داعش من ” باقية و تتمدد” إلى ” زائلة و تتقلص “

صورة منشورة من قبل independent.co.uk

شارك هذا المقال:

تنظيم الدولة الاسلامية في العراق و الشام و الذي عرف اختصاراً باسم ” داعش” أعلن رسمياً بتاريخ 9-4-2013 من خلال كلمة صوتية بثتها قناة الجزيرة القطرية.
تنافس ” داعش” في سوريا مع جبهة النصرة في رفع لواء السلفية الجهادية و الأخيرة اعترفت بها القاعدة كفرع لها في بلاد الشام، شاركت ” داعش” مع جبهة النصرة في كثير من العمليات الارهابية في سوريا، كما تقاتل التنظيمان المتشددان في سوريا مرات عدّة.
في صيف عام 2013سيطرت ” داعش ” على مدينة الرقة السورية التي كانت تسيطر عليها جبهة النصرة ، كما سيطرت على بلدة ” خان العسل ” في ريف حلب الغربي و كذلك مطار “منغ ” العسكري في الريف الشمالي لحلب و اعتبرت مدينة الرقة السورية وقتها العاصمة الافتراضية لهذا التنظيم.
في العاشر من يونيو 2014سيطر التنظيم على مدينة موصل الاستراتيجية في العراق و لأول مرة بعد اتفاقية سايكس – بيكو 1916 أزالت ” داعش ” الحدود الدولية بين سوريا و العراق و أضحت الدولة الاسلامية التي حلمت بها ” داعش” حقيقة موجودة على الأرض و شركات النقل بدأت تسيير الرحلات من الرقة السورية نحو موصل العراقية.

و أشهر شعار أطلقتها داعش ” باقية .. و تتمدد” ردّاً على كل من يحاربونها و في كل مدينة أو قرية احتلتها داعش بدأ أفرادها يكتبون على الجدران هذه العبارة و لكنّ سرعان ما انقلب السحر على الساحر كما يقال فبدأت الغارات الجوية للتحالف الدولي و الروسية على معاقل التنظيم تضعف التنظيم و بدأت المناطق التي يسيطر عليها التنظيم تنفرط عقدها واحدة تلو الأخرى و أول مدينة صمدت و وقفت في وجه هذا التنظيم الارهابي كانت مدينة ” كوباني” الكوردية حيث بدأ التنظيم في 14-9-2014 هجوماً واسع النطاق و من ثلاث جهات للسيطرة على هذه المدينة مستخدماً كافة صنوف الأسلحة التي يمتلكه، و خاصة تلك التي حصل عليه أثناء احتلاله لمدينة موصل العراقية و لكن صمود المقاتلين الكورد داخل المدينة و مؤازرتهم بقوات من البيشمركة الأبطال من اقليم كوردستان و الضربات الجوية للطائرات الأمريكية كل هذا أدى إلى تراجع التنظيم و عدم تمكنه على احتلال المدينة كاملة بعد أن خسر الآلاف من مقاتليه و تحررت كوباني كاملة ريفاً و مدينة بتاريخ 26-1-2015، كوباني كانت ضربة موجعة لهذا التنظيم وسقطت أسطورته التي أرهب بها العالم جمعاء بأنّها القوّة التي لا تقهر.
بعد ذلك تتالت هزائم داعش في العديد من المناطق التي كان يسيطر عليها في كلّ من سوريا و العراق و أبرز تلك الهزائم :

  • 31 آذار 2015 تحرير مدينة تكريت العراقية من قبضة التنظيم.
  • 16 حزيران 2015 تحرير مدينة تل أبيض
  • 26 حزيران 2015 تحرير مدينة الفلوجة العراقية
  • 13 تشرين الثاني 2015 تحرير البيشمركة لمدينة شنكال .
  • 9 شباط 2016 تحرير مدينة الرمادي العراقية .
  • 19 شباط 2016 تحرير مدينة الشدادي السورية
  • 27 آذار 2016 تحرير مدينة تدمر الأثرية السورية
  • 9 تموز 2016 تحرير قاعدة القيارة الاستراتيجية في العراق
  • 12 آب 2016 تحرير مدينة منبج السورية
  • 14 آب 2016 تحرير اثنتي عشرة قرية على محوري الخازر و كوير
  • 24 آب 2016 تحرير مدينة جرابلس السورية.
  • 24 آب 2016 تحرير ناحية القيارة العراقية جنوبي مدينة الموصل.

بالإضافة إلى تحرير عشرات القرى في محافظتي صلاح الدين و كركوك أي أن التنظيم خسر خمسين بالمئة من المساحة التي كان يسيطر عليها في العراق و أكثر من عشرين بالمئة من المساحة التي كان يسيطر عليها في سوريا و بذلك يحق لنا أن نقول ” زائلة و تتقلص”
إنّ نجم هذا التنظيم الذي سطع بقوّة وفي زمن قياسي في عامي 2013و 2014بدأ بالأفول شيئاً فشيئاً في عامي 2015و 2016 و يعتقد أن التنظيم بعد عام سيخسر جميع المناطق التي يسيطر عليها في سوريا و العراق الآن و بعد ذلك سيلجأ إلى العمليات الإرهابية في مختلف بقاع العالم.

زبدة الكلام: التنظيمات الارهابية المتطرفة التي تتشرب من عقيدة متشددة لا يمكن أن تحكم دول لأن الشعوب لا يمكنها تحمل جور و ظلم هذه التنظيمات، فحكم طالبان في أفغانستان زال وحكم داعش على بعض المدن سيزول لا محال.

شارك هذا المقال: