التهميش الممنهج للوجود الكردي تاريخيا في جغرافية شعوب آريا القديمةفي ظل هيمنة

شارك هذا المقال:

 

“من طبيعية الأقوام أن يكتبوا تاريخهم بطريقة خاطئة”
-إرنست رينان

 

الملخص

يُقال التاريخ رواية المنتصر، يرسمه على مقاسه بداية، ثم يلونه كما يشتهي نفسه، ليس هذا وحسب فبالإضافة إلى ما هو مخطط له،تتشارك عوامل كثيرةمنها ما يكون نتيجة ظروف سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية في صياغة الرواية التاريخية،فالإشكاليات التي رافقت التوثيق التأريخي كانت حاضرة بقوة عبر التاريخ ولا سيما في يومنا هذا، ويعتبر سرد وكتابة التاريخ كما هو إحدى أكبر العقبات في وجه فهم الحقائق وسياقها التاريخي عبر الزمن، ولا يمكن بأي حال من الأحوال انكار حقيقة وجود حقائق تاريخية متناقضة الرواية حول قضايا مهمة تمس شعوبا بأكملها، لذا نرى إن كثيراً من الحقب التاريخية المظلمة تحتاج إلى تسليط الضوء عليها بغية تحليلها وفهمها، وكشف حقائق تم طمسها وتغييبها لغايات معروفة لا تحتاج إلى ذكر وتفصيل، ومن بين هذه الحقب المظلمة هي الضبابية المفتعلة التي تنسج حول الوجود الكردي في جغرافية “آريا القديمة” لصالح الوجود الفارسي الذي احتكر التاريخ المشترك لكل شعوب تلك المنطقة، وكانت الأساس الفاعل في إقامة (إيران) ذات الطابع الفارسي البحت في القرن التاسع عشر كدولة حديثة، وبالتالي احتكار كل الموروث التاريخي والثقافي والديني لكل شعوب “آريا القديمة” واختزالها في (إيران) الفارسية حاليا، تكمن أهمية هكذا بحوث بأنها محاولة إنصاف لشعوب تلك المنطقة لما تعرضت لهامن تهميش تاريخي وخصوصا الشعب الكردي الذي يعتبر من أكبر القوميات في تلك الجغرافيا، ونعتمد فيها منهجية بحثية تعمل على جمع البيانات من كافة المصادر التاريخية المختلفة وتحليلها بطريقة موضوعية تعيد الحقائق إلى نصابها.

الكلمات المفتاحية: كردستان، الوجود الكردي، الشعب الكردي، التاريخ الكردي، الشعب الفارسي، الشعوب الهندوأوروبية، التاريخ الإيراني، فارستان، بلوچستان، آذريستان.

المدخل

تجمع أغلب الدراسات التاريخية والأركيولوجية على هجرات الشعوب الهندوأوروبية،وعلى فرضيات متشابهة تقول بحدوث هجرات قديمة في أزمنة متلاحقة بدأت من شرق أسيا وامتدت حتى غرب أوروبا[1]، واُعتبرت الشعوب الهندوأوروبية ذات أصول واحدة، فقسمت الشعوب إلى آرية وسامية وحامية وأورال ألطائية، ويطلق مصطلح الآريين على الفرع الشرقي من الشعوب الهندوأوروبية، أبرز تلك الشعوب هم الكرد والفرس والبلوچ والباشتو والأرمن أما الأوروبيون فهم من الفرع الغربي[2]،واعتمدت هذه الدراسات على نظرية التقارب اللغوي في تصنيف الشعوب إلى عوائل عرقية ولغوية،بالإضافة إلى التقارب الجغرافي والثقافي بدرجات أقل، ومع هذا نرى أحيانا أقلاما تسير خارج ركب هذه الفرضية دون إعطاء البديل العلمي حول فرضياتها المخالفة، ولا تعطينا السبب وراء تشابه كثير من الكلمات بين الشعوب التي تنتمي إلى عائلة لغوية واحدة، كتشابه كلمات أساسية بين اللغة الآرية وبين اللغة الجرمانية وباقي الشعوب الهندوأوروبية رغم البعد الجغرافي[3]، لا يفسر هذا إلا وجود رابط تاريخي في حقبة زمنية ما، بعد حدوث الهجرات واستقرار الشعوب الهندوأوروبية في أماكن مختلفة كما نراها اليوم وفق الخريطة الديموغرافية الحديثة لهذه الشعوب، لا نملك حقائق علمية تاريخية لتفسير  اختيار  تلك الشعوب للبقعة الجغرافية التي استقرت فيها، ربما أكثر التفسيرات اقناعا هي االقائلة بتراتبية القوة بين تلك الشعوب في حقبة الهجرات، فكلما كانت الشعوب ضعيفة كانت أكثر قابلية للهجرة والتوجه غربا نحو أوروبا الباردة، عبر خط يبدأ من هندوستان (الهند) شرقا وحتى سواحل بحر الشمال في أوروبا غربا، ولا نتفق مع الرأي القائل بأن الهجرات حدثت من -الموطن الأصلي- المراعي العظيمة شرق بحر كاسپين(قزوين)، بل نعتقد أن الموطن الأصلي هو شمال الهندوستان (الهند) وإلى جوارها الصين حيث الكثافة السكانية الهائلة.

ساهمت عوامل أخرى مثل أسبقية الهجرات زمنيا والعدد السكاني لكل شعب في رسم الخريطة الديموغرافية لهذه الشعوب، رسمت هجرات قبل الميلاد بفترات طويلة خريطة ديموغرافية واضحة المعالم في آريا (إيران)[4]، واستقرت الشعوب في مناطق ذات أبعاد جغرافية مختلفة، لكن البعض يُرجع تاريخ هذه الهجرات إلى الألف الأول قبل الميلاد[5]، دون أن يقدموا فرضية مقنعة، فإذا (صح) ما ذهبوا إليه،فهل كانت جغرافية آريا خالية من السكان، فإذا (صح) هذا أيضا لما لم تجتاحها دول ميزوپوتاميا(بلاد النهرين) الأشورية والكلدانية والبابلية المتاخمة لها،أو لما لم تقم دول ميزوپوتاميا بصد تلك الهجرات ودق ناقوس الخطر كما فعلت مع الآيلامين جنوب آريا وأورارتو (أرمنيستان) وما حولها، أما إذا كانت تسكنها شعوب فأين هم؟ ولما لم يتحدث التاريخ عن حروب رافقة تلك الهجرات بهدف التصدي للمحتل الغازي في جغرافية آريا؟  ولم نسمع شيء عن حضارات شعوب تلك المنطقة قبل هجرات القبائل الهندوأوروبيةإلى آريا؟  فكل الحضارات التي يذكرونها هم أنفسهم هي حضارات هندوآرية ولا شيء يُذكر قبلها، بل على العكس نود الإشارة هنا إلى أن موطن السومريين قبل الاستقرار في ميزوپوتاميا (بلاد النهرين) كان جبال زاگروس وخاصة منطقة وسط كردستان، وهذا الأمر اتفق عليه جميع الباحثين في التاريخ السومري[6]، وربما فطن بعض الباحثين إلى هذا الأمر فحاول تدارك الخطأ الذي وقعوا فيه بنفي آرية الإمبراطورية الآيلامية (العيلامية) التي ظهرت في جنوب غرب آريا في الألف الثالث قبل الميلاد ونسبها إلى شعوب قوقازية دون ذكر دليل علمي يبرهن ذلك، ربما كانت هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها دعم ادعاءات حدوث الهجرات الهندوآرية في الألف الأول قبل الميلاد[7]، وماذا عن الحضارة الميتانية التي ظهرت قبل الألف الأول قبل الميلاد بكثير، وذات الأصول الآرية، فكلما اعترف باحث لا يعتمد الحيادية في أبحاثه بوجود حضارة آرية سبق ظهورها الألف الأول قبل الميلاد، إما ينكر أنها من الشعوب الآرية أو أن هذه الحضارات غامضة لا معلومات عنها، يذكر صاحب مقدمة في تاريخ الحضارات القديمةحول الحضارة الميتانية: بعد تقلص نفوذ الحوريين في العام (1500) ق.م ظهرت الدولة الميتانية على أنقاضها وكان سكانها من الحوريين ولكن يستدل  من أسماء الملوك الذين حكموا فيها أنهم من الأقوام الهندوآرية، كما إن أسماء الآلهة مثل (فارونا)، و(أندرا) وهي من الآلهة الهندوآرية التي عُبدت في الهند[8]، ربما كان الكاتب يحتاج إلى معرفة كل أسماء الشعب الميتاني للتأكد على أنهم من أصول هندوآرية، في الحقيقة هكذا طروحات لا تستند إلى منطق علمي مقبول، يبدو أن هذا النوع من الأبحاث قائم بالأساس على خلفيات طويلة من الانكار والانكار المقابل، وأنه ثمة علماء في الغرب يتبنون التاريخ الفاشي، ويدرسون تاريخ الشرق القديم بالروح العرقية، ويقيمون من القبائل الهندوأوروبية عرقا متفوقا وحاملا للتقدم[9]، وهل كان وسط أوروبا وشمالها مساحات خالية حتى الألف الأول قبل الميلاد؟ إذا علمنا إن الشعوب الهندوأوروبية هي أجداد الشعوب الناهضة القوية التي تقطن أوروبا وأمريكا اليوم[10]،يأتيك الجواب بأن تلك الهجرات –الهندوأوروبية- كانت قبل تلك الفترة، ولكن حسب منظورهم هذا لا ينطبق على الهجرات الهندوآرية، أثناء سرد تاريخ ميزوپوتاميا (بلاد النهرين) نرى الاحتكاك الواضح مع الشعوب الآرية وخصوصا سكان جبال زاگروس،كما شهدت حروب السيطرة وتوسيع النفوذ بشكل متبادل، ففي تاريخ (2200) قبل الميلاد تعرضت مناطق ميزوپوتاميا إلى اجتياح الـ  ” گوتیین ”  المعروفین بالقوة والبأس لطبيعة سكناهم الجبلية في المناطق الشمالية من ميزوپوتاميا وسحقوا مملكة أكاد[11]، الأكيد أن الهجرات الآرية حدثت قبل هذه الفترة بكثير، إذا كانت مصادر تاريخ الشرق واحدة، وهي النصوص الإغريقية واللاتينية وبقايا وآثار نصوص بلغات الشعوب الشرقية[12]،فالنصوص الإغريقية واللاتينية اعتمدت على رحلات لرجال منفردين أو رافقوا حملات عسكرية،ولا تخلو هذ النصوص من الأساطير والمعلومات المحرفة، أما الأطروحات الجديدة التي تعتمد على بقايا وآثار نصوص مكتوبة بلغات شرقية إما تكون غير مبرهنة لم يتم التأكد من صدقيتها بشكل دقيق، أو ناقصة تحتاج إلى بحوث مقارنة شاملة،لهذا يحدث الاختلاف بين الباحثين.

يرى مؤرخون فرضية أخرى قريبة مفادها إن أول وصول آري لمنطقة آريا كان في العام (900) قبل الميلاد، حيث هاجرت قبيلتان كبيرتان  الأولى (ماد) التي استقرت في شمال غرب آريا ، والثانية (بارس) التي استقرت في جنوب غرب آريا[13]،حيث تغلغلت جماعات تتحدث بلغات آرية اختلطت على الأرجح بالرعايا الأصليين[14]، الواضح أن الدفاع المستميت لإثبات الوجود الطارئ للشعوب الهندوآرية في آريا يُبنى على أن أصل الحضارة البشرية هي ميزوپوتاميا (بلاد النهرين) السامية، وكل ما دون ذلك حضارة فرعية استمدت وجودها من حضارة أصلية هي الحضارة السامية فقط[15]، فحتى حضارات أخرى كحضارة البنجاب التي ظهرت كحضارة أصلية في الألف الثالث قبل الميلاد تأثرت بالحضارة السومرية نتيجة التشابه بين الحضارتين وفق الاكتشافات الحديثة في القرن التاسع عشر[16]، فالحضارتان استخدمتا لغة صورية ثم طورت الحضارة السومرية الكتابة المسمارية من الكتابة الصورية، فإن صح وجود تشابه بين الحضارتين فهو ليس نتيجة التأثر بالحضارة السومرية، إنما قد يثبت آرية الشعب السومري[17]، خصوصا لو علمنا أن اللغة السومرية هي ليست من اللغات السامية[18]، ولعدم الاعتراف بهذا الاحتمال المنطقي يصف باحثون اللغة السومرية بأنها لغة بحد ذاتها ليست لها علاقة بأي لغة ولا تصنف ضمن أي عائلة لغوية[19]، فإذا علمنا أن اللغة الأكادية وغيرها من اللغات السامية أصل لغتها يعتمد على اللغة السومرية وخصوصا مجموعة اللغات السامية الشرقية يكون أصل اللغات السامية هو آري، كما يرفضون وجود أي نوع من الصراع والصدام على الصعيد القومي والشعبي المرافق أثناء سيطرة القبائل الأكادية على آسورية (بلاد الشام) وميزوپوتاميا[20]،وربما وجدت وقتها ما يُسمى اليومبرئاسات المشتركة لملوك سومر-أكاد في إدارات تُعرف بالحاكمية المشتركة تفاديا للصراع العرقي، هذا يسهل حشر السومريين في خانة الشعوب السامية،وتثبت الاكتشافات الأثرية أن أهم الحضارات في موزوبوتاميا (بلاد النهرين) تطورت على يد قوم ليسوا من الساميين[21]، وهذا سرد قليل لأبحاث التاريخ التي تناولت الشرق الأدنى نوضح من خلالها المنهج المتبع في توثيق تأريخ شعوب المنطقة.

بالعودة إلى الهجرات نرى إن الشعب الفارسي استقر في فارستان المنطقة الممتدة من هضبة آريا شمالا وإلى فارس (شيراز) المطلة على خليج آريا (فارس) جنوبا، واستقر الشعب البلوچي في بلوچستان الواقعة بين بانجبستان (شرق پاکستان) شرقا وبين فارستان (جنوب إيران) غربا، واستقر الشعب الساكسيفي ساكستان (خراسان) وهي تشمل شمال شرق آريا وغرب أفغانستان، واستقر الشعب الكردي في كردستان (مقسمة بين إيران والعراق وتركيا وسوريا) وهي سلاسل جبال زاگروس وطوروس من آمدان (همذان) شرقا وحتى آفرين (عفرين) وسواحل بحر الروم (البحر الأبيض) غربا، ومن خليج آريا (فارس) جنوبا إلى أواسط هضبة أناتوليا (الأناضول)شمالا، أما مناطق أقصى شمال آريا  استقرت فيها الشعب الآذري نتيجة التجاور مع تركستان (تركمانستان) وآذريستان (أذربيجان) وخصوصا في شمال غرب آريا، وإن كانت تشغل جزء في أقصى شمال آريا إلا أنها لم تكن نتيجة هجرات هندوآرية، ولازالت شعوب آريا محافظة على وجودها الجغرافي إلى يومنا هذا.

تجاورت شعوب آريا القديمة فيما بينها جغرافيا وثقافيا ولغويا ونتيجة الأصل الآري المشترك كونت هذه الشعوب مجتمعة عبر التاريخ دول وإمبراطوريات متعددة تلونت بصبغة أحدها، فما إن تظهر دولة في مكان ما لا تلبث بواسطة القوة العسكرية أن تشمل كل جغرافية آريا القديمة،ومع هذه الهيمنة المتبادلة احتفظ كل شعب بخصوصيته الثقافية واللغوية في ظل حكم غيره، تناوب العنصر الكردي والفارسي في إقامة الدول عبر التاريخ الطويل لهذه المنطقة، كما شهدت فترات تزامنت فيها وجود دول متجاورة دارت بينها حروب عديدة بهدف السيطرة وتوسيع النفوذ، وربما من المفيد هنا التركيز على الوجود الفارسي في فارستان من حيث احتكاره كامل تاريخ آريا، والوجود الكردي في كردستان كشعب من شعوب آريا المهمشة، كونها ستكون محاولة لإنصاف هذه الشعوب التي همشت تاريخيا والتي لا تقل عراقة وشأنا عن المكون الفارسي، كما نجد من المهم الإشارة إلى منهج مدوني التاريخ الخالي من البحث والتمحيص إنما هو تكرار لمعلومات واسماء لا تستند إلى حقائق علمية واقعية مستمدة من تحليل دقيق للتاريخ.

كردستان وفارستان

تعرض الشعب الكردي وغيره من الشعوب في جغرافية آريا إلى التهميش المركب، كان التهميش الأول في انكار الوجود الآري كوجود أصيل في آريا، والثاني عند احتكار الفرس كل الموروث الآري دون الشعوب الأخرى، تظهر القراءة المتأنية المقارنة  بين الشعبين الفارسي و الكردي في مناطق وجودهم الجغرافي والحضارات التي أقيمت فيها عبر التاريخ حقائق واضحة للعيان، رغم تقارب عدد الدول والامبراطوريات التي أقاموها ظل الطابع الفارسي مسيطرا على كل ما هو آري في آريا، لذا نرى من المفيد تناول المسألة بشكل مقارن في كافة جوانبها، الزمنية والجغرافية ومدة كل دولة وعوامل نشوئها والبعد الاستراتيجي التي أضافته على بلاد آريا، والحروب التي قامت بينها داخليا، بالإضافة للحروب الخارجية.

كردستان

كان المكان الذي استقر فيه الشعب الكردي يحمل طابع جيوپوليتيك غاية في الأهمية بسبب سيطرته على الطريق بين بحر كاسپين(قزوين) وخليج آريا (فارس)، فشكل بذلك المعبر البري لطريق القوافل التجارية القادمة من الصين وهندوستان (هند) وأقصى شرق أسيا،فكانت قوافل الحرير القادمة من الصين والتوابل والبخور القادمة من هندوستان(الهند) لا بد أن تمر من هناك.

بقيت مناطق كردستان دائما خارج السيطرة الفعلية للدول التي نشأت في آريا بسبب طبيعتها الجبلية، والقوة البدنية التي تمتع بها شعبها بسبب طبيعة العيش في المناطق الجبلية المرتفعة، بالإضافة إلى نزعة الحرية ورفض البقاء تحت أي نوع من الاحتلال والتبعية، بالمقابل ربما كانت هذه الطبيعة الجغرافية هي السبب في جعل إقامة دول دون الحاجة الملحة، أو السيطرة على مناطق تطل على البحار بمساحات كبيرة، فقد اقتصر وجودها على مساحات ضيقة على بحر الروم (الأبيض المتوسط) وخليج آريا بالمقارنة مع عدد سكانها وحجم الجغرافيا التي تعيش فيها، ورغم ذلك كوّن الشعب الكردي عبر تاريخه الطويل عدد كبير من الممالك والدول.

عاشت القبائل الكردية وأقامت قراها ومدنها عند ضفاف الأنهار في مناطق مرتفعة وبذلك تحمي نفسها من الفيضانات، وبنت مساكنها من الحجارة، واعتمدت على الزراعة بسبب وفرة الأمطار والثلوج والأنهار، وتربية المواشي وخصوصا الماعز الجبلي والثيران والخيول التي اشتهروا بها، وكانوا أكثر تقدما وتطورا على القبائل الآرية الأخرى[22]، وشكلت البيئة الجغرافية والمناخية المتنوعة وأنهار پیرات (فرات) ودجلة وآراس نوعا من الاكتفاء الذاتي وعدم الحاجة للتفكر بالتوسع وغزو الشعوب الأخرى، خصوصا إذا علمنا أنه يجري في كردستان(سنندج) فقط سبعة عشر نهرا[23]، ولم تكن حروبهم إلا ضد دولة العبودية الأولى وطغاة ميزوپوتاميا، ولا نكاد نرى أسطورة تاريخية واحدة في الفلكلور الكردي الشعبي الشفاهي الغزير تقول بنزوح الشعب الكردي بهدف السيطرة من مكان إلى آخر، وحتى على الصعيد الديني ظهرت الزرادشتية في شمال كردستان بالقرب من بحيرة أورمية حيث عملت على استئصال الوثنية[24]، ولم تنحرف الزرادشتية عن التوحيد إلى ثنائية ومجوسية إلا عندما سيطر الفرس الأخمينيين والساسانيين على آريا، بعدما كانت توحيدية في بلاد كردستان أثناء الحكم الميدي، عملت الدول الفارسية على إنشاء نظام ثيوقراطي من خلال ربط الدين بالحكم وأدلجته وربط الدم المقدس بالسلالات الحاكمة، فكانت السلالات الحاكمة والكهنة هم من الجوتاما[25]الآرية، ولعل أصدق الأدلة ما نراها اليوم، فالغالبية الساحقة من الشعب الكردي وغيرهم من شعوب آريا من المسلمين السنة، بينما كل الشعب الفارسي هو من المذهب الشيعي، فهناك كثير من التساؤلات عن سبب تشيع الفرس في آريا كقومية كاملة، دون الشعوب الأخرى، وما نظام ولاية الفقيه الحاكم في آريا اليوم إلا تكرار مكرر للفرس في استعمال كل الأدوات للسيطرة والبقاء في حكم آريا وإن كانت بأشكال مختلفة[26]، وهنا نذكر بعض الدول على سبيل المثال لا الحصر و للمقارنة فقط .

 

 

الدول التي تأسست في كردستان

الگوتية:(3000) ق.م (الگوتييون أجداد الكرد)[27]، يُرجع باحثون إن اسم الكرد اشتق من هذه الحضارة[28]، وهي إحدى أقدم الحضارات في كردستان تزامنت مع الحضارة الآيلامية والسومرية[29]، ظهرت على جبال زاگروس وتوروس،ويبين تاريخ سومر وجود علاقة بينها وبين گوتي[30]. استمر وجود هذه الدولة محاطة بدول حاولت مرارا السيطرة عليها وغزو شعبها، لكن البيئة الجبلية كانت العائق دائما،وظلت هذه الدولة مستمرة إلى ظهور الدولة الميتانية في كردستان.

الميتانية:(1500) ق.م سكنوا في المنطقة بين جبال زاگروس ونهر پرات (فرات)[31]،كانت من مدنهم آمد (دياربكر) وآفرين (عفرين)وعاصمتها واشوكاني، جاء ذكرها كثيرا في السجلات الأشورية، توسطت هذه الدولة منطقة جغرافية بين الدولة الأشورية في الجنوب والدولة الحثية في شمال.

الميدية:(728-550 ق.م)كانت الدولة الأشورية شديدة وقاسية ضد جيرانها[32]، وتبنت نظاما صارما لجمع الضرائب والغزو المتكرر لبلاد كردستان رغم ذلك لم تستطع فعليا السيطرة على بلادهم،وبلغت الغطرسة الأشورية ذروتها بعد محاولة دياكو توحيد القبائل الكردية المبعثرة، فقمعت الدولة الأشورية حركات التظاهر[33]، نفت وقتلت قياداتها، وبعد توحد القبائل الكردية الميدية على يد كيخسرو ومن قبله محاولات والده وجده، كان لا بد من التخلص من ظلم الدولة الأشورية التي يتألف غالب جيشها من الأجانب المرتزقة من الشعوب المجاورة[34]، اجتمعت القوات الميدية والقوات الحليفة الأخرى بقيادة كيخسرو في أربخا (كركوك) وتوجهت نحو نينوفا (الموصل)من الشرق والشمال آميدي (العمادية) وآمد (دياربكر) وشنگال، وانتهى الظلم الأشوري الذي استمر لعقود طويلة[35]، وعادت الشعوب المنفية إلى أوطانها، كانت عاصمة الدولة الميدية هي آمدان (اكاباتا-همذان)، وشملت الدولة الميدية كل أراضي كردستان على زاگروس وطوروس[36]، بالإضافة إلى آريا (إيران)، ولم نرى أي نيات توسعية واضحة للدولة الميدية ولا ندري السبب الواضح وراء تسمية الحروب التي جرت بين الفرس والإغريق فيما لو علمنا أن هذه الحروب جرت في زمن الدولة الأهخمنشية وليست الميدية، ربما السبب هو خلط المؤرخين أثناء تأريخ فترة الحروب.

فارسستان

الفرس لم يكونوا إلا جزءا من آريا مثلما كان الشعب الفارسي واحدا من الشعوب الآرية[37]، وتعتبر المناطق التي استقر فيها الشعب الفارسي مقارنة بكردستان أقل خصوبة وموارد مائية، خصوصا المناطق المتاخمة لبلوچستان من الغرب، وقد يفسر هذا توجه حروب السيطرة والنفوذ الفارسية نحو الغرب وميزوپوتاميا (بلاد النهرين)، بالإضافة إلى الاطلالة على الخليج الآري (فارس) المقابل لعربستان (الجزيرة العربية)،امتداد الشعب الفارسي على بقعة جغرافية واحدة من الهضبة الآرية إلى الخليج ومن حدود ميزوپوتاميا إلى بلوچستان شكلت وحدة جغرافية يسهل فيها إنشاء دول مركزية متماسكة، هذا ما لا نراه في كردستان ذات الجغرافية المترامية الأطراف على سلاسل جبلية طويلة تبدأ من المناطق المطلة على سواحل خليج الآري وحتى سواحل بحر الروم (الأبيض المتوسط)، وكلما سيطر العنصر الفارسي على آريا تنشأ دولة الطغيان وحروب السيطرة على الشعوب الآريةوغيرهم من الشعوب المجاورة وذلك باجتياح كل مناطق الشرق الأوسط، على عكس الشعوب الآرية الأخرى التي تنشأ دولها مقتصرة على جغرافية آريا، ولتحقيق أهدافها التوسعية كانت تستعين بجيش من المرتزقة تجلبهم من الدول المجاورة التي كانت تسيطر عليها[38]، بالإضافة إلى جيش قوي من السوار (الحرس الثوري) المنظم والمسلح لدرجة كبيرة، إلى جانب البايكان (الباسيج) الأقل تنظيما وتسليحا المتكون من أبناء الفقراء والمساكين[39].

الدول التي تأسست في فارسستان

الآيلامية:(2700–539)ق.موقامت في الجغرافياالفارسية القريبة من لورستان[40]، وقد أظهرت الاكتشافات الأثرية تطابق اللغة السومرية مع الآيلامية[41]، لا توجد معلومات كثيرة عن هذه الدولة إلا ما ورد في السجلات السومرية والبابلية والأشورية، وهي تزامنت مع الدولة الگوتية في الشمال.

الأخمينية:(648–330)ق.مقامت في جغرافية فارستان على أنقاض الدولة الميدية، فاستمدت النظم الإدارية منها[42]،واستمرت حوالي ثلاثة قرون وسقطت بعد الغزو المقدوني لبلاد آريا، وفور ظهورها غزت بلاد ميديا وضمتها إلى دولتها[43]، وتوسعت نحو الغرب بشكل سريع واحتلت جغرافيا توجد فيها الآن أربعين دولة حديثة، وبدأت مرحلة الحروب الإخمينيدية –الإغريقية (الميدية-الإغريقية)، وخصوصا في زمن حكم كورش وداريوس حيث سير الفرس حملات متتابعة برية وبحرية بهدف السيطرة، وبعد حملات متقابلة، زحف الإغريق بقيادة الإسكندر المقدوني وأسقط الدولة الإخمينية واحتلال آريا، وهي المرحلة التي أرَّخَ فيها مؤرخو الإغريق تاريخ آريا.

الساسانية:(224–650) م قامت بعد انتزاع حكم آريا من الپارثيين[44]، الذين أسسوا دولة في شرق آريا وبالتحديد ساكيستان (خراسان)، بعد خمسة قرون عاد حكم آريا إلى القومية الفارسية[45]، لتبدأ مرحلة جديدة من حروب توسيع النفوذ والسيطرة باتجاه الشرق، وكانت تارة بين الساسانيين (الفرس) وبين الروم بشكل مباشر، أو من خلال وكلائهم في المنطقة كمليشيات المناذرة والغساسنة.

الخاتمة

كان لا بد من سرد التاريخ سريعا بهدف تشكيل صورة بانورامية تاريخية للقارئ، رغم علمنا أن تناول هكذا مواضيع أكبر من أن يُبحث في مقالة، لكنها كانت محاولة لإيصال القارئ إلى الحقائق بسهولة ويسر ،بدلاً  من البحث والتدقيق في كتب ومجلدات التاريخ الجافة، كما لا توجد دراسات تاريخية مقارنة إنما أغلبها عبارة عن سرد تاريخي مكرر لا يأتي بجديد، بالإضافة إلى صعوبة استخراج الاستنتاجات من بين السطور وربطها بالحاضر لتبقى كتب التاريخ بدون الغاية المرجوة منها.

لسنا بصدد إعادة كتابة التاريخ أو السعي وراء اكتشافات أركولوجية جديدة، يكفي تسليط الضوء على ما هو موجود من الحقائق في مؤلفات التاريخ بطريقة مقارنة لتتضح حقائق كثيرة غائبة، ولا شك أن إعادة قراءة التاريخ بشكل متأني وحيادي يقود إلى تغير مفاهيم تمس حاضر كثير من الشعوب في المنطقة، كون المعلومات التاريخية تلعب دورا مهما في تصوير حاضر الشعوب.

عمد المنتصر عبر العصور ومنذ بدء التدوين إلى استعمال التاريخ كأحد الأسلحة ضد الخصوم، فكان التهميش وانكار الوجود والوجود الطارئ أسلحة فتاكة آتت أوكلها دائما، ويمكن القول بأن أغلب مؤلفات التاريخ لم يكن الهدف منها تأريخ حقبة زمنية معينة، إنما كانت بغرض تهميش الخصوموالدفاع للذين حملوا -كما يعتقدون-واجب حماية المقدسات.

التهميش الممنهج والمركب الذي عانى منه الشعب الكردي طوال التاريخ  له أسباب واضحة، لم تكن السلطات الحاكمة في بنيتها وأيديولوجيتها قادرة على تقبل الآخر أبدا، فكان الإنكار والوجود الطارئ أفضل وسيلة لتحقيق هذه الغاية، ويكفي أن تقرأ مناهج التدريس في تلك الدول لترى درجة الإنكار الهائلة، ولم تكن الدراسات المستقلة التي قام بها مؤرخون تبحث تاريخ المنطقة أكثر انصافا، وكثيرا ما ترى التناقضات والأخطاء في دراساتهم كونها أصلا لا تبحث عن الحقيقة بقدر ما هي تشبع غرور عرقي واحتقار الآخر، ولا ننكر أن هذا النوع من الأبحاث بالإضافة إلى مناهج التعليم أدت إلى إنتاج شخصية هزيلة منفصلة عن الواقع ترى نفسها بين السطور على أنها مهد الحضارة ومنبع البشرية، والواقع يثبت عكس ذلك.

أثبتت القراءة المقارنة لتاريخ آريا (إيران) أن الشعوب الآرية جميعها هي شريكة بالموروث الآري وليس كما الفرس فقط، كما رأينا أن نزعات الفرس التوسعية في الخارج ساهمت في تكوين هذا المفهوم الخاطئ، فالأطماع والحروب التوسعية التي خاضها الفرس جعلتها أكثر شهرة من غيرهم من الشعوب الآرية، تاريخيا تم تسليط الضوء على الدولة الإخمينية والساسانية بسبب المراحل المتأخرة التي ظهرت فيها بالنسبة لعموم التاريخ الآري، وإلى حروب السيطرة التي خاضتها الدولة الإخمينية مع الإغريق، وحروب الدولة الساسانية مع الروم والعرب.

استفاد الفرس من الموروث الآري في تشكيل دولتهم الحديثة (إيران)،كما إن تقسيم كردستان وبلوجستان جعل المعادلة القديمة غير قابلة للتطبيق في تناوب شعوب آريا (إيران) على إنشاء دول، وجعلت سيطرة العنصر الفارسي على آريا (إيران) شبح حتمي غير قابل للتغير، خصوصا إذا علمنا أن ما يسمى بالأقليات في آريا (إيران) تتركز في المناطق الحدودية، ولا ندري هل كانت خطورة توحد شعوب آريا (إيران) في حساب الدول التي قامت بتقسيم المنطقة ولو كانت هذه الوحدة بسيطرة عنصر على غيره.

لم يستمد حكام الفرس المتعاقبين في كل دولهم على الإطلاق شرعية حكمهم من الطبقة الارستقراطية أو الشعب إنما كانت تستمد من الله، من النعمة الإلهية التي تسمى (الفز) وهي تعني السلطة التي منحها الله للحاكم وبالتالي يحكم باسم الله على الأرض، وما ولي الفقيه اليوم إلا استمرار واضح لنظام الحكم عند الفرس وما الانتخابات الوهمية التي تجرى في (إيران) إلا لذر الرماد في العيون وللتغطية على  حقيقة النظام .

التشيع الفارسي الحديث ما هو إلا أسلوب من أساليب التوسع وحروب السيطرة، أدركت (إيران) الفارسية أن التوسع على العرق غير قابل لعدم وجود العنصر الفارسي إلا في آريا، فكان استخدام الدين –التشيع-الحل الفتاك في تحقيق هذه الأهداف والتخلص من المرجعية الدينية العربية كتحويل التشيع إلى دين له مرجعية بحد ذاته.

كبح جماح السيطرة الفارسية الخارجية باتجاه الغرب كان مع تنامي قوة العرب الذين أسقطوا الدولة الساسانية، لكن التاريخ أثبت فيما بعد أن القوة العربية الإسلامية في منتصف القرن السادس الميلادي لم تكن مهيأة لاستيعاب حضارة ضخمة كالحضارة الآرية، ولم تكن الدولة العربية الإسلامية في الجزيرة العربية الوليدة تحمل مقومات المجابهة، عموما تناول الحضارة الآرية بعد الحروب العربية الساسانية يحتاج إلى بحث آخر منفصل سنعمل على إنجازه في سلسلة متلاحقة من المقالات التي تعني بتاريخ وحاضر المنطقة.

المراجع

أحمد محمود الخليل، صورة الكرد في مصادر التراث الإسلامي، الطبعة الأولى، آراس-أربيل، 2012.

چيمس هنري برستيد،انتصارالحضارة – تاريخ الشرق القديم، (ترجمة أحمد فخري)،المركز القومي للترجمة، القاهرة2011.

(James Henry Breasted, the Conquest of Civilization – 1891).

طه باقر،مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة – حضارة وادي النيل،الجزءالأول،دارالوراق2011.

طه باقر، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة – حضارة وادي النيل،الجزءالثاني،دارالوراق2011.

فـ. دياكوف،سـ. كوفاليف،الحضارات القديمة،الجزءالأول، (ترجمة نسيم واكيم اليازجي)،الطبعةالأولى،دارعلاءالدين-دمشق،2000.

جكر خوين، تاريخ كردستان، الجزء الأول، (ترجمة خالص مصور)، أميرال-بيروت، 1996.

صلوات كولياموف، آريا القديمة وكردستان الأبدية، “الكرد من أقدم الشعوب”، (ترجمة إسماعيل حصاف)، رۊژهلات، الطبعة الأولى، هولير 2011.

علي أكبر كردستاني، الحديقة الناصرية في تاريخ جغرافيا كردستان، (ترجمة جان دوست)، آراس، أربيل 2002.

جمشيد يوسفي، الزرادشتية، الطبعة الأولى، زين 2012.

الشفيع الماحي أحمد، زرادشت والزرادشتية، حوليات الأداب والعلوم الاجتماعية، 2001.

أشراك سافراستيان،الكردوكردستان، (ترجمةأحمدخليل)،كردستان2005.

ديفيد ماكداوول، الكرد شعب أنكر عليه وجوده، (عبدالسلام النقشبندي)،آراس أربيل،الطبعةالأولى2012.

أرثر كريستنسن،إيران في عهد الساسانيين، (ترجمةيحيى الخشاب-عبدالوهاب عزام)،النهضةالعربية،بيروت،1998.

هوماكاتوزيان،الفرسإيرانفيالعصورالقديمةوالوسطىالحديثة، (ترجمةأحمدحسن المعيني)،الطبعةالأولى،جداول-بيروت،2014،ص15.

. (Homa Katouzian, the PERSİANS, Ancient, Mediaeval and Modern Iran)

ول ديورانت ،قصةالحضارة،المجلدالأول،الجزءالثاني، (ترجمة الدكتور زكي محمود)،دارالجيل،بيروت،1988.

محمد إسماعيل الندوي، الهند القدية حضاراتها ودياناتها، دار الشعب-القاهرة، 1970.

[1]چيمس هنري برستيد، انتصار الحضارة – تاريخ الشرق القديم، (ترجمة أحمد فخري)، المركز القومي للترجمة، القاهرة 2011، ص 239.

James Henry Breasted, the Conquest of Civilization – 1891.

[2]چيمس هنري برستيد، نفس المصدر، ص 238-243.

[3]تتشابه الأسماء الأب والأم والأخ بالإضافة إلى كلمات أخرى، اسم الأب في الإنكليزية (brother)، الألمانية (bruder)، اللاتينية (frâter)، الإغريقية(phrâter)، الفارسية (brâtar)، السنسكريتية (bhrâtar)، الكردية (brâ). لمعلومات أكثر راجع، چيمس هنري برستيد،انتصارالحضارة – تاريخ الشرق القديم، (ترجمة أحمد فخري)،المركزالقومي للترجمة،القاهرة2011،ص241.

James Henry Breasted, the Conquest of Civilization – 1891.

[4]تطلق كلمة آريا على الجغرافيا التي يسكنها الشعب الآري وتضم إيران وأجزاء من العراق وسوريا وتركيا وباكستان وأفغانستان، أما (إيران) الحديثة كدولة فهي لا تشمل كل الشعب الآري إنما تشمل الشعب الفارسي وشعوب آرية مقسمة بينها وبين دولة مجاورة لها حديثة.

[5]طه باقر، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة – حضارة وادي النيل، الجزء الثاني، دار الوراق 2011، ص 435.

[6]أحمد محمود الخليل، صورة الكرد في مصادر التراث الإسلامي، الطبعة الأولى، آراس-أربيل، 2012، ص 41.

[7]طه باقر، نفس المصدر، ص 427.

[8]طه باقر، نفس المصدر، ص 405.

[9]فـ. دياكوف، سـ. كوفاليف، الحضارات القديمة، الجزء الأول، (ترجمة نسيم واكيم اليازجي)، الطبعة الأولى، دار علاء الدين-دمشق، 2000، ص77-87.

[10]چيمس هنري برستيد، انتصار الحضارة – تاريخ الشرق القديم، (ترجمة أحمد فخري)، المركز القومي للترجمة، القاهرة 2011، ص 237.

James Henry Breasted,the Conquest of Civilization – 1891.

[11]فـ. دياكوف،سـ. كوفاليف،نفسالمصدر،ص91.

[12]فـ. دياكوف، سـ. كوفاليف، نفس المصدر، ص 69.

[13] طه باقر، نفس المصدر،ص 433-435.

[14]فـ. دياكوف،سـ. كوفاليف،نفسالمصدر،ص197.

[15]طهباقر،نفسالمصدر،ص375-377.

[16]تعتمد هذه الفرضيات على الحفريات التي قام بها جون مارشال (John Marshall)، وذلك لمصلحة الأثار الهندوستانية في السند وبنجبستان، حيث أثبتت هذه الاكتشافات عن وجود علاقة بين هذه الحضارة وبين الحضارة في الشرق تعود إلى أزمنة تقارب 2500 قبل الميلاد، وأرجع وجوده إلى التجارة. للمزيد من المعلومات، أنظر، انتصار الحضارة، چيمسهنريبرستيد، هامش ص 160 وغيرها.

[17]صلوات كولياموف، آريا القديمة وكردستان الأبدية، “الكرد من أقدم الشعوب”، (ترجمة إسماعيل حصاف)، رۊژهلات، الطبعة الأولى، هولير 2011، ص 58؛جكر خوين، تاريخ كردستان، الجزء الأول، (ترجمة خالص منصور)، أميرال-بيروت، 1996. ص 57-59.

[18]صلواتكولياموف، نفس المصدر، ص 58.

[19]طهباقر،مقدمةفيتاريخالحضاراتالقديمة– حضارةواديالنيل،الجزءالأول،دارالوراق 2011، ص 75-77.

[20]طهباقر، نفس المصدر، الجزء الأول، ص 104؛ فـ. دياكوف،سـ. كوفاليف،الحضاراتالقديمة،الجزءالأول، (ترجمةنسيمواكيماليازجي)،الطبعةالأولى،دارعلاءالدين-دمشق،2000،ص108.

[21]چيمسهنريبرستيد، نفس المصدر، ص 158.

[22]فـ. دياكوف،سـ. كوفاليف،نفسالمصدر،ص197-198.

[23]علي أكبر كردستاني، الحديقةالناصريةفي تاريخ جغرافياكردستان، (ترجمة جان دوست)، آراس، أربيل 2002. ص 67.

[24]جمشيديوسفي، الزرادشتية، الطبعةالأولى، زين2012. ص46؛ الشفيع الماحي أحمد، زرادشت والزرادشتية، حوليات الأداب والعلومالاجتماعية، 2001، ص17؛ محمد إسماعيل الندوي، الهند القدية حضاراتها ودياناتها، دار الشعب-القاهرة، 1970، ص 203.

[25]جوتاما بوذا مؤسس الديانة البوذية في هندوستان، سيدهارتا ساكياموني يحمل قدسية كبيرة ودمه مقدس وهو إله يعبد في الديانة البوذية. وجوتاما الآرية كانت محالة لإعطاء القداسة لملوك الفرس ودمائهم لضمان بقائهم في الملك.

[26]حسين شاكر، عباس موسى، جذور التصوف، غير مطبوع، 2017.

[27]يرى العالم الأمريكي البروفيسور أفرايم شبيزر من جامعة بنسلفانيا والمتخصص بسومر، كان أول من أشار إلى الگوتيين –السكان الأصلاء لجبال زاگروس هم أسلاف القدامى للكرد الحاليين-تمسك بهذه النظرية آخرون، لمزيد من المعلومات راجع: صلواتكولياموف،نفسالمصدر،ص25.وغيرها.

[28] اشتق اسم كرد (Kurd) من اسم گوتی، الدولة التي ظهرت في كردستان، لمزيد من المعلمات حول هذه المسألة أنظر: أشراكسافراستيان،الكردوكردستان، (ترجمةأحمدخليل)،كردستان2005. ص21.

[29]أشراك سافراستيان، نفس المصدر، ص 21؛ صلواتكولياموف، نفس المصدر، ص 83؛ خلاصةتأريخالكرد وكردستان، مجمد آمين زكي بك، القسم الأول، (ترجمة محمد علي عوني)، الطبعة الثانية، بغداد 2005. ص 125.

[30]صلواتكولياموف، نفس المصدر، ص 86.

[31]جكر خوين، نفس المصدر، ص 106.

[32]چيمس هنري برستيد، نفس المصدر، ص 228.

[33]چيمسهنريبرستيد،نفسالمصدر،ص225؛ ديفيد ماكدووال، الكرد شعب أنكر عليه وجوده، (عبدالسلام النقشبندي)، آراس أربيل، الطبعة الأولى 2012. ص 26.

[34]چيمسهنريبرستيد،نفسالمصدر،ص226.

[35]أشراكسافراستيان،الكردوكردستان، ص 19.

[36]چيمس هنري برستيد، نفس المصدر، ص 226؛ عليأكبركردستاني، نفس المصدر، ص 30-31.

[37]هوما كاتوزيان، الفرس إيران في العصور القديمة والوسطى الحديثة، (ترجمة أحمد حسن المعيني)، الطبعة الأولى، جداول-بيروت، 2014، ص 15.

(Homa Katouzian, the PERSİANS, Ancient, Mediaeval and Modern Iran).

[38]ول ديورانت، قصة الحضارة، المجلد الأول، الجزء الثاني، (ترجمة الدكتور زكي محمود)، دار الجيل، بيروت، 1988.ص 417.

[39]أرثركريستنسن،إيرانفيعهدالساسانيين، (ترجمةيحيىالخشاب-عبدالوهابعزام)،النهضةالعربية،بيروت، 1998 ص 5.

) L’iran sous les sassanıdes. Par Arthur Christesen (

[40]جكرخوين،نفس المصدر،ص81-82.

[41]جكر خوين، نفس المصدر، ص 81.

[42]أرثر كريستنسن، نفس المصدر، ص 93-99-246.

[43]صلواتكولياموف، نفس المصدر، 296.

[44]أشراك سافراستيان، الكرد وكردستان، (ترجمة أحمد خليل)، كردستان 2005. ص 44.

[45]أرثركريستنسن، نفس المصدر، ص 81.

شارك هذا المقال: