؤسسة مارغريت، السليمانية، د.ت، ص54؛ محمد ملا أحمد، صفحات من تاريخ حركة التحرر الوطني الكُردي في سورية…، مرجع سابق، ص.ص34-38.

([47]) جريدة صوت الأكراد الجريدة المركزية للحزب الديمقراطي الكُردي في سوريا (البارتي)، العدد 398، يناير 2008م.

([48]) نورالدين زازا، حياتي الكُردية أو صرخة الشعب الكوردي..، مرجع سابق، ص66؛ علي صالح ميراني، الحياة الحزبية السرية في كوردستان…، مرجع سابق، ص31.

([49]) علي صالح ميراني، الحركة القومية الكُردية في كوردستان…، مرجع سابق، ص.ص54-55.

([50]) عزالدين علي الملا، حي الأكراد في مدينة دمشق بين عامي (1250-1979م) دراسة تاريخية اجتماعية اقتصادية في المجتمع العربي، ط2، مطبعة طربين، دمشق، 1969م ، ص155.

([51]) نورالدين زازا، حياتي ككردي…، مرجع سابق، ص68.

([52]) علي صالح ميراني، الحركة القومية الكُردية في كوردستان…، مرجع سابق، ص.ص57-58.

([53]) عزالدين علي الملا، مرجع سابق، ص156.

([54]) علي صالح ميراني، الحركة القومية الكُردية في كوردستان…، مرجع سابق، ص58.

([55]) علي صالح ميراني، الحياة الحزبية السرية في كوردستان… مرجع سابق، ص.ص33-34.

([56]) علي صالح ميراني، الأحزاب السياسية في كوردستان… مرجع سابق، ص.ص35-36.

([57]) جلادت بدرخان، هو الكاتب والصحفي الكُردي، وُلد في الاستانة 1893م، في كنف أسرة نبيلة وثرية وواصل تحصيله الدراسي حتى نال شهادة الحقوق، تُوفي في 15 يوليو 1951م، أنظر، عزالدين على الملا، مرجع سابق ص80؛  دلاور زنكي، مذكرات الأمير جلادت بدرخان(1893-1951م) ، مطبعة اميرال، بيروت، 1997م، ص.ص3-10.

([58]) سليمان عثمان(كوني ره ش)، الأمير جلادت بدرخان حياته وفكره، دمشق، 1992م، ص.ص124-125.

([59]) علي صالح ميراني، الحياة الحزبية السرية في كوردستان… مرجع سابق، ص27.

([60]) رەمزی قەزاز، بزووتنەوەی سیاسی رۆشنبیری كورد لەكۆتایی چەرخی نۆزدەهەمەوە تا ناوەڕاستی چەرخی بیستەم( الحركة السياسية والثقافية الكُردية في نهاية القرن التاسع عشر حتى أواسط القرن العشرين)، السليمانية 1971م، ص52؛ سليمان عثمان(كوني ره ش)، مرجع سابق، ص125.

([61]) روجيه لسكورينيه بواسو، الصحافة الكُردية، ترجمة، هجار ابراهيم، مجلة كولان العربي، العدد23، أربيل، 1998م، ص79؛ عوسمان عبدولرِەحمان سمايل، مرجع سابق، ص143.

([62]) عبدالقادر بدرالدين، موجز عن مسيرة الصحافة الكُردية في الجزء الغربي- سوريا، ط2، رابطة كاوا للثقافة الكُردية، بيروت، 2000م، ص61.

([63]) علي صالح ميراني، الحياة الحزبية السرية في كوردستان….، مرجع سابق، ص27.

([64]) سليمان عثمان (كوني ره ش)، مرجع سابق، ص129؛ عبد الستار طاهر شريف، مرجع سابق، ص288.

([65]) عبد الستار طاهر شريف، مرجع سابق، ص288.

([66]) عثمان صبري وُلد عام 1905م في قرية(نارنجه)في كُردستان تركيا، أكمل دراسته الابتدائية في المدارس الرشدية وترك الدراسة نتيجة اعتقاله لمساهمته في ثورة الشيخ سعيد بيران وبعد إطلاق سراحه انتقل إلى سورية واستقر في دمشق، وكان له دور بارز في تأسيس أول حزب كُردي منظم في سوريا تحت اسم (البارتي) عام 1957م مع عبد الحميد درويش وحمزة نويران، تُوفي في 11 أكتوبر 1993م ودُفن في قرية بركفري التابعة لناحية الدرباسية : أنظر،

konê Reş,Ji stêrên” welatê Qedxe(من النجوم.الوطن ممنوع) Çapixana parêzgha dhukê, dhuk, 2014.p p 57-72.

([67]) الشيخ محمد ملا عيسى محمود وُلد في عام1924م، وفي عام 1931م استقرت أسرته في قرية  تل ليلون التابعة لناحية الدرباسية، تعلم القراءة والكتابة باللغة الكُردية وانتسب إلى جمعية خويبون الكُردية , شجع عثمان صبري صبري وعبد الحميد درويش وحمزة نويران في المراحل الأولى لتأسيس الحزب الديمقراطي الكُردي في سوريا، انضم إلى صفوف الحزب عام 1957م وعُين في اللجنة المركزية، وفي عام 1961م رُشح مع الدكتور نور الدين زازا للانتخابات النيابية، تُوفي في31 مايو 2001م في مدينة الحسكة ودُفن في مقبرة مولانا خالد في دمشق بجوار والده الشيخ محمود القره كوي،أنظر، جريدة الديمقراطي،  جريدة نصف شهرية يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكُردي في سوريا، العدد 539، في يونيو 2010م.

([68]) حمزة نويران وُلد في عام 1927 م في قرية القرمانية ناحية الدرباسية تُوفي والده وعمره ثلاث سنوات وفي سن السادسة من عمره درس القرآن عند شيخ القرية وأظهر تفوقًا على زملائه كما تعلم الأحرف الأولى باللغة الكُردية على يد الملا عبد الهادي ديركي، تفتح وعيه القومي مبكرًا. شارك في تأسيس الحزب الديمقراطي الكُردي في سوريا، تعرض للإعتقال أكثر من مرة، تُوفي في 23يونيو عام 1996م؛ أنظر، محمد جزاع، مرجع سابق، ص.ص35-47.

([69]) علي صالح ميراني، الأحزاب السياسية في كوردستان…، مرجع سابق، ص42.

([70]) نورالدين زازا وُلد في عام 1919م في قضاء (معدن) الواقع بين ديار بكر والعزيز, وبعد إخفاق انتفاضة الشيخ سعيد عام 1925م انتقل مع شقيقه الدكتور نافذ إلى ديار بكر وانتقلا إلى سوريا، تابع نور الدين زازا في سوريا دراسته الثانوية, وأكمل دراسته الجامعية في بيروت ثم سافر إلى سويسرا لإتمام دراسته العليا، حيث أسس في سويسرا  مع مجموعة من زملائه جمعية الطلبة الأكراد 1949م وأصبح رئيسا لها وأصدر مجلة بعنوان (صوت كردستان)، في عام 1956م نال شهادة الدكتوراه في العلوم التربوية  وعندما عاد إلى سوريا أُعتقل عدة مرات، ثم غادر إلى تركيا ومنها إلى سويسرا وبقي فيها حتى فارق الحياة في 7 أكتوبر عام 1988م، أنظر،: نورەدین زازا، یاداشت(المذكرات)، ترجمة، باست حەمە غەریب، ج1، دار أراس، أربيل، 2008م.

([71]) جلال الطالباني وُلد الطالباني ابن الشيخ حسام الدين الطالباني شيخ الطريقة القادرية في كركوك في قرية (كلكان) التابعة لقضاء كوي سنجق قرب بحيرة دوكان،  أنضم للحزب الديمقراطي الكُردستاني بزعامة الملا مصطفى البارزاني سنة 1947م، ألتحق بكلية الحقوق سنة 1953م، وفي سنة 1961م، شارك في إنتفاضة الأكراد ضد حكومة عبد الكريم قاسم، وبعد الانقلاب على قاسم، قاد الطالباني الوفد الكُردي للمحادثات مع رئيس الحكومة الجديد عبد السلام عارف 1963م، انُتخب رئيسًا لجمهورية العراق سنة 2005م، وانتخب في بداية تموز 2008م نائبا لرئيس منظمة سوسيال انترناشينال، أنظر، سالار آوسي، جلال الطالباني أحداث ومواقف، دار أبعاد، بيروت، 2008م، ص.ص5-20.

([72]) نورالدين زازا، حياتي الكُردية أو صرخة الشعب الكوردي…، مرجع سابق، ص.ص108-109.

([73]) صلاح بدر الدين وُلد في قرية (نعمتلي)، منطقة القامشلي سنة 1945م، بعد إنهاء دراسته الإعدادية 1965م انتسب بجامعة دمشق لدراسة القانون، تميز بنشاطاته السياسية، في الأمر الذي عرضه عدة مرات للسجن والملاحقة، وآخر تلك الإجراءات، كان تجريده من حقوقه نهائيًا في سوريا، شارك في العديد من المؤتمرات الدولية حول الكُرد يقيم في (مصيف صلاح الدين) من كردستان العراق حاليًا، أنظر، صلاح بدرالدين، غرب كردستان، منشورات رابطة كاوا، بون، 1998م، ص.ص50-55.

([74]) صلاح بدرالدين، الحركة القومية الكُردية في سورية …، مرجع سابق، ص23.

([75]) رشيد حمو وُلد في 1925م في قرية هوبكا ناحية راجو منطقة عفرين، درس عند الكتاب (الخوجة)والتحق بالمدرسة الإبتدائية في راجو ولم يتمكن من مواصلة الدراسة لأسباب مالية، في 1952 إنضم إلى الحزب الشيوعي، وفي 1957م إنضم الى الحزب الديمقراطي الكُردي في سوريا، وتعرض مع مجموعة من القيادات والكوادر إلى الإعتقال في 1959م وأُخلي سبيله ووُضع تحت الإقامة الجبرية لعدة أشهر وتم اعتقاله من جديد في عام 1960 وتم الإفراج عنه إثر الإنفصال بين سوريا ومصر، وفي عام 1964م أُعتقل مرة أخرى وبقي في السجن لمدة سنة تقريبا، أنظر، جريدة الديمقراطي، العدد 539، يونيو 2010م.

([76]) محمد علي خواجة وُلد في عام 1927م في قرية (معبطلي) منطقة عفرين تُوفي والده وهو لايزال صغيرًا فدخل مدرسة الأيتام في حلب وبعد حصوله على شهادة الدراسة الثانوية توظف في دائرة المعارف في حلب، وساهم مع بعض الشباب في تأسيس جمعية الثقافة الكُردية في عفرين في 1952م فأعتقل بسبب ذلك و أُودع سجن المزة وفي عام 1953م إنضم إلى منظمة أنصار السلام التابعة للحزب الشيوعي السوري ثم إلى الحزب الشيوعي وشارك في تأسيس البارتي الديمقراطي الكُردي في سوريا، وأعُتقل للمرة الثانية في عام 1965م مع بعض أعضاء قيادة الحزب وفي السجن أصُيب بداء سل المفاصل وتُوفي على أثرها ودفن في دمشق بعيدا عن مسقط رأسه عفرين،أنظر، علي صالح ميراني، الحركة القومية الكُردية في كوردستان…، مرجع سابق، ص97.

([77]) علي صالح ميراني، الأحزاب السياسية في كوردستان… مرجع سابق، ص44.

([78]) عبد الحميد درويش، أضواء على الحركة الكُردية في سوريا…، مرجع سابق، ص.ص14-15.

([79]) محمد ملا أحمد، صفحات من تاريخ حركة التحرر الوطني الكُردية في سورية…،مرجع سابق، ص.ص41-58.

([80]) نوري حميد بريمو، سطور من تاريخ الحزب الديمقراطي الكوردي في سوريا (البارتي)(1957-1977) م، مطبعة شهاب، أربيل، 2013م، ص.ص55-58.

([81]) شوكت حنان وُلد في عام 1929م في قرية شيتكا التابعة لمنطقة عفرين، وتلقى تعلميه في عفرين وحلب، وخلال تواجده في حلب تعرف على نوري ديرسمي و الشاعر الكُردي جكرخوين حيث شكلوا رابطة الطلبة الكُرد بمشاركة مجموعة من الشباب الكُردى في عام 1945م، وبعد أن أنهى دراسته في معهد دار المعلمين شارك في تأسيس مدرسة خاصة في عفرين مع رشيد حمو وآخرين وعلى إثر نشاطهم الثقافي تعرضوا للاعتقال وبعد أن أفُرج عنه عُين معلمًا في منطقة إدلب ومن ثم أُستدعي إلى الخدمة الإحتياطية في الجيش السوري وتعرف في دمشق على المناضل عثمان صبري وشارك في تأسيس البارتي الديمقراطي الكُردي في سوريا، وبعد ذلك ألتحق بكلية الحقوق في دمشق، توفي في 1993م ودُفن في قرية تلف في منطقة عفرين، أنظر، جريدة (يكيتي- الوحدة)، العدد(5)، في أكتوبر، 1993م.

([82]) نوري حميد بريمو، مرجع سابق، ص59.

([83]) سينم بدرخان هي كريمة الأمير جلادت بدرخان باشا، من مواليد دمشق 21 مارس 1938م، أكملت دراستها الثانوية في المدرسة الفرنسية بدمشق، ودرست في كلية الحقوق لمدة سنتين ولم تُكمل دراستها الجامعية، وفي 1960م سافرت إلى العراق، وكانت تكتب في جريدة خبات التي كانت تصدر في بغداد باسم مستعار (دلناز)، وبعد إتفاقية مارس 1970م اصبحت رئيسة الاتحاد النسائي الكُردستاني حتى عام 1974م، اتمت دراستها- دبلوم في اللغة الفرنسية من بغداد، وفي سنة 1980م أصبحت مدرسة اللغة الفرنسية في مدرسة بغداد الدولية تحت رعاية الأمم المتحدة حتى عام 1993م، مقيمة في أربيل من كُردستان العراق حاليًا، أنظر، ميداس آزيزي، مرجع سابق، ص186.

([84]) الأسرة البدرخانية الكُردية هي أسرة كُردية ساهمت في اللغة والادب الكُردي والثقافة والتأليف ونشرت مؤلفاتها بلغات العالم وخاصة (جلادت بدرخان وكاميران بدرخان وروشن بدرخان وثريا بدرخان) وهم مؤسسي اول جمعيات ومنظمات سياسية كُردية في تركيا وسورية والعراق ومصر وأصدروا العديد من الصحف والمجلات، أنظر،: صلاح محمد سليم هروري، الأسرة البدرخانية (نشاطها السياسي والثقافي 1900-1950م)، الدار العربية الموسوعات، بيروت، لبنان، 2006م، ص.ص10-20.

([85]) عبد الرحمن الذبيحي وُلد في (مهاباد) بكُردستان الشرقية سنة 1920م، يُعد من الوطنيين الناشطين الذين أسسوا الحزب الديمقراطي الكردستاني-إيران، هاجر إلى العراق ومنها إلى سوريا، ولكنه عاد إلى العراق 1958م، أنظر، علي صالح ميراني، الحركة القومية الكُردية في كوردستان…، مرجع سابق، ص101.

([86]) هزار موكرياني، هو شاعر قومي كُردي، من كُردستان الشرقية، وُلد سنة 1921م لجأ في أواسط الخمسينات إلى سوريا، أقام عند أسرة حاجو آغا هفيركي في بلدة تربه سبي، وعُرف عنه أثناء اقامته تلك صداقتة المتنوعة مع رجالات الحركة القومية في كردستان-سوريا، تُوفي سنة 1991م، أنظر،عەبدولرەحمان شەرەف كەندی (هەژار)، چێشتی مجێور، باریس، 2010م، ص.ص239-243.

([87]) قدري جان هو الشاعر المناضل الكُردي عبد القادر بن عزيز جان المعروف بـ(قدري جان)، وُلد في قرية (ديرك) الواقعة في جبل (مازي) قرب مدينة (ماردين) في كُردستان الشمالية سنة 1916م. تلقى دراسته الابتدائية في قريته ثم اكمل دراسته المتوسطة في ماردين وديار بكر والتحق بدار المعلمين في مدينة (قونيه)، ثم تعلم اللغة العربية وآدابها في فترة وجيزة و مارس التعليم فخدم الناشئة في انطاكية والاسكندرونة وحمص ودمشق العاصمة حتي 1955م. فترك حينئذ مهنة التعليم ليصبح موظفًا في وزارة التربية السورية واستمر في نضاله القومي فأعتقل من جراء نشاطه السياسي عدة مرات، وتُوفى في 9 أغسطس 1972م عن عمر ناهز السادسة والخمسين في مدينة دمشق، فدفن جثمانه الطاهر في مقبرة مولانا خالد النقشبندي الشهرزوري بحي الأكراد، أنظر، مجلة هيوا، العدد4، سنة 1958م، ص76.

([88]) مقابلة شخصية مع سينم جلادت بدرخان في 24/6/2014م.

شارك هذا المقال: