أخشى من الإسلاموية اليومية أكثر من الإرهاب الإسلامي

شارك هذا المقال:

أخشى من الإسلاموية اليومية أكثر من الإرهاب الإسلامي

 

لارس أصلان راسموسن

الترجمة  عن الدانماركية: مصطفى إسماعيل

 

 

التطرف المقلق والمتزايد بين الشباب المسلم يُرى بوضوح, حين يتمكنُ حزب التحرير الإسلامي من ملىء صالة “ نوبرو “ بالآلاف من الناس, حيث يبلغ المتوسط العمري بالكاد أكثر من 25 سنة, يقول لارس أصلان راسموسن.

إنه أمر فظيعٌ, عندما يضرب الإرهاب الإسلامي, وقد رأينا ذلك مرات عديدة في 2016 في بروكسل, بايرن, نيس, اسطنبول, برلين.. إلخ.

ناهيك عن الحديث أيضاً عن عديد الهجمات التي تم الحيلولة دون وقوعها من قبل أجهزة المخابرات الذكية في الدانمرك.

على أي حال, ليس الإرهابُ التحدي الأكبر عندما نتحدث عن الإسلام السياسي, إذ ينبغي أن نكون صادقين ونقول, أن ليس بإمكاننا أبداً حراسة أنفسنا في مواجهة مجانين – مُقادين بالتعصب الديني – يختارون حرث الناس تحت شاحنة أو تفجير أنفسهم.

لو كان الحديث يدور فقط حول نفوسٍ ضالةٍ فردية لديها وجهات نظر مسعورة, نعم, لما كان الغرب في مواجهة تحدٍ مختلفٍ عن التحديات المعتادة التي تتعامل معها الشرطة بشكل اعتيادي وجهود منع الجريمة, ومن ثم لما كان هناك أي سبب للخوف من المستقبل على المدى الطويل. لكن الواقع ليس كذلك, إذ أننا نعلم من دراسات عديدة أن هناك العديد من الذين يشاركون وجهات نظر الإسلاميين.
اسمح لي أن أذكر هنا بعض الأرقام المخيفة.

أُجري في العام الماضي مسحٌ شاملٌ وتمثيلي للمواقف بين المسلمين في بريطانيا عن مواضيع مختلفة, وقد توزعت الأرقام كالتالي :
39% يعتقدون أن على النساء إطاعة أزواجهن دائماً.

52% كانوا معارضين لقوننة المثلية الجنسية.

23% يعتقدون أن الشريعة الإسلامية يجب أن تصنف فوق القانون البريطاني.
نحن نتحدث – أيضاً – هنا عن الناس الذين في حالات كثيرة قد ولدوا ونشأوا في بريطانيا ويعيشون في بلد ديمقراطي مع كل الحقوق والحريات التي ينطوي عليها.

مع ذلك فإن أكثر من نصفهم يعتقدون أن المثليين الجنسيين يجب أن يُعاقبوا, وأربعة من اصل ستة غير مبالين تماماً بالمساواة بين الجنسين, وقد استغرق ذلك أجيالاً للبناء عليه.
في حين أن كل واحد من أربعة يدعو مباشرة إلى تطبيق الشريعة الإسلامية القروسطية والفظيعة.

 

في الدانمرك, هناك أرقام مخيفة كذلك. في العام الماضي أظهرت دراسة مماثلة أيضاً أن نصف المسلمين المقيمين هنا فقط أن الدستور يجب أن يسود جميع التشريعات, في حين أن النصف الآخر يود رؤية التشريع إما مستنداً على القرآن فقط أو مستنداً على مزيجٍ من الدستور والقرآن.

أن يعتقد الكثير من الناس أن كتاباً قديماً يجب ان يحكم التشريع في الدانمرك لهي مشكلة كبيرة تواجه التعايش في الدانمرك والغرب.

الأكثر إثارة للقلق, أن كل الدراسات من هذا القبيل تظهرُ أن التدين المتزايد يُعثر عليه بين الأجيال الشابة, والذي يمكننا بوضوح رؤيته أيضاً في الدانمرك, عندما – على سبيل المثال – يملأ المتطرفون من حزب التحرير الإسلامي صالة “ نوبرو “ بالآلاف من الناس, حيث يتجاوز المتوسط العمري بالكاد الـ 25 سنة.

هذا التطور مقلق للغاية, ولا يجب أن يُعلق على بطاقة العنصرية أو التقليل من الخوف لأجل أن تُسحب بطاقة العنصرية من تحت القبعة, لأن م هو هنا لا رابط له مع عرقٍ.

ومن الملاحظ أيضاً أن ضحايا نجاح الإسلاميين هم في المقام الأول الكثير من المسلمين المعتدلين, الذين يريدون أن يعيشوا حياتهم مع القيم الغربية, وهم يُوصفونَ بالخونة من قبل الإسلاميين ويتعرضون لضغط اجتماعي هائل.

خوفي من الأرقام هنا لا يدور ابداً حول أن ذلك يعني أن هناك المزيد من الإرهاب في الغرب, ولكنه يعني أننا سوف نحصل على مجتمع موازي أشد انقساماً, حيث تطبقُ هناك بعض المعايير الأخرى, وحيث أن ذلك يعني بدرجة اكبر أن الإسلاميين سوف ينجحون في وضع جدول العمل في المدارس والمؤسسات وفي الشارع وفي المناطق التي يشكلون فيها الأغلبية, وهناك خطر كبير على جميع الناس الذين لا يشاركونهم قيمهم.

هذا التطور يمكننا محاربته فقط بعدم إهمال المشكلة مطلقاً ظلّ هذا التأييد المتزايد لوجهات النظر المعادية للديمقراطية, وكذلك عدم الاستسلام للإسلاميين.

 

  • لارس أصلان راسموسن : عضو البرلمان الدانمركي عن حزب الديمقراطية الاجتماعي. ولد في العاصمة كوبنهاغن في 1978 لأب كردي مهاجر من تركيا وأم دانمركية.

 

** المصدر : Altinget

شارك هذا المقال: