السائح الالماني “Sachau “في سروج

شارك هذا المقال:

غلاف كتاب "سروج في الماضي" للكاتب :عبد القادر اقبال.
غلاف كتاب “سروج في الماضي” للكاتب :عبد القادر اقبال.
مستل من كتاب :“سروج في الماضي” للكاتب :عبد القادر اقبال . الترجمة عن التركية :مصطفى محمود (بتصرف).
للتنويه :اخذ هذا المقطع من كتاب (Reise mesopotamin) المنشور عام /1883 /للسائح الالماني (E .sachau) لدى سياحته عام /1879 / لمدن بيره جيك ،سروج واورفا “تتبع منطقة سروج /400/ قرية.
اغلب سكانها من الكرد، وبخاصة من العشيرة البرازية الى جانب اقلية من السريان. الكرد هنا يتصفون بالشجاعة وشدة البأس، ويتكلمون الى جانب لغتهم الكردية باللغة التركية ايضأ .لهم عداوة تقليدية دائمة مع جارتهم عشيرة “شمر” البدوية العربية.
رغم هذه العداوة فان الشمر يسعون دائمأ الى رعي قطعان ابلهم (جمالهم) في مراعي جيرانهم الكرد. يغلب اللون الاحمر على زي وملابس نساء الكرد بشكل عام ،بينما تضع الفتيات الكرديات حطة تركية حمراء ملفوفة بمنديل خاص ومميز على رؤوسهن (يقصد به العمامة او الكوفية السروجية المعروفة .م .م. ) كما ان هناك خلاف واضح ومهم بين زي رجال الكرد وجيرانهم العرب البدو. فالكردي ينتعل عادة حذاءأ جلديأ دارج محليأ، بينما البدوي العربي يمشي حاف القدمين اينما سار (ماعدا شيخهم الذي ينتعل جزمة جلدية واسعة ،صفراء او حمراء اللون لدى سفره الى المدينة) .الكردي يلبس سروالا فضفاضأ ،بينما العربي يلبس الفستان. بيد ان هناك بعض من رجال العشائر الكردية التي تقلد العرب البدو في زيهم كل التقليد ،ولا يمكن التعرف عليهم الا من خلال لغتهم الكردية .مثال على ذلك :عشيرة جرجرية (cercerîyan) التي تقطن المنطقة الواقعة بين جبال كراجوك وجبال سنجار.
عمامة الراس لدى رجال البرازية بشكل عام تتالف من طربوش لبادي ابيض، ملفوف بقطعة قماشية بيضاء عادة.
ولدى السفر يلتحف الخيال والغارس الكردي بعباءة فضفاضة تلف كامل جسمه، حاملا على كتفه رمحا طويلا كما هي العادة عند البدوي العربي. وقد لفت انتباهي خلاف اخر بين الجارين العربي والكردي, حيث العربي ياخذه نشوة الاغاني والمواويل عندما بسحب الماء من البئر لسقاء حيواناته ،بينما لم الاحظ هذا الطبع عند الكردي مطلقا.
بنيت بيوت هذه المنطقة على شكل قبب جدرانها من الحجر, ويستعمل التبن الممزوج مع التراب المعجن كمادة لاصقة للاحجار المرصوفة. في الطريق الى اورفا، أمضيت ليلتي في قرية ارمنية تسمى :”Beso ” ,تعرفت فيها على آغا القرية الذي بلع من العمر /80/ عاما،الذي اكرمني وقت العشاء بقصعة من القمح المسلوق. وقد لاحظت ان اهالي هذه القرية يتكلمون اللغة الكردية الى جانب لغتهم الام، الارمنية. كما لاحظت عدم وجود كنيسة او رجال دين في القرية.

شارك هذا المقال: